الداعية والتميز الدراسي..! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127129 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-02-2021, 02:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي الداعية والتميز الدراسي..!

الداعية والتميز الدراسي..!

مشاري بن حمد الراشد

يعارض بعض علماء النفس المسلمين[1] استخدام عبارات "التميز والتفوق" عند وضع الصيغة والهدف الذي يطمح الإنسان إلى تحقيقه والوصول إليه.. ويرجئون ذلك إلى مستوى الطبيعة التنافسية التي يمكن أن تخلقها هذه العبارات، والتي قد تتسم بأنواع من التنافس غير المحمود والحسد ورغبة الفشل للغير وكراهية مساعدتهم.. وهو ما يعارض مبادئ المسلمة الداعية التي تتقرب إلى الله بالمساعدة والنصح والإرشاد لكل من حولها، وتحقق بذلك أهدافها وغايتها.. ويعارض أيضاً مبدأ الوفرة والقناعة بأن هذه الخيرات الكثيرة في الأرض جعلها الله الكريم سبحانه وتعالى كافية ومستوفية لكل بني البشر، وفي الحديث الصحيح: "... ثُمَّ يُرْسَلُ إلَيْهِ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٍّ أَمْ سَعِيدٍ..."، فإذا كان كل ذلك مكتوباً معلوماً مسطراً في الألواح؛ فمن تمام حسن الظن بالله أن يعلم المرء أن ما كُتب له سيصيبه، ولن يحول دون ذلك كائن من كان إلا قضاء الله وقدره المحكم.. وأن ما لم يُكتب له ألا يصيب منه ما طمح إليه فلن يصيب من ذلك شيئاً إلا أن يشاء الله.. وبهذا القدر المحكم والقضاء المدبر.. يكون المرء موقناً بنصيبه من الدنيا، مجتهداً في بلوغ غايته وتحقيق رسالته التي ربطها بمستقبل حياته؛ لينال رضا الله ومحبته.
وأقول: إذا فقه المرء هذه القضية ووعاها وأيقن بها حق اليقين؛ فلا يضيره (بإذن الله) ما قد يختلف عليه المختصون والباحثون من التسميات والمصطلحات؛ لأن الأساس الراسخ يُبنى في قرارة النفس ودخيلتها على ما يعرفه ويؤمن به؛ شريطة أن يكون إيماناً موقناً به متآزراً متعاضداً معه بالعمل.. وبهذا يمكننا أن نستخدم هذه العبارة على هذا الفهم ونكون على وفاق.. يرخي العنان للفكر والتأمل..
والآن: لماذا يجب أن تحرص الداعية على التميز في دراستها؟
الداعية المسلمة شخص فريد من نوعه؛ لأنها تعيش لهدف نبيل وسام، يركز جهدها ووعيها على التأثير فيمن حولها وجذبهم إلى دوائر الهداية والصلاح.. وتتمنى من كل البشرية العيش في نطاقها.. ولهذا فلابد أن تسعى إلى كل ما يمنحها طاقة التأثير والقدرة على اكتساح الحواجز والعقبات التي تحول بينها وبين من حولها..
فالداعية المتفوقة تطلب العلم وتهتم به في ذاتها؛ لتكون متقنة لمجال تخصصها، جديرة بالقيام بجانبه العملي والنظري على أكمل وجه.. فتكسب بفعل خلقها الراقي وجدارتها العملية ثقة من حولها، وتصير رمزاً انتقالياً فاعلاً ينقل ما يجول بهمها وخاطرها إلى كل ما حولها وتحت نطاقها..
وهي بذلك تكون قدوة لغيرها في اكتساب العلم.. والإبداع في مجال التخصص الدراسي.. فلا يصح من الداعية التي تأمر بكل ما هو حسن وتنهى عن كل ما يعيب أن تقصر في شأن دراستها الذي هو من أولوياتها، والذي هو مما اتفق على حسنه وفائدته وأهميته..
بل إن الداعية المتفوقة تكسب محبة معلماتها، وتستطيع أن تجد في قلب واحدة منهن مكاناً وحيزاً تؤثر فيه وتصل من خلاله إلى داخل هذه المعلمة..
كما أن الداعية المتفوقة تكون مركز جذب لزميلاتها، وتستطيع بهذه القدرة وببعض الخدمات اليسيرة، كشرح مسألة لإحداهن، أو مساعدتها في نسخ درس، أو تحقيق رغبة مفيدة ونافعة لزميلات الفصل عند أستاذة.. بكل ذلك تكون الداعية مركزاً تدور حولهحلقة التعليم وتتكرس فيه نقاط الاهتمام لدى الطالبات.. وإذا كانت هذه الوسيلة المفيدة في الدعوة تتحد في كيان الداعية لتجعل الجانب الدراسي متميزاً، والجانب الدعوي مؤثراً وفعالاً فلا بد أن تهتم الداعية وتحرص أشد الحرص على الاهتمام والعناية به..

[1]) وقد ذكر هذا الملحظ الدقيق والمهم الدكتور الفاضل "صلاح صالح الراشد".. في كتابه المتميز "كيف تخطط لحياتك؟".. وستجد في الكتاب مثل هذه الملحوظات الدقيقة والقدرة الفائقة على اكتساب عادة التخطيط والمهارة في ذلك..




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.17 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.87%)]