الصد عن المسجد الحرام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127202 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-11-2020, 09:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي الصد عن المسجد الحرام

الصد عن المسجد الحرام
د. أمين الدميري








إن المشركين لم يكونوا متأدِّبين مع الله عز وجل، مع أنهم كانوا يلجؤون إليه تعالى في الشِّدة، ومِن أفعالهم القبيحة التي سبق بيانُها كذبُهم في قولهم: (سمعنا)، وهم لا يسمعون؛ لأنهم اشتركوا مع الدوابِّ في كثير من الصفات، كذلك وصفُهم القرآنَ الكريم بأنه أساطير الأولين، وتلك جرأةٌ وافتراءٌ، واستهزاء بآيات الله، فهم لا يعرفون لله قدرًا، ومِن شدة تكذيبهم وإنكارهم للحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم أنهم طلَبوا إنزال العذاب كما فعل بمَن كان قبلهم من المكذبين، غير مبالين بسوء العاقبة، وهذا عنادٌ مركَّب على جهل.







وقد رفع الله تعالى عنهم العذاب وأجَّله؛ لوجود الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم حينما كان معهم في مكة، وقد خرج الرسول عليه الصلاة والسلام لما أُعلِم بغدرهم واجتماعهم لقتله، ولقد أخذوا فرصتهم كاملةً كي يؤمنوا ويستغفروا، ولكنهم لم يؤمنوا ولم يستغفروا، فما الذي يمنع عنهم العذاب إذًا؟!







لقد أتى هؤلاء المشركون بأفعال كثيرة؛ منها:



الصد عن المسجد الحرام، والهرج فيه، وعدم توقيره:



قال تعالى: ﴿ وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 34].



فما الذي يمنعُ عنهم العذاب، وقد أضافوا إلى الكذب واستعجالِ العذاب هذا الفعلَ الآخر القبيح، وهو الصدُّ عن المسجد الحرام، وولايتهم له باطلة، والولاية الحق إنما هي للمؤمنين بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، الذين يعبدون اللهَ تعالى بما أمر لا بما يخترعون من خرافات وسخافات، وأفعال يأتونها ويتصوَّرون أنها حسنة، وهي في ظاهرها وباطنها من أقبح ما يكون، فقد كانوا يطوفون بالبيت عُراةً[1]، ويُبرِّرون هذا العقل القبيح بما أوحاه إليهم إبليس؛ إذ قالوا: كيف نطوف بالبيت باللباس الذي كنا نعصي الله فيه؟!







كما كانوا يُصلُّون صلاةً مِن اختراعهم، وما كانت إلا صفيرًا وتصفيقًا، ويُصْدرون أصواتًا لا معنى لها، ويحسبون أنهم يعبدون وهم لا يعبدون، وإنما يفعلون ذلك هرجًا ومرجًا وتشويشًا، قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾ [الأنفال: 35].







إن الصلاة عبادة وصِلَة بين العبد وربه، وعبادةُ الله تعالى إنما تكون بما شرَع، فمِن أين جاؤوا بهذا النوع من الصلاة، ومَن الذي شرعها لهم؟! وهل كان إبراهيم عليه السلام يُصلِّي صفيرًا وتصفيقًا؟ وهل بنى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام البيتَ الحرام لتوحيد الله عز وجل، أم للشرك بالله وعبادة الأصنام؟!







إن ادِّعاءهم بأنهم أولياء البيت الحرام ادِّعاءٌ باطل لا سند له؛ فقد حرَّفوا دين إبراهيم عليه السلام، وخالفوا عهد الله بإدخال الأصنام إلى البيت الحرام وعبادتها من دون الله، وإبراهيم عليه السلام هو الذي كسَر الأصنام التي كان يعبدها الناس في زمانه، ودعاهم إلى توحيد الله عز وجل، وأنتم يا أهل مكة ظلمتم أنفسكم، وأشركتم بالله عز وجل، فكيف ولماذا تدَّعون أنكم أولياء البيت، ثم تصدون الناس عنه، وتمنعون المسلمين من دخوله والطواف به والصلاة فيه؟







إن سُنة الله تعالى ألا ينال عهدُ اللهِ ظالمًا، قال تعالى: ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 124].







إن اليهود والنصارى نكَثوا العهود مع الله عز وجل، وظلموا أنفسهم بعبادة غير الله، وتأليه عُزير وعيسى عليهما السلام، واتَّبعوا ما تتلوه عليهم الشياطين، فاستحقوا لعنةَ الله تعالى، وسُلبت منهم النبوة، قال تعالى: ﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاؤُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 112].







وكفار مكة لم يكتفوا بالكفر، بل أضافوا إليه العبث والعناد، فلم يقبَلوا دعوة التوحيد، وعارضوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم ورسالته، وجعلوا المسجد الحرام ساحةً لعرض أفعالهم القبيحة من مُكَاء وتصدية وعُرْيٍ، واستهتار بحرمة البيت العتيق واستهانة به، وبذلك صدُّوا المؤمنين الموحِّدين عن عبادة الله فيه، ومنعوهم من دخوله، وضيَّقوا عليهم، فلَكَمْ آذَوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وغمزوه وهو يطوف بالبيت، ثم وثَبوا عليه ليقتلوه عند الحِجر؟!







يقول ابن إسحاق: (فحدثني يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه عروة بن الزبير عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قلتُ له: ما أكثر ما رأيتَ قريشًا أصابوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كانوا يُظهِرون من عدواته؟ قال: حضرتُهم وقد اجتمع أشرافهم يومًا في الحِجر، فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ما رأينا مثل ما صبَرنا عليه مِن أمر هذا الرجل قط، سفَّه أحلامنا، وشتَم آباءنا، وعاب دينَنا، وفرَّق جماعتنا، وسبَّ آلهتنا، لقد صبَرنا منه على أمر عظيم، فبينما هم في ذلك، إذ طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل يمشي حتى استلم الركن، ثم مرَّ بهم طائفًا بالبيت، فلما مرَّ بهم غمزوه ببعض القول، فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها، فلما مر بهم الثالثة غمزوه بمثلها، فوقف ثم قال: ((أتسمعون يا معشر قريش، أما والذي نفسي بيده، لقد جئتُكم بالذبح (يُعرِّض بهلاكهم)...))، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كان الغد اجتمعوا في الحِجر، فبينما هم في ذلك طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوثَبوا إليه وثبة رجلٍ واحد، وأحاطوا به، يقول ابن العاص: فلقد رأيتُ رجلًا منهم أخذ بمجمع ردائه، فقام أبو بكر رضي الله عنه دونه وهو يبكي، ويقول: ﴿ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ﴾ [غافر: 28]؟ ثم انصرَفوا عنه، فإن ذلك لأشدُّ ما رأيتُ قريشًا نالوا منه قط)[2].







أليس ما فعله هؤلاء الكفار مبررًا لأن ينالوا جزاء صنيعهم؟



أليسوا يستحقون العذاب والعقوبة على جرائمهم؟



ثم ما هو هذا العذاب؟




إن هذا العذاب هو أن يُؤدَّبوا بأسلوب جديد لم يعهَدوه، وهو أسلوب القوة؛ كسرًا لشوكتهم، وشلًّا لحركتهم، وتطهيرًا للأرض مِن رجسهم، وردًّا لاعتداءاتهم، ووقفًا لعنادهم، وجزاءً لسوء أدبهم وصلفهم، ومنعًا لفتنتهم للمستضعَفين من المسلمين.







[1] وظل الأمر حتى نزلت سورة براءة، وبعث النبي صلى الله عليه وسلم عليًّا رضي الله عنه بصدرها ونادى: "لا يطوفن بالبيت عريان"؛ (انظر تفسير أول سورة براءة).



[2] السيرة النبوية؛ لابن هشام، ج1، ص 289.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 75.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.49 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.28%)]