بئْرُ ذِي أَرْوَان أو بئْرُ ذِي ذَرْوَان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127099 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-12-2020, 04:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي بئْرُ ذِي أَرْوَان أو بئْرُ ذِي ذَرْوَان

بئْرُ ذِي أَرْوَان أو بئْرُ ذِي ذَرْوَان




محمد تبركان




ذَرْوَان على مِثال فَعْلان، اسمُ بئرٍ معروفةٍ بالمدينة في بستان[1] بني زُرَيقٍ من الأنصار، وهي الّتي دُفِنَ فيها عُقَدُ السِّحرِ للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. وكان الّذي تَوَلَّى هذا الجُرْمَ في حقِّ سيِّدِ الخلقِ صلّى اللّه عليه وسلّم لَبيدُ بن الأعصم اليَهودِيّ. ولا غروَ في ذلك فالشّيءُ من مَعْدَنِه لا يُستَغْرَبُ، فهو من النَّسْلِ الخبيثِ قَتَلَةِ الأنبياءِ: زكريّا ويحيا والمسيح ابن مريم[2] عليهم جميعا صلاةُ اللّه وسلامُه، وقد ثبتَ[3] ذلك في صحيح البخاريّ ومسلم وغيرهما من دواوين السنّة المشرّفة.

والمَلحوظُ من سياق هذه الأحاديث الشّريفة هو ذلك التّباينُ في اسم البئر الّتي دُفِنَ فيها عُقَد السّحر للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. ويُمكِنُ حصر اختلافهم[4] فيها حسب ورودها في الأحاديث على النّحو التّالي:
1. بئر ذَرْوَان ← خ – حم.
2. بئر ذي أَرْوَان ← خ – م – جه.
3. ذَرْوَان ← خ.
4. ذِي أَرْوَان ← حم.
5. ذي ذَرْوَان ← ابن سعد.
6. بئر كذا وكذا ← ابن سعد.
وضُبطت في بعض المصادر ب:
7. ذَرَوَان ← القاموس المحيط، ومعجم البلدان، والنّسبة إلى المواضع والبلدان، وعمدة القاري.
8. ذِي أَوَان ← معجم البلدان، وعمدة القاري، والسِّيرة الحلبيّة، وفتح الباري.

والمختار من حيث اللّغةُ هو ما ثبتَ في صحيح مسلم أعني: (أَرْوَان)؛ لأنّه الأصلُ كما في الصِّحاح (6 /2267 أرا)، والفائق (1/ 38 و2 /353)، وغريب ابن الجوزي (1 /20)، والمصباح المنير (ص369).

