بريق في عيني والخوف من الموت - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 122849 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77567 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 48990 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61481 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42859 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-02-2021, 04:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي بريق في عيني والخوف من الموت

بريق في عيني والخوف من الموت


أ. شروق الجبوري



السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أمَّا بعدُ:
تتمثَّل مشكلتي فيما يلي، في يوم كنتُ في مكتب العمل مع زميلاتي، أتحدَّث وأضحك معهنَّ، فجأة ظهَر خيط من ضوء في عيني، ولأوَّل مرة في حياتي يحدث لي هذا، أقْلَقَني هذا البريق، فخرَجت من العمل، لكني لَم أكن أرى جيدًا، والعرق كان كثيرًا، واعْتَرَتني دوخة وثقل في الجسم، فقلتُ: حدَث لي شيء بداخلي، إنه الموت، خِفْتُ كثيرًا؛ مما أزَّم الأمر أكثرَ، رجَعت إلى المكتب دون أن أعرفَ كيف!
المهم، قلتُ: أموت وسط زميلاتي، وعندما رأَيْنَني ارْتَعَبْنَ؛ فالوجه مُصفرٌّ، والشفتان بيضاوان، حَمَلْنَني إلى المشفى، وحُقِنت إبرة، وقمتُ بعمل تحاليل، فكان كلُّ شيء مُنضبطًا.
المهم، من يومها وأنا أعاني من الخوف من الموت، ذهَبت إلى جميع الأطباء في جميع التخصُّصات، والآن أجد الأمان والطمأنينة عند أمي - رحمها الله - إلى أن اكْتَشَفت - وحدي - أن مرضي نفسي وليس عضويًّا بعد عامين من المعاناة، وأنتم أدرى بأعراض هذا المرض وصعوبة تحمُّله، صار وزني 48 كيلو جرامًا بعد أن كنت 68 كيلو جرامًا، ذهَبت إلى الطبيب النفسي فكتب لي deroxat وlexomil، وقد شُفِيت وعُدت إلى وزني السابق، وإلى طبيعتي، وإلى حيويَّتي، إلاَّ أنه بعد موت أمي مؤخَّرًا بدأت الحالة ترجع إليّ، لكن ليس كذي قبلُ بالرغم من تناولي الدواءَ، وباستمرارٍ أعاني من القولون العصبي، والوساوس تَكثر في أيام الحيض، والإشكال وقَع لي بعد ولادتي الثالثة بـ 9 أشهر أثناء الرضاعة.
سؤالي المطروح: هل يمكن للمصاب بهذا المرض أن يُشفى منه نهائيًّا؟ كيف? وبالرغم من معاشرتي له لأكثر من 9 سنوات، وإيماني بالله القوي، وحبي الشديد لأولادي، ومساندة زوجي لي، وعملي، ومتابعة دراساتي، والتفاف أهلي حولي - فإن الشعور بالقلق وعدم الأمان، والخوف من الموت مع إيماني بأنه حقٌّ، يَجعلني لا أرى معنًى لحياتي.

أنجدوني بحلٍّ بارَك الله فيكم، لَم أحكِ لكم قصة مرضي كما أحْبَبت بالتفصيل المُمل؛ حتى لا أُطيل أكثر من ذلك.


الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم

أُختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
نرحِّب بك أولاً في شبكة الألوكة، سائلين المولَى القدير أن يُسدِّدنا في تقديم ما ينفعك، وينفع جميع المستشيرين.

أُختي الفاضلة، من سياق رسالتك والتدرُّج الذي مرَّت وتمرُّ به حالتك، أستشفُّ أنَّ المشكلة تكمُن في تركيز فكرك و(حصره) في أمر واحدٍ، يبدو أنَّك قد كوَّنت مفهومك عنه وقلقَكِ منه جرَّاء موقف أو خِبرة سلبيَّة سابقة لكِ معه، بمعنى أني أظنَّ أنَّك قد سَمِعت أو شاهَدت حالة مؤلِمة تتعلق بالموت، قبل أن يحدثَ لك وميضُ عينيك في العام 2003، فما كان منك إلا تفسير وربطُ ما حدَث معك آنذاك، بتلك الخبرة، وبالمفهوم الذي تَعزز لديك بشكل غير سليمٍ.
وقد لا يكون هذا الموقف ضمن دائرة إدراكك ووَعْيك؛ أي: ربما أنَّك غير متنبِّهة لأثر هذا الموقف في نفسك وفي ذاكرتك.
لهذا؛ فإني أرجو منكِ أولاً العودة بذاكرتك إلى المدة (القريبة) التي سَبَقت ظهور حالة الهلع لدَيك من الموت في العام 2003، فقد يتمثَّل ذلك في سماعك - على سبيل المثال - محاضرة عن عذاب القبر، أو تعرُّض أحد معارفك لموت مفاجئ، دون أن تَسبقه مقدِّمات مرَضية أو عُمرية أو نحوها، أو رؤيتك لمنام أو حلمٍ أخَذك لعالم ما بعد الحياة بشكل مُخيف، أو غير ذلك من المواقف التي تترك لدى البعض أثرًا سلبيًّا، وتَدفعهم إلى المبالغة في الخوف من موضوع معيّن، حتى يتحوَّل إلى خوف وفوبيا، إذا لَم يتمَّ استدراكُه بالتعرُّف على أسباب تبنِّيه، ثم العوامل التي عزَّزته.
وبعد تعرُّفك على تلك الأسباب، أنصحك بمراجعتها والتفكير فيها بأسلوب جديد ومغاير لِما سبَقه، ويكون ذلك بتناولك الجانبَ المهمَّ في أمر الموت، وحكمة الله تعالى منه، ففي أحد جوانبه يكون دافعًا لفِعل الخيرات في الدنيا، وحُسن العبادة، والتي يقع ضمنها الاستئناس بنِعَم الله تعالى التي وهبَك إيَّاها، وهناك مَن لا يَنعم بها، وهكذا يكون أسلوب النظر إلى هذا الأمر باتِّزانٍ عقلي وانفعالي، وكذلك إلى غيره من الأمور التي تجدين لديكِ قلقًا منها.
واعْلَمي يا أُختي الفاضلة أنَّ الاستزادة من التفكير في النعم والمزايا التي يتمتَّع بها الإنسان، تُدخل إلى نفسه الرضا والسعادة، وتُعزِّز ثقته بنفسه وبالعالم حوله، ولا سيَّما إن قَرَنَها بمقارنة نفسه مع آخرين ممن حوله، ممن لا يَمتلكون ما يَملِك.
وفي هذا الصدد، فإني أُحَيّي ما لَمَسته فيك من استشعار لبعض ما تنعمين به من حُنوِّ الزوج والأهل، وهذا الاستشعار يُعَدُّ سِمة إيجابية تُحسَب لكِ، فأرجو منكِ تعزيزها وتنميتَها بما يعود عليك بنفعها، من خلال تطبيقك النصائحَ السابقة، وقد يكون لاستشعارك هذا دورٌ في عدم عودة حالتك النفسية كسابق عهدها من حيث شِدَّتُها؛ مما يبرز أهميَّة هذا الجانب لحالتك.
كما أنصحك بالبحث عن نشاط جديد تتفاعلين معه نفسيًّا وفكريًّا، وتُدخلين به تجديدًا على روتينك اليومي، كأن يكون هذا النشاط تواصُلاً مع إحدى المؤسَّسات الخيريَّة، حتى لو كان هذا التواصُل لأيام معدودة في الشهر، فإن ذلك يُضيف إلى حياتك تجربةً جديدة تَشحذ فِكرك إلى تفاصيلها؛ لأنها تمثِّل لك خِبرة حياتية جديدة، بجانب أثرها في بَعْث الطمأنينة في نفسك، إضافة إلى فضائلها الأخرى.
من ناحية أخرى، فإني أرجو منكِ أن تقومي بتحليلٍ للهورمونات، والغدة الدرقيَّة؛ فقد يكون للقلق والتوتر الذي تبنَّيْتِه فيما سبَق أثرٌ في عدم التوازن الهورموني لَدَيكِ، يتسبَّب هو الآخر في إحساسك بالخوف أو غيره، وهو أمر طبعي، أرجو ألاَّ ينال منك أيَّ اهتمام مُقلق؛ فالمهم في حالتك هو اتِّباعك الخطوات السلوكيَّة والفكريَّة التي تَمَّ تقديمها.

أخيرًا:
أختمُ بالدعاء إلى الله تعالى أن يُصلحَ شأنك كلَّه، ويُنعم عليك بالسكينة، وينفع بك، وسنَسعد بسماع أخبارك الطيِّبة مُجددًا.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.57 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]