عيد الأم بين حضارتين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4939 - عددالزوار : 2029930 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4514 - عددالزوار : 1306198 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 123718 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77603 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 49044 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61505 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42909 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-10-2020, 11:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي عيد الأم بين حضارتين

عيد الأم بين حضارتين


موقع إسلام ويب









كان الموقف مثيرا للشفقة!!

صرخة سمعها الواقفون على محطة الباص في إحدى مدن انجلترا ينتظرون الحافلة، وامرأة أربعينية تسرع إلى شابة تقف عشرينية فتأخذها في أحضانها وتقبلها وهي تبكي وتقول:-

منذ كم وأنت هنا في المدينة؟



منذ قرابة الثلاثة أشهر.



تعلمين أني أعيش هنا، ولم أرك منذ خمس سنوات، ومع ذلك ثلاثة أشهر ولا تفكرين في زيارتي؟



قالت: كنت مشغولة!!



مشغولة عن زيارة أمك؟!!



وجاءت سيارة فاستأذنت البنت بسرعة وقالت: عندي موعد، أنا مشغولة أراك لاحقا.. ثم تركت الأم في لهفتها وحسرتها وحرقتها وذهبت.



كان الموقف يثير الشفقة في أوله على الأم الملهوفة التي اشتاقت لرؤية ابتنها وفرحت كثيرا بلقياها.. فتحول بعد لحظة إلى موقف يثير الاشمئزاز من تصرف البنت وقسوة قلبها وعقوقها لأمها.. بل يثير الاشمئزاز من حضارة بلغت بأصحابها هذا المبلغ من الجفاء والعقوق وقطيعة الرحم.



تماما كما يثير اشمئزازك قصة هذه العجوز وما فعلته تلك الحضارة فيها:

كانت العجوز تعيش في مسكن في أحد شوارع بلاد الغرب، كان بائع الحليب يأتي بالزجاجات الملآى كل يوم ويأخذ الزجاجات الفارغة التي وضعتها العجوز أمام الباب.. في يوم مر ولم يجد الزجاجات الفارغة وبالتالي لم يضع الزجاجات الممتلئة ولم يسأل، وفي اليوم الثاني كذلك، وتكرر الحال في اليوم الثالث.. ولم يفعل شيئا إذ ليس هذا من شأنه.. ولم يتحرك أحد ليعرف ما حدث للعجوز إلا بعد أن انتشرت رائحة العفن والنتن من الشقة فعند ذلك أبلغ الجيران الشرطة.



جاءت الشرطة، دخلت الشقة فوجدت العجوز قد تعفنت وقد أُكِلت مواضع من جثتها.. أكلها القطط والكلاب التي كانت تربيهم معها ليؤنسوا وحشتها بعد أن هجرها كل أبنائها وأقاربها، فلم تجد سلوتها إلا في الحيوانات بعد أن حولت تلك الحضارة نفوسهم إلى أحط من الحيوانات.



العجيب أن الشرطة لما تقصت وجدت أن لهذه المرأة ابنا يعيش في نفس الشارع على بعد أمتار من بيت أمه!! ولما سألوه عنها أجاب بأنه لا يعرف عنها شيئا لأنه لم يزرها منذ ستة أشهر..



ليست هذه مواقف شاذة في حياة صحيحة سليمة، وإنما هي طبيعة حياة فرضتها حضارة تعظم الجسد والمادة على حساب الروح والدين، وتقدم المصالح على حساب الأخلاق والمروءات، فلا مكان للعلاقات الاجتماعية، أو بر الوالدين، أو صلة الأرحام، أو الإحسان إلى الجيران.



في مثل هذه الحضارة (وعند من يعيشونها في غير بلادها) يمكن (بل لابد) أن يخترع يوم يسمى عيد الأم أو يوم الأم يزورونها فيه بعد أن قاطعوها طيلة العام، ويقدمون إليها فيه هدية لعلها تنسيها هم السنة، ويحسنون إليها فيه بعد أن أساءوا إليها عاما كاملا.



في مثل هذه الحضارة يمكن أن يستحدث يوم يسمى أيضا يوم الأب يبحث فيه كل ابن عن أبيه من هو ومن جاء به، فنصفهم لا يعرفون لهم أبا، ناهيك عن الذين أتوا من طرق غير شرعية. وليكن مسمى هذا اليوم عيد الأب أو يوم البحث عن أب. لايهم.



كما يمكن أن نخترع يوما نسميه عيد الأسرة تجتمع فيه الأسرة ولو لمرة واحدة وهي التي لم تجتمع طوال شهور.. حتى يرى الأخ أخته وأخاه والابن أمه وأباه.



هذه حضارة تحتاج إلى أيام كثيرة ترتق رقعا كثيرة في ثوبها الممزق اجتماعيا وأخلاقيا وروحيا.



أما في دين الإسلام فهذه كلها أعياد (وأيام) بدعية، وضلالات وهمية، وخرافات جاهلية، واختراعات لسد خلل هو بحمد الله غير موجود في شريعة الله، فلا مكان لهذا في الدين لأن الدين عظم حق الأم، وحق الأب وأمر بصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران.



عندنا في الإسلام لا يعتبر مؤمنا حقا من لا يأمن جاره بوائقه، وليس منا من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم.



عندنا في الإسلام صلة الرحم ديانة وحق يجب القيام به، ومن قطع رحمه التي أمر الله بوصلها فهو ملعون ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ * أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 22 - 24].




فمن قرأ القرآن علم حق الأرحام وحق الجيران ومن باب أولى حق الوالدين عموما والأمهات خصوصا.. فالأم عندنا كل يوم لها عيد، وجعل يوم واحد تحترم فيه وتوقر وتبر ويهدى إليها الهدايا إنما هو إساءة تربوية ومخالفة دينية وفوضى أخلاقية فضلا عن أن يكون بدعة مخترعة في دين الله كما قرره علماء المسلمين.



﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.42 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]