أيهما نورث أولادنا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         5 حلول.. كيفية ضبط ساعة اللابتوب على التوقيت الشتوى؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          جوجل تكشف للمستخدمين عن الصور التى تم تحريرها بواسطة الـ ai .. تفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تسجيل مكالمات ايفون.. كيف تستفيد من الميزة الجديدة فى تحديث iOS 18.1 ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ميزة "المساحة الخاصة" الجديدة فى أندرويد 15.. تعرف عليها فى 6 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          Google Pixel 11 قد يعيد تقنية فتح الهاتف بالوجه المستخدمة فى Pixel 4 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          جوجل تقدم مزايا جديدة عبر نظام أندرويد 16.. أبرزها تشغيل واى فاى بنقرة واحدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ميزة جديدة فى رسائل جوجل تتيح لك اختيار صور مخصصة لجهات الاتصال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيفية إخفاء آخر ظهور لك على واتساب.. اعرف الخطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حيل شحن فعالة لزيادة صحة البطارية للهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيفية إصلاح مشاكل الـ Wi-Fi فى Apple TV .. اعرف الخطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-11-2020, 02:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,822
الدولة : Egypt
افتراضي أيهما نورث أولادنا

أيهما نورث أولادنا


رضا محمد



شاء القدر أن أعاصر امرأتين:

أولاهما: احْتَكَكْتُ بها في السنين الأولى من حياتي، وكان لها الأثر الكبير في حياتي، فقد تربيتُ يتيمةَ الأمِّ منذ نعومة أظافري، ووجدتُ عند هذه المرأة الحبَّ، والحنان، والأمان، وحُسن الرعاية في الأوقات التي كنتُ أقضيها عندها.

فهذه المرأة تربَّتْ بين والدين منفصِلَيْن في طفولتها، وكل له حياة مستقلة مع طرف آخر، فتعذَّبتْ كثيرًا في طُفُولتِها وشبابها؛ من جَرَّاء هذا الأمر، ثُمَّ تزوجتْ وبدأتْ أقسى فُصُول حياتها؛ فتزوَّجَتْ رجلاًّ نرجسيًّا إلى أقصى ما يَتَصَوَّره إنسانٌ، فهي لا تأكل إلا بعد أن يأكل، وإذا احتاجتْ لأي شيء لا يلبِّيها لها، حتى لو كان من أشد ضروريات الحياة؛ من دواء أو كساء أو طعام.

وأنْجَبَتْ له البنين والبنات، فلم يكونوا أفضل حظًّا مِن أمهم، وكان أشد شيء قسوة من هذا الرجل هو علاقاته النِّسائية الكثيرة، على مسمع ومرأى منها، ومِن أولادِه، وتوقع الكثيرُ من حولها أن تمتلئ بالحقد، والحسد، والضغينة، والغلِّ، والقسوة، وعدم الرغبة في الاستقرار لما مَرَّتْ به في حياتها، ولكنَّها خَيَّبَتْ توقُّعات كلِّ من حولها؛ فكانتْ شُعلةً منَ الحَنَان والحبِّ والاحتواء لكلِّ مَن حولها، وكانتْ كالشجرة الوارفة الأغصان، يحتمي بأوراقِها كلُّ مَن حولها، كانتْ كذلك لأولادها، وإخوانها، وأخواتها مِن أبيها وأمها، وأقارب زَوْجها، وأولادهم.

فكانت تجمع حوالي تسعة من الأسر وأولادهم، وكانت تعاملنا كلنا معاملة واحدة بما فيهم أولادها، فتَعَلَّمنَا منها العدلَ، والرحمة، ووصل الأرحام، حتى لو قطعونا، وتَعَلَّمنا منها الإحسان إلى مَن يُسيء إلينا، والصبر، فكان أولادها وأولاد إخوانها وأخواتها، وأولاد أخوات وإخوان زوجها ما يزيد عن خمسة وعشرين فتى وفتاة، وكان بيتُها هو المحضن لنا جميعًا، وكانت تجمعنا فتحكي لنا القِصص التي تَحْوي العِبَر والدروس منَ الوفاء والصِّدق، والنَّقاء والتضحية، وتحيك لنا العرائس من بقايا ملابسها القديمة، وتَعَلَّمْنا منها الرضا بالقليل.

وتعلمنا منها الابتسامة، رغم مرارة الأَلَم وعدم الشكوى إلا لله، فكانتْ تحتفظ بالألم داخلها، ولا يراها أحدٌ تَبْكي أبدًا إلا أنا، فكنتُ مِن حبي لها أتابعها في كلِّ حركاتِها، وكنتُ أنا موضعَ سرِّها رغم صغر سني، فكنتُ أنا الصديقةَ لها، والأم أحيانًا، والأب إن احْتاج الأمر.

فقد كانتْ وما زالت هذه المرأة كالنخلة، كلَّما رميتها بالحجر، رمتْك بالثمر، ومرض زوجُها مدة كبيرة في آخر عمره لأكثر مِن عشر سنين، فقامتْ بِدَوْرِها نحوه على أكْمَل وجْه، فلم يكنْ يراها أحدٌ إلاَّ ظَنَّهَا امرأة مُحبَّة لزَوْجِها إلى أبْعَد الحدُود، ولم تَتَشَفَّى فيه، أو تهينه، ولم أسْمَعْها تَبَرَّمَتْ مِن خدمته يومًا، ولم تَذْكُرْه بسوءٍ قط بعد موته، رغم أنني كنتُ أرى ما أَلَمَّ به عاجل حساب من الله؛ لما فَعَلَهُ لها طيلة حياتها هي وأولادها، من شقاء وحرمان وإهانة.

وكبر أولادها، وعَوَّضَهَا الله فيهم بحسن برِّها، ووسع الله عليهم منَ الرزق الحلال، والبركة فيهم، واحتَضَننا أولادها، وكبرنا واحتضنا أولادهم، وكبر أبناؤهم، واحتضنوا بدورهم أولادنا، والآن يكبر أولادنا، وسيقومون بنفس الدور مع الجيل القادم، فانظروا ماذا ورَّثت تلك المرأة، لم تورثْ مالاً، ولكنها ورَّثَتْ كنوزًا، لا تضاهيها أموال الدنيا، ولوِ اجْتَمَعَتْ فقد ورثتِ الحب والعطاء، وإن كانَ مع الفقر.

أما المرأة الأخرى،فقدِّر لي الاحتكاكُ بها في شبابي، فقد تربَّتْ هذه المرأة يتيمة الأب، ولكنَّها تربَّتْ مُدَلَّلة لِيُتْمِها، وتزوج أمَّها رجلٌ صالحٌ حنونٌ، وكان مبتلى بموتِ أولادِه عند سنِّ السادسة إلى السابعة، وضمها وإخوانه إلى ابنه المتبقي، وأحْسَنَ إليهم، وأغْدَقَ عليهم، فقد كان ميسورَ الحال، كريمًا جوادًا، وعندما كبرتْ زَوَّجَها لابنه إكرامًا لها، وحِفاظًا عليها مِن أنْ يَتَزَوَّجَهَا رجلٌ لا يصونها، ولكن كان هذا رغمًا عن ابنه، وكان يريد الارتباط بأخرى، وسَبَّبَ ذلك ضيقًا خفيًّا في نفسها، وضاق الحالُ بالرجلِ الصالحِ، وطبعًا تأثَّرَ لذلك حالُ ابنه، فكان هذان سببين لأن تحقدَ هذه المرأة على كلِّ امرأةٍ يعزها زوجُها، ويكون ميسورًا، واسْتَحْكَمَ هذا الحسد والحقد، وصار غِلاًّ، وللأسف وَرَّثَتْ هذا إلى أوْلادِها، سواء البنين والبنات.

وكان للبنات الحظُّ الأوفر، ولم تهتم هذه المرأة بزَرْع الحبِّ والإيثار بين أوْلادها؛ بل أصْبَحَ الأبناءُ يغارون مِن بعضهم، ويحسدون بعضهم، وورَّثوا أولادهم هذا البلاء، إلاَّ مَن رَحِم اللهُ ببعض أبنائهم، بأن رَزَقَهُم زوجاتٍ تتقين اللهَ قدْر الاستطاعة، ووفقهم الله بالتنبُّه لهذا الأمر، واستعَنَّ بالله على ألاَّ يُوَرِّثوا أولادهم هذا البلاء، ويزرعوا فيهم ما زرعتْه المرأةُ الأولى.

فعلينا جميعًا العبرة كما كان أبو الدَّرْدَاء، حين سُئِلَتْ زوجه عن أرجى عمل لزوجها، فقالتْ: العبرة والعظة، فكان إذا خَرَجَ لا يقعُ عينُه على شيء إلا واتَّعَظَ منه.

وأخيرًا:
فلنقفْ لحظةً صادقةً مع أنفسنا ولنسألها: ماذا نُوَرِّث أولادنا؟ هل الحب والعطاء والخير لمن حولهم، وإن كان مع الفقر؟ أم المال وإن كان مع الحقد والحسد والغل؟




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.62 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]