وفي فتح الباري (11 /393 - 394) تحرير نفيس في بيان علّة هذا الاختيار قال – رحمه اللّه -: (وَذَرْوَان بِفَتْحِ الْمُعْجَمَة وَسُكُون الرَّاء، وَحَكَى اِبْن التِّين فَتْحهَا وَأَنَّهُ قَرَأَهُ كَذَلِكَ قَالَ: وَلَكِنَّهُ بِالسُّكُونِ أَشْبَه، وَفِي رِوَايَة اِبْن نُمَيْر عِنْد مُسْلِم " فِي بِئْر ذِي أَرْوَان " وَيَأْتِي فِي رِوَايَة أَبِي ضَمْرَة فِي الدَّعَوَات مِثْله، وَفِي نُسْخَة الصَّغَانِيّ لَكِنْ بِغَيْرِ لَفْظ بِئْر، وَلِغَيْرِهِ " فِي ذَرْوَان ". وَذَرْوَان بِئْر فِي بَنِي زُرَيْق، فَعَلَى هَذَا فَقَوْله: " بِئْر ذَرْوَان " مِنْ إِضَافَة الشَّيْء لِنَفْسِهِ، وَيُجْمَع بَيْنهمَا وَبَيْن رِوَايَة اِبْن نُمَيْر بِأَنَّ الْأَصْل " بِئْر ذِي أَرْوَان " ثُمَّ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَال سُهِّلَتْ الْهَمْزَة فَصَارَتْ " ذَرْوَان "، وَيُؤَيِّدهُ أَنَّ عُبَيْد الْبَكْرِيّ[5] صَوَّبَ أَنَّ اِسْم الْبِئْر " أَرْوَان " بِالْهَمْزِ، وَأَنَّ مَنْ قَالَ " ذَرْوَان " أَخْطَأَ. وَقَدْ ظَهَرَ أَنَّهُ لَيْسَ بِخَطَأٍ عَلَى مَا وَجَّهْته. وَوَقَعَ فِي رِوَايَة أَحْمَد عَنْ وُهَيْب، وَكَذَا فِي رِوَايَته عَنْ اِبْن نُمَيْر " بِئْر أَرْوَان " كَمَا قَالَ الْبَكْرِيّ، فَكَأَنَّ رِوَايَة الْأَصِيلِيُّ كَانَتْ مِثْلهَا فَسَقَطَتْ مِنْهَا الرَّاء، وَوَقَعَ عِنْد الْأَصِيلِيِّ فِيمَا حَكَاهُ عِيَاض " فِي بِئْر ذِي أَوَان " بِغَيْرِ رَاءٍ. قَالَ عِيَاض: هُوَ وَهْم، فَإِنَّ هَذَا مَوْضِع آخَر عَلَى سَاعَة مِنْ الْمَدِينَة، وَهُوَ الَّذِي بُنِيَ فِيهِ مَسْجِد الضِّرَار).


وجوّدها النّوويُّ في شرحه على صحيح مسلم (7 /14 /177)، ونقل تصويبها عن الأصمعيّ وابن قتيبة. لكنّ هذا الأخير اختار ضبطها بالتّحريك[6] أي: أَرَوَان.


نعم، ولا يجوز تخطئة غيرها لاحتمالها التّأويل كما سبق عن ابن حجر، غير رواية (ذي أَوَان) فهي خطأ محض.


أمّا تغليط[7] الأصمعيّ مَن يقولُ " ذَرْوَان " فلعلّه محمول على اعتبار أصل الوَضْع اللّغويّ لاسم هذه البئر وهو " أَرْوَان "، وليس فيه ردّ للروايات الثابتة في ذلك، قال في معجم ما استُعجم (2 /611 - 612 الذال والرّاء): (وذكر البخاريّ أيضا هذا الحديث في آخر كتاب الدعاء، وقال فيه: وبئر ذروان في دُور بني زُرَيْق من الأنصار. هكذا نقله ثقات المحدّثين. وقال القتبيّ: هي بئر أَرْوَان، بالهمزة مكان الذال. قال: وقال الأصمعيّ: وبعضُهم يُخطئ فيقول ذروان). واللّه أعلم.

تنبيهان:
1. قال في اللّسان (14 /286): (وفي حديث سِحْرِ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: بئر ذَرْوانَ، قال ابن الأَثير: وهو بتقديم الرّاء على الواو، مَوْضِعٌ بينَ قُدَيْدٍ والجُحْفَة).


والّذي وقفت عليه من كلام ابن الأثير في النّهاية (2 /398): (وفي حديث سِحر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم [ببئر ذَرْوَانَ] بفتح الذال وسكونِ الرّاء، وهي بئر لبَني زُرَيق بالمدينة. فأمّا بتقديم الواو على الرَّاءِ فهو موضعٌ بين قُدَيدٍ والجُحْفة).

وعليه؛ فلعلّه حدث في اللّسان قلبٌ من النّاسخ أو الطابع، صوابُه (بتقديم الواو على الرّاء). واللّه أعلم.

2. وفي معجم البلدان (1 /299): (وذَرْوان أيضاً حِصنٌ باليمن من حصون الحقل قريب من صنعاء).

