بظلامه أقبل علينا التناقض - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4941 - عددالزوار : 2031634 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4515 - عددالزوار : 1307861 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1059 - عددالزوار : 126456 )           »          طريقة عمل ساندوتش دجاج سبايسى.. ينفع للأطفال وللشغل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من حب الشباب بخطوات بسيطة.. من العسل لخل التفاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          طريقة عمل لفائف الكوسة بالجبنة فى الفرن.. وجبة خفيفة وصحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          وصفات طبيعية لتقشير البشرة.. تخلصى من الجلد الميت بسهولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          هل تظل بشرتك جافة حتى بعد الترطيب؟.. اعرفى السبب وطرق العلاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          استعد لدخول الحضانة.. 6 نصائح يجب تنفيذها قبل إلحاق طفلك بروضة الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          سنة أولى جواز.. 5 نصائح للتفاهم وتجنب المشاكل والخلافات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-07-2020, 03:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,668
الدولة : Egypt
افتراضي بظلامه أقبل علينا التناقض

بظلامه أقبل علينا التناقض


أ. حنافي جواد




التناقضُ بين الأقوالِ والأفعال مسألةٌ مؤرقة فعلاً، يلاحظ المرء ذلك في المجتمعِ الذي يحتضنه، لم يسلم من هذا الوباءِ الصغارُ، فشملهم وشمل الكبارَ، وحتى الشيوخ ومَن قاربوا الوفاة، هناك فئام من النَّاسِ أقوالهم وأفعالهم سواء، بل بعضُهم لا يقول حتى يفعل، وآخرون منهم يفعلون فقط، وهؤلاء نفرٌ قليلون.

تضاربُ الأقوالِ والأفعال أفقدَ النَّاسَ الثقة في بعضِهم وفي المؤسسات، فأضحى الأصل هو الكذب، والفرع هو الصدق، والصدوق في مجتمعِ الكذابين غريبٌ شاذ.

تلجأ طوائفُ من الخرَّاصين في زماننا إلى لعبةِ الألفاظ واللف والدوران، وهناك مدارس غير رسمية وغير مصرَّح بها تعلِّمُ النَّاسَ أساليبَ المراوغة الكلامية، ليتملَّصوا من الواجباتِ والحقوق التي ناضلوا ليدافعوا عنها، وينجحون في مراوغةِ القوم منطلقين إلى المرمى للتسجيل، وسجلوا أهدافًا كبيرة ومشاريعَ عظيمة، ولما طال الأمَدُ بالقومِ أدركوا اللعبةَ وفهموا الخطة، فضربوا صفحًا عن الأقوال، وانطلقوا مهرولين ناظرين إلى الأعمال، فلم يجدوا إلاَّ الهباء المنثور وأجزاء من القشور، وبقايا ما التهمه الذِّئاب، وقنينة اختلف النَّاسُ فيها، وكان بأسهم بينهم شديدًا.

ومما أسفرت عنه أساليبُ اللَّف والدوران فقدان الثقة، ومن الصعبِ استرجاعها وبثها من جديد، وأنت تعرف أنَّ إنباتها يستغرقُ من الوقت كذا وكذا.

لا يُنْظر في ظلِّ سيادة فقدان الثقة إلى الأعمالِ المفيدة والإنجازات الجليلة نظرةَ تقديرٍ وتثمين، بل نظرة تكذيبٍ وتأويل فاسد.

حاول المهتمون محاولاتِ إرجاعِ المياه إلى مجاريها، فباءت محاولاتُهم بالفشلِ الذريع؛ لأنَّ الميدانَ لم يجسد الأقوال، ولأنَّ الثقةَ فقدت، ولأنَّ الأخلاقَ فسدت.

مما أراه أسبابًا للتناقضِ بين الأقوال والأفعال:
الأقوال نظرية غير ملموسة، والأفعال مادية ملموسة، فكانت صعبة.
الأقوال تندفعُ من الفمِ عذبةً سهلة، والأفعالُ تحتاجُ لجهدٍ وقوة.
الأقوال تشبه التنظيرات والتخطيطات، والأفعالُ تنفيذات وتطبيقات.
الأقوال من النَّاحيةِ الجغرافية منخفضات، والأفعال مرتفعات، وهبوطُ المنخفضاتِ سهل، وصعود المرتفعات عسير وشاق.

أزمةُ تناقضِ الأقوال والأفعال ليست هينة، وعواقبها وخيمة فاسدة، فالمبادرة المبادرة إلى إصلاحِ ما فسد، لإرجاعِ الثقة، ليس المهم التصريح في الأوراقِ واللقاءات ورفعِ الشعارات أو البكاء على الماضي وتقويم الغبار، فهذا كلُّه لن يكرس إلا للموجود والسائد، ولن يزيدَ طين الأزمةِ إلا بلة وعلة وأدواء، ووقتئذ يعسر الدواء.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.38 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]