وصف القرآن الكريم لحال أكثر الناس بأنهم كافرون - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1249 - عددالزوار : 135121 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5472 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8165 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-07-2020, 11:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي وصف القرآن الكريم لحال أكثر الناس بأنهم كافرون

وصف القرآن الكريم لحال أكثر الناس بأنهم كافرون
د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي



تمهيد
من خصائص النفس البشرية كفرها للنعم أي: جحودها لنِعم الله عز وجل، قال تعالى: ﴿ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ﴾ [عبس: 17]، أوضح القرطبي - رحمه الله -: أي: ما أكفره بالله تعالى ونعمه مع معرفته بكثرة إحسانه إليه (القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج 19، ص 318).


وقال تعالى: ﴿ وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ[إبراهيم: 34]، وقد أورد الخازن - رحمه الله - في تفسيره عدة أقوال لقوله تعالى: ﴿ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ فقال: يعني ظلوم لنفسه كفّار بنعمة ربه، وقيل: الظلوم الشاكر لغير من أنعم عليه فيضع الشكر في غير موضعه، وقيل: يظلم النعمة بإغفال شكرها، كفّار شديد الكفران لها (الخازن، لباب التأويل في معاني التنزيل، ج 4، ص 119).

وجاء هذا المعنى في مواضع أخر، قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الذي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الإنسان لَكَفُورٌ ﴾ (الحج: 66]، وفي قوله: ﴿ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ[لقمان: 32].

وسوف نحاول بإذن لله تعالى الوقوف على الآيات التي تناولت أكثر الناس بأنهم كافرون وجاحدون لنعم الله تعالى، ثم نشرع في معرفة المضامين التربوية التي حوتها.


أ- الآيات التي وصف القرآن الكريم فيها حال أكثر الناس بأنهم كافرون.
هناك آيتان كريمتان أشارتا إلى وصف أكثر الناس بأنهم كافرون لنعم الله تعالى، وهي:
1- قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً[الإسراء:89].
2- قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا * وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً[الفرقان: 48 - 50].

ب- المضامين التربوية للآيات الكريمات المشار إليها.
بعد الاطلاع على بعض كتب التفسير لمعرفة أقوال العلماء وتأويلاتهم وما خلصوا إليه في فهم الآيتين المشار إليهما، وبالنظر والتأمل في هذه الأقوال وجدتها تضمنت مجموعة من المضامين التربوية، ومن أهمها ما يلي:
أولاً: من أجلَّ النعم التي يمن بها الله تعالى على عباده نعمة الإيمان والهداية إلى الإسلام؛ لأن كثيراً من الناس بُينت لهم الحقائق وَوُضِّحت لهم الأمور من خلال بعثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وإنزال الكتب إلا أنهم أبَوْا وَعَاندوا وَبَقَوْا على كفرهم وجحودهم والعياذ بالله تعالى.


فيجب على الإنسان المسلم أن يقابل هذه النعم بالشكر والحمد لله رب العالمين الذي وفق وأعطى وأكرم، وأن يتذكر الإنسان ذلك بصفة مستمرة، ولعله لو قارن بين هدايته وبين الكثير من الناس الذين لم يوفقوا للهداية لكان أدعى لمزيد من الشكر والعرفان للخالق جل وعز.


والكثير من الناس يعيش ويرفل بنعم الله تعالى، وهو لا يؤدي حقوقها من شكر الله تعالى، ومن طاعته واجتناب المعاصي، ولكن إذا سلب الله عز وجل منه بعض هذه النعم بدأ يتذكر ويعود إلى الله سبحانه، والعاقل من تنبه وعرف قبل فوات الأوان.


وحول ذلك قال ابن عاشور - رحمه الله - عند قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً[الفرقان: 50]: إن كثيراً من الناس لا يقدُر قدرَ النعمة إلا عند فقدها؛ فيعلموا أن الله تعالى هو الربّ الواحد المختار في خلق الأسباب والمسببات، وقد كانوا لا يتدبرون حكمة الخالق، ويسندون الآثار إلى مؤثرات وهمية، أو صورية (ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج 4، ص 248).

ثانياً: من يرد الله تعالى به خيراً يوفقه إلى الاهتداء بهدي القرآن الكريم؛ فسيجد فيه كل حاجاته، وكل مراده، وكل طموحاته، وكل سعادة وراحة، فهو كتاب الله تعالى المعجز في لفظه، ومعانيه، ودلالاته الصالح لكل زمان ومكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، ولا شك أن ذلك لا يحصل إلا للمهتدين المؤمنين المتقين، ولكن كما قال تعالى: ﴿ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً[الإسراء:89].

وحول هداية القرآن الكريم للمتقين، قال الله تعالى: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ[البقرة:2]، أوضح السعدي - رحمه الله -: ﴿ هُدًى لِلْمُتَّقِينَلأنه في نفسه هدى لجميع الخلق؛ فالأشقياء لم يرفعوا به رأساً ولم يقبلوا هدى الله تعالى فقامت عليهم به الحجة، ولم ينتفعوا به لشقائهم، وأما المتقون الذين أتوا بالسبب الأكبر لحصول الهداية، وهو التقوى التي حقيقتها: اتخاذ ما يقي سخط الله تعالى وعذابه بامتثال أوامره واجتناب النواهي؛ فاهتدوا به وانتفعوا غاية الانتفاع، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾، فالمتقون هم المنتفعون بالآيات القرآنية والآيات الكونية (السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ج 1، ص 40).

ثالثاً: من نعم الله تعالى العظيمة نعمة إنزال المطر، قال ابن كثير - رحمه الله -: عند تفسير الآية ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً [الفرقان: 50]: قال ابن مسعود وابن عباس - رضي الله عنهم -: ليس عام بأكثر مطرًا من عام، ولكن الله تعالى يصرفه كيف يشاء، ثم قرأ هذه الآية: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً[الفرقان: 50]، ثم قال - رحمه الله -: أي: ليذكروا بإحياء الله الأرض الميتة؛ أنه قادر على إحياء الأموات، والعظام الرفات، أو: ليذكر من منع القَطْر أنما أصابه ذلك بذنب أصابه فيقلع عما هو فيه (انظر: ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج 6، ص 116).

وقال ابن عاشور - رحمه الله -: عند تفسير قول الله تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ[الأنبياء: 30]: ويؤخذ من الآية أن الماء المنزّل من السماء لا يختلف مقداره، وإنما تختلف مقادير توزيعه على مواقع القَطر، فحصل من هذا أن المقدار الذي تفضل الله تعالى به من المطر على هذه الأرض لا تختلف كميته، وإنما يختلف توزيعه وهذه حقيقة قررها علماء الأرصاد والبيئة في القرن الحاضر، فهو من معجزات القرآن الكريم العلمية (ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج 10، ص 100).

رابعاً: وهناك من يعتقد أن إنزال المطر هو بسبب تفاعلات فيزيائية معينة، وقد نفى الشنقيطي - رحمه الله - ذلك؛ فقال عند تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا * وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴾ [الفرقان: 48 - 50]:ولا شك أن من جملة من أبى منهم إلا كفوراً الذين يزعمون أن المطر لم ينزله منزل، وإنما نزل بطبيعته؛ فالمنزل له عندهم: هو الطبيعة، وأن طبيعة الماء التبخر إذا تكاثرت عليه درجات الحرارة من الشمس، أو الاحتكاك بالريح، وأن ذلك البخار يرتفع بطبيعته، ثم يجتمع، ثم يتقاطر، وأن تقاطره ذلك أمر طبيعي لا فاعل له، وأنه هو المطر؛ فينكرون نعمة الله في إنزاله المطر، وينكرون دلالة إنزاله على قدرة منزله، ووجوب الإيمان به، واستحقاقه للعبادة وحده، فمثل هؤلاء داخلون في قوله ﴿ فأبى أَكْثَرُ الناس إِلاَّ كُفُوراً ﴾ بعد قوله: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُواْ(الشنقيطي، أضواء البيان، ج 5، ص 331).

فيجب على المسلم أن يعتقد أن كل نعمة أنعم الله تعالى بها عليه ظاهرة وباطنة كبيرة أم صغيرة هي من عند الله تعالى المنعم المتفضل، ويجب أن تقابل كل هذه النعم بالشكر والامتنان لا بالكفر والجحود، ولا يفطن لذلك إلا من رُزق قلباً نابضاً بالإيمان ولساناً لاهجاً بذكر الله تعالى وشكر نعمه.

الخلاصة
من خلال ما سبق عرضه، الذي تضمن وصف القرآن الكريم لحال أكثر الناس بأنهم كافرون؛ يمكن استخلاص أهم النقاط التالية:
أولاً: من أجل النعم التي من الله تعالى بها على عباده نعمة الإيمان والهداية إلى الإسلام لأن كثيراً من الناس بينت لهم الحقائق من خلال بعثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وإنزال الكتب إلا أنهم أبوا وعاندوا وبقوا على كفرهم وجحودهم والعياذ بالله.


ثانياً: من يرد الله تعالى به خيراً يوفقه إلى الاهتداء بهدي القرآن الكريم؛ فسيجد فيه كل حاجاته، وكل مراده، وكل طموحاته، وكل سعادة وراحة، فهو كتاب الله تعالى المعجز في لفظه، ومعانيه، ودلالاته الصالح لكل زمان ومكان.


ثالثاً: من نعم الله تعالى العظيمة نعمة إنزال المطر لأن به حياة الناس فقد جعل الله من الماء كل شيء حي ولكن: ﴿ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً[الفرقان: 50].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.22 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.83%)]