مشاكلي منذ الطفولة أدت إلى التفكير في الانتحار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         بعض خصائص منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تجويع غزة: سلاحٌ فتاك في صمت مطبق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أعظم الناس أثرًا في حياتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ثَمَراتُ الإيمانِ باليَومِ الآخِرِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مفهوم وفاعلية منصات التعلم الإلكترونية في التعليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          عثمان بن عفان ذو النورين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لمن يُريد الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          فضائل التوحيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أَفْشُوا السَّلَامَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          شتات الأمر وانفراطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-12-2020, 10:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,265
الدولة : Egypt
افتراضي مشاكلي منذ الطفولة أدت إلى التفكير في الانتحار

مشاكلي منذ الطفولة أدت إلى التفكير في الانتحار
أ. أسماء حما





السؤال



ملخص السؤال:

فتاة لديها ضعفٌ في الشخصية، نتيجة أحداث مرَّتْ بها وهي صغيرة لكُرهها للمدرسة والمعلمة التي كانتْ تدرِّسها، وأدى بها الحال إلى محاولة الانتحار، وكُره أهلها.



تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا (غيمفتاةٌ أبلغ مِن العمر 23 سنة، بدأتْ مُعاناتي بعد وفاة والدي رَحِمَه الله، وكانتْ وفاتُه صدمةً لي، رغم أني كنتُ صغيرةً، لكن تأثرتُ كثيرًا وإلى اليوم وأنا أعاني!



كنتُ طفلة هادئةً، مؤدِّبة ومتفوِّقة في المدرسة، وبعد وفاة والدي بدأتُ أميل للعُزلة والغياب والانطوائية!



كنتُ أكذب لأغيب عن المدرسة، وأشعُر بالخوف والضيق مِن الذَّهاب إليها، ثم كبرتُ قليلاً، وظهرتْ مشكلة أخرى مع معلِّمة لي، كانتْ تُعاملني معاملة سيئة، بسبب كثرة غيابي، كما أنها كانتْ تُفَرِّق بيني وبين الطالبات، وما زلتُ أذكُر شعوري حينما كانتْ تعاقبني!



ضعفتْ شخصيتي مع الأيام، وكبرتُ وأنا وحيدة، فليس لديَّ صديقةٌ، وتعبتُ من الدراسة ولم أكملْها.



كان السببُ الرئيس لتركي المدرسة هو الخوف منها، والذِّكريات السيئة التي أتذكرها دومًا، كما أني لا أستطيع إجبار نفسي وتعذيبها أكثر من ذلك.



اخترتُ الطريق الأسهل وهو الهُروب، وأشعُر بقلقٍ، وغير مرتاحة مِن كثرة تفكيري، فأنا إنسانةٌ هادئة جدًّا، لكن هذه الأيام أصبحتُ عصبيَّة، وأشعر بحقدٍ على مَن حولي، وخاصة أهلي؛ لأنهم يَمْنَعونني مِن العمل!



أشعر أنه ليستْ لي شخصية، وأنهم لا يحترمونني بسبب ضَعْف شخصيتي، وأشعر أن الأيام تَمُرُّ وأنا لا أُحَقِّق أي شيء.



نادرًا ما أخرج من المنزل، وليس لي إلا زميلةٌ واحدهٌ أتحدَّث معها من فترةٍ إلى أخرى، وما يُرادوني الآن التفكير في الانتحار، لكنني أخاف الله!



حاولتُ الانتحار ثلاث مرات عندما كنتُ صغيرة؛ حتى لا أذهبَ إلى المدرسة، ولا يعلم أحدٌ بذلك، ورحمةً مِن ربي بي لَم يُصبني شيءٌ!



أكره أهلي لأنهم سبب ضعْف شخصيتي، فهم حقًّا لا يَفْهمونني!


الجواب



أختي الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سمَّيتِ نفسَك: (غيموأسميك أنا: (خير)، فما بعد الغيم إلا المطر والخير بإذن المولى عز وجل.



يحزن الإنسان بعد مُصاب معينٍ كوفاة عزيز، وهذا طبيعيٌّ، أما أن يستمرَّ الحزنُ كلَّ هذه السنين فليس طبيعيًّا.



أتساءل: أين دور الأهل في توجيهك للذهاب إلى المدرسة ومتابَعة مَسارك العلمي؟



يَحْصُل أن كل فرد من العائلة مُنشغل بنفسه، وغير مهتم بأفراد عائلته، سيما في مجتمع تجاوزتْ فيه المادِّياتُ حدودَ المنطق والعقل، ولم يبْقَ للفرد فيه وقتٌ حتى لأهله، ووالدتك ليستْ قريبةً منك أيضًا، يحصُل هذا أحيانًا، ورغم قسوته على النفس إلا أن علينا تخطِّي هذه الظروف بحبِّ النفس والاهتمام بها؛ هذه النفسُ التي كرَّمها الله، ورَفَع قدْرَها، وخَلَقَها لحكمةٍ أصلاً، فلم يخلُقْها عبَثًا، فعلينا أن نُحَقِّقَ هذه الحكمةَ بالبحث عنها، ومعرفتها، لنُحققَ غايةَ وُجُودِنا، فنعيش حياةً طيبةً كريمةً، ونعمِّر الأرض بالخير.



محمدٌ صلى الله عليه وسلم معلِّم البشرية وقُدوتها، تُوُفِّي والدُه وهو في بطن أمِّه، وتُوُفِّيت والدته وهو في عمر 6 سنوات، فكفله جدُّه، وبعد وفاته انتقل إلى بيت عمه، ثم ساد البشريَّة صلى الله عليه وسلم؛ فليكنْ قدوتك، فمِن قلب المعاناة يتفجَّر التميُّز!



وأنت لا بد أنَّ لديك بيتًا آمنًا وغطاءً يحميك قسوة البرد، وأهلاً يَخافون عليك، فاحمدي الله على ذلك.



بعضُ الطلَبة السوريين يَعيشون في المخيَّمات يُقاسون حر الصيف، وصقيع الشتاء، بعضُهم ليس له أهلٌ، لكنه وَضَع هدفًا سعى إليه، وقبلَ أيام احتفلوا في الأردن بتخريج عددٍ من طلبة الثانوية العامة الذين نجحوا وتفوَّقوا في (مخيم الزعتري)، يقطُن في هذا المخيم كثيرٌ مِن اللاجئين السوريين، فمَن حياتُه أقسى؟! أنتِ أم هُم؟!



هل تقف الصعوباتُ حجر عثْرة في طريق نجاحك وأنت الآن في عُمرٍ ناضِجٍ؟



لا والله يا حبيبتي، أنت أقوى من ذلك، فاجعلي لنفسك هدفًا تسعَيْن لتحقيقه إن كان في متابعة تعليمك والحصول على الثانوية العامة ثم الالتحاق بالجامعة لتَحْصُلي على الشهادة الجامعية، أو في علوم أخرى تُحبينها، أو في تنمية هواية.



أعرف سيدات الْتَحَقْنَ بالجامعة في عمر الأربعين، وأنت أكثرُ منهنَّ نشاطًا وجلدًا وتحمُّلاً بحكم عمرك، فليس المهم أن تعملي بقدْر ما هو مهم أن تتعلَّمي لتنضجَ خبرتُك، ومن ثَم تختارين العمل من عدَمه، وقد يرزقك الله بالزوج الصالح الكريم الذي يَكفيك هَمَّ العمل الشاق لو كنتِ ترغبين فيه لتُنفقي على نفسك.



لا شك أنك ذكيةٌ وحسَّاسة ويُزعجك عدم التقدير الذي تتلقينه من العائلة، لكن المجتمع الخارجي مختلف عن المنزل؛ فتجلَّدي بالثقة، واخرجي إلى فضاء رحبٍ تجدين فيه ذاتك، وتعزِّزين فيه إبداعك، ولا شك أنَّ لديك بعضَ الجوانب المتميِّزة التي عليك العمل على تطويرها، فثقي أنك سوف تنجحين وتتخطين كل العقبات.



بعضُ تصرُّفات الأهل مَنشؤُها خوفُهم على أبنائهم، فأثْبِتي لنفسك ابتداءً ثم لأهلك قُدرتك على تجاوُز الصعوبات، مِن خلال متابَعة تحصيلك الدراسي، مع أنَّ العلم لا يتأتَّى بالشهادة، وتستطيعين بالقراءة والبحث والاطِّلاع الإلمامَ بالثقافات المتنوِّعة في شتَّى العلوم، إنما تبقى الشهادة وسيلةً عصريةً للتخصُّص المقصود في علم معين، ووسيلةً للتقدير الاجتماعيِّ والعمل المتميز أحيانًا، وسوف تلتقين في طريق التعلُّم ببعض الطالبات اللواتي يُشارِكْنَك الهمَّ والطُّموح، وتُكوِّنين معهنَّ علاقة صداقة جميلة.



سجِّلي في أحد مراكز القرآن الكريم، واقرئي القرآن بتدبُّر، واستشعري قُرب الرحيم الكريم، أحبِّيه جل جلاله لا إله هو، كلُّ شيء هالكٌ إلا وَجْهه، واسأليه التوفيق والفرَج، وتضرَّعي بين يديه بما تتمنين مِن نعيم الدنيا والآخرة.



التعلُّق بالله هو الأمن الذي لا يَصحَبُه خوفٌ، والطمأنينة التي لا يَشوبها قلقٌ؛ ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس: 62].



ابذري بذرةَ العلم والعمل، وتوكَّلي على العزيز الرحيم الذي لن يردَّ طلبك، ولن يخيبَ أملك، وسوف تقطفين ثمارَ ما تسعين إليه بإذن المولى، وتجدين لنفسك صحبةً طيبةً تدلُّك على الخير وتؤنس وحشةَ قلبك.



ما رأيك في العمل التطوُّعي؟ هل فكرتِ فيه ذات يوم؟ وكم يجد العاملون المتطوِّعون مِن لَذَّة وسعادة غامرةٍ!



اختاري مجالاً ترغبين فيه، والمجالاتُ في هذا كثيرةٌ: الاهتمام بطفلٍ يتيمٍ، مُساعدته في دراسته، زيارة عائلات فقيرة ومساعدتهم، زيارة دار العجَزة والاهتمام بأحد كبار السن، زراعة وَرد، القراءة لفاقِدي البصر ومساعدتهم، وغير ذلك كثيرٌ.



ما رأيكِ في الإنترنت؟! فها أنت تراسليننا عَبْره، هل تعرفين أن الناس تتعلم وتعمل عليه؟ في هذا العصر لا يوجد شيء مستحيلٌ، وأنت في قلب بيتك تُبْدِعين وتخرجين إلى العالَم بما لَم يخطرْ على البال.



أحبُّ للفتاة الاهتمام بمَظْهِرها ومَلْبسها مِن غير مُبالَغة طبعًا، وهذا عاملُ جذْب لمحبة الناس وإعجابهم، فالناسُ تهتمُّ بالشكل والمَظهر، على أن تهتمِّي أيضًا بتحسين جوهرك بالعلم والثقافة والخلُق الحسَن، والمؤمنُ دائمًا يدعو: "اللهم حسِّن خُلُقي كما حسَّنت خَلْقي"، فالهيئةُ مهمةٌ حبيبتي لتقريب القلوب.



تفكيرُك في الانتحار يُنْهي حياتك الدنيوية، ويَنقلك إلى عذاب الله الأكبر في الآخرة، وهل من شيء يستحقُّ أن ينهي الإنسان حياته مِن أجله، ويكون جَزاؤُه العذاب؟!



الحياةُ جميلة أخيتي رغم المحبِطات، رغم المُعيقات، وكيف سيشعر الإنسان بلذَّة سعيه وجهده إن كان ينال ما يُريده منها بغير تعب ومَشَقَّة، وكيف يكون للوُصول طعمٌ إن لَم نُكابدْ صعوبة الطريق؟!



السعادة قرارٌ، ونحن نصنع السعادة رغم الألَم.



ثقي بنفسك أولاً وعندها سيثق بك مَن حولك، ولا تتوقعي العكس؛ لأنَّ مَن يفقد الثقة بنفسه لا يمكنه أن يُظهرها للآخرين.



وفَّقك الله، وفتح عليك أبواب المعارف



وحفظك مِن شر نفسك، وشر الناس أجمعين


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.65 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.77%)]