ويراجع:
1. إصلاح غلط المحدّثين (ص90 - 91 الرّديني).
2. حاشية السّنديّ على صحيح البخاريّ (76 كتاب الطبّ).
3. السّيرة الحلبيّة (3 /99 غزوة تبوك) و(3 /226 باب بدء الأذان...).
4. شرح سنن ابن ماجه (1 /253).
5. عمدة القاري (15 /167) و(21 /277).
6. غريب الحديث لابن الجوزيّ (1 /20 - 21).
7. غريب الحديث لابن قتيبة (1 /419).
8. الفائق (1 /38، 2 /353).

9. القاموس المحيط (1 /88 - 89، 1285).
10. لسان العرب (13 /192).
11. مرقاة المفاتيح (10 /283 كتاب صفة القيامة والجنّة – باب الكرامات).
12. المصباح المنير (ص369).
13. معجم البلدان (1 /162، 299) و(3 /5).
14. معجم ما استُعجم (1 /142 و211).
15. النّسبة إلى المواضع والبلدان (ص325 حرف الذال المعجمة).
16. النّهاية (2 /160 حرف الذال).
17. نيل الأوطار (4 /7 /180).


[1] في معجم البلدان (1 /299)، والنّسبة إلى المواضع والبلدان (ص325 حرف الذال المعجمة): (في منازل بني زريق بالمدينة)، وفي معجم ما استُعجم (2/ 611 - 612): (في دور بني زُرَيْق).

[2] نعم، لم يقتلوا المسيح ابن مريم عليه السّلام ولكن شُبِّهَ لهم ذلك، ورفعه اللّه إليه. ولكنّهم – لعنهم اللّه – يُعتبرون في حكم مَن قتله عليه السّلام؛ لقصدهم ذلك، وعزمهم عليه.

[3] صحيح البخاري (11 /384 رقم 5763 فتح) ← بئر ذَرْوَان.
صحيح البخاري (11 /397 - 398 رقم 5765 فتح) ← بئر ذَرْوَان.
صحيح البخاري (11 /401 رقم 5766 فتح) ← بئر ذي أَرْوَان.
صحيح البخاري (6 /486 رقم 3268 فتح) ← بئر ذَرْوَان.
صحيح البخاري (12 /100 رقم 6063 فتح) ← بئر ذَرْوَان.
صحيح البخاري (12 /488 رقم 6391 فتح) ← في ذَرْوَان.
صحيح مسلم (7 /14 /177 نوويّ) ← بئر ذي أَرْوَان.
سنن ابن ماجه (2 /1173 رقم 3535) ← بئر ذي أَرْوَان.
مسند أحمد (6 /96 رقم 24694 باقي مسند الأنصار/عائشة) ← ذي أَرْوَان.
مسند أحمد (6 /63 رقم 24392 و24393) ← بئر ذَرْوَان.
الطبقات الكبرى لابن سعد (2 /196) ← ذي ذَرْوَان.
الطبقات الكبرى لابن سعد (2 /199) ← بئر كذا وكذا.
والحديث خرّجه العلاّمة الألبانيّ – رحمه اللّه – في مختصر صحيح مسلم (ص375 هامش 6).

[4] انظر الهامش رقم 3.

[5] عمدة القاري (21 /277).

[6] القاموس المحيط (ص1285)، ومعجم البلدان (1 /299)، والنّسبة إلى المواضع والبلدان (ص325 حرف الذال المعجمة)، وفتح الباري (11 /393)، وعمدة القاري (21 /277).

[7] لسان العرب (13 /192)، وإصلاح غلط المحدّثين (ص90 - 91)، ومعجم ما استُعجم (2 /611 - 612)، وغريب الحديث لابن قتيبة (1 /419)، والنّسبة إلى المواضع والبلدان (ص325 حرف الذال المعجمة)، ومعجم البلدان (1 /299)، وعمدة القاري (21 /277).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.18 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.88%)]