|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() اضطراب وجداني ووسواس قهري د. ياسر بكار السؤال بسم الله الرحمن الرحيم سعادة د. ياسر بن عبدالكريم بكار - وفَّقه الله - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا شاب متزوج ولم أُرزَق بأولاد، ونسأل الله من فضله، وقد نشأتُ في أسرة محافِظة، لأبوين رحيمين، قاما بتربيتي على الخير والبِرِّ والصلاح، ولله الحمد والمنَّة. أطرح عليكم معاناتي؛ لأستشيركم - وفَّقكم الله - وأقول بأنِّي مُبتلًى بمرض نفسيٍّ منذ أن كان عمري 15 سنة، واتَّفق معظم الأطبَّاء، واستقرَّ الأمر على أن تشخيص مرضي هو اضْطِراب وجداني ثُنائي القطب - ولله الحمد والمنَّة - تحسَّنت حالتي كثيرًا في السَّنوات الخمس الماضية، أمَّا الآن فإنِّي أشكو من أمرٍ عذَّبَني، وأصبحَتْ حياتي جحيمًا لا يُطاق، وأصاب الضَّررُ جميع جوانب حياتي، ابتداءً بعلاقتي مع ربِّي - سبحانه وتعالى - وجوانب الدِّين، والصحَّة النفسيَّة (توتُّر، قلق، اكتئاب، إحباط، يأس) وصحَّتي الجسدية (ضغط الدَّم، والسُّكر)، وأصابني الضرر في حياتي الزوجيَّة؛ فالمشاكل في ازديادٍ، وكذلك أنا على وشك أن أُفصَل من عملي؛ بسبب كثرة الغياب، وهذا ليس تشاؤُمًا، بل مديري يهدِّدُني بأنه سيرفع أمرِي إلى المسؤولين، ولقد غبتُ شهر رمضان كاملاً بسبب التقلُّبات النفسية. وأنا الآن أفكر في الطَّلاق؛ خاصَّة ونحن لم نُرزَق بأولاد لكي أخفِّف على نفسي من همِّ الحياة الزوجية؛ لأنَّ حياتنا أصبحت جحيمًا ومَللاً ومشاكل وخصومات. أمَّا العلاقات الاجتماعيَّة، فإني اجتماعيٌّ - ولله الحمد - ولكنِّي الآن فقدتُ كلَّ علاقاتي، وتركت الأنشطة والهوايات والأصدقاء، أما عن هذا الشيء فهو عبارة عن أفكارٍ إلحاحيَّة؛ فمرَّةً أحلم بأنِّي عالِمٌ، وأسترسل معها بشكلٍ مزعج ومضيع للوقت، أحلام يقظة لا غير، ومرَّة أفكِّر بأني تاجر، ومرة بأني مُجاهد، ومرة بأنِّي... وهكذا. بل أحيانًا أفكِّر أفكارًا سخيفة تافهة، لكن المشكلة تَكْمن في أنَّها إلحاحيَّة، والمشكلة الأدهى هي أنِّي لا أستطيع أن أتحكَّم في تفكيري أبدًا، إذا بدأ مسلسل الأفكار يستمرُّ، ولا أستطيع أن أقاومه، حتَّى لو قاومتُه، وانتصرت على نفسي، وبدأت أعيش واقعي، وأعيش بصورة طبيعيَّة، فإنِّي ما ألبث أيامًا إلاَّ ويَرْجع جحيم الوساوس والأفكار أكثر تسلُّطًا وقَسْوة. ليست المشكلة في نوعيَّة الأفكار، لكن المشكلة كما ذكرتُ أنها: 1 - أفكار ووساوس متسارعة، تتبع بعضًا، لا انقطاع لها. 2 - أنها إلحاحيَّة (غصبًا عني) وأنا أَكرهها، وأعرف أنَّها مضيعة للوقت. 3 - أنها على شكل نوبات (الأفكار والوساوس) تأتي، وتلبث معي (غصبًا عني) لشهرٍ أو شهرين، أعيش في عذاب، ووقتي ضائع، وحياتي تصبح عبثًا، أتمنَّى حينها أنِّي لم أولد، بل يأتيني الشيطان الرجيم - أعاذنا الله منه - ويُزيِّن لي فكرة الانتحار، والعياذ بالله، ولكنه لا يجوز؛ ﴿ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ﴾ [الزمر: 26]. ثم تذهب النَّوبات، وأرجع إنسانًا طبيعيًّا متفائلاً طموحًا، أحبُّ العمل وأكون نشيطًا، ونفسيتي في أحسن حال، وأهدأ بالاً، وأبدأ بتطوير نفسي بالقراءة في الكتب، واستماع الأشرطة النافعة، وبِرِّ الوالدين، وصلة الرَّحِم، وحياتي الزوجيَّة ترجع لأحسن حال واستقرارٍ وسعادة، ثم فجأة تتدهور حالتي، وتأتيني النَّوبات (الأفكار والوساوس)، وأرجع إلى جحيم وعذابٍ، وأهدم كلَّ الذي بنيتُه، حينها أُصاب بانهيارٍ شديد وأبكي، والحمد لله على كل حال. أخبرتُ طبيبِي بالموضوع، فقال لي: إنَّ حالتك معقَّدة، وإنه لا يستطيع أن يَتلاعب في الأدوية، وهي: 1 - ديباكين كرونو 2000 جرام، 4 حبات. 2 - سيركويل 100 جرام. 3 - ويلبترون مضاد اكتئاب - لأنَّه أصابتني مؤخَّرًا نوبة اكتئاب حادة - 300 ملجرام. وأخبَرني بأنَّه إنْ أضاف أدوية أخرى بالنِّسبة إلى الوساوس والأفكار فإنَّه سيصيبني ضررٌ كبير، على سبيل المثال السيروكسات، وغيرها. وسؤالي - سعادة الدكتور ياسر وفَّقك الله -: هل يوجد علاجٌ لحالتي وطبيبِي يقول: ليس هنالك علاج لحالتك؛ (أيْ: جحيم وعذاب الوساوس والأفكار)، وأنا لست مقتنِعًا بكلامه في هذا الجانب؛ فلقد سمعت أنَّ هناك علاجًا بالأشعَّة، ولكن هناك أطباء يقلِّلون من شأنه، وأنه عديم الجدوى، والبعض ينصح به مع أنه نادرٌ، وقليلٌ من الأطباء الذين يعملون به. أعتقد - يا دكتور ياسر - أنَّ هذه الوساوس والأفكار سببٌ رئيس في زيادة الاضطراب النفسيِّ والوجداني الذي أُعاني منه. آمل الردَّ في أقرب وقت ممكن، وأعتذر عن الإطالة، وأسأل الله أن يوفِّقكم في الدنيا والآخرة. الجواب الأخ الكريم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. مرحبًا بك في شبكة (الألوكة) وأهلاً وسهلاً بك. قرأتُ رسالتك، وأشعر بِمُعاناتك، وأسأل الله - عزَّ وجلَّ - أن يمنحك الصحَّة والعافية والطُّمأنينة. يبدو أنَّ طبيعة هذه الأفكار التي تُعاني منها تأتي على شكل أفكار ملحَّة، ووساوس قهريَّة، تُحاول أن تقوم بدفعها، ولكن لا تستطيع، وهذا يُشابه اضطراب الوسواس القهري، وهو شيء منفصِل عن الاضطراب الوجداني، ولعلَّ علاجه يكون أصعبَ من علاج الاضطراب الوجدانيِّ وحده، ومَكْمن الصُّعوبة هو صعوبة استجابة المرض للعلاج - في بعض الحالات - وفي أنَّ أدوية اضطراب الوسواس القهريِّ قد تُسبِّب عدم الاستقرار في الحالة النفسيَّة، وقد تحفِّز نوبات الهوس التي يصعب السيطرة عليها أحيانًا، والتي هي شكلٌ من أشكال الاضطراب الوجداني. مع أن الرأي العلميَّ هو أنه إذا وجد مثبِّت المزاج الجيِّد، فيمكن إعطاء مضادَّات أو علاج الوسواس القهريِّ؛ مثل (السيروكسات) أو (البروزاك)، وغيرها، مع وجود الحذَر والمراقَبة، هذه الأدوية تقوم في نفس الوقت بعلاج الاكتئاب، كما يقوم بها دواء (ويلبيترون)؛ ولِهَذا يمكن استبدال الأدوية التي ذكرتها سابقًا بدواء (ويلبيترون). لكنني يجب أن أقرِّر بوضوح أنَّ هذا مجرد اقتراح، وقد لا يكون صحيحًا؛ فلكلِّ حالة ما يناسبها، ولست هنا الشخص المناسب لاتِّخاذ مثل هذا القرار، ويجب أن يتَّخذه طبيبك الخاص، أو طبيبٌ نفسي آخر تقابله؛ لأنَّ هناك عددًا كبيرًا من الأسئلة التي يجب أن يطرحها عليك؛ للتأكُّد من صحة هذا القرار. الأمر الثاني: استِخْدام جلسات العلاج الكهربائيِّ مفيدةٌ عندما تزيد المعاناةُ من هذه الأفكار الوسواسيَّة، خاصَّة عندما تؤدِّي إلى الضيق والحزن والشُّعور بالرغبة في الانتحار - لا سمح الله - لكن هذه الجلسات أيضًا قد تحفِّز نوبات الهوس؛ ولهذا لا بدَّ من الحذَر عند استخدامها، لكن يستطيع الطَّبيب الخبير أن يقوم بإعطائها إذا وجد الحاجة إلى ذلك، مع المراقبة اللَّصيقة أثناء إعطاء هذه الجلسات. لو كنتُ مكانك لفكَّرتُ في استشارة طبيبٍ آخَر، خاصةً لمن لديه خبرة في التعامل مع الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وهناك بعض الأطِبَّاء النفسيين لديهم خِبْرة متقدِّمة في هذا المجال. أُكرِّر أنه لا يجب أن تقوم بتغيير أيِّ شيء من أدويتك دون استشارة الطبيب بناءً على ما ذكرته هنا؛ فاستشارة الطبيب هي الأساس، وهي التي ستقود بمشيئة الله إلى التخفيف من هذه المعاناة. الأمر الأخير: أريدك ألاَّ تتَّخذ أيَّ قرار مصيري كبيرٍ في هذه الأثناء، أنت الآن تُعاني من حالة نفسيَّة خاصة، وستزول - بمشيئة الله - مع العلاج؛ لذا لا أُريدك أن تتَّخِذ أي قرار، خاصة في موضوع الزواج أو العمل، حاول أن تجتهد في القيام بواجباتك المختلفة في العمل والزَّواج إلى أن يكتب الله لك الشفاء من هذه الحالة، وتعود إلى طبيعتك، خاصة وأن ما تعانيه هي حالة عابرة، وستزول - بمشيئة الله وفضله. أسأل الله أن يشملك بعين رعايته، وأهلاً وسهلاً بك.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |