|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خيط رفيع (قصة) أحمد كمال أحمد محمد كقطَّة صغيرة بين كلاب جائعة، استيقظت صباح على مذكِّرة مفتوحة على كلمات مُشوشة، أحسَّت خِدرًا في عقلها، حاولت الحبْوَ ناحية صنبور المياه فلم تَستَطِع، نظرَت لأصابعها فوجدت آثار الكتابة، نفضَتْ رأسها بقوة كعصفور مُنكمِش بعد خروجه من وحل، ما عادت تشتهي ركوة الصباح، طنين يَضرِب ذاتها، بالكاد مدَّت يدها لتُخرج مرآة حياتها من معطف الماضي، بعين زائغة تتلصَّص على ماضيها المُهترئ، جدران قلبها ما عاد يَحتمل ضربات جديدة، كانت الذكرى مخيفةً حين علمت أنها باتَت ثلاث ليال بجوار قبْرِ أُمِّها، تَصحو على صوت الألم، وتَغفو على أحجار المصير، خطيبها المُنتفِش ترَكَها بعد ضائقتهم المادية، وأب عقور يَسيح في ساحات العتَه، وصغار كالجراد لا يَكفيهم الفتات، أعتاب الجامعة ربما لا تجدي في بناء كوخ يَسترهم، والعمل يحتاج بسمات مُصطَنعة، وأنّى لمُنتكسة أن تتكلَّم فضلاً عن التبسُّم؟! كشريد يَخاف النظرات خرجَت تُجرجر المأساة، يستجدي وجهُها الهضيم أصحاب المحلات للعمل، لكن هراوة الرفض كانت قوية، أسراب الهمِّ تُخيِّم عليها، ترقب بعينها كيسًا يُداعبه الهواء، قبضت عليه بيدَيها النحيلتين، وعلى أكوام القمامة اختلط دمعها ببقايا الطعام، لملمتْ فُتات الطعام لكنها لم تُلملِم روحها، زحفَت نحو ساحة المجاعة، إخوة تهضم أمعاؤهم الحديد، يُمزِّقون الأكياس، كانت روحها تتساقط كأوراق الخريف، ومطرَقة الذكرى تضرب رأسها بقوة، ولم يوقف الضرب إلا صوتُ والدها المخمور، يَنهشها بعينيه الغاضبتَين، وينزل عليها بيده وهو يُفرغ جوفه، لماذا تتأخرين في الخارج؟ يبدو أني لم أُحسِن تربيتك، سقطت آخر ورقة من روحها على بقايا أكياس ممزَّقة، وصورة والدها تقترب أكثر فأكثر، فاضت روحها لتَلتحم مع الصورة، وتترك الصغار يتناثَرون مع الأكياس.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |