الأربعون التاريخية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         استشهاد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          طريقة شيطانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كفارة المجلس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          استشهاد عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حياة من الجن وجن من الحيات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          وقفة معبرة مع تقويم الهجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          قصة موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          عام مضى وصوم عاشورا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الاستعداد ليوم الرحيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          على المحجة البيضاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-06-2020, 09:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,706
الدولة : Egypt
افتراضي الأربعون التاريخية

الأربعون التاريخية (1 / 4)

أ. محمد خير رمضان يوسف



بسم الله الرحمن الرحيم



مقدِّمة

الحمدُ لله القريبِ المجيب، والصلاةُ والسلامُ على النبيِّ الحبيب، وعلى الآلِ والصحبِ المكرَمين، وبعد:

فإن آفاقَ التاريخِ رحبةٌ في السنةِ النبويةِ الكريمة، ففيها أخبارُ وحوادثُ بدءِ الخلق، وقصصُ الأنبياءِ عليهم الصلاةُ والسلام، وأخبارُ الماضين في كلِّ ما وردَ عنهم، من عباداتٍ وأحوالٍ وسيرٍ وسلوك، وحتى إشارات وأولياتٍ للعبرةِ والعظة، إضافةً إلى أخبارِ الجاهلية، وحتى جوانبَ عديدةٍ من السيرةِ النبوية، بل إن أخبارَ المستقبلِ وحوادثَهُ المتوقَّعةُ تصنَّفُ في التاريخ، وهي هنا نبوءاتُ الرسولِ صلى الله عليه وسلم.



وقد أحببتُ جمعَ طائفةٍ متنوِّعةٍ من هذه الأحاديث، تبلغُ الأربعين حديثًا، وخاصَّةً ما كانت العبرةُ والفائدةُ منها قريبةً وواضحة، وعلَّقتُ عليها تعليقاتٍ خفيفة، وخرَّجتُ جميعَ أحاديثها، مع بيانِ حُكمها، ما لم تكنْ في الصحيحين أو أحدهما، وقد اقتصرتُ منها على الصحيح.



وألحقتُ حديثين من أحاديثِ المستقبَلِ بهذه الأربعين، زيادةً عليها.



ومن الله أستمدُّ التوفيق.



محمد خير يوسف

12 /12 /1436هـ



(1)

بدءُ الخَلق



عن عمران بنِ حُصين، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"كان اللهُ ولم يكنْ شيءٌ غيرُه، وكان عرشهُ على الماء، وكَتبَ في الذِّكْرِ كلَّ شيء، وخلقَ السماواتِ والأرض".



جزءٌ من حديثٍ رواهُ البخاري (3019).



والذِّكر: اللوحُ المحفوظ.



(2)

خَلقُ آدمَ عليه السلام

عن أبي هريرةَ رضيَ الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"خلقَ اللَّهُ آدمَ وطولُهُ ستُّونَ ذراعًا، ثم قال: اذهبْ فسلِّمْ على أولئكَ من الملائِكةِ فاستمعْ ما يحيُّونَك، تحيَّتُك وتحيَّةُ ذرِّيَّتِكَ، فقال: السَّلامُ عليكم، فقالوا: السَّلامُ عليكَ ورحمةُ اللَّهِ. فزادوهُ "ورحمةُ اللَّه"، فكلُّ من يدخلُ الجنَّةَ على صورةِ آدم، فلم يزلِ الخلقُ يَنقصُ حتَّى الآنَ".

صحيح البخاري (3148)، صحيح مسلم (2841).



قال الإمامُ النوويُّ رحمَهُ الله: المرادُ أنه خُلِقَ في أولِ نشأتهِ على صورتهِ التي كان عليها في الأرضِ وتوفي عليها، وهي طولهُ ستون ذراعًا، ولم ينتقلْ أطوارًا كذرِّيته، وكانت صورتهُ في الجنةِ هي صورتهُ في الأرض، لم تتغيَّر[1].



(3)

اختتانُ إبراهيم عليه السلام

عن أبي هريرةَ رضيَ الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"اختَتنَ إبراهيمُ عليه السلامُ وهو ابنُ ثمانينَ سنةً بالقَدُّوم".



صحيح البخاري (3178)، صحيح مسلم (2370)، واللفظ للأول.





(4)

الأنبياءُ والخلفاء

عن أبي حازمٍ قال: قاعدتُ أبا هريرةَ خمسَ سنين، فسمعتهُ يحدِّثُ عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال:

"كانت بنو إسرائيلَ تسوسُهم الأنبياء، كلَّما هلكَ نبيٌّ خَلَفَهُ نبيّ، وإنه لا نبيَّ بعدي، وسيكونُ خلفاءُ فيَكثرون".

قالوا: فما تأمرُنا؟

قال: "فُوا ببَيعةِ الأولِ فالأولِ، أعطوهم حقَّهم، فإنَّ اللهَ سائلُهم عمّا استرعاهُم".



صحيح البخاري (3268)، صحيح مسلم (1842).



(5)

حالُ فرعون عند الغرق

عن ابنِ عباس، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

"لمَّا أغرقَ اللَّهُ فرعونَ قالَ: ﴿ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ[سورة يونس: 90]، فقالَ جبريل: يا محمَّد، فلو رأيتَني وأَنا آخِذٌ من حالِ البحرِ فأدسُّهُ في فيهِ مخافةَ أن تُدرِكَهُ الرَّحمة".



رواه الترمذي (3107) وقال: حديث حسن، صحيح الجامع الصغير (5206).



وحالُ البحر: طينهُ الأسود.

أدسُّهُ في فيه: أُدخلهُ في فمه.

مخافةَ أن تدركه الرحمة: أي خشيةَ أن يقولَ لا إله إلا الله، فتنالهُ رحمةُ الله[2].



(6)

الثلاثة الذين تكلَّموا في المهد

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"لم يتكلَّمْ في المهدِ إلا ثلاثة:

عيسى.

وكان في بني إسرائيلَ رجلٌ يقالُ له جُرَيجٌ ، كان يصلِّي، جاءتْهُ أمُّهُ فدَعته، فقال: أجيبُها أو أصلّي؟ فقالت: اللهمَّ لا تُمتهُ حتى تُريَهُ وجوهَ المومِسات. وكان جُرَيجٌ في صومعتِه، فتعرَّضتْ له امرأةٌ وكلَّمتْهُ فأبَى، فأتَتْ راعيًا فأمكنتْهُ من نفسِها، فوَلدَتْ غلامًا، فقالت: مِن جُريج، فأتَوه، فكسروا صومعتَه، وأنزلوه، وسبُّوه. فتوضَّأَ وصلَّى، ثم أتَى الغلامَ فقال: مَن أبوكَ يا غلام؟ قال: الراعي. قالوا: نَبني صومعتَكَ من ذهب؟ قال: لا، إلا من طين.



وكانت امرأةٌ تُرضِعُ ابنًا لها من بني إسرائيل، فمرَّ بها رجلٌ راكبٌ ذو شارة، فقالت: اللهمَّ اجعلْ ابني مثلَه، فتركَ ثديها وأقبلَ على الراكبِ فقال: اللهمَّ لا تجعلني مثلَه. ثم أقبلَ على ثديها يمصُّه - قال أبو هريرة: كأني أنظرُ إلى النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يمصُّ إصبعَه - ثم مرَّ بأمَةٍ فقالت: اللهمَّ لا تجعلْ ابني مثلَ هذه. فتركَ ثديها فقال: اللهمَّ اجعلني مثلَها، فقالت: لمَ ذاك؟ فقال: الراكبُ جبَّارٌ من الجبابرة، وهذه الأمَةُ يقولون: سرقت، زنيت، ولم تفعل".

صحيح البخاري (1268)، صحيح مسلم (2550).



ذو شارة: أي: صاحبُ حُسن، وقيل: صاحبُ هيئةٍ ومنظرٍ وملبسٍ حسنٍ يُتعجَّبُ منه ويُشارُ إليه[3].



(7)

أصحابُ الغار

عن عبدالله بن عمرَ رضيَ الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"انطلقَ ثلاثةُ رَهطٍ ممَّن كان قبلَكم، حتى أوَوُا المبيتَ إلى غارٍ فدخَلوه، فانحدَرتْ صخرةٌ من الجبلِ فسَدَّتْ عليهمُ الغارَ، فقالوا: إنه لا يُنجيكم من هذه الصخرةِ إلا أن تدعوا اللهَ بصالحِ أعمالِكم.



فقال رجلٌ منهم: اللهمَّ كان لي أبَوانِ شيخانِ كبيرانِ، وكنتُ لا أَغبُقُ قبلَهما أهلًا ولا مالًا، فنأَى بي في طلبِ شيءٍ يومًا، فلم أَرُحْ عليهما حتى ناما، فحلَبتُ لهما غَبوقَهما، فوجَدتُهما نائمَين، وكرِهتُ أن أَغبُقَ قبلَهما أهلًا أو مالًا، فلبِثتُ والقدَحُ على يدي أنتظِرُ استيقاظَهما حتى برقَ الفجر، فاستيقَظا، فشرِبا غَبوقَهما. اللهمَّ إن كنتُ فعَلتُ ذلك ابتغاءَ وجهِك ففرِّجْ عنّا ما نحن فيه من هذه الصخرةِ . فانفرَجَتْ شيئًا لا يستَطيعون الخروج".



قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "وقال الآخَرُ: اللهمَّ كانتْ لي بنتُ عَمٍّ كانتْ أحبَّ الناسِ إليّ، فأرَدتُها عن نفسِها فامتنَعتْ منِّي، حتى ألَمَّتْ بها سَنَةٌ منَ السنين، فجاءَتْني، فأعطَيتُها عشرينَ ومائةَ دينارٍ على أن تُخلِّيَ بيني وبين نفسِها، ففعلَت، حتى إذا قدَرتُ عليها قالت: لا أُحِلَّ لكَ أنْ تَفُضَّ الخاتَمَ إلا بحقِّه، فتحرَّجتُ منَ الوقوعِ عليها، فانصرَفتُ عنها وهي أحبُّ الناسِ إليّ، وتركتُ الذهبَ الذي أعطيتُها. اللهمَّ إن كنتُ فعَلتُ ذلك ابتغاءَ وجهِك فافرُجْ عنا ما نحن فيه. فانفرَجَتِ الصخرة، غيرَ أنهم لا يستَطيعون الخروجَ منها".



قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "وقال الثالث: اللهمَّ إني استأجَرتُ أُجَراءَ فأعطيتُهم أجرَهم، غيرَ رجلٍ واحدٍ ترَك الذي له وذهَب، فثمَّرتُ أجرَهُ حتى كثُرَتْ منه الأموال، فجاءني بعد حين، فقال: يا عبدَ الله، أَدِّ إليَّ أجري، فقلتُ له: كلُّ ما ترَى من أجرِك، منَ الإبلِ والبقرِ والغنمِ والرقيق، فقال: يا عبدَ اللهِ لا تَستَهزِئْ بي، فقلت: إني لا أستَهزِئُ بك. فأخذَهُ كلَّهُ فاستاقَه، فلم يترُكْ منه شيئًا. اللهمَّ فإنْ كنتُ فعَلتُ ذلك ابتغاءَ وجهِك فافرُجْ عنّا ما نحن فيه. فانفرَجَتِ الصخرة، فخرَجوا يَمشون".

متفق عليه، صحيح البخاري (2152)، صحيح مسلم (2743)، واللفظُ للأول.



لا أَغبُقُ قبلهما: أي: ما كنتُ أقدِّمُ عليهما أحدًا في شربِ نصيبهما عشاءً من اللبن[4].

ألَمَّتْ بها سَنَةٌ منَ السنين: أي: القحط.



(8)

الحرص على وفاء الدَّين

عن أبي هريرةَ رضيَ الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:

"أن رجلاً من بني إسرائيلَ سألَ بعضَ بني إسرائيلَ بأن يُسلِفَهُ ألفَ دينارٍ، فدفعَها إليه، فخرجَ في البحر، فلم يجدْ مركبًا، فأخذَ خشبة، فنقَرها، فأدخلَ فيها ألفَ دينار، فرمَى بها في البحرِ، فخرجَ الرجلُ الذي كان أسلَفَه، فإذا بالخشبة، فأخذها لأهلهِ حطبًا، فلمّا نشرها وجدَ المال".



صحيح البخاري (1427)، صحيح مسلم (2743)، واللفظُ للأول[5].



نشرَها: قطعها بالمنشار.



(9)

الفِرق

عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"افترقتِ اليهودُ على إحدَى وسبعينَ فرقة، وافترقتِ النصارَى على اثنتينِ وسبعينَ فرقة، وتفترقُ أمتي على ثلاثٍ وسبعينَ فرقة".



صحيح ابن حبان (6247)، وذكر الشيخ شعيب أن إسناده صحيح على شرط البخاري، صحيح الجامع الصغير (1083).



(10)

فتنة النساء

عن أبي سعيد الخدري، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"إن الدنيا حُلوةٌ خَضِرة، وإن اللهَ مستَخلِفُكم فيها، فينظرُ كيف تعملون، فاتَّقوا الدنيا، واتَّقوا النساء، فإنَّ أوَّلَ فتنةِ بني إسرائيلَ كانت في النساء".



صحيح مسلم (2742)، صحيح ابن حبّان (3221).





[1] شرح النووي على صحيح مسلم 17 /178.




[2] تحفة الأحوذي 8 /417.



[3] فتح الباري 6 /483.



[4] شرح النووي على صحيح مسلم 71/ 58.



[5] والحديث مفصَّل في روايات أخرى عند البخاري.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25-06-2020, 09:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,706
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأربعون التاريخية

الأربعون التاريخية (2 / 4)

أ. محمد خير رمضان يوسف









(11)

ذو الكفل

عن عبدالله بن عمرَ قال: سمعتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أكثرَ مِن عشرينَ مرَّةً يقول:

"كان ذو الكفلِ مِنبني إسرائيل، لا يتورَّعُ مِن شيء، فهَويَ امرأة، فراوَدها على نفسِها، وأعطاها ستِّينَ دينارًا، فلمَّا جلَس منها بكتْ وأَرعَدت، فقال لها: ما لكِ؟

فقالت: إنِّي واللهِ لم أعمَلْ هذا العملَ قطُّ، وما عمِلْتُه إلَّا مِن حاجة.



قال: فندِمَ ذو الكِفل، وقامَ مِن غيرِ أنْ يكونَ منه شيء. فأدركَهُ الموتُ مِن ليلتِه، فلمَّا أصبحَ وجَدوا على بابهِ مكتوبًا: إنَّ اللهَ قد غفَر لك".



رواهُ ابنُ حبَّان في صحيحه (387)، وصحَّحهُ الشيخ شعيب على شرطِ مسلم، سنن الترمذي (2496) وقال: حديث حسن، المستدرك على الصحيحين (7651) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.



(12)

رفاتُ يوسفَ عليه السلام

عن أبي موسى الأشعري، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ موسَى عليه السَّلامُ لَمَّا سارَ ببني إسرائيلَ مِن مِصر، ضلُّوا الطَّريق، فقال: ما هذا؟ فقال علماؤُهم: إنَّ يوسُفَ عليه السَّلامُ لَمَّا حضرَهُ الموتُ أخذَ علينا مَوثقًا من اللهِ ألَّا نَخرُجَ مِن مِصرَ حتَّى ننقُلَ عِظامَهُ معنا، قال: فمَن يعلَمُ موضِعَ قبرِه؟ قال: عجوزٌ مِن بني إسرائيل.



فبعَث إليها، فأتَتْه، فقال: دُلِّيني على قبرِ يوسُف، قالت: حتَّى تُعطيَني حُكْمي، قال: وما حُكمُكِ؟ قالت: أكونُ معكَ في الجنَّة.



فكرِه أنْ يُعطيَها ذلك، فأوحَى اللهُ إليه: أنْ أعطِها حُكمَها.



فانطلَقتْ بهم إلى بُحيرةٍ موضعِ مُستنقَعِ ماءٍ، فقالت: أنضِبوا هذا الماء. فأنضَبوه، فقالت: احتَفِروا. فاحتَفَروا، فاستخرَجوا عظامَ يوسُف، فلمَّا أقلُّوها إلى الأرض، وإذا الطَّريقُ مِثلُ ضوءِ النَّهار".



رواه ابن حبّان في صحيحه (723)، وذكر الشيخ شعيب أن إسناده صحيح، مسند أبي يعلى (7254) وذكر الشيخ حسين أسد أن إسناده حسن، المستدرك على الصحيحين (4088) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.



(13)

خَمسُ الكلمات

عن الحارثِ الأشعريّ، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ اللهَ جلَّ وعلَا أمَر يحيَى بنَ زكريَّا بخمسِ كلماتٍ يعمَلُ بهنَّ ويأمُرُ بني إسرائيلَ أنْ يعمَلوا بهنَّ، وإنَّ عيسَى قال له: إنَّ اللهَ قد أمركَ بخمسِ كلماتٍ تعمَلُ بهنَّ وتأمُرُ بني إسرائيلَ أنْ يعمَلوا بهنّ، فإمَّا أنْ تأمُرَهم، وإمَّا أنْ آمُرَهم.



قال: فجمَع النَّاسَ في بيتِ المقدِسِ حتَّى امتلأَت، وجلَسوا على الشُّرُفات، فوعَظهم وقال: إنَّ اللهَ جلَّ وعلَا أمَرني بخمسِ كلماتٍ أعمَلُ بهنَّ وآمُرُكم أنْ تعمَلوا بهنَّ:

أوَّلُهنّ: أنْ تعبُدوا اللهَ ولا تُشرِكوا به شيئًا، ومَثَلُ ذلك مَثَلُ رجُلٍ اشتَرى عبدًا بخالصِ مالِه بذهَبٍ أو وَرِق، وقال له: هذه داري وهذا عمَلي، فجعَل العبدُ يعمَلُ ويُؤدِّي إلى غيرِ سيِّده، فأيُّكم يَسُرُّه أنْ يكونَ عبدُهُ هكذا؟ وإنَّ اللهَ خلقَكم ورزَقكم، فاعبُدوه ولا تُشرِكوا به شيئًا.



وآمُرُكم بالصَّلاة، فإذا صلَّيتُم فلا تلتَفِتوا، فإنَّ العبدَ إذا لم يلتفِتْ استقبلَهُ جلَّ وعلَا بوجهِه.



وآمُرُكم بالصِّيام، وإنَّما مَثَلُ ذلك كمَثَلِ رجُلٍ معه صُرَّةٌ فيها مِسك، وعندَهُ عِصابةٌ يسُرُّه أنْ يجدوا ريحَها، فإنَّ الصِّيامَ عندَ اللهِ أطيَبُ من ريحِ المِسْك.



وآمُرُكم بالصَّدقة، وإنَّ مَثَلَ ذلكَ كمَثَلِ رجُلٍ أسرَهُ العدوّ، فأوثَقوا يدَهُ إلى عُنقِه، وأرادوا أنْ يَضربوا عُنقَه، فقال: هل لكم أنْ أَفدِيَ نفسي؟ فجعَل يُعطيهم القليلَ والكثيرَ لِيفُكَّ نفسَهُ منهم.



وآمُرُكم بذِكرِ الله، فإنَّ مَثَلَ ذلك كمَثَلِ رجُلٍ طلبَهُ العدوُّ سِراعًا في أثَرِه، فأتَى على حُصَين، فأحرَزَ نفسَه فيه، فكذلك العبد، لا يُحرِزُ نفسَهُ مِن الشَّيطانِ إلَّا بذِكرِ الله".



قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "وأنا آمُرُكم بخمسٍ أمَرني اللهُ بها: بالجماعة، والسَّمعِ والطَّاعة، والهجرة، والجهادِ في سبيلِ الله، فمَن فارقَ الجماعةَ قِيدَ شِبرٍ فقد خلَعَ رِبْقَ الإسلامِ مِن عُنقِه، إلَّا أنْ يُراجِع، ومَن دعا بدَعوَى الجاهليَّةِ فهو مِن جُثَا جهنَّم".



قال رجل: وإنْ صامَ وصلَّى؟

قال: "وإنْ صامَ وصلَّى. فادعُوا بدعوَى اللهِ الَّذي سمَّاكم المسلِمينَ المؤمِنينَ عبادَ الله".



صحيح ابن حبان (6233)، وذكر الشيخ شعيب أن إسناده صحيح على شرط الشيخين (واللفظ له)، سنن الترمذي (2863) وقال: حديث حسن صحيح غريب، وابن خزيمة (جزء منه) (1895)، وذكر محققه أن إسناده صحيح.



الورِق: الفضَّة.

العِصابة: الجماعةُ من الناس.

الحُصين: تصغيرُ حِصن.

أحرزَ نفسه: صانها.

الرِّبْق: الحبْل.

الجُثا، قال ابن الأثير: جمعُ جُثْوَة، وهو الشيءُ المجموع[1].



(14)

إماطةُ الأذى

عن أبي هريرةَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"حُوسِبَ رجُلٌ ممَّن كان قبلَكم، فلم يوجَدْ له مِن الخيرِ إلَّا غُصنُ شوكٍ كان على الطَّريقِ كان يؤذي النَّاس، فعزَله، فغُفِرَ له".



رواه ابن حبّان في صحيحه (538) وذكر الشيخ شعيب أن إسناده حسن. كما رواهُ ابنُ عبدالبرّ في التمهيد (22/13).



(15)

محدَّثون

عن أبي هريرة رضيَ الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّه كان قد كان فيما مضَى قبلَكم مِن الأممِ مُحدَّثون، وإنَّه إنْ كان في أمَّتي هذه منهم فإنَّه عمرُ بنُ الخطَّاب".



رواه الشيخان وغيرهما، صحيح البخاري (3282)، صحيح مسلم (2398)، واللفظ للأول.



محَدَّثون: ملهَمون.



قال ابنُ حجرٍ رحمَهُ الله: وقد أخبرَ كثيرٌ من الأولياءِ عن أمورٍ مَغيبةٍ فكانت كما أَخبروا.

ثم بيَّن أن هذا نادر، وأن الأكثرَ وقوعهُ في المنام.

ثم قال: وفي إنكارِ وقوعِ ذلك مع كثرتهِ واشتهارهِ مكابرةٌ ممن أنكره[2].



(16)

قيامُ الليل

عن أبي أمامةَ الباهلي، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"عليكم بقيامِ الليل، فإنهُ دأَبُ الصالحين قبلَكم، وهو قُربةٌ لكم إلى ربِّكم، ومكفِّرةٌ للسيِّئات، ومَنهاةٌ عن الإثم".



صحيح ابن خزيمة (1135)، وذكر محققه أنه حسنٌ بشواهده، سنن الترمذي (3549) وذكر أنه أصحُّ من حديث بلال، المستدرك على الصحيحين (1156) من رواية بلال وقال: صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.



(17)

الغنائم

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"لم تَحِلَّ الغنائمُ لأحدٍ سُودِ الرؤوسِ مِن قَبلِكم، كانت تَنزِلُ نارٌ من السماءِ فتأكلُها".



سنن الترمذي (3085) وقال: حديث حسن صحيح غريب من حديث الأعمش، صحيح ابن حبان (4806) وصحَّح الشيخ شعيب إسناده على شرط الشيخين.



وسُود الرؤوس: بنو آدم.



(18)

التعذيب

عن خبّابٍ بنِ الأرتِّ قال: شكونا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وهو متوسِّدٌ بُردةً له في ظلِّ الكعبة، قلنا له: ألا تَستنصِرُ لنا، ألا تدعو اللهَ لنا؟

قال: "كان الرجلُ فيمن قبلَكم يُحفَرُ لهُ في الأرض، فيُجعَلُ فيه، فيُجاءُ بالمنشارِ فيُوضَعُ على رأسهِ فيُشَقُّ باثنتينِ، وما يَصدُّهُ ذلكَ عن دينه، ويُمشَطُ بأمشاطِ الحديدِ ما دونَ لحمهِ من عظمٍ أو عصَبٍ، وما يَصدُّهُ ذلك عن دينه.



واللهِ لَيُتَمَّنَ هذا الأمرُ، حتى يسيرَ الراكبُ من صنعاءَ إلى حضرموت، لا يخافُ إلا اللهَ، أو الذئبَ على غنمِه، ولكنَّكم تستعجلون".



رواه البخاري في صحيحه (3416)، وأحمد في المسند (21595).



(19)

الغلام المؤمن

عن صهيب، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

" كان ملِكٌ فيمن كان قبلَكم، وكان لهُ ساحر، فلمّا كبرَ قال للملِك: إني قد كبرتُ، فابعثْ إليَّ غلامًا أُعلِّمُه السحر. فبعثَ إليهِ غلامًا يُعلِّمه، فكان في طريقهِ إذا سلكَ راهب، فقعدَ إليهِ وسمعَ كلامَه، فأعجبَه. فكان إذا أتَى الساحرَ مرَّ بالراهبِ وقعدَ إليه، فإذا أتَى الساحرَ ضربَه، فشكا ذلك إلى الراهب، فقال: إذا خشيتَ الساحرَ فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيتَ أهلكَ فقل: حبسني الساحر.



فبينما هو كذلك، إذ أتَى على دابَّةٍ عظيمةٍ قد حَبستِ الناسَ، فقال: اليومَ أعلمُ آلساحرُ أفضلُ أم الراهبُ أفضل؟ فأخذَ حجرًا فقال: اللهمَّ إن كان أمرُ الراهبِ أحبَّ إليكَ من أمرِ الساحرِ فاقتلْ هذهِ الدابَّةَ حتى يَمضيَ الناسُ. فرماها، فقتلها، ومضَى الناس.



فأتى الراهبَ فأخبرَه، فقال لهُ الراهبُ: أيْ بنيَّ، أنت اليومَ أفضلُ مني، قد بلغَ من أمرِكَ ما أرى، وإنك ستُبتلَى، فإن ابتُليتَ فلا تَدُلَّ عليَّ.



وكان الغلامُ يُبرئُ الأكمهَ والأبرص، ويُداوي الناسَ من سائرِ الأدواءِ.



فسمعَ جليسٌ للملِكِ كان قد عمي، فأتاهُ بهدايا كثيرة، فقال: ما هاهنا لكَ أجمعُ، إنْ أنتَ شفيتَني. فقال: إني لا أَشفي أحدًا، إنما يَشفي اللهُ، فإن أنتَ آمنتَ باللهِ دعوتُ اللهَ فشفاكَ. فآمنَ باللهِ، فشفاهُ اللهُ.



فأتَى الملِكَ، فجلسَ إليهِ كما كان يجلسُ، فقال لهُ الملكُ: مَن ردَّ عليكَ بصرك؟ قال: ربِّي. قال: ولكَ ربٌّ غيري؟ قال: ربِّي وربُّكَ اللهُ.



فأخذَه، فلم يزلْ يُعذِّبُهُ حتى دَلَّ على الغلام.



فجئَ بالغلامِ، فقال لهُ الملِكُ: أيْ بنيَّ، قد بلغَ مِن سحركَ ما تُبرئُ الأكمهَ والأبرصَ وتفعلُ وتفعل، فقال: إني لا أَشفِي أحدًا، إنما يَشفي اللهُ. فأخذَه، فلم يزلْ يعذِّبهُ حتى دلَّ على الراهب.



فجيءَ بالراهبِ، فقيل له: ارجعْ عن دينك، فأبَى، فدعا بالمئشارِ، فوُضِعَ المئشارُ على مَفرِقِ رأسِه، فشقَّه، حتى وقعَ شِقَّاه.



ثم جيءَ بجليسِ الملكِ، فقيلَ له: ارجعْ عن دينك. فأبَى. فوُضِعَ المئشارُ في مَفرِقِ رأسِه، فشقَّهُ بهِ حتى وقعَ شِقَّاه.



ثم جيءَ بالغلامِ فقيلَ له: ارجعْ عن دينك. فأبَى. فدفعَهُ إلى نفرٍ من أصحابِه فقال: اذهبوا بهِ إلى جبلِ كذا وكذا. فاصعَدوا به الجبلَ، فإذا بلغتُم ذروتَه، فإن رجعَ عن دينِه، وإلا فاطرحوهُ.



فذهبوا به، فصعَدوا به الجبلَ، فقال: اللهمَّ اكفنِيهم بما شئتَ. فرجَفَ بهم الجبلُ، فسقطوا.



وجاءَ يمشي إلى الملِكِ، فقال لهُ الملِكُ: ما فعلَ أصحابك؟ قال: كفانيهم اللهُ.



فدفعَه إلى نفَرٍ من أصحابِه، فقال: اذهبوا بهِ فاحملوهُ في قُرقُورٍ، فتوسَّطوا بهِ البحرَ، فإن رجعَ عن دينِه، وإلا فاقذِفوهُ.



فذهبوا به، فقال: اللهمَّ اكفنِيهم بما شئتَ. فانكفأتْ بهم السفينةُ، فغَرِقوا.



وجاء يمشي إلى الملِكِ، فقال لهُ الملِكُ: ما فعلَ أصحابك؟ قال: كفانيهمُ اللهُ.



فقال للملِكِ: إنكَ لستَ بقاتلي حتى تفعلَ ما آمرُكَ به. قال: وما هو؟ قال: تجمعُ الناسَ في صعيدٍ واحد، وتَصلُبُني على جذع، ثم خذْ سهمًا من كنانتي، ثم ضعِ السهمَ في كبدِ القوسِ، ثم قل: باسمِ اللهِ ربِّ الغلامِ. ثم ارمِني، فإنكَ إذا فعلتَ ذلك قتلتَني.



فجمعَ الناسَ في صعيدٍ واحد، وصلبَهُ على جذعٍ، ثم أخذَ سهمًا من كنانتِه، ثم وضعَ السهمَ في كبدِ القوسِ، ثم قال: باسمِ اللهِ ربِّ الغلام، ثم رماهُ، فوقع السهمُ في صُدغِه. فوَضعَ يدَهُ في صُدغِه في موضعِ السهمِ، فمات.



فقال الناسُ: آمنَّا بربِّ الغلام، آمنَّا بربِّ الغلام، آمنَّا بربِّ الغلام.



فأُتِيَ الملِكُ فقيل لهُ: أرأيتَ ما كنتَ تحذرُ؟ قد واللهِ نزلَ بكَ حَذَرُك، قد آمنَ الناسُ.



فأمرَ بالأُخدودِ في أفواهِ السِّكَكِ فخُدَّت، وأَضرَمَ النيران، وقال: من لم يرجعْ عن دينِهِ فأَحمُوهُ فيها، أو قيلَ له: اقتَحِم.



ففَعلوا، حتى جاءتِ امرأةٌ ومعها صبيٌّ لها، فتقاعَستْ أن تقعَ فيها، فقال لها الغلامُ: يا أُمَّهِ، اصبري فإنكِ على الحقِّ".



صحيح مسلم (3005)، صحيح ابن حبان (873)، مسند أحمد (23976).



المئشارُ والمنشارُ بمعنى.

القُرقور: السفينةُ الكبيرة.

انكفأت: مالت.

فأحموهُ فيها: ارموهُ فيها، من قولهم: حميتُ الحديدةَ وغيرها إذا أدخلتها النارَ لتحمَى[3].



(20)

كثرة الأسئلة والاختلاف

عن أبي هريرة رضيَ الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"دَعوني ما تركتُكم، إنما أَهلَكَ مَن كان قبلَكم سؤالُهم واختلافُهم على أنبيائِهم، فإذا نهيتُكم عن شيءٍ فاجتنبوه، وإذا أمرتُكم بأمرٍ فأتُوا منه ما استطعتُم".



رواه البخاري وغيره، صحيحه (6858)، صحيح مسلم (1337)، سنن الترمذي (2679) وقال: حديث حسن صحيح. واللفظ للبخاري.



ولفظهُ عند مسلم: "ذَروني ما تركتُكم، فإنما هلكَ مَن كان قبلَكم بكثرةِ سؤالِهِم واختلافِهِم على أنبيائهم، فإذا أمرتُكم بشيءٍ فأتُوا منهُ ما استطعتُم، وإذا نَهيتُكم عن شيءٍ فدَعوهُ".





[1] المعلومة الأخيرة من النهاية في غريب الأثر 1 /239.




[2] فتح الباري 12 /376.




[3] المعلومة الأخيرة من شرح النووي على صحيح مسلم 18 /133.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25-06-2020, 09:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,706
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأربعون التاريخية

الأربعون التاريخية (3 / 4)

أ. محمد خير رمضان يوسف





(21)
قبور الأنبياء
عن جندب قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلمَ قبلَ أن يموتَ بخمسٍ وهو يقول:
"ألا وإنَّ مَن كان قبلَكم كانوا يتَّخذون قبورَ أنبيائِهم وصالحيهم مساجدَ، ألا فلا تتَّخذوا القبورَ مساجدَ، إني أنهاكم عن ذلك".

جزءٌ من حديثٍ رواهُ مسلمٌ في صحيحه (532).

(22)
صلاةُ العصر
عن أبي بَصرةَ الغِفاريّ قال:
صلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ العصرَ بالمخمَّصِ فقال:
"إنَّ هذه الصلاةَ عُرِضَتْ على مَن كان قبلَكم فضيَّعوها، فمن حافظَ عليها كان له أجرهُ مرَّتين، ولا صلاةَ بعدها حتى يطلعَ الشاهد". والشاهد: النَّجمُ.

صحيح مسلم (830)، صحيح ابن حبان (1471)، مسند أحمد (27270).

المخمَّص: طريقٌ في جبلِ عَيرٍ إلى مكة[1].

(23)
المرأةُ المخزومية والسرقة
عن عائشةَ رضيَ الله عنها:
أنَّ قريشًا أهمَّهم شأنُ المرأةِ المخزوميةِ التي سرقَت، فقالوا: من يكلِّمُ فيها رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟

فقالوا: ومن يجترئُ عليه إلا أسامةُ حِبُّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟

فكلَّمَهُ أسامةُ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أتشفعُ في حدٍّ من حدودِ اللهِ؟"

ثم قامَ فاختطبَ فقال: "أيها الناس، إنما أَهلَكَ الذين قبلَكم، أنهم كانوا إذا سرقَ فيهم الشريفُ تركوه، وإذا سرقَ فيهم الضعيفُ أقاموا عليه الحدَّ، وَايْمُ اللهِ، لو أنَّ فاطمةَ بنتَ محمَّدٍ سرقَتْ لقطعتُ يدَها".

رواه البخاري في صحيحه (3288)، ومسلم في صحيحه (1688)، وآخرون، واللفظ للأخير.

(24)
خطر الشحّ
عن جابرِ بنِ عبدالله، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:
"اتَّقوا الظُّلمَ، فإنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامة، واتَّقوا الشُّحَّ، فإنَّ الشُّحَّ أهلكَ مَن كان قبلَكم، حملَهم على أن سفكوا دماءَهم واستحلُّوا محارمَهم".

رواه مسلم في صحيحه (2578)، وأحمد في مسنده (14501).

والشحّ: أشدُّ البخل.

(25)
إنظارُ المعسر

عن حُذيفةَ بنِ اليمانِ رضيَ الله عنه قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
"تَلقَّتِ الملائكةُ روحَ رجلٍ ممَّن كان قبلَكم، فقالوا: أعملتَ من الخيرِ شيئًا؟ قال: لا. قالوا: تَذَكَّر. قال: كنتُ أُداينُ الناسَ، فآمُرُ فتياني أن يُنظِروا المُعسِرَ ويَتَجوَّزوا عن الموسِر. قال: قال اللهُ عزَّ وجلَّ: تَجوَّزُوا عنه".

رواه الشيخان وغيرهما، البخاري (1971)، مسلم (1560)، واللفظ للأخير.

التجاوزُ والتجوُّزُ معناهما المسامحةُ في الاقتضاءِ والاستيفاء، وقبولُ ما فيه نقصٌ يسير.

واستفادَ الإمامُ النوويُّ من الحديثِ أنه لا يُحتقَرُ شيءٌ من أفعالِ الخير، فلعلهُ سببُ السعادةِ والرحمة[2].

(26)
المسرفُ الخائف
عن أبي هريرة، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أسرفَ رجلٌ على نفسِه، فلمّا حضرَهُ الموتُ أوصَى بنيه فقال: إذا أنا متُّ فأحرِقوني، ثم اسْحَقوني، ثم اذْرُوني في الريحِ في البحرِ، فوَاللهِ لئن قدَرَ عليَّ ربِّي لَيُعذِّبَني عذابًا ما عذَّبَهُ به أحدًا.

قال: ففَعلوا ذلك به، فقال للأرض: أدِّي ما أخذتِ. فإذا هو قائمٌ. فقال له: ما حمَلكَ على ما صنعتَ؟ فقال: خشيتُكَ يا ربِّ! أو قال: مخافتُك. فغَفرَ له بذلك".

رواه مسلم في صحيحه (2756)، والبخاري من رواية أبي سعيد (3291)، واللفظ للأول.

(27)
قاتلُ المائة
عن أبي سعيدٍ الخُدريّ، أن نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال:
"كان فيمن كان قبلَكم رجلٌ قتلَ تسعةً وتسعين نفسًا، فسألَ عن أعلمِ أهلِ الأرض، فدُلَّ على راهب، فأتاهُ فقال: إنَّه قتلَ تسعةً وتسعينَ نفسًا، فهل له من توبةٍ؟ فقال: لا، فقتله، فكمَّل به مائةً.

ثمَّ سأل عن أعلمِ أهلِ الأرض، فدُلَّ على رجلٍ عالم، فقال: إنَّه قتلَ مائةَ نفس، فهل له من توبةٍ؟ فقال: نعم، ومن يَحولُ بينهُ وبين التَّوبة؟ انطلقْ إلى أرضِ كذا وكذا، فإنَّ بها أُناسًا يعبدون اللهَ فاعبُدِ اللهَ معهم، ولا ترجِعْ إلى أرضِك فإنَّها أرضُ سوء.

فانطلقَ، حتَّى إذا نَصَفَ الطَّريقَ أتاهُ الموتُ، فاختصَمتْ فيه ملائكةُ الرَّحمةِ وملائكةُ العذاب، فقالتْ ملائكةُ الرَّحمة: جاءَ تائبًا مُقبلًا بقلبِه إلى الله، وقالتْ ملائكةُ العذاب: إنَّه لم يعمَلْ خيرًا قطُّ. فأتاهم ملَكٌ في صورةِ آدميٍّ، فجعلوهُ بينهم، فقال: قِيسوا ما بين الأرْضَين، فإلى أيَّتِهما كان أدنَى فهو له. فقاسوه، فوجدوهُ أدنَى إلى الأرضِ الَّتي أراد، فقبضتهُ ملائكةُ الرَّحمة".

صحيح البخاري (3283)، صحيح مسلم (2766)، صحيح ابن حبان (611). واللفظ لمسلم.

(28)
أمُّ الخبائث
عن عبدالرحمن بن الحارثِ قال: سمعتُ عثمانَ بنَ عفّانَ خطيبًا: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:
"اجتَنِبوا أمَّ الخبائث، فإنَّه كان رجُلٌ ممَّن قبلَكم يتعبَّدُ ويعتزلُ النَّاس، فعَلِقتْه امرأةٌ، فأرسَلتْ إليه خادمًا، فقالت: إنَّا ندعوكَ لشَهادة، فدخل، فطفِقتْ كلَّما يدخُلُ بابًا أغلَقتْهُ دونَه، حتَّى أفضَى إلى امرأةٍ وضيئةٍ جالسة، وعندَها غلامٌ وباطيَةٌ فيها خمرٌ، فقالت: إنَّا لم نَدْعُكَ لشهادة، ولكِنْ دعَوتُك لتقتُلَ هذا الغلام، أو تقعَ عليّ، أو تشرَبَ كأسًا مِن هذا الخمر، فإنْ أبَيْتَ صِحتُ بكَ وفضَحتُك.

قال: فلمَّا رأى أنَّه لا بدَّ له مِن ذلك، قال: اسقيني كأسًا مِن هذا الخمر.

فسقَتْهُ كأسًا مِن الخمر، فقال: زيديني، فلم يزَلْ حتَّى وقَع عليها، وقتَل النَّفسَ. فاجتَنِبوا الخمرَ، فإنَّه واللهِ لا يجتمِعُ الإيمانُ وإدمانُ الخمرِ في صدرِ رجُلٍ أبدًا، لَيوشِكَنَّ أحدُهما يُخرِجُ صاحبَهُ".

رواه ابن حبان في صحيحه (5348)، وصححه الشيخ شعيب.

علقته: عشقتهُ وأحبَّته.
الباطية: إناء.

(29)
الكِبْر والعُجب
عن أبي هريرةَ قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"بينما رجلٌ يتبختر، يمشي في بُرديه، قد أعجبته، فخسفَ الله به الأرض، فهو يتجلجلُ فيها إلى يومِ القيامة".

وفي لفظٍ آخرَ عنه: "إن رجلاً ممَّن كان قبلكم يَتبخترُ في حُلَّة...".

صحيح مسلم (2088)، صحيح البخاري (5452)، مسند أحمد (10881)، وسنن الترمذي من حديث عبدالله بن عمرو (2491) وقال: حديث صحيح. واللفظُ لمسلم.

يتجلجل: يتحرَّكُ وينزلُ مضطربًا[3].

(30)
الانتحار
عن جُندب بن عبدالله قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
"كان فيمن كان قبلَكم رجلٌ به جرحٌ، فجَزِع، فأخذَ سكِّينًا، فحزَّ بها يدَه، فما رقأَ الدمُ حتى مات، قال اللهُ تعالى: بادرني عبدي بنفسِه، حرَّمتُ عليه الجنة".

رواه البخاري في صحيحه (3276).

فما رقأ: لم ينقطع.
بادرني بنفسه: كنايةٌ عن استعجالِ الموت[4]


[1] معجم البلدان 5 /73.

[2] شرح النووي على صحيح مسلم 10 /224.

[3] شرح النووي على صحيح مسلم 14 /64.

[4] فتح الباري 6 /500.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25-06-2020, 09:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,706
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأربعون التاريخية

الأربعون التاريخية (4 / 4)

أ. محمد خير رمضان يوسف





(31)

الطاعون

عن عامرِ بنِ سعدِ بنِ أبي وقاص، عن أبيه، أنه سمعَهُ يَسألُ أسامة َبنَ زيد: ماذا سمعتَ مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الطاعون؟ فقال أسامة:



"الطاعونُ رِجْس، أُرسِلَ على طائفةٍ مِن بني إسرائيل، أو: على مَن كان قبلَكم، فإذا سمعتُم به بأرضٍ فلا تَقْدِمُوا عليه، وإذا وقعَ بأرضٍ وأنتم بها فلا تَخرجوا فرارًا منه".



متفق عليه، صحيح البخاري (3286)، صحيح مسلم (2218)، واللفظ للأول.



(32)

شحومُ الميتة

قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الميتة:

"قاتلَ اللهُ اليهود، إنَّ اللهَ لما حرَّمَ شُحومَها جمَّلوه، ثم باعوه، فأكَلوا ثمنَه".



جزء من حديثٍ رواه البخاري عن جابرٍ في صحيحه (2121)، ومسلم (1581).



فحذَّرَ أمَّتَهُ أن يفعلوا مثلَ ذلك[1].



(33)

بناء البيت الحرام

عن عائشةَ رضيَ الله عنها قالت:

قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "لولا حداثَةُ قومِكِ بالكفرِ لنقَضتُ البيتَ، ثم لبَنيتُهُ على أساسِ إبراهيمَ عليهِ السلام، فإنَّ قريشًا استَقصرتْ بناءَهُ، وجعلتُ لهُ خَلْفًا".



صحيح البخاري (1508)، صحيح مسلم (1333). ولفظهما سواء.



معنى استقصرت: أي قصرت قريشٌ عن تمامِ بنائها، واقتصرت على هذا القدرِ لقصورِ النفقةِ بهم عن تمامها.



والخَلف: بابٌ من خَلفِ الكعبة[2].



(34)

الأذى في سبيل الدعوة



عن عروة، أن عائشةَ رضيَ الله عنها، زوجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم حدَّثته:

أنها قالتْ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: هل أتَى عليكَ يومٌ أشدَّ من يومِ أُحد؟



قال: "لقد لقيتُ من قومِكِ ما لقيتُ، وكان أشدُّ ما لقيتُ منهم يومَ العقبة، إذ عَرضتُ نفسي على ابنِ عبدِ ياليلِ بنِ عبدِ كُلال، فلم يُجبني إلى ما أردتُ، فانطلقتُ وأنا مهمومٌ على وجهي، فلم أستفِقْ إلا وأنا بقَرنِ الثعالبِ، فرفعتُ رأسي، فإذا أنا بسحابةٍ قد أظلَّتني، فنظرتُ، فإذا فيها جبريلُ، فناداني فقال: إن اللهَ قد سمعَ قولَ قومِكَ لك، وما رَدُّوا عليك، وقد بَعثَ اللهُ إليكَ ملَكَ الجبالِ لتأمرَهُ بما شئتَ فيهم، فناداني ملَكُ الجبالِ، فسلَّمَ عليَّ، ثم قال: يا محمَّد، فقالَ ذلك فيما شئتَ، إنْ شئتَ أنْ أُطبِقَ عليهمُ الأخشبَين. فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: بل أرجو أن يُخرِجَ اللهُ من أصلابهم مَن يعبدُ اللهَ وحده، لا يُشركُ به شيئًا".



صحيح البخاري (3059)، صحيح مسلم (1795).



وقرنُ الثعالبِ هو قرنُ المنازل، وهو ميقاتُ أهلِ نجد، وهو على مرحلتين من مكة.



والأخشبان: الجبلان المُطيفان بمكةَ المكرَّمة، وهما أبو قُبيس، والأحمر، الذي يقابله[3].



(35)

أكرم الناس

عن أبي هريرةَ رضيَ الله عنه قال:

سُئلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ الناسِ أكرَمُ؟ قال:

"أكرَمُهم عندَ اللهِ أتقاهم".

قالوا: ليس عن هذا نسألُك.



قال: "فأكرَمُ الناسِ يوسُفُ نبيُّ الله، ابنُ نبيِّ الله، ابنِ نبيِّ الله، ابنِ خليلِ الله".



قالوا: ليس عن هذا نسألُك.



قال: "فعن مَعادِنِ العربِ تَسألونَني؟ خِيارُكم في الجاهليَّةِ خِيارُكم في الإسلامِ إذا فَقُهوا".



صحيح البخاري (4412).



في تقسيمٍ لطيفٍ من الحافظِ ابنِ حجرٍ رحمَهُ الله يقول:

القسمةُ رباعية:

فإن الأفضلَ من جمعَ بين الشرفِ في الجاهليةِ والشرفِ في الإسلام، وكان شرفُهم في الجاهليةِ بالخصالِ المحمودةِ من جهةِ ملاءمةِ الطبعِ ومنافرته، خصوصًا بالانتسابِ إلى الآباءِ المتَّصفين بذلك. ثم الشرفُ في الإسلامِ بالخصالِ المحمودةِ شرعًا. ثم أرفعُهم مرتبةً من أضافَ إلى ذلك التفقُّهَ في الدين.



