كيف يكون الإيمان بالقدر؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127099 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-11-2020, 03:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي كيف يكون الإيمان بالقدر؟

كيف يكون الإيمان بالقدر؟
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر




كيف يكون الإيمان بالقدَر؟



تعريف القدَر:
القدَر لغة: مصدر قدَرتُ الشيء أقْدُره قدرًا؛ أي: أحطتُ بمقداره، فهو الإحاطة بمَقادير الأمور.
وشرعًا: هو علم الله تعالى بالأشياء وكِتابته لها قبل كونها، على ما هي عليه، ووجودها على ما سبَق به عِلمُه وكتابته بمشيئته وخلقه.

درجات القدَر:
يتَّضح من تعريف القدَر شرعًا أنَّ له أربعَ درجات:
الأولى: سبق علم الله المحيط بكلِّ شيءٍ، فعَلِمَ سبحانه بعِلمه السابق كلَّ شيءٍ وأجَل كلِّ حي، وعلم الخير والشر، وقدَّر النفع والضر، علم ما كان وما يكونُ وما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون؛ قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [البقرة:٢٨٢].

الثانية: كتابته سبحانه لهذا العلمِ في اللوح المحفوظ قبل خلْق السماوات والأرض؛ قال تعالى: ﴿ وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ * وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ ﴾ [القمر: 52، 53].

وفي الحديث الصحيح قال - صلى الله عليه وسلم -: "كان الله ولم يكنْ شيءٌ قبلَه، وكتب في الذِّكر كلَّ شيءٍ"، وفي الحديث الصحيح أيضًا قال - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أوَّل ما خلَق اللهُ القلم، فقال له: اكتُبْ، قال: ما أكتب؟ قال: اكتُبْ ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة"[1]، وفي صحيح مسلم: "كان ذلك قبلَ أنْ يخلق الله السماوات والأرض بخمسين ألف سنة"[2].
وفي هاتين الدرجتين يقول الله تعالى:﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحج: 70]

الثالثة: المشيئة: فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن؛ قال تعالى: ﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا ﴾ [السجدة: 13]، وقال تعالى: ﴿ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير: 28، 29].

الرابعة: الخلق: وهي أنَّه تعالى خالقُ كلِّ شيء، فلا يوجد شيءٌ إلا بمشيئته وخلقه ومن ذلك أفعال العِباد، وهو تعالى خالقُ أفعالِ العِباد خيرها وشرها؛ قال تعالى: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [الزمر: 62]، وقال سبحانه: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الصافات: 96].

القدر والقضاء:
يُقال في الإسلام والإيمان، والبر والتقوى: إذا اجتَمَعا افترَقَا، وإذا افترقا اجتَمَعا؛ أي: إذا اجتمعا في نصٍّ واحدٍ افترقا في المعنى؛ كحديث سُؤال جبرائيل عليه السلام للنبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإسلام والإيمان، افترقا؛ أي: في المعنى فلكلٍّ واحدٍ منهما معنى يُخالِف الآخَر، ففسر الإسلام هنا بالأقوال والأعمال الظاهرة، وفسَّر الإيمان في هذا الحديث بالاعتقادات والنيَّات والأعمال القلبيَّة الباطنة، وإذا ذُكِرَ أحدهما دُون الآخَر اجتمعا؛ أي: في المعنى؛ أي: فسر أحدهما بمَعناه ومعنى الآخَر جميعًا.

فهكذا القدَر والقَضاء إذا ذُكِرَا جميعًا فُسِّرَ القدَر بسبق علم الله بالشيء وكتابته له، وفُسِّرَ القضاء بمشيئة الله تعالى للشيء وإيجاده - أي: خلقه - في وقته على الكيفيَّة التي أرادَ وعلى وفْق ما سبَق به علمه وجرَى به قلمه، فيكون القدَر إحاطة علم الله بالشيء سابقًا، والقضاء تنفيذ الشيء والفراغ منه لاحقًا.
وإذا ذُكِرَ أحدهما في النص وحدَه فُسِّرَ بمعناه ومعنى الآخر جميعًا، فيفترقان في المعنى عند الاجتماع، ويتَّفقان عند الافتراق.

كيفيَّة الإيمان بالقدَر:
الإيمان بالقدر هو: التصديق التامُّ والاعتقاد الجازم بدرجات القدر الأربع، فيُؤمِن العبد:
1- بعلم الله القديم بالأشياء قبلَ كونها على ما هي عليه، وأنَّه تعالى عَلِمَ ما كان وما يكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، فقد أحاط الله تعالى بكلِّ شيءٍ علمًا، وعلمُه تبارك وتعالى غير مسبوقٍ بجهلٍ، ولا يعرض ولا يعقبه نسيان أو ذهول؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [العنكبوت:٦٢]، وقال تعالى: ﴿ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ﴾ [طه: 52].

2- ويؤمن بأنَّ هذا العِلمَ مكتوبٌ في اللوح المحفوظ - الذي هو الذِّكر - فإنَّ الربَّ تبارك وتعالى خلَق القلم فأمَرَه بكتابة المقادير إلى يوم القيامة، فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، وكان ذلك قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، كما جاءَتْ به الأحاديث الصحيحة؛ قال تعالى: ﴿ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ [القمر:٥٣]؛ أي: مكتوب مسطور في كتاب.
وفي الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كان الله ولم يكن شيءٌ قبله، وكتَب في الذِّكر كلَّ شيءٍ"[3].
3- ويعتقدُ المؤمن جازمًا بأنَّه لا يكونُ في مُلكِه تعالى شيء من إيجاد أو عدم أو حركة أو سُكون، ولا فعل ولا ترك، ولا طاعة أو معصية إلا بمشيئته، فلا يخرُج شيءٌ عن مشيئته وإرادته، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فإنَّه تعالى مالك الملك ومُدبِّره بعلمه وحكمته، ومشيئته وخلقه، لا مالك غيره ولا ربَّ سواه، ولا مُدبِّر معه، ولا رادَّ لحكمه، ولا مُعقِّب له.

4- التصديق التامُّ بأنَّ الله تعالى خالق كلِّ شيءٍ لا خالق غيره، فهو خالق العباد وأعمالهم خيرها وشرها؛ قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الصافات: 96] ، وقال تعالى: ﴿ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ ﴾ [فاطر: 3].

5- وممَّا يدخُل في الإيمان بالقدَر العلمُ بأنَّ ما أخطأ العبد لم يكن ليصيبه، وما أصابَه لم يكن ليُخطِئه.



[1] أخرجه أبو داود برقم (4700)، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه.

[2] أخرجه مسلم برقم (2653)، عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.

[3] أخرجه البخاري برقم (3191)، عن عمران بن الحصين رضي الله عنه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-06-2021, 03:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كيف يكون الإيمان بالقدر؟

لا اله الا الله
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.34 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (3.70%)]