معاناتي في الغربة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 118 - عددالزوار : 73984 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 45680 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 39548 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 3819 )           »          مشكلات التربية في مرحلة الطفولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 10384 )           »          حث الأبناء على أداء العبادات تعويدًا وتربية وتقويمًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          هوس الشراء.. إدمان كيف تنجو منه المرأة؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          ترتيب الأولويات في الحياة الزوجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          إلى من يجهله ويطعن فيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 6545 )           »          تراث الحديث والسنة في الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 17-02-2021, 07:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,719
الدولة : Egypt
افتراضي معاناتي في الغربة

معاناتي في الغربة


أ. شروق الجبوري





السؤال

السلام عليكم.

أوَّلاً: أُريد أن أعرِّفكم ما كنت أُريده سابقًَا؛ طالما حلمت أن تكونَ لي وظيفة، وأن أكون مميَّزة عندَ الحضورِ، ولكن أنا أريد وأنت تُريد واللهُ يفعلُ ما يُريد، فأنا بعدَما تَعِبتُ أن أجِد وظيفةً تُناسبني، أتاحت لي الفرصةَ أن أكون مبتعَثة، وأنا كنت أكْره الدِّراسة جدًّا، لا أحبُّها ولا أحبُّ أيضًا الرُّوتين اليَومي في حياتي، ولكن ظُروفي الصَّعْبة أجبرَتْني أن أتغرَّبَ، ومنذ أن تغربتُ وأنا حائرة في أمْري، فلا أجِد نفْسي بين الطلاَّب، ودائمًا أحسُّ أنَّني تائهة، ولا يوجد عِندي تركيزٌ، فيسأل الطلاَّب وأنا أجيب، ومَن يسألني أجِد أن أفْكاري تَتشتَّت وأتلعثَم، ويحمرُّ وجْهي خجلاً، والكل يُلاحِظ عليَّ: المدرِّسة والطلاَّب، ولا أعرِف كيف أخرُج مِن هذه الدَّائِرة - دائرة الخجَل، وعدَم الثِّقة في النَّفْس - والإحساس المزمِن بحياتي هو إحساس الفَشَل في حياتي، وخصوصًا الدِّراسة، فأنا أمٌّ لأطفالٍ، ولا أجِد نفْسي إلاَّ في بيتي، ومنذُ أن تغرَّبت وأنا أَمكُثُ في بيتي بشكلٍ طويل، ولا أحبُّ أن أختلط كثيرًا مع الناس، ودائمًا أحنُّ إلى وطني وأهْلي رغمَ وجود زَوجي وأبنائي معي، ولكني أُريد أُمِّي وأبي، وتأتيني أفكار أنَّني لن أراهم، ومتى سأرجِع لبلدِي؛ لكي أراهم؟!

وأسأل نَفْسي دائمًا: كيف تَسرَّعتُ وأتيتُ هنا، وزَوْجي يقول لي: مِن أجْلِ مستقبلٍ أفضلَ لأبنائكِ، لا تهتمِّي ولا تُحطِّمي نفْسَكِ، ففي بضعة أشهر ستَعْرفين اللُّغة، وستكونين أفضلَ، وأنا خائفة جدًّا؛ لا أجِد نفْسي في الدِّراسة، أحسُّ أنَّني لا أَصلُح لدِراسة، وأني مُجبَرَة - مِن أجْلِ أبنائي - أن أُكمِلَ دِراستي، فهم هنا الآن معي ولا أُريد أن أرجِع بهم، وقدِ ارتاحوا جدًّا في المدارس الأمريكيَّة، ويمدحون أسلوبَهم ومعاملتَهم اللطيفةَ معهم، وأنا خائفةٌ جدًّا على أبنائي أنَّني لن أحقِّق شيئًا ولا أُريد أن أضيعَ مستقبلَهم؛ أُريد أنْ أجِدَ فيهم ما لم أجِدْه في نفْسي.



أرجوكم أَرْشِدوني.




الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم



أُختي الكريمة، السلامُ عليكم ورحمةُ الله تعالى وبركاته.

نودُّ بدايةً أن نُحييَكِ ونَشكُر انضمامَك إلى شبكة (الألوكة)، سائلين المولَى القدير أن يُسدِّدنا في تقديمِ ما يَنفعُكِ ويَنفع جميعَ السائلين.



أختي الفاضلة، مِن خِلالِ استقراءِ رِسالتك، ودَلالات بعضِ عباراتِك، أجِد أنَّ مُشكلتَك لا تكمُن في عدمِ رَغبتِك في استمرارِ الدِّراسةِ، ووضعك النَّفْسي الحالي بشأنِها في الغُربة، فأصلُ المشكلة لديك تَكمُن في عدمِ تعرُّفِك على السُّبلِ الصائِبة لتحقيقِ ذاتك، وأهدافك؛ فقد أشرتِ يا عزيزتي، في بدايةِ رِسالتك، أنَّك (طالما) حَلمتِ بأن تَكونَ لكِ وظيفةٌ، وتكوني (مميَّزة) لدَى الحضور، ورغم أنَّه هدفٌ مشروع، ويُشير إلى طموحٍ إيجابي لدَيكِ، لكن يَبدو أنَّه لم تَكُن لديك صورةٌ ذِهنيَّة عن السُّبل والمراحِل التي عليكِ تَقفِّيها، والصبر على صُعوباتها؛ للوصولِ إلى هذا الهدَف، بل إنَّ تفسيرَك لتأخُّر حُصولِه قدِ ابتعد عن الواقِع أيضًا، فأصدرتِ حُكمَكِ بأنَّ عدَم نَيْلكِ ما تمنيتِ إنَّما هو قَدَرٌ مِن الله تعالى، مع أنَّ كلِّ شيءٍ بقدَر الله، ولا تَعارُض بيْن هذا وبيْن تَفسيرِ الواقِع بحقائقِه.

فأنتِ اليومَ يا أختي، تَعيشين قدَرًا ونِعمةً مِن الله تعالى، وقد سَخَّر لك فرصةً تتمنَّاها كثيرات، وتجاهلتِ أنَّ هذه النعمةَ إنَّما هي إحْدى السُّبُل والمراحِل للوصولِ إلى حُلمِك في الحصولِ على وظيفة، وكذلك هي سبيلٌ للتميُّز أيضًا.

مِن جِهةٍ أخرى، فإنَّك تُشخِّصين في نفسِك عدَم رغْبتك بالتزامِ الرُّوتين، وغفلت بأنَّ مِن شروطِ النَّجاح الوظيفي الأساسيَّة الالتِزامَ والمواظَبة عليه، كما أجِد في إقرارِك (بكُرهك) للدِّراسة عاملاً آخَر يُبعدك عن تحقيقِ طُموحِك، وكذلك الأمْر في تَبنِّيكِ اعتقادًا (جزميًّا)، بأنَّكِ إنسانةٌ فاشلةٌ في الدِّراسة، رغمَ إقرارك بأنَّك لا تُحبِّينها، ولم تَقولِي: إنَّها تفوق قُدراتِكِ الذِّهنيَّةَ مثلاً، أو قابلياتِك، أو غير ذلك.

ولهذا؛ فإنَّكِ يا عزيزتي قد تبنيتِ في نفْسك بعضَ الاتِّجاهات التي تشكِّل نقائضَ لدوافعِك ورغباتِك الشخصيَّة، ومِن هنا جاءَ إحساسُكِ بالتِّيه والتشتُّتِ، وعدَم الرِّضا الذَّاتي، وتَسبَّبَ ذلك كلُّه في شعورِكِ بالإحراج المفرِط عندَ محاكاتكِ مع الآخرين.

وإنَّني يا عزيزتي، إذ أُقدِّم إليك هذا التحليلَ لأصولِ مشكلتك؛ فإنَّما لتركِّزي فكرَكِ على أسباب مشكلتك الحقيقيَّة، وخُطوات حَلِّها.

وأُولَى تلك الخُطوات تكمُن في إجرائِك مراجعةً ذاتيةً لحاجاتك ودوافعك الشخصيَّة، وأهدافك التي تتمنَّين تَحقيقَها، ثم تَعملين على تَحديدِها بوضوحٍ؛ لتقرِّري إن كنتِ ما زِلتِ تَطمحين إلى الحصولِ على وظيفةٍ ومركَز اجتماعي مرْموق، وهلْ تَجدين نفسك في ذلك؟ أم أنَّك تجدينها في بيتكِ كزوجةٍ وأُمٍّ؟ وبعدَ إجراءِ تلك المراجعةِ وتَوصُّلك إلى نتيجةٍ بشأنها، عليكِ استكشاف قابلياتك وقُدراتك الشخصيَّة، التي مِن خِلالِها يُمكنك تنفيذُ اختياراتكِ دون تعثُّر.


فإنَّ بمعرفتِك لأيِّ الاتجاهَين تَميل إليه نفسُكِ ودوافعُك، تتوصَّلين إلى فَهمِ ذاتك، واختيارِ البيئة الاجتماعيَّة المناسِبة لها، والتي تَجِدين معها توافُقَكِ النَّفْسي، وتَوافُقكِ مع أفرادِها أيضًا، وعِندها ستَختفي الأعراض التي تُقلقك عندَ اتصالِك بهم.

واعْلمي يا عزيزتي، بأنَّ توافقك واتِّزانك الشَّخْصي في أيِّ مجتمع تكونين فيه، هو مِفتاحُ السَّعادة لزوجِك ولأبنائِك، وليس راحتهم المؤقَّتة في المدارس الحاليَّة، أو غير ذلك؛ لأنَّ ما يترتَّب على انعدامِ هذا التوافُقِ والاتِّزان، تكون نتائجه أكبرَ وأعمقَ أثرًا في نفوسِهم.

ولا يَفوتني أن أُذكِّرك بضرورةِ أدائك صلاةَ الاستخارة، والتضرُّعِ إلى الله تعالى أن يُوفِّقك لما فيه الخيرُ لك ولأُسرتِكِ.



وأختم بالدُّعاءِ إلى الله تعالى أن يُصلِح شأنَك كلَّه ويَنفع بك، وبانتظارِ أن نسمعَ منك مُجدَّدًا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.30 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.52%)]