|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() قوالب البحوث ومراتب الباحثين د. محمد إبراهيم العشماوي يخطئ بعض الباحثين في العلوم الشرعية حينما يستصحبون في كل بحث قوالبَ ثابتةً لا يحيدون عنها؛ فالبحوث التقليدية غير البحوث الابتكارية، فالتخريجُ التفصيلي للأحاديث وما يتعلَّق به من أحكام، والترجمة النمطيَّة الموسعة للشخوص والأعلام، والتعليق على كل صغيرة وكبيرة وردت في البحث - إنما يليق بالبحوث التقليدية، فأما البحوث الابتكارية، فلها منهج آخر؛ إذ القصدُ منها إبرازُ الجديد الذي جاء به الباحث، وليس إثقالَ البحث بالحواشي الكثيرة والكبيرة، مثلما يصنع الباحثون في أول عهدهم بالبحث، وإلا خرج البحث عن الشكل الابتكاري إلى الشكل التقليدي، على أن شكل البحث قسيمٌ لمضمونه، وكما تختلف البحوث في المضمون، فكذلك ينبغي أن تختلف في الشكل دلالةً على اختلاف المضمون. ومما ينبغي الانتباهُ إليه في هذا الأمر مراتبُ الباحثين؛ فلا يُقبَل من صغار الباحثين ما يُقبَل من العلماء المحققين؛ لأن الباحث في أول أمرِه يقلد غيره في المنهج؛ لأنه لا منهج له، حتى إذا صار أستاذًا كان له منهج، أو هكذا ينبغي أن يكون، ولقد قال لي مرةً شيخنا العلامة اللُّغوي الكبير فقيهُ العربية، الأستاذ الدكتور محمد حسن جبل، صاحب الكتاب الفذ: (المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم) رحمه الله تعالى: "يُقبَل مني في التأليف، والتحقيق، والتوثيق، والعزو - ما لا يُقبَل منك"! وكلما تمرَّس الباحث بالبحث، أدرَكَ الفرقَ بين قوالب البحوث، ولم تشتبه عليه مراتب الباحثين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |