قوله تعالى: { ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم... } - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127193 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-11-2020, 08:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي قوله تعالى: { ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم... }

قوله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ... ﴾












د. أحمد خضر حسنين الحسن




قوله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 61].







أولًا: سبب نزولها:



روى المفسرون في سبب نزول هذه الآية روايات؛ منها: ما أخرجه ابن أبي حاتم عن السدي أنها نزلت في جماعة من المنافقين؛ منهم الجلاس بن سويد بن صامت، ورفاعة بن عبدالمنذر، ووديعة بن ثابت وغيرهم، قالوا ما لا ينبغي في حقه صلى الله عليه وسلم، فقال رجل منهم: لا تفعلوا، فإنا نخاف أن يبلغ محمدًا ما تقولونه فيقع فينا، فقال الجلاس: بل نقول ما شئنا، ثم نأتيه فيصدقنا بما نقول، فإن محمدًا أذن، فمرادهم بقولهم: «هو أذن»؛ أي: كثير الاستماع والتصديق لكل ما يقال له.







ثانيًا: أوضحت الآية كما في سبب نزولها نوع آخر من أنواع إساء المنافقين الأدب مع سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم حين وصفوه بهذا الوصف الذي لا يليق به أذن، وحاشاه عليه الصلاة والسلام، قال صاحب الكشاف: (الأذن: الرجل الذي يصدق كل ما يسمع، ويقبل قول كل أحد، سُمي بالجارحة التي هي آلة السماع كأن جملته أذن سامعة ونظيره قولهم للربيئة - أي الطليعة - عين).







ثالثًا: جاء دفاع الله تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم بأسلوب مغاير عما ألف المنافقون؛ حيث أمره ربُّه أن يبلغهم ما هو إبطال لزعمهم من أصله بصرف مقالتهم إلى معنى لائق به صلى الله عليه وسلم؛ حتى لا يبقى للمحكي أثر، وهذا من لطائف القرآن، كما قاله ابن عاشور، والآن إليك بيان ما جاء من الدفاع عنه صلى الله عليه وسلم في الآية الكريمة:



1- قوله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ﴾: المعنى: ومن هؤلاء المنافقين قوم يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم، فيقولون عنه أنه كثير السماع والتصديق لكل ما يقال له بدون تمييز بين الحق والباطل.







2- فرد عليهم بقوله: ﴿ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ ﴾، رد عليهم بما يخرس ألسنتهم ويكبت أنفسهم، وهو من قبيل إضافة الموصوف إلى الصفة على سبيل المبالغة في المدح؛ كقولهم: رجل صدق؛ أي: قد بلغ النهاية في الصدق والاستقامة.







والمعنى: قل لهم يا محمد على سبيل التوبيخ والتبكيت: سلمنا، كما تزعمون أني كثير السماع والتصديق لما يقال، لكن هذه الكثرة ليست للشر والخير بدون تمييز، وإنما هي للخير، ولما وافق الشرع فحسب.







ويجوز أن تكون الإضافة فيه على معنى «في»؛ أي هو أذن في الخير والحق، وليس بأذن في غير ذلك من وجوه الباطل والشر.







3- وهذه الجملة الكريمة من أسمى الأساليب وأحكمها في الرد على المرجفين والفاسقين؛ لأنه سبحانه صدقهم في كونه صلى الله عليه وسلم أذنًا، وذلك بما هو مدح له، حيث وصفه بأنه أذن خير لا شر؛ قال صاحب الإنصاف: لا شيء أبلغ من الرد عليهم بهذا الوجه؛ لأنه في الأول إطماع لهم بالموافقة، ثم كر على طمعهم بالحسم، وأعقبهم في تنقُّصه باليأس منه، ولا شيء أقطع من الإطماع، ثم اليأس يتلوه ويعقبه.







4- وقوله: ﴿ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾: تفسير وتوضيح لكونه صلى الله عليه وسلم أذن خير لهم لا أذن شر عليهم؛ أي: إن من مظاهر كونه صلى الله عليه وسلم أذن خير أنه (يؤمن بالله) إيمانًا حقًّا لا يحوم حوله شيء من الرياء، أو الخداع أو غيرهما من ألوان السوء، (ويؤمن للمؤمنين)؛ أي: يصدقهم فيما يقولونه من أقوال توافق الشرع؛ لأنهم أصحابه الذين أطاعوه، واتبعوا النور الذي أنزل معه، فهم أهل للتصديق والقبول، دون غيرهم من المنافقين والفاسقين.







4- وقوله: ﴿ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ ﴾: معطوف على قوله: ﴿ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ ﴾؛ أي: إن هذا الرسول الكريم بجانب أنه أذن خير لكم هو رحمة للذين آمنوا منكم - أيها المنافقون - إيمانًا صحيحًا؛ لأنه عن طريق إرشاده لهم إلى الخير، واتباعهم لهذا الإرشاد يصلون إلى ما يسعدهم في دنياهم وآخرتهم.







وعلى هذا يكون المراد بالذين آمنوا من المنافقين: أولئك الذين صدقوا في إيمانهم، وأخلصوا لله قلوبهم، وتركوا النفاق والرياء، أو أن المراد بالذين آمنوا منهم: أولئك الذين أظهروا الإيمان، فيكون المعنى أن هذا الرسول الكريم رحمة للذين أظهروا الإيمان منكم - أيها المنافقون - حيث إنه صلى الله عليه وسلم عاملهم بحسب الظاهر، دون أن يكشف أسرارهم، أو يهتك أستارهم؛ لأن الحكمة تقتضي ذلك، وعلى هذا المعنى سار صاحب الكشاف، فقد قال: وهو رحمة لمن آمن منكم؛ أي: أظهر الإيمان - أيها المنافقون - حيث يسمع منكم، ويقبل إيمانكم الظاهر، ولا يكشف أسراركم، ولا يفضحكم، ولا يفعل بكم ما يفعل بالمشركين، مراعاة لما رأى الله من المصلحة في الإبقاء عليكم.








5- وقوله: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ﴾: ختام قصد به تهديدهم وزجرهم عن التعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأية إساءة؛ أي: والذين يؤذون رسول الله بأي لون من ألوان الأذى، لهم عذاب أليم في دنياهم وآخرتهم؛ لأنهم بإيذائهم له يكونون قد استهانوا بمن أرسله الله رحمة للعالمين.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.18 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.65%)]