|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ما رأيكم في الزواج من الأرملة؟ أ. فيصل العشاري السؤال ♦ ملخص السؤال: شابٌّ لَم يسبقْ له الزواج، قرَّر الزواج مِن فتاةٍ ثيِّب، لِمَا عرَف عنها مِن جميل الصِّفات والأخلاق، ولأنها أرملة أعزِّ صديق له، ورغبة منه في المشاركة في تربية أولاده مِن بعده، ويطلب المشورة والنصائح حول هذا الزواج. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ لَم يسبقْ لي الزواج، ونويتُ الزواج مِن فتاةٍ ثيِّب، لما عرَفتُ عنها مِن جميل الصفات والأخلاق، ولأنها أرملة أعزِّ صديق لدي - رحمه الله، ورغبة مني في المشاركة في تربية هؤلاء الأيتام وللتخفيف عن تلك الفتاة. فما رأيكم ونصيحتكم حول الموضوع؟ وما نصيحتكم تفصيلاً فيما يتعلَّق بالتعامُل مع الأولاد الأيتام؟ وكذلك ما نصائحكم حول التعامُل مع الفتاة عمومًا، مع الإشارة لما يتعلق بزوجها الأول وأولادها وحق الزوج الشرعي؟ وجزاكم الله خيرًا الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصُلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة. الزواجُ هو مَشروع المستقبل الاجتماعي بالنسبة لأيِّ شابٍّ وفتاة، وموضوعُ الزواج مِن الأرملة هو موضوعٌ ذو شُجون؛ إذ جرَت العادةُ أن يبحثَ الشابُّ الذي لَم يسبقْ له الزواج عن فتاة بِكر؛ لذلك اشتهر تداوُل هذه الفقرة من الحديث النبوي الصحيح في قصة زواج الصحابي جابر بن عبدالله: ((فهلاَّ بكرًا تُلاعبها وتلاعبك؟)). وهذا صحيحٌ مِن حيث المقارنة الموضوعية، لكن الناسَ عادةً ينسون إكمال شطر الحديث وبقيته، وهو أنَّ جابر بن عبدالله إنما تَزَوَّجها مِن أجل أخواته الصغار اللائي هنَّ بحاجة إلى امرأةٍ عاقلةٍ ومجربة في الحياة لتقومَ برعايتهنَّ؛ لذلك نجد أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دعا له، ولَم يُنْكِرْ عليه هذا الزواج. فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: هلك أبي، وترك سبع بنات أو تسع بنات، فتزوجتُ امرأة ثيبًا، فقال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((تزوجت يا جابر))، فقلتُ: نعم، فقال: ((بكرًا أم ثيبًا؟))، قلتُ: بل ثيبًا، قال: ((فهلاَّ جارية تُلاعبها وتلاعبك، وتضاحكها وتضاحكك))، قال: فقلتُ له: إن عبدالله هلك، وترك بنات، وإني كرهتُ أن أجيئهنَّ بمثلهنَّ، فتزوجتُ امرأةً تقوم عليهنَّ وتُصلحهنَّ، فقال: ((بارك الله لك، أو قال: خيرًا))؛ رواه البخاريُّ. ومِن هنا يَتَبَيَّن أن زواج الثيب إذا كان لسببٍ مشروعٍ قد يكون أفضل مِن زواج البِكْر التي لا يَتَحَقَّق بها ذلك السبب. لكن هذا لا يعني أبدًا تأسيس الزواج على غياب صفات تدعوه إلى الزواج بها، فأنت في وضعك الحالي وضعتَ عددًا من الصفات في زواجك: • وفاء لصديقك. • رغبة في تربية الأيتام. • رغبة في الصِّفات الطيبة للمرأة. الصفة الثالثة تحديدًا لا ينبغي أن تتعارَض مع الصفتين السابقتين؛ بمعنى: أنه إذا لَم يكن هناك ما يدعوك للزواج بها إلا مجرد الوفاء لصديقك وتربية الأيتام، فنصيحتُنا لك أنْ تَتَوَقَّف عن هذا الزواج خشيةَ الفشل لاحقًا. لكن ما دامتْ هناك صفاتٌ طيبةٌ ومرغوبة في هذه المرأة تتعلق بها شخصيًّا، فهنا ننصحك بالزواج بها لتكسبها وتكسب وفاء صديقك وتربية الأيتام أيضًا. ولا يَضُرُّ كونها ثيبًا، فكلُّ أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم كنَّ ثيبات إلا عائشة رضي الله عنها. أما بخصوص الحقوق الزوجية لزوجها السابق، فليس هناك حقوقٌ عير الحقوق المعروفة؛ كعدة الوفاة، وألا تذكره إلا بخيرٍ، وأن ترعاه في أولاده مِن بعده، هذا ما يتعلَّق بحقوقه كمتوفى عنْ هذه الزوجة. أما كفالة الأيتام وتربيتهم في حجرك، فهذا بابٌ عظيمٌ مِن أبواب الخير والحسنات، والآثارُ والأحاديثُ في ذلك مشهورةٌ ومعروفةٌ؛ ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: ((أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين)). والكفالةُ إذا أُطْلِقَتْ في الشرْع فإنما يُراد بها أصالة الكَفالة في الحجر، وتربية اليتيم في البيت. فهنيئًا لك هذه النية الطيبة
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |