هل علاقتي هذه بصديقتي تعد من الشذوذ؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127132 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-03-2021, 07:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي هل علاقتي هذه بصديقتي تعد من الشذوذ؟

هل علاقتي هذه بصديقتي تعد من الشذوذ؟


أ. عائشة الحكمي


السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، محمدٍ - صلى الله عليه وآله وسلم.
أرجو من أ. عائشة الحكمي الإجابة عن تساؤلاتي إن أمكن لها ذلك.

قصتي باختصار: لي صديقةٌ كأنها نفسي، بل هي أقرب إليَّ مِن نفسي، كلما احتَجْتها أُفاجأ بوُجودها بقربي، دون أن أخبرها بحاجتي لها!
وعندما أسألها، تجيبني: ألستُ روحكِ، إذًا سأشعرُ بكِ دون أن تخبريني!
تمسح دمعتي، تساندني، تصاحبني في كلِّ الأوقات، وعند حصول أي خلافٍ بيننا نتناقَش بكلِّ صراحة، ونحاول تجنُّب الأخطاء، ونتصالَح في نفس اللحظة وكأنَّ شيئًا لَم يكنْ.
أفمهما أكثر من نفسها، وتفهمني أكثر مِن نفسي، لا مكان للكذب بيننا، لَم أرها كذبتْ عليَّ، فهي صادقة وشفافة جدًّا، أحبها في الله، وتحبني فيه كذلك! كلُّ همومي وأحزاني تختفي عندما أكون بصُحبتها، مَن يرانا معًا يظن أننا أختان! دائمًا ما نوصَف بأننا كالإخوة!
كلما زاد عُمرُ صداقتنا زاد تفاهمنا وارتباط بعضنا ببعض، أصِفُها بـ: أختي وحبيبتي، وأحيانًا بـ:روحي، أغار عليها إن حادثتْ غيري مِن زميلاتها؛ لأنِّي أخاف أن تتعرَّفَ عليهنَّ وتتركني، عندما نلتَقِي لا شُعوريًّا أجد يدي مُتشابكة مع يدِها، وغالبًا ما أتَّكِئ على كتفها، وأحيانًا أعناقها!
نظرًا لظُرُوف دراستي سافرتُ إلى بلدٍ آخر، ومرة حلمْتُ أنِّي أقبِّلها مِن فمِها! فأخبرتُها بذلك؛ لأنِّي لا أخفي عليها شيئًا، فضحكتْ، ولَم نعطِ للموضوع أهمية.
عندما رجعتُ من السفر واجتمعنا، أحسستُ برغبةٍ في تقبيلِها مِن فمِها، فأخبرتُها بذلك، وبادلتْنِي نفس الشعور، فقبَّلتها! أصبحْنا كلما اجتمعنا وسمحتْ لنا الفرصة نقبِّل بعضنا، وفي يوم أحْسَسْنا أنَّ هذا الشيء غير صحيح، وأنه محرَّمٌ، فتواعدنا ألَّا يحصلَ هذا الشيء مرة أخرى، ولكن ما إن يرى بعضنا بعضًا إلا وتجيء الرغبةُ في ذلك! مع العلم أننا لا نرغب في أي ممارسة جنسيَّة، بل نتقزز من ذلك، كما أنَّ خشيتنا من الله تمنعنا مِن مجرد التفكير في ذلك.
أنا أثق فيها وفي نفسي أننا لسنا شواذَّ، ولكننا نخاف هذه الكلمة، وفي نفس الوقت نُجاهد أنفسنا على ترْكِ هذه القُبلة.

كيف تفسِّرون حالتي ووضعي معها؟ وبماذا تنصحوننا؟


الجواب
بسم الله الموفق للصواب
وهو المستعان

"قد علم الله أنَّ ناسًا يتحابُّون في الدنيا, ويشفع بعضهم لبعضٍ, فأمَّا يوم القيامة فلا خلة إلا خلة المتقين"؛ قاله قتادة، "جامع البيان"، الطبري.
مرحبًا بكِ أيتها العزيزة، وأهلًا وسهلًا، تجدين تفسير حالتكِ عند ابن الجوْزي - رحمه الله - في كتابه المحكم: "صيد الخاطر"؛ حيث يقول: "النفس إذا عشقتْ شخصًا أحبَّتِ القرب منه، فهي تؤثِر الضمَّ والمعانَقة؛ لأنهما غايةٌ في القرب، ثم تريد قربًا يزيد على هذا، فيُقبل الخد، ثم تطلب القرب من الروح، فيقبل الفم؛ لأنه منفذٌ إلى الروح!".
ونحن إذا أحببنا شخصًا حبًّا جمًّا، جعلْناه في منزلة الروح، وأسميناه: توءَم الروح! فليستْ رغبتكِ في تقبيل شفتي صديقتكِ الحميمة سوى رغبة لا شعوريَّة في القرب مِن روحِها، بيد أنها قبلةٌ آثمةٌ كما تعلمينَ؛ لما تثيره في النفس والجسد مِن أحاسيس جنسيَّة، بسبب العدد الكبير منَ النهايات العصبيَّة المنتشرة في الشفاه وجوف الفم، فهي لا تصحُّ شرعًا إلا بين الزوجَيْن، ولا تُستساغ عرْفًا لغير الزوجين!
والمشاعر التي تهيِّجها هذه القبلة هي مشاعر ماتعة وملتذة، ولذلك يتكرَّر طلبُها عند كل لِقاء! والشيطانُ يجري من ابن آدم مجرى الدم، فيكون محرِّضًا لهذه القبلة بدعوى القرب الرُّوحي، وإدناء منافذ الروح من بعضها البعض! فوافَق تزيين هذا الأمر هوًى تشتهيه النفسُ، فاجترأتما على ما تقِرَّان بأنه "غير صحيح، وأنه محرَّم".
أمَّا حلمكِ فهو حديثٌ من أحاديث النفس والهوى، وتفكيركِ في تقبيل فم صديقتكِ ولو على نحوٍ لا شعوري، بخاصَّة بعد السفر، وما يثيره السفرُ والبعد عن الأحبة من حنينٍ واشتياق، فظهرتْ هذه الرغبة في حلمكِ؛ تحقيقًا لهذه الرغبة اللا شعوريَّة، وهي صنْفٌ منَ الرغبات، "يساورنا في الليل؛ لأنها من النوع المتَّفق على أنه غير مشروع"، كما يقول فرويد في كتابه: "تفسير الأحلام".
أما ضحكُ صديقتكِ عندما سمعتْ بهذا الحلم، فليس من باب عدم اللا مبالاة بالأمر كما فهمتِ، ولكنه نوعٌ من المشاطرة لهذه الرغبة، ورضًا تامٌّ عن فحوى الحلم، والدليل على ذلك أنها طاوعتكِ مِن فوْرِها في أول قبلةٍ آثمة! وإنما مثَلكِ ومثَلُ صديقتكِ فيما تتبادلانه مِن قُبَل، كمثَل متنادمَيْن على كأسٍ من الخمر! كلاهما مسكر: القبلة والخمر! وهذه القبلة التي تطبعينها على شفتي صديقتكِ ثم تنسينها، تطبَع في اللحظة نفسها في صحيفة أعمالكِ، ولكنها لا تُنْسَى! ﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا ﴾[الإسراء: 13].
مِن واجبكِ اليوم أن تحافظي بقوَّة على هذا الحبِّ البريء؛ ليبقى حبًّا في الله، لأنه متى ما شابتْه معصية انقلبَ عن جهة المودَّة، وغدا الصديقُ عدوًّا في الدنيا أو في الآخرة! ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67]، يقول صاحب "الظلال": "وإن عداء الأخِلَّاء لينبع من معين ودادهم... لقد كانوا في الحياة الدنيا يجتمعون على الشرِّ، ويُملي بعضهم لبعض في الضلال، فاليوم يتلاومون، واليوم يُلقي بعضهم على بعضٍ تبعة الضلال وعاقبة الشر، واليوم ينقلبون إلى خصوم يتلاحَوْن، من حيثُ كانوا أخلاء يتناجون! ﴿ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾، فهؤلاءِ مودَّتُهم باقية؛ فقد كان اجتماعهم على الهدى، وتناصحهم على الخير، وعاقبتهم إلى النجاة، وبينما الأخلاء يتلاحون ويختصمون، يتجاوب الوجود كله بالنداء العلوي الكريم للمتقين: ﴿ يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ﴾ [الزخرف: 68].
وأهم ما تحتاجين إليه للحفاظ على هذه المحبة في الله، أن تُجاهدي وصديقتكِ الهوى، وهو جهادٌ عظيمٌ، وثوابه عظيم أيضًا، قال ابن القيِّم - رحمه الله ورضي عنه - في "روضة المحبِّين": "جهاد الهوى إن لم يكن أعظم مِن جهاد الكفار فليس بدونه، قال رجلٌ للحسن البصري - رحمه الله تعالى -: يا أبا سعيد، أي الجهاد أفضل؟ قال: "جهادك هواك"، وسمعتُ شيخنا يقول: جهاد النفس والهوى أصل جِهاد الكفار والمنافقين، فإنه لا يقْدِر على جهادهم حتى يجاهدَ نفسه وهواه أولاً حتى يخرج إليهم"، ولو علم الله صدقكما في مجاهدة الهوى؛ فسيُيَسِّر لكما سبُل السلامة والعافية؛ ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾[العنكبوت: 69].
وتبدأ هذه المجاهَدة بتَرْك هذه القُبلة الآثمة اتِّقاء الله - عز وجل - ففي "مسند الإمام أحمد" عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أخذ بيدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يعلِّمني مما علمه الله - تبارك وتعالى - وقال: ((إنك لن تدعَ شيئًا اتقاء الله - عز وجل - إلا أعطاك الله خيرًا منه))، وأبسط صور هذا الخير ألَّا تحرمي وإياها الالتذاذ بقبلات الزواج مستقبلًا، وإلا كُدِّرتْ عليكما بعد الزواج على لذتها وإباحتها وأجرها!
هذا أقل الخير في الدنيا، وأما في الدار الآخرة فإنَّ المولى - تبارك وتعالى - يقول في محكم التنزيل: ﴿ وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [يوسف: 57].
ثمَّة شوائب في صداقتكما بحاجة أيضًا إلى غربلة؛ كالغيرة، وكثرة العناق، والتلامس الحسِّي، فهذه الأمور من شأن العلاقة لا الصداقة! و"العاشق والمعشوقُ ليسا من الصديق والصديق، وإن كانوا يتشابهون ببعض الأخلاق، ويتلاقون في بعض الأحوال"؛ كما يقول أبو حيان في "الصداقة والصديق"، فتنبَّهي - هُديتِ - إلى المسائل "الحسيَّة"؛ كالعناق، وكثرة التلامس بالأكف؛ لأنها مِن مداخل الشيطان لإفساد طهارة الحب في الله، وها أنتِ تتلمسين بنفسكِ بعضَ نتائج العناق والضمِّ، فجسد الإنسان كتلة حية من الأحاسيس والأعصاب، لا قطعة من الحجر الأصم أو الرخام البارد!

وعسى الله أن يلهمكِ إيمانًا يحتجز بينكِ وبين مخالفته، وتوفيقًا لما يرضيه؛ وأن يجعل هواكِ تبعًا لما يحبه ويرضاه، إنه على كل شيءٍ قدير، وبالإجابة جدير.

والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، والحمد لله رب العالمين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.29 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.05%)]