( وأصلحنا له زوجه ) أ.د. ناصر بن سليمان العمر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 869 - عددالزوار : 119298 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024318 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301552 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40262 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 367135 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 17-10-2020, 12:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,245
الدولة : Egypt
افتراضي ( وأصلحنا له زوجه ) أ.د. ناصر بن سليمان العمر

( وأصلحنا له زوجه )

أ.د. ناصر بن سليمان العمر


إن من القواعد التي ينبغي أن تراعى ولا يغفل عنها في الحياة الزوجية قاعدة أشار إليها قول الله تعالى في سورة الأنبياء: {وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ}، وذلك في سياق بيان استجابةِ اللهِ جلَّ وعلا لزكريا عليه السلام، قال تعالى: {وَزَكَرِيَّا إذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ 98 فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ} [الأنبياء: ظ©ظ¨، 90].


ومن تدبر هذه الآية الكريمة ظهرت له من معانيها حقائق كبيرة:


فمن هذه الحقائق أن الله تعالى هو المصلح، الذي يُصلح الزَّوجَ ويصلح الزوجة!


ومن هذه الحقائق ما نلحظه من دقة التعبير في قوله سبحانه: {وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ}، فلم يقُل: «وأصلحنا زوجه»؛ لأن الزوجة قد تكونُ صالحةً في نفسها، بعبادتِها وصلاتها وقيامها، لكنها لم تصلح لزوجها، وكذلك الرجل قد يكون صالحاً في نفسه، في صلاته وعبادته واستقامته عموماً، لكنه ليس صالحاً لزوجته.


إذن، الذي يُصلحُ الزَّوجَ للزوجة أو الزوجة للزوج، هو اللهُ تعالى؛ فلنتوجَّه إليه جلَّ وعلا، من أجل إصلاح أزواجِنا إذا أصاب العلاقةَ شيءٌ من عدم الاستقرار، أو ضعفٌ في المودة والرحمة؛ وآية الروم قد أكدت أهمية هذا التوجه، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ} أي: من آيات الله تعالى الكونية: {أَنْ خَلَقَلَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُواإلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21]؛ فهو الذي خلقكم وجعل بينكم المودة والرحمة؛ وهذا معناه أن نتوجه إليه جل وعلا إذا ما فُقِدت؛ فهو الذي جعلها، وهو الذي يصلحها، وهو الذي يأذن بإبطال أثرها، إذا لم تتحقق أسباب وشروط تحققها في واقع الحياة الزوجية.




وبرغم أنه لا معقِّب لحكم الله عز وجل، ولكن من باب الاطمئنان كما قال الخليل إبراهيم عليه السلام: {لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260]، من تأمل الواقع وجده شاهداً بهذه الحقيقة الكبرى!


ومن شهادة الواقع، ما نشهده في الذين يتوجهون إلى الله تعالى بإصلاح أزواجهم لهم؛ فنجد أنه كثيراً ما يتحقق لهم ذلك، ولاسيما إذا صدقوا في الالتجاء إلى الله بيقينٍ، وأزالوا الموانع التي أحدثت الفجوة، أو أوقعت الجفوة، أو أذهبت المودة والرحمة.


ومن أخطر الأشياء أن يستسلم الرجلُ أو أن تستسلم المرأة، لذهاب المودة، أو لفقد الرحمة، فيرضيا بوقوع الجفاء، فضلاً عن التوتر والخلاف والشِّقاق والمشكلات الزوجية، كما هو واقعٌ في كثيرٍ من البيوتِ، برغم ما جاءهم من البيِّنات والهدى.


زرتُ طالبَ علمٍ، فوجدت أنَّه يعاني من مشكلاتٍ داخلَ بيته؛ فسألته عن العلاج الذي اتخذه لحلِّ هذه المشكلات؛ وكنتُ في مجلس بيته، فاكتفى بأن أشار إلى سجادة في ذلك المجلس؛ ففهمتُ أنه يجتهد في التوجه إلى الله جلَّ وعلا، والتضرع إليه؛ فما مرت مدة من الزمن، إلا وقد عاد الاستقرار، ورجعت المودة إلى بيته؛ ولمَ لا؟! وهو قد سلك الطريق الأقرب! واتبع المنهج الصحيح: {فَفِرُّواإِلَى اللَّهِ} [الذاريات: 50]، {ادْعُوارَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} [الأعراف: 55]، {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} [البقرة: 186]، {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّإِذَادَعَا هُوَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62]، فهذه الآيات كلُّها تؤكد هذه الحقيقة، ومما هو بدَهيٌّ أن الواحد منا إذا طرأ خلل في سيارته ذهب لمختص بإصلاح السيارات! وإذا اعترته علة في جسمه؛ توجه إلى الطبيب، وهكذا هو دائب في سائر شؤون حياته، وإذا كان الأمر كذلك أوليس الرجوع إلى الذي بيده أمر القلوب يصرفها كيف يشاء أولى! بلى. فمن البدهي بحسب الأصل والمنهج أن نعود إلى الله جلَّ وعلا، الذي خلق الزوجين، وبيده مفاتيح قلوبهما، ومقاليد أحوالهما؛ فهو الذي يصلحنا ويصلح لنا!


وصلاح الزوجة قد يكون نتيجةَ صلاحِ الرجل نفسِه، فإذا صلح الزوج صلحت الزوجة، وإذا صلحت الزوجة صلح الزوج، وكثيراً ما يكون من الخطأ تحميل أحد الطرفين المسؤوليةَ الكاملةَ لما وقعا فيه ووقعت فيه الأسرة، ففي الغالب لا بد أن يكون هناك خلل وقع من الطرفين معاً، وإن كان أحدُهما بادئاً بالغلط، أو متولِّياً كِبره، ولكن كان بإمكان الآخر أن يتدارك شيئاً ما، وأن يتوجَّه إلى الله جل وعلا، متضرِّعاً إليه أن يُصلحه ويصلح له زوجه!


نسأل الله عز وجل أن يصلح أنفسنا، ويصلح أزواجنا، ويصلح بيوتنا، ويصلح لنا شأننا كله، إنه هو الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.90 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.79%)]