خصائص توحيد الربوبية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121669 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كيف ننشئ أولادنا على حب كتاب الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          قصة سيدنا موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-09-2020, 02:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي خصائص توحيد الربوبية

خصائص توحيد الربوبية
أكرم غانم إسماعيل تكاي


- أن توحيد الربوبية دليل على توحيد العبادة فإن الله - سبحانه وتعالى - احتج على المشركين الذي أخلوا بتوحيد الألوهية بإقرارهم بالربوبية كما قال - تعالى -: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)[سورة البقرة:21-22].


فأمر - سبحانه وتعالى - بعبادته، وذكر البرهان على أنه مستحق للعبادة وهو قوله: (الَّذِي خَلَقَكُمْ) إلى قوله: (رِزْقاً لَكُمْ) وهو برهان على بطلان إلهية ما سواه ولهذا قال: (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً)، وقوله - تعالى -: (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) إلزاماً لهم بما يقرون به.

2- أن إقرار الناس بالربوبية أسبق من إقرارهم بتوحيد الألوهية، وفي ذلك يقول ابن تيمية: "ولما كان علم النفوس بحاجتهم وفقرهم إلى الرب قبل علمهم بحاجتهم وفقرهم إلى الإله المعبود، وقصدهم لدفع حاجتهم العاجلة قبل الآجلة؛ كان إقرارهم بالله من جهة ربوبيته أسبق من إقرارهم به من جهة ألوهيته..." إلى أن قال: "ولهذا إنما بعث الرسل يدعونهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له الذي هو المقصود المستلزم الإقرار بالربوبية، وقد أخبر عنهم أنهم: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ)[الزخرف:87]، (وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلا إِيَّاهُ)[سورة الإسراء:67]، وقال: (وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)[سورة لقمان:32].

فأخبرهم أنهم مقرون بتوحيد الربوبية، وأنهم مخلصون له الدين إذا مسهم الضر في دعائهم واستعانتهم، ثم يعرضون عن عبادته في حال حصول أغراضهم، وكثير من المتكلمين إنما يقررون الوحدانية من جهة الربوبية، أما الرسل فهم دعوا إليها من جهة الألوهية"[2].

3- أن توحيد الربوبية قد أقر به المشركون كما قال - تعالى -: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ)[يونس:31]، وقال - تعالى -: (قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ)[المؤمنون:84-89]، وقال - تعالى -: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ)[سورة لقمان:25]، وقال - تعالى -: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ)[سورة الزخرف:87]، وقال المقريزي: "ولا ريب أن توحيد الربوبية لم ينكره المشركون، بل أقروا بأنه - سبحانه - وحده خالقهم، وخالق السموات والأرض، والقائم بمصالح العالم كله، وإنما أنكروا توحيد الألوهية" إلى أن قال: "من عدل به غيره فقد أشرك في ألوهيته، ولو وحد في ربوبيته، فتوحيد الربوبية هو الذي اجتمعت فيه الخلائق مؤمنها وكافرها، وتوحيد الألوهية مفترق الطرق بين المؤمنين والمشركين"[3].

فلأن الإقرار بالربوبية كان مسلماً به عند المشركين؛ لم يرسل الله رسولاً لتحقيق هذا التوحيد، ولم تعرض له الكتب السماوية كما عرضت لتوحيد العبادة لأنه تحصيل حاصل.

والمصيبة أن أهل الكلام أفنوا أعمارهم لتحقيق هذه القضية المسلَّم بها حتى عند المشركين، وليتهم وقفوا عند هذا الباب؛ بل زعموا أن توحيد الربوبية هو الغاية العظمى من بعثة الرسل، وأنهم إذا أثبتوه بالدليل فقد أثبتوا غاية التوحيد[4]، وفي ذلك يقول الشيخ محمد عبده: "أصل معنى التوحيد اعتقاد أن الله واحد لا شريك له ... وهو إثبات الوحدة لله في الذات والفعل في خلق الأكوان، وأنه وحده مرجع كل كون، ومنتهى كل قصد، وهذا المطلب كان الغاية العظمى من بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - كما تشهد به آيات الكتاب العزيز"[5].

والرد على هذا ما يلي:

أ- أن توحيد الربوبية نوع من التوحيد فهو بعضه لا جميعه، وقد أقر به المشركون، فكيف مع ذلك يكون هو الغاية العظمى من بعثة الرسل؟

ب- أن مجرد الإقرار بهذا التوحيد فقط لا يوجب الدخول في الإسلام، ولا يصير به الرجل مسلماً، فمشركو العرب كانوا مقرين بأن الله - تعالى - وحده خالق كل شيء، ومع هذا سماهم مشركين حيث قال عنهم: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)[سورة يوسف:106].

فالمراد بقوله - تعالى -: (وَمَا يُؤْمِنُ) هو تصديقهم واعترافهم بأن الله - تعالى - هو الخالق الرازق، المحيي المميت، والمراد من قوله - تعالى -: (إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) أي أنهم أشركوا مع الله في عبادته، وهذا ما فسر به السلف هذه الآية [6].

قال محمود الألوسي الحنفي في تفسير هذه الآية: "يندرج فيهم كل من أقر بالله - تعالى - وخالقيته مثلاً وكان مرتكباً شركاً كيفما كان، ومن أولئك عبدة القبور، الناذرون لها، المعتقدون للنفع والضر، ممن الله - تعالى - أعلم بحاله فيه وهم اليوم أكثر من الدود"[7].

ج- أن توحيد الألوهية هو الغاية العظمى، والمقصد الأعلى؛ وهو أول دعوة الرسل، والغاية من خلق الجن والإنس كما يشهد بذلك الأدلة من الكتاب، والسنة الصحيحة قال - تعالى -: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)[سورة النحل:36]، ومن السنة حديث ابن عباس - رضي الله عنه - وفيه: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما بعث معاذاً إلى اليمن قال: ((إنك تقدم على قوم أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله - عز وجل -...))[8].

فهذان النصان الشرعيان دالان على أن أول دعوة الرسل والغاية من بعثتهم هي الدعوة إلى توحيد الله في العبادة، والنصوص الشرعية في ذلك كثيرة. ا. ھ[9].

-------------------

[1] نقل المبحث من: أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة / الشيخ محمد بن عبدالرحمن الخميس - الناشر دار الصميعي، المملكة العربية السعودية. ص 216-220.

[2] مجموع فتاوى ابن تيمية، جمع وترتيب عبدالرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي الحنبلي وساعده ابنه محمد، طبعة مؤسسة الرسالة - بيروت. 14/14-15.

[3] تجريد التوحيد ص20-21.

[4] انظر اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم لشيخ الإسلام ابن تيمية تحقيق د. ناصر العبد الكريم العقل، الطبعة الأولى 1404هـ، شركة العبيكان - الرياض. 2/845-846؛ ومجموع الفتاوى 3/98؛ و فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، الشيخ عبدالرحمن بن حسن بن عبدالوهاب، طبعة دار البيان - دمشق. ص13.


[5] رسالة التوحيد لمحمد عبده، الطبعة الخامسة سنة 1405هـ، دار إحياء العلوم- بيروت. ص43.

[6] كابن عباس ومجاهد وعطاء وعكرمة والشعبي وقتادة والضحاك. انظر جامع البيان 14/77، ومعالم التنزيل 2/452.

[7] تفسير الألوسي (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني) دار إحياء التراث العربي - بيروت، لبنان. 13/67.

[8] أخرجه مسلم: كتاب الإيمان باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام 1/51 ح31 طريق أبي معبد عن ابن عباس.

[9] أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة. ص216-220.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.21 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.42%)]