الخطأ والمثال المشرق - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5424 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          فوائد من حديث: «ولم يكمل من النساء إلا...» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حديث: دخل رمضان فخفت أن أُصيب امرأتي، فظاهرت منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-08-2020, 12:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,049
الدولة : Egypt
افتراضي الخطأ والمثال المشرق

الخطأ والمثال المشرق

ماجد محمد الوبيران






قد أقف عند أخطائنا كثيرًا، وأعترف بوجودها؛ لأنه وكما قيل: فإن الاعترافَ بالخطأ هو الاسمُ الآخر للصراحة في المجتمعات المتحضرة، لكنني لا أحبُّ جَلْدَ الذات باستمرار؛ لئلا يُحبطَ الإنسان، بل إنني ممَّن يحاولون دومًا أن يجعلوا الغدَ أفضل حالاً من اليوم، فأنا ممن يردِّدون دائمًا: "في كل فجرٍ يُشرق المستقبل".

إنَّ من الأجدى عدمَ الوقوف عند الخطأ دائمًا، بل التحرك والبحث عن الصواب المشرق الجميل؛ حتى يُحاكَى ويُقلَّد؛ لأنَّ الصواب حين يُعرض فإنه يرمز إلى التفاؤل الذي يشرح الصدر، ويعطي الأمل! بينما التركيز على الخطأ يُكدِّر النفس، ويُولِّد الإحباط والتراجع، ولو أنك أكثرت اللوم والتقريع على مَن تحبُّ، فإنك حتمًا ستُشعره بالحزن والفشل والانهزام، بينما لو تمنَّيت عليه أن يفعل كذا بضرب المثال الصحيح، أو بالمباشرة الصادقة، فإنك تكون قد وضعت قدمَهُ في بداية طريق التَّصحيح، وقد وضَح هذا جليًّا في القرآن الكريم؛ ففي قصَّة نبي الله سليمان - عليه السلام - مع الملِكة بِلْقيس التي كانت تعبد وقومُها الشمسَ من دون الله - برَع الهدهد في توضيح الصورة دون الاكتفاء بنقدِ طريقتِهم في العبادة؛ وذلك حين عاب عليهم عبادتَهم تلك، مع بيان الأَوْلى في العبادة، والتي يجب أن تكون خالصةً لله.


والإنسان متى ما نجح في تغيير تصوُّرات الناس نحوَ أمرٍ ما، فإنه يكون بذلك قد حقَّق هدفًا كبيرًا، وقام بدورٍ جليلٍ من أدواره في هذه الحياة، والمتمثِّل في تغيير السلوك إلى الإيجابية، ولن يكون له ذلك إلا إذا استطاع تغييرَ تصورهم للشيء نفسه؛ فالسلوك فرعٌ عن التصور، كما يقول التربويون؛ ولهذا فإنَّ من إبداعات الأديب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي، قولُه: "من شاء أن يهذِّب أخلاق الناس، ويقوِّمَ مُعوجَّها، فليهذِّبْ تصوراتِهم، وليقوِّم أفهامَهم".

والوقوف عند الخطأ والاعتراف به أمرٌ حسَن، ولكنَّ الأحسن منه هو تعزيزُ المواقف الإيجابية، لكن - ومع الأسف - فإنه يوجد بيننا مَن يعيبون على من يريدون التمسُّك بالسلوك الحسن، بل ويَسخَرون منهم؛ رغبةً منهم في البقاء على حالهم؛ لأنهم يرَوْن في المثالية نوعًا من التقييد والتعقيد! وإن كان في رأيهم جانبٌ من الصحة، إلا أننا نبقى مأمورين بالتمسك بما جاء به ديننا الحنيف.

وإن كانت الأخطاء تتفاوت، فإن التعامل معها سيكون متفاوتًا أيضًا؛ فأخطاءُ الزوجة البسيطة، أو الأطفال، أو المتعلمين - قد تُعالَج بالرِّفق واللِّين، لكن الأخطاء الكبيرة التي تقع؛ كالتطاوُلِ على سيِّد الخَلْق، أو بث الفتن والمكايد، ودسِّ الأفكار الخطرة، أو ارتكاب جرائم القتل والتهريب والتَّرويج والتَّرويع، والإفساد في الأرض، أو التظاهر وبث الفوضى، فإن التعامل معها يجب أن يكون من منطلَقِ الحزم الذي سَيُفضي إلى الردع.

إن قوة المجتمعات تكمن في قوة أنظمتها، والدينُ الإسلامي الحنيف قد ضمنت تشريعاتُه سلامةَ المجتمعات، وإلى جانب نظام المجتمع يقف وعي الأفراد الذين يتحمَّلون مسؤوليةً عظيمة في البعد عن الخطأ، ومجاهدة النفس في ذلك، وخاصة الأخطاء التي تضرُّ بالمجتمع وأفراده، وتعطي صورة سيِّئة عن سكان البلد.


أيها الإنسان، كن صورة طيبة لمجتمعك، تمسَّكْ بكل فعل جميل، واسلك كلَّ سبيل نبيلٍ، منطلقًا بفِكر مضيء، ومحلِّقًا بشعور منير.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.91 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.51%)]