|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() جفاء صديقتي حيرني أ. شروق الجبوري السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة تشكو جفاء صديقتها المقربة منها، وانقطاع تواصلها معها، حاولتْ أن تبتعدَ عنها لكنها لم تستطعْ لشدة تعلُّقها بها، وتسأل: كيف أتعامل معها؟ وكيف يجب أن تكونَ علاقتي بها؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لي صديقةٌ مُقَرَّبة مني، أعدها صديقتي التي أخبئها لصعوبات الحياة، نقطع معًا درب الحياة، أجدها أحيانًا ينقطع تواصُلها بي تمامًا، ويصل الانقطاع لشهور، وقد أستميت في معرفة أخبارها والاطمئنان عليها. ازداد انقطاعها مؤخراً، وحاولتُ أن أقنع نفسي بأنها منشغلة، وكنتُ أنا المبادِرة بالسؤال عنها، كما هو الحال دومًا، فأبدأ أنا بالسؤال عنها. لكني ما يحزنني أنني أجدها - وهي في قمة انشغالها - تتواصل مع آخرين وكأن ليس بها شيء، بل يمتد الاتصال بينها وبين غيرها وقتًا طويلاً. ضايقني هذا كثيرًا حين ﻻحظتُه، ولَم أُواجهها، واكتفيتُ بأن أُخبرها بأني افتقدها كثيرًا، ولا أشعر بوجودها كما هو حال الأصدقاء، فصدمتُ عندما أخبرتني بأنها لا تعدُّني رفيقتها. ابتعدتُ عنها لفترة ثم حاولتُ قدْر الإمكان الإبقاء على شيء مِن التواصُل على استحياء، لكني شعرتُ بأنها مُجْبَرَة على الحديث، أو تُجاملني، ومع هذا كنتُ أعود وأنسى كل ما فات، وكأنَّ شيئًا لم يحدثْ. أخبروني كيف أتعامل معها؟ كيف يجب أن تكونَ علاقتي بها؟ هل ما أفعله معها مِن مُراعاة حق الرفقة والوفاء لها صحيح أو خطأ؟ وهل ما تفعله هي من التجاهل التام وعدم اﻻهتمام المبالغ فيه صحيح أو خطأ؟ هل هكذا تكون الصحبة؟ هل يجب أن أضع لها أعذارًا، وأقنع نفسي بذلك؟ أنا أحبها فعلاً، وجرَّبتُ أن أتخيَّل فقط حياتي بدونها، لكني لم أفلحْ، ربما اعتدتُ على وُجُودِها أكثر مما ينبغي. ﻻ أفهم فعلاً لماذا تتعامل معي هكذا؟ الجواب ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. يُسعدنا أن نُرَحِّبَ بك في شبكة الألوكة، داعين المولى القدير أنْ يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين. وأودُّ أن أحيي وفاءك وحبك لصديقتك، وحرصك على استمرار علاقة الود والتواصُل بينكما، وهو ما يُحْسَبُ لك، وينم عن طيب وحُسن خُلُقك. عزيزتي، من خلال استقرائي لرسالتك استشفُّ أن السببَ الرئيسي للمشكلة يكْمُن في قيامك ببناء انطباعاتٍ خاصة بك عن صديقتك، وعن مستوى علاقتكما، كانتْ متطابقة مع رغبتك وتمنياتك (أنت)، ولكنها لم تتطابقْ مع نظرة صديقتك نفسها لتلك العلاقة. وتتسبَّب مثْلُ هذه المشكلة في مشكلاتٍ أخرى، ومشاعر إحباط وحزنٍ للشخص؛ حيث تَقودُه انطباعاته إلى رفْع مستوى توقعاته عن سلوكيات وردود أفعال الطرف الآخر التي ينتظرها، وأرى أن هذا ما قد حصَل معك حين فسَّرْتِ انقطاع صديقتك بالابتعاد المقصود عنك، وبدَتْ كأنها تجحد علاقةً مَتينةً بينكما، بينما لم تجدْها هي سوى زمالةٍ أو صداقة عادية. ولذلك فإني أنصحك يا عزيزتي باسْتِرجاع أحداث علاقتك بهذه الفتاة بشكلٍ حياديٍّ، وباستبعاد ميلك النفسي عن تفسير ما مرَّ بك من مواقف معها، لتتعرفي على مَكامن الخلَل، سواء كان ذلك في سوء التفسير مِن قِبَلك، أو في إلحاح منك على التواصل معها كان غير مبرر بالنسبة لها، وربما أثار شكوكها، وما إلى غير ذلك مِن مُراجَعات تجعلك تصلين إلى نتيجةٍ لا يقف نفْعُها على تعاملك مع هذه الصديقة وحسب، بل تكون لك بمثابة خبرة حقيقيةٍ في بناء علاقاتك المستقبلية مع الآخرين. واعلمي يا عزيزتي بأن جميعنا يتمنى أن يكونَ له رفيقٌ مخلِصٌ ووفيٌّ يُعينه على مشقَّة الحياة، ويحيطه بمشاعرَ حقيقيةٍ، لكن هذه الأمنية لن تتحققَ حتى تتوفر في هذا الرفيق الرغبةُ الصادقة في تلك الرفقة، إضافة إلى تحلِّيه بصفات الصديق الصدوق. وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يمنَّ عليك برفيقة مخلصةٍ وفيَّةٍ تنفعك في الدارين وأن ينفع بك، ونسعد بسماع أخبارك الطيبة مُجَدَّدًا
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |