تجربتي الأولى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 839 - عددالزوار : 118378 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40078 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366663 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-02-2021, 04:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,215
الدولة : Egypt
افتراضي تجربتي الأولى

تجربتي الأولى


أ. أيمن بن أحمد ذوالغنى



ليس أصعبَ على الإنسان من أن تـثورَ في صدره براكينُ من المشاعر والانفعالات، وتَهُبَّ في رأسه عواصفُ من الرُّؤى والأفكار،
ثم يجدَ نفسَه عاجزًا كلَّ العجز عن التعبير عن شيء ممَّا في نفسه، أو قليل ممَّا في رأسه.

وهكذا كانت حالي ...

فعلى كثرة قراءاتي، وصَداقتي الدائمة للكتاب، وتذوُّقي للفصيح من الكلام ( شعرًا ونثرًا )،
كنتُ أرى في نفسي العجزَ عن حمل القلم وإجرائه؛ تعبيرًا عمَّا تَفيضُ به نفسي، ويَعتلجُ به رأسي ...

وما زلتُ أتهيَّبُ الكتابة، وأظنُّ فيَّ الإعياءَ عن الإبانة عن خَواطر روحي، وهَمَسات قلبي،

حتى قدَّر لي اللهُ سبحانه ما أطلقَني من إسار هذا الوَهْم الخادع، وحرَّرَني من قُيوده المثبِّطة، وشَرَكه المُستَحـكِم.

فذاتَ ليلة حدَثَ لي موقفٌ بديعٌ طريفٌ مع ولدي ذي السنتين، دَهِشتُ له وتحيَّرت، ومُلئتُ عَجَبًا واستغرابًا،

لقد كان هذا الموقفُ الغريب دليلاً بيِّـنًا على إعجاز كتاب ربِّنا الجليل القرآن الكريم، وفيه من الدَّلالات العظيمة ما يُثبتُ بما لا يَدَعُ للشكِّ مجالاً، أن كلامَ الله نَمَطٌ فذٌّ معجزٌ، دونَه كلُّ كلام، مهما علا في سَماء الفَصاحَة والبيان.

ورأيتُ حقًّا عليَّ واجبًا أن أدوِّنَ هذا الموقفَ كما وقَع؛ لطرافته، ولما فيه من معانٍ وعِبَر،

وليبقى ذكرى عَطرةً لبطل الموقف طفلي الصغير أحمـد.

وهذا ما كان ..

دوَّنتُ الخبر، ثم دَسَستُه في أحد أدراج مكتَبي،
وما زال في مكانه راقدًا مُطمئنًّا، حتى شرَّفَني بالزيارة ضيفٌ كريمٌ من أساتذتي في قسم اللغة العربية بجامعة دمشق،
أستاذي الكبير المُكرَّم الدكتور محمَّد حسَّان الطيَّان، صاحب الأيادي البيض عليَّ وعلى أجيال من طلاَّب العربيَّة،

فراودَتني نفسي أن أُطلعَه على ما كتبتُ،

ولكنَّ الرهبةَ تملَّكَتني، ورأيتُني حائرًا متردِّدًا،
كنتُ أرى أن ما كتبتُه لا يرقى لأن يقرأَه عالمٌ محقِّقٌ ولغويٌّ أديبٌ وأحدُ أعضاء مجمَع اللغة العربيَّة بدمشق،
بيدَ أن طرافةَ القصَّة كانت تُلحُّ عليَّ بذلك؛ للفائدة والعبرة،
ولأُفيدَ من ملاحَظاته ورأيه السَّديد،

وبعد بُرهَة من التردُّد والحَيرة تشجَّعت وتَجاسَرتُ، ودفعتُ إليه بالمقال على استحياء ...


شرعَ يقرؤه باهتمام وإمعان،

وكنتُ في إبَّان قراءته خائفًا متوَجِّسًا،
ولكن ما لبثَ أن أسفَرَ وجهُه عن ابتسامةِ رضًا وإعجاب، بالموقف أوَّلاً، وبأُسلوب الكتابة ثانيًا،
وبدأ يُثني على كتابتي، ويَكيلُ لي من عبارات التشجيع والإطراء ما لم أكُن أحلُمُ بقليل منه،
وحثَّني على مُواصلَة الكتابة، والإكثار منها؛ حتى تلينَ لي وتَطيع، وتسهُلَ عليَّ، و تصيرَ طبعًا لا تكلُّفَ فيه.

كنتُ أدرك في قَرارة نفسي أن ما كتبتُه لا يرقى إلى هذا المديح،

وأُوقنُ بأن أستاذي الفاضلَ أرادَ بحسِّه التربويِّ المرهَف أن يُحفِّزَني، وأن يدفعَ بي في طريق الكتابة والإنشاء،
وأن يزرعَ في نفسي الثقةَ والعزمَ والإقدام،
و والله لقد كان لكلماتِه تلك في نفسي من الآثار الحسَنة ما لا يعلمُه إلا الله.

ولئن كنتُ ما أزالُ في بداياتي الأُولى في عالم الكتابة والبيان،

لقد كُسرَ حاجزُ الوَهْم والوَجَل والتهيُّب، وبتُّ أشعر في نفسي بشيء من القُدرة على التعبير عمَّا أريد،
بفضل الله المنعم الكريم، ثم بفضل نصيحَة أستاذي المعطاء وتَشجيعه الدائم لي،
فجَزاه الله عنِّي وعن العربيَّة وأهلها خيرَ ما يجزي المحسنين،
وأكثرَ في الأمَّة أمثالَه من النقَّاد المشجِّعين، وجنَّبَنا نقدَ المثبِّطين، الذين يتلذَّذون بإحباط المبتدئين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.35 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]