|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بدانة زوجي تجعلني أنفر منه وأفكر بالطلاق أ. عائشة الحكمي السؤال ♦ ملخص السؤال: سيدة متزوجة مِن رجلٍ بدين، أصبحت تنفر منه كثيراً، لما يسببه لها من ضرر نفسي، وتفكِّر في الطلاق. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا سيدة متزوجةٌ، من رجل وزنُه 160 كلغ، وصل بي الحال إلى أنني لا أحب أن يلمسني أو يقترب مني في العلاقة الخاصة؛ لأن شكل جسده يُنفرني منه كثيرًا، ولا أرتاح عندما أراه! مدة زواجي هي 8 سنوات، ولديَّ أطفالٌ.. نفسيتي متعبة، وأفكِّر في طلب الطلاق. لكني أتراجع بسبب الأطفال الجواب بسم الله الموفق للصواب وهو المستعان سلامٌ عليك، أما بعدُ: فإنَّ للحياة الزوجية قواعدَ تُبنى عليها، وأركانًا تستند إليها، ودعائمَ تشدها حين يميل هذا البنيان أو يتهاوى، والرضا الجنسيُّ مِن أهم قواعد الحياة الزوجية، والفشَلُ في تحقيقه مِن أهم مُعْضِلات الزواج التي إن لم ينجح الزوجان في علاجها على نحوٍ صحيحٍ انتهت العلاقةُ الزوجيةُ بينهما بالطلاق الرسميِّ، أو بالطلاق العاطفي! وحين يكون سببُ الإحباط الجنسيِّ مشكلة مثل البدانة، فإننا نكون أمام مشكلة مُرَكَّبة؛ لآثارها السلبية المتعددة التي تخلفها البدانة وراءها؛ سواء كان الأثرُ صحيًّا، أو نفسيًّا، أو جنسيًّا، أو اجتماعيًّا، أو مهنيًّا. الشخصُ البَدينُ يعلم أنه بدينٌ سمين ثقيل الحركة، فهو يرى نفسه في المرآة مثلما ترينه أنت بعينيك، فهو في الحقيقة ليس بحاجةٍ إلى مَن يُخبره بأمر بدانته، بقَدْر ما يحتاج إلى مَن يَتَقَبَّله ويحبه؛ لذلك إن لم تنبع الرغبة من قناعته الداخلية بضرورة العلاج مِن البدانة، فلن تنفعَ معه كل وسائل الإقناع، بل ربما انقلبتْ مُصارحته إلى ردة فعل دفاعية، تضُرُّ بالعلاقة الزوجية، مِن أجل ذلك لا ينصح أبدًا بمصارحة الزوج البدين ببدانته على نحو مباشر، إلا إذا اشتكى سمنته مِن تِلْقاء نفسه؛ كأن يشكو إليك مثلاً تغيُّر مقاسات ثيابه، أو أن يشتكي مِن علة صحية مرتبطة بالبدانة، وعندئذٍ تكون اللحظة مناسبة جدًّا لفَتْح الحوار معه، واقتراح الحلول، والتحفيز على الرشاقة واللياقة البدَنية، وما عدا ذلك فمِن المُفَضَّل أن يناقشه شخصٌ آخر غير الزوجة؛ صديقٌ حميم، أو أحدُ أفراد عائلته. البدانة عزيزتي مِن المسائل الحساسة والمُحْرِجة للغاية، لذلك يجب مراعاة مشاعر زوجك عند فتْح الموضوع للحوار معه، والحرص الكبير على الحديث بطريقة إيجابيةٍ، دافعُها الرعايةُ والاهتمامُ والقلَقُ على الصحة أولاً وآخرًا، لذلك يظهر لي مِن الطرق التي اتبعتها لعلاج المشكلة ودافعك الرئيس أنك قد وقعتِ في خطأ كبيرٍ، ربما أسهم كثيرًا في تضخيم الحاجز العاطفي بينكما، فضلاً عن عادات الغذاء والأكل الخاطئة التي ربما انتهجتها في بيتك، وأسهمت كثيرًا في زيادة السعرات الحراريَّة والدهن في جسد زوجك! وما دمتِ قد كسرت قواعد اللعبة وطرق علاج المشكلة، فالرأي الآن أن تشرحي لزوجك - في الوقت المناسب والمكان المناسب وبالأسلوب المناسب - تأثير سمنته ليس على صحته وحسب، بل على حياتكما الجنسية معًا! أخبريه أنك تنْجَذبين إليه جنسيًّا، وترغبين فيه - حتى لو كنتِ تشعُرين بعكس ذلك - إلا أنَّ سِمنتَه تؤثِّر سلبًا على شكل العلاقة الحميمية ومتعتِها ومدتِها في وقتٍ أنت أحوج فيه إلى المزيد مِن وقته ولياقته البدنية. ثم متى ما سعى زوجك لإنقاص وزنه، فكوني خيرَ مُحَفِّزة ومشجعة وداعمة له، مِن خلال ممارستك الرياضة معه، وطهي الأطعمة الصحية له، وحين أقول: طهي الأطعمة الصحية، فلست أعني قطع الأطعمة المحببة، بل طهيها بطريقة صحيةٍ. في المقابل - وما دمتِ حريصةً على عدم الطلاق رغم تعاستك الزوجية - فإنني أرجو منك أن تتقبَّلي زوجك؛ لأن رفضك له يعقِّد المسألة، حاولي - لطفًا - أن تستمتعي بالعلاقة الحميمية بطرقٍ مختلفة غير التي اعتدتما عليها لسنين طويلة؛ فالعلاقةُ الحميميةُ يمكن أن تتمَّ بأكثر من طريقة، ولعل قليلاً من التغيير في نفسك وفي تعاملك مع زوجك قد يُحْدِثُ فرقًا كبيرًا في نفسيته يُشجعه على التغيير وحل المشكلة، فالبدانةُ مِن المشكلات المرَضية ذات الجذور النفسية، وهي درعٌ يختبئ تحته الشخصُ البدينُ لإخفاء مشكلات ترتبط بالآخرين! هذا الآخرُ هو أنت في هذه العلاقة، فأرجو أن تُعيدي النظر في المشكلة، وأن تبحثي عن دورك الخفي في زيادة الدهن في جسد زوجك! دعواتي لكما بالتوفيق والسعادة والرضا والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |