ندم الظالمين (ويوم يعض الظالم على يديه) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مشكلات التربية في مرحلة الطفولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 14071 )           »          اللامساواة من منظور اقتصادي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الشرق والغرب منطلقات العلاقات ومحدداتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 63 - عددالزوار : 34553 )           »          من الانتماء القبلي إلى الانتماء المؤسسي: تحولات الهوية والثقة في المجتمع الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          القواعد الشرعية المستنبطة من النصوص الواردة في اليسر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          خلاف العلماء في ترتيب الغسل بين أعضاء الوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مدارس أصول الفقه: تأصيل المناهج والمدارس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تخريج حديث: اتقوا الملاعن الثلاثة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الحديث التاسع: الراحمون يرحمهم الرحمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الآيات الإنسانية في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-11-2020, 01:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,798
الدولة : Egypt
افتراضي ندم الظالمين (ويوم يعض الظالم على يديه)

ندم الظالمين (ويوم يعض الظالم على يديه)


أ. د. مصطفى مسلم






﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ




﴿ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا * الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا * وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ [الفرقان: 25 - 29].

المناسبة بين المقطع وسابقه:
لما أجيبوا عن أسئلتهم المستحيلة النابعة عن طغيانهم وكبرهم وعتوهم، كان الاستطراد لبيان أحداث تقع يوم القيامة، وكيف يتبرأ الطغاة بعضهم من بعض، وهم يعضون أصابع الندم على فوات مصاحبة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي جاءهم بالحق.

المعنى الإجمالي للمقطع:
بعد بيان سنة الله في إرسال الرسل وأن إرسالهم نوع من الابتلاء للبشر، فلا بد من استعمال ملكة الإدراك التي وهبها الله سبحانه وتعالى لعباده في معرفة الحق والصواب، وقد زود المرسلون بالبينات التي تقيم الحجة على العباد، بالإضافة إلى العقل الراجح والصفات الخلقية السامية والسيرة المطهرة والسلوك المستقيم حيث تتمثل فيهم الكمالات البشرية في أبهى صورها. كلّ ذلك كافٍ لتصديقهم، ولكن المستكبرين يصرّون على مطالب يمليها عليهم عنادهم وطغيانهم، وبعد بيان أن تلك المطالب منها المستحيل ومنها ما ليس في مصلحتهم إن تحققت، جاء ذكر نزول الملائكة الذين طلبوا أن تنزل عليهم في الحياة الدنيا، إنهم ينزلون في يوم تتبدل فيها السنن الكونية، فالسماء التي تظلّهم وهي لهم سقف محفوظ تشقق بالغمام، وتنزل أفواج الملائكة وتنتهي الحياة على الأرض، ولا ملك يومئذٍ لأحدٍ إلا للملك الديان "ثم يقول الله: أنا الملك أين ملوك الأرض"[1] يومئذٍ تظهر الحقائق وتكشف الأستار وتزول الغشاوة عن القلوب والأبصار. يومئذٍ يحس الكافر الذي ستر عقله، وحجبه عن التفكير الصحيح، أن الرسول الذي جاءه كان رسول صدق، وأن رسالته كانت لإنقاذه، وأمثاله من ظلمات الشرك إلى نور الإيمان، وأن القرآن الذي أنزل عليه كان العروة الوثقى من تمسك بها أوصلته إلى رضوان الله. ولكن قرناء السوء صرفوه عن الحق والنور المبين.


يومئذٍ تأكل الحسرة قلبه، والندم نفسه، يعض على يديه من الحنق والندم على الفرصة التي فاتته فلم يتبع سبيل الرسول، لقد كان قرناء السوء يوغرون صدره على الرسول، ويحولون بينه وبين نور الحق، أين هم الآن؟! لقد تخلوا عنه، ليته لم يتخذهم أخلاء في الحياة الدنيا، إنهم كانوا أعداء حقيقيين ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67].


لقد حذَّرهم الرسول من هؤلاء القرناء وكان من جملة ما أنزل عليه وبلغه القوم:
إنّ قرناءكم من الشياطين يزخرفون لكم الحياة الدنيا فلا تغتروا بهم: ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴾ [الزخرف: 36 - 39].


إنهم يزينون لكم أعمالكم وأحوالكم لتستمروا على ما أنتم عليه ولا ترفعوا لدعوة الحق رأساً، ولا تسمعوا من الرسول ما جاءكم به من آي الذكر الحكيم: ﴿ ... وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴾ [فصلت: 25 - 26].


هذه أحوالهم في الحياة الدنيا، التزيين، والإغواء، والصد عن الحق، فإذا جد الجد وتكشفت الحقائق كان التخلي وإظهار العداوة والبغضاء ﴿ قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴾ [سورة ق: 27].


ومن صور الحوار بين الأخلاء والقرناء والأتباع والمتبوعين هذه الصورة: ﴿ وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ * وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [إبراهيم: 21 - 22].

إنه الخذلان المبين ﴿ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ [الفرقان: 29].

المناسبة بين المقطع ومحور السورة:
إنه يتركز على إزالة الحجب بينهم وبين دعوة الحق التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيان الصلات والمودات التي تحول بينهم وبين الرؤية الصحيحة، ومعرفة الأولياء والأعداء على حقيقتهم، فكلها صور ووقائع تصب لإزالة الغشاوة عن البصائر والتعرف على الصادق المصدوق ودعوته.


[1] روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يقبض الله الأرض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض". انظر الجامع الصحيح، كتاب التفسير: 6/ 33.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.55 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.44%)]