ابني والخوف - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          جوجل: جيمينى ليس فقط للمتحدثين باللغة الإنجليزية ويدعم 45 لغة فى 200 دولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-01-2021, 04:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,320
الدولة : Egypt
افتراضي ابني والخوف

ابني والخوف


أ. شروق الجبوري



السؤال
أستاذي الفاضل، أودُّ استشارتك في مشكلة نغَّصت عليَّ صفوَ حياتي.
لديَّ طفل عمره أربع سنوات، وكان أسلوبي خاطئًا في تصحيح سُلوكه قبل سنتين، كنت أحبسه في الغرفة لدقيقةٍ وأضربه ظنًّا منِّي أنها الطريقة السليمة للتربية، والنتيجة: طفل خوَّاف وجبان، في أيِّ اجتماع يكون فيه غرباء تنتابُه نوبةُ خوفٍ والتصاق بي، ممكن أنْ يندَمِج بعد وقتٍ ولكن مجرَّد أنْ يلتَقِي بطفلٍ أقوى منه ينسَحِب ويبدأ بالبكاء، ومجرَّد أن أختفي عن نظره ولو لدقيقة يبدأ بالبُكاء بطريقةٍ هستيريَّة، إضافةً إلى أنَّه لا يحبُّ الأبواب المغلقة، وبمجرَّد أنْ يُقفَل بابٌ يصرخ.

كيف أصحِّح ما أخطأت فيه، وأنمِّي ثقته بنفسه؟

الجواب
أختي الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
يسعدنا أولاً أنْ نُرحِّب بك في (شبكة الألوكة)، وندعو الله - تعالى - أنْ يُوفِّقنا والعاملين عليها إلى ما فيه نفْع عباده وتفريج كربات المستشيرين، إنَّه تعالى سميع مجيب.

كما أودُّ أنْ أُحيِّي فيكِ مراجعتك لما يصدُر عنك من سلوكيَّات، وتصحيح ما هو خطَأ فيها، وكذلك مُلاحظتكِ الدقيقة لسُلوكيَّات ابنك ومَشاعره، بالإضافة إلى تَقَصِّيك سُبُلَ الحلِّ الرشيد في التعامُل مع مشكلاته من خِلال استشارة المختصِّين في هذا الجانب، وهي سماتٌ إيجابيَّة تُحسَب لك، وأرجو منك تعزيزَها والإبقاءَ عليها مَدَى حياتك.

أختي الكريمة، لا شَكَّ أنَّ ما قدَّمتِ من تصرُّفات خاطئة ألقَتْ بظِلالها على نفسيَّة ابنك، وبَنَتْ في نفسه خِبرات سيِّئة، جعلَتْه يربط مواقفَ معيَّنة (مثل: غلق الباب) بتوقُّعات سلبيَّة وأحداث مؤلمة (كالضرب أو البقاء منعزلاً في وضعٍ مخيف)... وهكذا.

وهذه الارتباطات جاءتْ حصيلةَ الذكريات السابقة التي تكرَّر فيها عِقابه بشكلٍ نمطي، مع مُلازَمة لرموز معيَّنة؛ كغيابك عنه، والذي ارتبط في ذاكرته بعَزله عَنْوةً.

أمَّا عن خَوفِه وانسِحابه من الأطفال الذين يجدُ فيهم قوَّة وشدَّة أكثر منه، فهو رَدُّ فعلٍ طبعي لطفلٍ لم ينلْ من الخِبرات الموقفيَّة ما يُؤهِّله للتعامُل مع مَن هو أقوى منه؛ بل إنَّ هذا الأمر أيضًا مرتبطٌ في ذاكرته بسَيْطرة الأقوى وتلقِّيه الألم منه.

ومن حُسن الحظِّ أنَّ ابنك ما زال طفلاً، وإمكانيَّة تصحيح ذلك الضعف لا تزال ممكنةً - بإذن الله تعالى - حيث يمكنك يا عزيزتي أنْ تشرعي ببناء خِبرات إيجابيَّة جديدة لتحلَّ محلَّ سابقاتها السلبيَّة، وبذا سيكون سُلوك ابنك وأفكاره مشتقَّة من تلك الخبرات والمفاهيم الجديدة.

فعلى سبيل المثال: في خوف ابنك من الباب المغلق ولجوئه إلى الصُّراخ، فبعدما عرَفتِ سبب هذا الفزَع وما ارتبَط في ذِهنه من توقُّعات، اعمدي إلى ربْط موقف غلْق الباب بموقفٍ إيجابي ومُفرِح لابنك؛ كأنْ تضَعِي كيس حلوى في المرَّة الأولى بوضعٍ يقع فيه عند غلْق الباب، ثم عَزِّزي حُصولَه على هذا الكيس بإبْداء فرحك بفوزه هذا بالتصفيق والتشجيع واحتضانه، واعملي على تَكرار هذا الموقف مرَّاتٍ عديدة، مع تغييرٍ في نوع ومَضمون ما يلقيه الكيس لابنك عند غلْق الباب، بين لعبة صغيرة أو قصة ملونة أو أقلام للتلوين... وهكذا، حتى يتحوَّل أمرُ غلْق الباب في نفسه من أمرٍ يُثِير فيه ارتباطاتٍ مخيفةً إلى أمرٍ يجلب له الارتباطات والذكريات المفرِحة.

وهكذا الأمر مع باقي الجزئيَّات التي تَجِدينها في نفْس وسُلوك ابنك، وقد استُخدِم هذا الأسلوب مع طفلٍ يخشى إطفاء النور عند ذَهابه للنوم، ويرفُض حتى الضوء الخافت الذي مثَّل مصدر إزعاجٍ لأهله، فقد تَمَّ إدخال الحكاية الليليَّة التي تتضمَّن التشويق والنهاية السعيدة، وربط بدئها مع إطفاء النور، وبعد تكرار هذا الأمر عدَّة ليالٍ تغيَّر اتِّجاه هذا الطفل من فزعٍ لإطفاء النور إلى رغبةٍ منه في إطفائه - بحمد الله تعالى.

ومن الأمور التي يجبُ مُراعاتها في تنفيذ هذا الأسلوب وجودُك مع طفلك في بدايات تطبيقه، ثم انسحابك بعد ذلك مع تكرار المواقف؛ حتى لا يربط تلك الذكريات والخبرات بوجودك معه واتِّكاله عليك، وهنا يحتاجُ الأمر لقوَّة الملاحظة وحُسن التقدير للفترة التي تجدين فيها إمكانيَّة انسحابك، والتي يجب أنْ تكون بعد تخلُّص ابنك من الفزع الأوَّل لغلق الباب، وهو ما يُعبِّر عنه بشدَّة الصراخ.

وفيما يتعلَّق بعدَم قُدرة ابنك بالتعامُل مع الأطفال الأقوى، فأنصَحُك أولاً بكسر حاجز الخوف في نفسه من منافسةٍ يُتوقَّع مسبقًا خسارتها، من خِلال إشراكه في مسابقات بسيطة يحقق فيها فوزًا ما، واعمدي حينها إلى تشجيعه وتعزيز هذا الفوز ومُكافأته؛ ليُعزِّز ثقته في نفسه، ويكوِّن عن ذاته وقُدراته انطِباعًا إيجابيًّا، ثم كرِّري إشراكَه في تلك المسابقات البسيطة، واعمَلِي على رفْع تعقيدها شيئًا فشيئًا، وكرِّري التشجيع، أمَّا إذا أخفَق فيها فاعمدي إلى تشجيعه على المشاركة مرَّة أخرى حتى نيل الفوز، ولا تنسي عزيزتي أنَّ أسلوب القصة يُعزِّز في نفس الطفل مفاهيم إيجابيَّة كثيرة، من خِلال تضمينها مفاهيم تُعزِّز الشجاعة والثقة بالنفس وغيرها ممَّا هو مطلوبٌ، ولا سيَّما إن استُثمِر وقتُ قَصِّها ليلاً قبل النوم.

وأخيرًا: أختم بدعاء الله - تعالى - أنْ يُصلِح شأنك وشأن ابنك وينفع بكما، ويجعله من الصالحين، إنَّه تعالى سميع مجيب، ويسعدنا أنْ نسمع منك مجددًا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.80 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]