العناية بالقرآن الكريم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127129 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-11-2020, 10:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي العناية بالقرآن الكريم

العناية بالقرآن الكريم


الشيخ طه محمد الساكت







﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ﴾ [الكهف: 1، 2].

أحمده أن هدانا إلى الإسلام، وجعَلَنا خير أمة أُخرِجت للناس، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنزل كتابه العزيز تبيانًا لكل شيء، وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله رحمة للعالمين، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا ومولانا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه، وأتباعه وحزبه، الذين آمنوا به وعزَّروه ونصروه، واتبعوا النور الذي أنزل معه، أولئك هم المفلحون.

أيها المسلمون، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [الإسراء: 9، 10]، هذا هو كتاب الله؛ مَعدِنُ الإيمان، ومنبع العلوم والعرفان، وحبل الله المتين، ونوره المبين، ﴿ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 16]، هذا هو كتاب الله؛ الدستور السماوي، والقانون الإلهي، الصالح لكل زمان ومكان، وكل عصر وأوان، وكل جماعة وقبيل، وكل أمة وجيل، ﴿ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [هود: 1].

هذا هو كتاب الله؛ عَلَم الرشاد، وسبيل السداد، وطريق المدَنية الصحيحة، والثقافة الرشيدة، والتربية العالية، والخلق القويم، شهِد بذلك العلماء والحكماء، والفلاسفة والباحثون في جميع الأمم على اختلاف الطبقات، وتباين الملل والديانات.

ولقد قال فيلسوف - من كبار الفلاسفة العصريين - بعد أن قرأ القرآن: (لو اطَّلعت على هذا الكتاب قبل أن أدرس العلوم والفلسفة الأوروبية، لاستغنيت بهذا الكتاب الحكيم عن دراسة ما سواه).

هذا هو كتاب الله؛ القائل المصدَّق، والشافع المشفع، والدواء الذي ليس بعده داء، والسعادة التي ليس وراءها شفاء، مَن تعلَّق به كشف الله غمته، وفرَّج كربته، فنجا من مآزق الفتنة، وخرج من مضايق الحيرة.

1- وإليكم ما رواه الترمذي عن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أَمَا إنها ستكون فتنةٌ))، قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى، فيه نبأ ما قبلكم، وخبرُ ما بعدكم، وحُكْم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، مَن تركه من جبارٍ قصَمه الله تعالى، ومَن ابتغى الهدى في غيره أضلَّه الله تعالى، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا تشبع منه العلماء، ولا يَخلَقُ على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم تنتهِ الجن إذ سمعته حتى قالوا: ﴿ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ﴾ [الجن: 1، 2]، مَن قال به صدق، ومَن عمِل به أُجِر، ومَن حكَم به عدل، ومَن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم))؛ [تيسير].

أيها المسلمون، هذا كتاب الله؛ أساس سعادتكم، وعنوان مجدكم وحضارتكم، فهُبُّوا لحفظه ونصرته، وانهضوا لنشره ورعايته، وشجِّعوا المحافظين عليه، والقائمين بالدعوة إليه، ببذل أموالكم، وتعليم أولادكم، ﴿ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 272]، ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 274].

يا أمة خير الأنام، ومصباحِ الظلام، ورسولِ الله الملك العلَّام، كيف تكون حالُكم، بل كيف تكون وجوهكم، إذا خاصمكم القرآن، واشتكاكم إلى الواحد الديان؟ ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30]، خذَلوه وهو ناصرُهم، وأضاعُوه وهو حافظُهم، وانفضُّوا مِن حوله وهو قائدُهم إلى الخيرات والفوز العظيم!

يا أمة الإسلام، إن هذا القرآن هو الميراث الذي ورثتموه عن نبيِّكم صلى الله عليه وسلم، وهو الكتاب السماوي الوحيد الذي تعهَّد الله بحفظه وصيانته، فلم يُصِبْه ما أصاب الكتبَ السابقة من العبث والتحريف، والتبديل والتغيير، فضلًا من الله ونعمة، وصدق الله إذ يقول: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42].

لكن أعداء الإسلام وخصوم القرآن، لَمَّا أَعْيَتهم الحِيل في أمره، عمِلوا - وما زالوا يعملون - على محوه من الوجود، شيئًا فشيئًا؛ بتقليل حفظه وحَفَظته، وترغيب المدارس في قشور من العلم لا تلبث أن تطير، ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ﴾ [النساء: 89].

فعارٌ عليكم أي عار أن تُهمِلوا كتاب الله الذي ورَّثكم، وأن تبخلوا عليه بمالِ الله الذي آتاكم، وأن يُرفع القرآن من الوجود، وأنتم على ذلك شهود.

أسأل الله وأضرع إليه أن يجعل في القرآنِ حجَّتنا البالغة الكاملة، وسعادتنا الدائمة الشاملة، وأن يجعلنا ممَّن يستمعون القول فيتَّبِعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب.

2- عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خيرُكم مَن تعلَّم القرآن وعلَّمه))؛ رواه البخاري ومسلم، وأصحاب السنن، وغيرهم؛ [ترغيب ورياض].

3- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا حسدَ إلا في اثنتينِ: رجل آتاه الله هذا الكتاب[1] فقام[2] به آناء الليل وآناء النهار، ورجل أعطاه[3] الله مالًا فتصدَّق[4] به آناء الليل وآناء النهار))؛ رواه البخاري ومسلم؛ [ترغيب ورياض، مع اختلاف يسير].


[1] القرآن.


[2] فهو يقوم.

[3] آتاه.

[4] فهو ينفقه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.61 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.48%)]