|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مخاطبة القرآن للفطرة والعقل والوجدان د. أمين الدميري الله تعالى هو خالق الأكوان والإنسان، وهو سبحانه الأعلم بما خلق وبمن خلق؛ قال تعالى: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14]، كما أنه سبحانه هو الذي أرسل الرسل لهداية البشر ولتعريفهم بربهم عن طريق مخاطبة الفطرة الكامنة في أعماقهم، والعقول التي وهبهم إياها، وفضلهم على سائر المخلوقات، كما يخاطب في الإنسان وجدانه وعاطفته؛ وهذه الثلاثة (الفطرة والعقل والوجدان) تمثل أهم جوانب النفس الإنسانية: ففي خطاب الفطرة؛ يقول تعالى:﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 30]، وقال تعالى: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 7 - 10]. وفي خطاب العقل؛ يقول تعالى: ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ﴾ [الأنبياء: 22]، ويقول عز وجل: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ ﴾ [البقرة: 164] إلى قوله تعالى: ﴿ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 164]. وفي خطاب الوجدان؛ يقول تعالى: ﴿ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ﴾ [النمل: 60]، كما يخاطب العاطفة - أيضاً - بالحديث والتذكير بنعم الله التي لا تعد ولا تحصى؛ تفضلاً منه سبحانه على عباده فهو يعطيهم بغير سؤال، ومن قبل أن يسألوه: ففي سورة النحل (وتسمى سورة النعم)؛ يقول تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18]؛ وقوله في الآية: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18] دليل على سعة رحمته وفضله وعفوه، فهو يغفر لهم تقصيرهم في الشكر وعجزهم عن الحمد، لأن الخلق مقصرون في شكره، فكان عليه الصلاة والسلام يقوم من الليل حتى تتورم قدماه ويقول: "أفلا أكون عبداً شكوراً؟"، وهم أيضاً عاجزون عن حمده؛ فكان عليه الصلاة والسلام يقول: (لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)، فكان التذكير بالنعم تحريكاً للوجدان وعاطفة الإنسان كي يقر لربه - ولي نعمه ووجوده - بالوحدانية.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |