|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجي ترك البيت ولا يسأل عنا الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي السؤال ♦ ملخص السؤال: امرأة بينها وبين زوجها خلافٌ، لكن الزوج شديد العِناد، ولا يتنازَل بسهولة، طلبتْ مِن والده التدخُّل لحل المشكلة، لكن حصل خلافٌ بينهما، وترَك زوجها البيت ولم يَعُدْ منذ أيام، ولا يسأل عنها أو عن أولاده. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا امرأة متزوجة، حصل خلافٌ بيني وبين زوجي، وحاولتُ التفاهُم معه، لكنه لا يعطيني أي فرصة للحِوار والمناقشة، طلبتُ مِن والده التدخُّل لحل الموضوع - وهو رجلٌ حكيمٌ، وأثق في رأيه - فقام بالتحدُّث مع زوجي، وبَيَّنَ له أخطاءَه، واشتدَّ النقاشُ بينهما، فغضب زوجي، وطلَب مني ترْك أطفالي والخروج من البيت فرفضتُ، فقام هو بأخْذِ أغراضه وترك البيت، ولا يسأل عن أطفاله. أساسُ الخلاف أصلًا بسبب أخطائه وتقصيره، والآن هو خارج البيت منذ أيام ولم يعدْ للبيت ولا يتصل، ولا أعرف أين هو! زوجي شديدُ العناد، ولا يتنازل بسهولة، فأرشدوني للتصرف المناسب جزاكم الله خيرًا الجواب الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فالعنادُ كما تعرفين أيتها الأخت الكريمة خُلُق سيئٌ يَعتري الرجل والمرأة على حد سواء، ولكنه في الزوج أصعب؛ لأنَّ الزوجَ هو المسؤولُ عن الأسرة، وله القوامةُ، فالمفترضُ فيه أن يكونَ رحيمًا صبورًا يتحمَّل أفراد الأسرة كلهم، والعنادُ إن لم يمنعْ مِن جميع هذه المسؤوليات فإنه يَحُول بينه وبين بعضها. الزوجُ العنيدُ لا يرى أخطاءه ولا يعتبرها، فضلًا عن أن يُقرَّ بها مهما كانت العواقب، ولذلك يتعين عليك أيتها الفاضلة أن تعلمي أن سبب العناد الأول هو اختلاف الطبائع، وعدم الانسِجام في الحياة الزوجية، أو تأخر الاندماج والتكيُّف معك، ولو ذهبنا نَتَتَبَّع أسبابَ عِناد الزوج لطال المقامُ جدًّا، والذي يهمنا هو تجنُّب الأسباب المولدة والمهيجة لعناد زوجك، والتي مِن أهمِّها: النِّزاعُ والاختلافُ. وسأُلخص لك بعضَ النقاط التي تُعينك على الأخْذِ بيد زوجك لبَرِّ الأمان حتى يفطمَ مِن عناده: • أظهري لزوجك مَزيدًا مِن الاهتمام والاحترام والتقدير، واجعليه يَشعُر بحبك، فهذا يُيَسِّر عليك احتواءين: غضبه، وعناده، ويجعلها نقاط قوة في صالحك، وذلك بتجنُّبه حال غضبه، ثم مراجعته بعدما يهدأ، ومناقشته بهدوءٍ وتعقُّلٍ حتى الوصول إلى حلٍّ، وهذا الأمرُ يتطلَّب صبرًا وضبطًا للنفس، وذكاءً اجتماعيًّا مع احتِساب الأجْرِ عند الله تعالى، ومرة بعد مرة سيستحيي مِن نفسِه وستملكين قلبه. • تجنَّبي الغضبَ والثورةَ في كل موقفٍ، فتسلُّط الزوجة أو تعمدها إثارة غضب الزوج أو تحديه من أهم عوامل إثارة نزعة العناد، وهذا أمرٌ تعتدينه بالتدريب وبالتزام اللين والرحمة، مع الرِّفْق في الحوار، ونسيان المواقف السلبية، والتعامل بروحِ التسامُح حتى تسيرَ الحياة الزوجية بأمانٍ واستقرارٍ وسكينةٍ. • إنْ ظهَر لك أن سبب العناد هو عدم التكيف معك، والشعور باختلاف الطباع، فيعبر عن رفضه للسلوك المعين وعدم الانسجام في الحياة الزوجية بالعناد - إذا ظهَر لك هذا فلا تتردَّدي في تقريب وجهات النظر، والتنازُل عن بعض حقوقك وما اعتدتِ عليه؛ بِرًّا بزوجك. • احذري اللجاجة في الجدَل، وبَيِّني له ما تريدين وحسب، فالشخصيةُ العنيدةُ شديدةُ الحساسية والكبرياء، وتختلط عندها قيمةُ الرأي بقيمتها هي عندك، ومِن ثم يعتبر التنازُل عن رأيه تنازُلًا عن هيبته واحترامه، بل وقوامته وكيانه كله، وهذا هو السِّرُّ في ترْكِه البيت بعد النقاش مع والده، لشعوره بالانكسار، والحلُّ الأمثلُ هو مُجادَلته بالحسنى والرفق والكلام الهادئ الرقيق اللين، وإشعاره بالود والرحمة حتى يطمئنَّ، ويَشعُر أن ذاته مَصونة، وقيمته كريمة، فلا يشعر بالهزيمة، ويلين قلبه، ويطمئن أن الهدف هو سلامة الأسرة مِن التصدُّع، وليس غلبة طرف على آخر. • هذه السياسةُ تُعطي زوجك فرصةً لمراجعة سلوكه معك، وأنت كذلك راجعي أخطاءك، وأنصفيه مِن نفسك، فالعفوُ والصفحُ هما مادةُ الحياة الزوجية، وإذا انتظر كلُّ طرف مِن الآخر أن يقرَّ بخطئه عسر الأمر جدًّا، والشيطان يُعمق المشاعر السلبية، ويعمل على دفْنِ المحاسن، وكشف المساوئ، ومِن ثَم يجب على كلِّ طرف الوفاء بما عليه، والتنازُل عن بعض حُقوقه، والتحلي بالهدوء النفسي، وإشاعة المودَّة والرحمة، والحِرص على تحقيق السعادة الزوجية واستمرارها. أصلح الله لك زوجك، ورزقكما السعادة والهناء
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |