معاناة علاقة محرمة .. ! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 131036 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الوقاية من التهاب الكبد: 9 خطوات بسيطة لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الوقاية من الجلطات: دليلك الشامل لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-09-2020, 01:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي معاناة علاقة محرمة .. !

معاناة علاقة محرمة .. !

د. خالد رُوشه



كيف الخلاص من تلك العلاقة المحرمة ؟!



كثير من الناس لديه ذنب يصاحبه , يكاد أن يدمنه منذ فترة طويلة , يصاحبه في حله وترحاله , يكثر من الوقوع فيه بشكل متكرر متتابع ..!


القلوب اللاهية لا تتأثر بذلك الذنب الملاصق , ولا تتألم له , ولا تعاني من وجوده , بل قد تتمادى فيه , وقد تضم إليه غيره من المعاصي , حتى تفسد عليه حياته !



فمن الناس من أدمن الفساد , وارتاحت له نفسه , فصار يغلق عينيه عن رؤية الفساد , ولو رآه لبرره , واحتج بكونه ضعيف لايقوى على رفضه , ثم تراه يصبح ترسا في منظومته , ومشجعا عليه , ويصير وصوليا مداحا للفاسدين , ساكتا عن كلمة الحق , مخروسا عن نقد الباطل والفساد .. فتصير حياته كلها فساد !



والبعض قد أدمن الظلم , فصار يظلم أبناءه فلا يقوم بحقهم , ويظلم زوجته فيؤذيها ويؤلمها و ويهملها , ويظلم أخواته فيغصب حقهن في الميراث , ويظلم العاملين عنده فيضيع حقهم ويقتص منه , ويماطل في أجورهم , ويظلم الناس فلا يؤدي دين من أقرضه مع غناه , ولا يرد الأمانة لمن ائتمنه ..



ومنهم من قد أدمن الرشوة , فصار يستبيحها في عمله بشكل يومي دائم , بل تطور الأمر به أنه يطلبها مباشرة , بل تطور به حتى إنه ليمتنع عن أداء العمل لمن لم يعطيه الرشوة , وصار طعامه حراما وشرابه حراما ..!




آخرون قد أدمنوا الربا , فصاروا لايبالون عن أموالهم من أين اكتسبوها , مادامت تزيد أمامهم , بل صاروا يصمون آذانهم عن فتاوى حرمة الربا , بل عن آيات القرآن في محاربة آكل الربا , وصارت حياتهم كلها ربا , متعرضون لحرب من الله ربهم .




وغيرهم قد أدمنوا العري , ووجدوا أنفسهم في رؤية العري , ومتابعته , والنظر إليه , بل والسعي نحوه , وتركوا أنفسهم نهبة للشهوات , فنهارهم لهاث نحو النساء وليلهم سقوط في حمأة الذنب !



كل واحد من هؤلاء وأمثالهم قد يفاجأ – مع مرور الوقت – بجبال من آثام قد واقعها استهانة بهذا الذنب , ثم يرتطم بجدران عازلة بينها وبين التوبة منه , وبضعف متناه في القدرة على البعد عنه , وربما قهره هذا الذنب , فظل يصاحبه حتى آخر رمق وآخر لحظة وآخر لفظة من الحياة , فيلقى ربه عليه ..



إدمان الذنب سببه الضعف في لحظة الوقوع فيه , وعدم القدرة على الصمود أمام بريقه , وتراجع مستوى يقين القلب في مواجهته , والاستسلام أمام دعوة الشيطان لتكراره , وتذكر لذة حدوثه , وعدم اتخاذ خطوات تنفيذية في طريق تركه وإبعاده .



بعض مدمني الذنوب قلوبهم طيبة , ونفوسهم مؤمنة , لكنها عاصية , تضعف أمام ذلك الذنب , وتنكسر أمامه , فيمثل لها ذلك الذنب العقدة الثقيلة , والعقبة الكؤود .



هؤلاء الطيبيون يعانون معاناة تلك العلاقة المحرمة بينهم وبين الذنب , وتنغص عليهم حياتهم , فهم يرتجون الإقلاع عنه لكنهم لايفعلون , ويتمنون التوبة منه لكنهم لاينجحون ..!



إن حياة المؤمن كلها عبارة عن صراع بين الحق والباطل , ومنازعة بين الطاعة والإثم , فليس ثم لحظة راحة , ولا توجد ساعات هدنة , إلى أن يلقى ربه , يعبر عن ذلك ما يروى عن الإمام أحمد في لحظاته الأخيرة يغشى عليه ثم يقول : ليس بعد , فيسألونه عن ذلك , فيقول يأتيني الشيطان فيقول لي : أفلت مني ياأحمد , فاقول له : ليس بعد .. ليس بعد



الشيطان – لطول صحبته للإنسان , يعرف نقائصه , ويترصد لسقطاته , ويبحث عن ثغراته للولوج له والوسوسة له , والتأثير عليه .



والحقيقة أنه ليس هناك مؤمن عديم الذنب , بل الجميع مخطىء , ومسىء , ومقصر في جنب ربه سبحانه , لكن هناك من ينجح في مواجهة الشيطان , والفوز عليه في مباراة المنازعة بين الطاعة والمعصية , ومنهم من يستسلم له فينهزم ويحمل ذنبا بعد ذنب وخطيئة تلو خطيئة ..



البداية يجب أن تكون من القلب , فهو المركز المؤثر , البداية من هنا بالفعل , هذا القلب يجب أن يمتلىء بحب ربه سبحانه , وحب رضاه , وحب توحيده , وأن يسعى أن يستشعر بلذة العبودية , وطعم الإيمان , وحلاوة التوبة من الإثم .



ثم عليه أن يقنع نفسه إقناعا بخطر ذلك الإثم وسوء أثره عليه , وعقوبته المؤلمة إن هو تهاون فيه , فيندم عليه ندما يحرق حلاوة المعصية التي يجدها , ويذكر نفسه أنه عليه أن يلبي نداء ربه في التوبة النصوح من كل إثم والمسارعة إليها .." يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا "



ثم يوقظ في نفسه القدرة على الإيجابية والمبادرة والمجاهدة , والبدء يخطوات تنفيذية حقيقية في سبيل تغيير حياته ونفسيته , ويستبدل ضعفه ثباتا ويقينا وقوة قلب ويستصحب الخوف من الله سبحانه , ويذكر نفسه بعذابه وعقابه " قوا أنفسكم وأهليكم نارا "


ثم يجب أن يقوم المؤمن بعملية أشبه بالعملية الجراحية لاستئصال ورم خبيث , فيقطع الأوردة التي تغذي هذا الورم , ويقطع الحبال التي توصله بالذنب , ويسد الطرق التي يسير فيها إليه , ويفارق أماكنه , والذين يسهلونه له , ويضع العقبات في سبيله إذا هو أراد العودة إليه .



وهو في كل ذلك يستعين بالله الرحيم اللطيف الخبير سبحانه , ويحسن الظن به سبحانه , بأنه سيتوب عليه ويغفر له , ويكثر من دعاء ربه بالتوفيق للتوبة منه .



الحقيقة أن هذه العملية المركبة في مطاردة الذنوب , ينبغي أن تكون دائمة طوال حياة الإنسان , كما ينبغي أن تكون متابعة مع كل ذنب ينتبه المؤمن أنه قد عاوده .



لكن لاينبغي أن يؤثر ذلك على حياته وإنجازاته وإيجابيته في مسايرة خطواته الفعالة في سبيل نجاحه وإصلاحه لحياته ومجتمعه , فالتوبة عملية دائمة , والإصلاح أيضا هو عملية دائمة , والإنجاز في الحياة عملية موصولة مع كل خطوة من خطوات المؤمن .



فعليك إذن أن تخطو نحو الأمام في حياتك , وتتابع قلبك وتطهره وتنقيه من آثار الخطايا , وترجو ربك وتدعوه بالتوفيق ... كله معا


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.18 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.42%)]