
05-11-2020, 11:17 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,200
الدولة :
|
|
{ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء }
في رِحابِ آيةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ تِعالى (10)
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾
الشيخ عبدالله محمد الطوالة
التوحيدُ هو أولُ الدينِ وآخرهُ، وظاهِرهُ وباطِنهُ.. قامتْ عليهِ الأدلةُ، وأوضحتهُ الآيات، وأثبتتهُ البراهينُ، ونُصِبَتْ عليهِ القِبلةُ، وأُسِسَتْ عليهِ الملَّةُ، وعُصِمتْ به الأنفُسُ، وقامَ من أجله سُوقُ الجنَّةِ والنَّارِ، وانقَسَم به النَّاسُ إلى كافرٍ ومُؤمِنٍ، وشَقيٍّ وسَعيدٍ.. ولذا فقد كانت عِنايةُ القرآنِ به جِدُّ عَظيمةٌ.. بل إنَّ القرآنَ كُلَّهُ حدِيثٌ عن التوحيدِ..
تأمَّلْ كيفَ يُؤصِّلُ القرآنُ العظيمُ هذه القضَيةَ الخطيرة، ليسَ مع الكفارِ والمنافقينَ، ولا مع ضعِيفيِ الإيمانِ، بل مع أكملِ الناسِ إيمانًا وأقواهُم تَوحِيدًا.. ﴿ وَلَقَدْ أُوْحِىَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَـاسِرِينَ ﴾.. ﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾.. ﴿ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَابِ ﴾.. فإذا كان اللهُ ينهَى عن الشركِ من لا يمكنُ أن يُباشِرهُ، فكيف بغيره؟.. وإذا كان إمامُ الحنفاءِ إبراهيمُ عليه السلامُ يقولُ: ﴿ وَاجْنُبْنِى وَبَنِىَّ أَن نَّعْبُدَ الاْصْنَامَ ﴾، فكيفَ لغيرهِ أن يأمَنَ على تَوحِيدهِ؟.
وكيف لا يكُونُ خَوفُنا على التوحيدِ شدِيدًا.. واللهُ تعالى يقولُ: (أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، من عمِلَ عَملًا أشْركَ فيهِ مَعيَ غَيري تَركتُهُ وشِركَهُ).. وكيفَ لا يكُونُ خوفُنا على التَّوحِيدِ شدِيدًا.. والرسُولُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ يقولُ: "الشْركُ في أُمتي أخْفى من دَبِيبِ النَّملِ".. وكيف لا يكُونُ خوفُنا على التَّوحِيدِ شدِيدًا، وهُناك شِركٌ في المحبَّةِ، وشِركٌ في الخوفِ، وشِركٌ في الرجاءِ: ﴿ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ﴾..
اللهم فقِهنا في الدِّين، واجعلنا هُداةً مُهتدِين..
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|