حسن الظنّ والتماس الأعذار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 878 - عددالزوار : 119481 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 8865 )           »          البشعة وحكمها في الشريعة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1197 )           »          لا تقولوا على الله ما لا تعلمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 21980 )           »          اصطحاب الأطفال إلى المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          صلة الرحم ليس لها فترة زمنية محددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الدعاء بالثبات والنصر للمستضعفين من المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الأسباب المعينة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20-09-2020, 02:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,285
الدولة : Egypt
افتراضي حسن الظنّ والتماس الأعذار

حسن الظنّ والتماس الأعذار
محمد عادل فارس


إنّ حُسن العلاقة فيما بين أفراد المجتمع الإسلاميّ، وسلامة صدور أبنائه، من أهمّ الأمور التي تُعين على تماسك هذا المجتمع وتؤدي إلى وحدته وقوّته.
وثمّة أمور عدّة يقوم عليها حسن العلاقات، كما يقوم البناء على قواعده وأسسه.
ومن هذه الأمور اجتناب سوء الظنّ ما أمكن. وقد جاء في القرآن الكريم كلام صريح في هذا، حيث يقول الله - تعالى -: (يا ايّها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظنّ إنّ بعض الظنّ إثم)، وممّا يستدعي الوقوف والتأمّل في هذا البيان الخالد الأمرُ باجتناب كثير من الظنّ لأنّ بعضه إثم، ولمْ يأت التعبير القرآنيّ ليقول إنّ صاحب الظنّ يأثم، بل اعتبر أنّ الظنّ ذاته هو إثم، مبالغة في النهي عنه والتنفير منه.
ولربّما جنحت نفسك إلى سوء الظنّ، ويزداد هذا في حقّ من لا تحبّه ولا تميل إليه. بل ربّما سعت إلى التفتيش والبحث عن الأدلّة المرجّحة لسوء الظنّ في كلمة قيلت، أو فعلٍ صدر من بعض المسلمين. لكن على المسلم العاقل أن يجاهد النفس الأمّارة بالسوء ويصرفها عن هذا بالتماس الأعذار للأخ الذي رغبت بإساءة الظنّ فيه بسبب بغضها له، أو عدم انسجامها معه، أو نفرة طباعها من طباعه. وليعلم المسلم أنّه إن جاهد نفسه ورجّح حسن الظنّ فإن الأجر كبير وعظيم لما فيه من مخالفة للهوى وخضوع لأمر الله - تعالى -. وليتصوّر الأخ الذي انزلق في منحدر سوء الظنّ أنّ واحداً ممن يحبّهم، ولهم عنده حظوة ومكانة، قال مثل تلك المقالة، أو فعل مثل ذلك الفعل، كيف كان يدافع ويلتمس الأعذار، وينافح لتبرئته. فليفعل هذا مع بقيّة إخوانه، ولا يجعل الدفاع عن أخيه المسلم في ظهر الغيب وحسن الظنّ به محصوراً في عدد قليل لا يعدوهم إلى غيرهم.
ولو أنّنا تتبّعنا الأمور وسبرنا غورها لوجدنا أنّ نفور المسلم من بعض إخوانه وإساءة ظنّه بهم إنّما كان نتيجة خلافات شخصيّة أو غير شخصيّة، أو أثراً لتنافر الطباع، أو لغيرة أو منافسة أو اختلاف في الرأي، ممّا جعله يختزن صورة شوهاء لأخيه يفسّر على ضوئها سلوكه وأقواله، وهذا كله لا يجيز سوء الظنّ، ولا يعطي المسلم الحقّ في ذلك.
وإنّ ممّا يؤدّي إلى الخلاف وإلى انتقاص الناس والنيل منهم أن يضع المسلم قضايا إداريّة أو تنظيميّة فيها مجال واسع للنظر والرأي، موضع قضايا وردت فيها نصوص قطعيّة الثبوت، قطعيّة الدلالة، فيسوّي بينهما، ويشنّ حربا شعواء على كلّ من لا يرى رأيه، حتى في هذه الأمور.
إنّ كثرة ذمّ الناس والنيل منهم والطعن الدائم في أقوالهم وأفعالهم وحملها على أسوأ محمل، وسرعة انتقاصهم وتصديق قالة السوء فيهم، أمارة مرض النفس وضيق الأفق، وضعف الخشية من الله، وهي في الوقت ذاته علامة طفولة التفكير، إذ إنّ الإنسان كلّما ارتقى فكره قدّر ظروف الآخرين وأدرك مقاصد آرائهم، والتمس الأعذار لهم، وأحسن الظنّ بهم.
أمّا الذي يعذر نفسه ويشتدّ على غيره.. فهذا ينطبق عليه ما جاء في الأثر: " إنّ أحدكم يرى القذاة في عين أخيه ولا يرى الخشبة في عينه "، وفي هذا ذمّ لأصحاب هذا المنهج الرديء، حيث يعمد الإنسان إلى تبرئة نفسه أو تصغير عيوبها، بينما يُضخّم عيوب الآخرين ولا يقبل لهم عذرا، وكأنّه نسي أو تناسى ما دعا به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لمن اشتغل بعيوب نفسه: (( طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس )).رواه البزّار بإسناد حسن.
وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه، والحمد لله ربّ العالمين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.76 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]