الكلام على قوله تعالى: { ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله...} - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4939 - عددالزوار : 2030032 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4514 - عددالزوار : 1306270 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 123964 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77604 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 49050 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61513 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42916 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-11-2020, 08:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي الكلام على قوله تعالى: { ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله...}

الكلام على قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ...﴾













فواز بن علي بن عباس السليماني




قال المصَنِّفُ: وقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الحديد: 28].








معنى قوله تعالى: ﴿ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ ﴾: قال ابن كثير في "تفسيره" (4 /25): الكفلين: الضعفين؛ اهـ، قلت: وهذه فضيلة عظيمة تتضح أكثر بحديث ابن عمر رضي الله عنهما المذكور بعد أسطر، والله أعلم.







من المقصود بقوله تعالى: ﴿ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ﴾؟: ذكر ابن كثير في "تفسيره" (8 /32) عند هذه الآية عن جمع من السلف: أن المراد بها مؤمنو أهل الكتاب، واستدلوا بقوله تبارك وتعالى: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴾ [القصص: 52، 53].







وبحديث أبي موسى رضي الله عنه مرفوعًا، وفيه: (ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين: رجلٌ من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بي، فله أجران)، رواه البخاري (97)، ومسلم (154)، وهو اختيار ابن جرير.








وقال سعيد بن جبير: لَما افتخر أهلُ الكتاب بأنهم يؤتون أجرهم مرتين، أنزل الله في حق هذه الأمة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ﴾؛ أي: ضعفين، وزادهم: ﴿ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ[الحديد: 28]؛ يعني: هدى يُتَبَصَّر به من العمى والجهالة، ويغفر لكم فضلهم بالنور والمغفرة، رواه ابن جرير عنه.








وهذه الآية كقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَالله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الأنفال: 29].








وقال سعيد بن عبدالعزيز: سألَ عمرُ حَبْرًا من أحبار يهود: كم أفضل ما ضعفت لكم حسنة؟ قال: كفل ثلاثمائة وخمسين حسنة، قال: فحمد الله عمر على أنه أعطانا كفلين، ثم ذكر سعيد قول الله تعالى: ﴿ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ﴾، قال سعيد: والكفلان في الجمعة مثل ذلك؛ رواه ابن جرير.








ثم قال ابن كثير: ومما يؤيد هذا القول حديث ابن عمر ـ المذكور بعد سطر؛ اهـ.








قلت: وهو الراجح، والله أعلم.








ما المراد بالنور في قوله تعالى: ﴿ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ﴾؟



قال ابن جرير في "تفسيره" (23 /212): اختلف أهل التأويل في الذي عني به النور في هذا الموضع، فقال بعضهم: عنى به القرآن، فعن سعيد بن جُبَير عن ابن عباس ﴿ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ﴾، قال: الفرقان واتباعهم النبي صلى الله عليه وسلم.








وعن سعيد بن جُبَير عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ﴾، قال: القرآن، وقال آخرون: عَنَى بالنور في هذا الموضع: الهدى، فعن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: ﴿ تَمْشُونَ بِهِ ﴾، قال: هدى.








وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذِكْرَه وعد هؤلاء القوم أن يجعل لهم نورًا يمشون به، والقرآن مع اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم نور لمن آمن بهما وصدَّقهما، وهدى؛ لأن من آمن بذلك، فقد اهتدى؛ اهـ بتصرف.








وقال بعضهم: الآية شاملة لنور القرآن والرسالة، والعلم والهدى والصراط المستقيم، والله أعلم.








بيان أن ما جاء به الرسل صلوات الله وسلامه عليهم كله نور:



قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا[النساء: 174].



وقال الله تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ[الأنعام: 91].








قلت: وهذه الآية وإن كانت في حق موسى، إلا أن كل ما جاء به الرسل نورًا وهدى، والله أعلم.








وقال تعالى: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام: 122].








وقال جل وعلا: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [الشورى: 52].








بعض ما في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ... من الفوائد:



الأولى: أهمية تحقيق الإيمان والتقوى، وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ [الحديد: 28].








وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ [آل عمران: 102]، وغيرهما من الآيات.








الثانية: مضاعفة أجر هذه الأمة، قال الله تعالى: ﴿ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ [الحديد: 28].








الثالثة: ما يُعطاه العبد المؤمن المتقي من النور الديني والدنيوي الذي يستضيء به في الدنيا والآخرة من ظلمات الجهل والكفر، والبدع والشك والنفاق، قال الله تعالى: ﴿ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ [الحديد: 28].








الرابعة: المغفرة للذنوب لمن حقق الشروط المتقدمة ومستلزماتها، وهي:



1- تحقيق الإيمان بالله، المتضمن لأركان الإيمان، وما يتعلق به من واجبات ومستحبات.



2- تحقيق الإيمان بالرسل جملة وتفصيلًا المستلزم للإيمان بكل ما جاؤوا به على ما أراد الله تعالى.



3- تحقيق التقوى بشروطها وأركانها.








الخامسة: أن المسلم بإيمانه يحصِّل الخير الكثير بنور الإسلام والسنة.








السادسة: بيان سعة رحمة الله، وحض العباد على التعرض لذلك، والله المستعان وهو أعلم.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.78 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]