ومقابلَ ذلك من كان مشروفًا في الجاهليةِ واستمرَّ مشروفًا في الإسلام، فهذا أدنَى المراتب.



والقسمُ الثالث: من شرفَ في الإسلامِ وفقهَ ولم يكنْ شريفًا في الجاهلية، ودونه من كان كذلك لكنْ لم يتفقَّه.



والقسمُ الرابعُ من كان شريفًا في الجاهليةِ ثم صارَ مشروفًا في الإسلام، فهذا دون الذي قبله، فإن تفقَّهَ فهو أعلَى رتبةً من الشريفِ الجاهل[4].



(36)

ابنُ جُدعان

عن عائشةَ رضيَ الله عنها قالت:

يا رسولَ الله، ابنُ جُدعانَ كان في الجاهليةِ يَصِلُ الرَّحِم، ويُطعِمُ المسكين، فهل ذاكَ نافعُه؟



قال: "لا ينفعُه، إنهُ لم يقُلْ يومًا: ربِّ اغفرْ لي خطيئتي يومَ الدِّين".



صحيح مسلم (214).



عبدالله بن جدعان كان من الكرماءِ الأجوادِ المطعِمين في الجاهلية، أدركَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قبلَ النبوة. وقد ترجمَ الإمامُ مسلمٌ لهذا البابِ بقوله: باب الدليل على أن من ماتَ على الكفرِ لا ينفعهُ عمل[5].



(37)

وصفُ موسى وعيسى عليهما السلام

عن ابن عباسٍ رضيَ الله عنهما، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"رأيتُ ليلةَ أُسرِيَ بي موسى، رجلًا آدمَ، طُوَالًا جَعْدًا، كأنه من رجالِ شَنُوءَة، ورأيتُ عيسى رجلًا مربوعًا، مربوعَ الخَلْق، إلى الحُمرةِ والبياض، سَبْطَ الرأس، ورأيتُ مالكًا خازنَ النار، والدجّالَ". في آياتٍ أَراهُنَّ اللهُ إياهُ ï´؟ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ ï´¾ [سورة السجدة: 23].



صحيح البخاري (3067)، صحيح مسلم (165).



المرادُ بالجعدِ في موسى عليه السلامُ هو اكتنازُ الجسم، كما رجَّحَهُ العلماء.



والشعرُ السَّبط: المسترسل، الذي ليس فيه تكسُّر[6].



وشنوءة: حيٌّ من اليمن، يُنسَبون إلى شنوءة، وهو عبدالله بن كعب بن عبدالله بن مالك بن نصر بن الأزد.



ولقبُ شنوءةَ لشنآنٍ كان بينهُ وبين أهله[7].



(38)

يومُ عاشوراء

عن ابنِ عباسٍ رضيَ الله عنهما:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لَمّا قَدِمَ المدينةَ وجدَهم [أي اليهودَ] يصومون يومًا، يعني عاشوراء، فقالوا: هذا يومٌ عظيم، وهو يومٌ نجَّى الله فيه موسَى وأغرقَ آلَ فرعون، فصامَ موسَى شكرًا لله.



فقال: "أنا أولَى بموسَى منهم". فصامَه، وأمرَ بصيامه.



صحيح البخاري (3216)، صحيح مسلم (1130). واللفظ للأول.



(39)

عمرو بن لُحيّ

عن أبي هريرة: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"رأيتُ عمرَو بنَ عامرٍ بنِ لُحَيٍّ الخُزاعيَّ يجرُّ قُصْبَهُ في النار، وكان أوَّلَ مَن سيَّبَ السوائب".



صحيح البخاري (4347)، صحيح مسلم (2856).



عمرو بن لحي أولُ من غيَّرَ دينَ إسماعيل، فنصبَ الأوثان، وسيبَّ السائبة...[8].



والسائبة: الناقةُ يُسيِّبونَها لآلهتِهم المزعومةِ فلا يُحْمَلُ عليها شيء.



ويجرُّ قُصبه: أي أمعاءه.



(40)

الذين ظلموا أنفسهم

عن عبدالله بن عمرَ رضيَ الله عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لمَّا مرَّ بِالحِجْرِ قال:

"لا تَدخلوا مساكنَ الذين ظلموا إلا أن تكونوا باكين، أن يُصيبَكم ما أصابَهم". ثم تقَنَّعَ بردائهِ وهو على الرَّحْل.



صحيح البخاري (3200)، صحيح مسلم (2980).



كان النهيُ لمّا مرُّوا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم بالحِجرِ ديارِ ثمود، في حالِ توجُّههم إلى تبوك[9].

♦ ♦ ♦







الإخبار عن المستقبل:

♦ في حديثِ جبريلَ عليه السلامُ وسؤالهِ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام، الذي رواهُ عمرُ رضيَ الله عنه، جاءَ في آخره:

فأخبِرني عن الساعة؟

قال: "ما المسؤولُ عنها بأعلمَ من السائل".



قال: فأخبرني عن أمَارتها؟

قال: "أن تلدَ الأمَةُ ربَّتَها، وأن ترَى الحُفاةَ العُراةَ العالة، رِعاءَ الشاء، يتطاولون في البنيان".

رواه مسلم[10].



قال الإمامُ النوويُّ رحمَهُ الله، في الأمَةِ تلدُ ربَّتها: إخبارٌ عن كثرةِ السراري وأولادهنّ، فإنَّ ولدَها من سيِّدها بمنزلةِ سيِّدها.



وفي رُعاةِ الإبل: معناهُ أن أهلَ الباديةِ وأشباهَهم من أهلِ الحاجةِ والفاقة، تُبسَطُ لهم الدنيا حتى يتباهون بالبنيان[11].



♦ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يكونُ في آخِرِ الزمانِ دجَّالونَ كذَّابون، يأتونَكم من الأحاديثِ بما لم تَسمَعوا أنتم ولا آباؤكم، فإيّاكم وإيَّاهم، لا يُضِلُّونَكم ولا يَفتِنونَكم".

رواه مسلم[12].





المراجع: [13]



الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان/ ترتيب علاء الدين علي بن بلبان الفارسي؛ حققه وخرَّج أحاديثه شعيب الأرناؤوط.- ط2.- بيروت: مؤسسة الرسالة، 1393-1414هـ [التراث].



♦ تحفة الأحوذي/ المباركفوري.- بيروت: دار الكتب العلمية [التراث].





♦ التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد/ ابن عبد البر القرطبي؛ تحقيق مصطفى أحمد العلوي وآخرين.- الرباط: وزارة الأوقاف، 1401هـ -... [التراث].



♦ سنن الترمذي (الجامع الصحيح)/ تحقيق أحمد محمد شاكر، محمد فؤاد عبد الباقي، إبراهيم عطوة.- القاهرة: دار الحديث، د.ت.



♦ شرح النووي على صحيح مسلم.- ط2.- بيروت: دار إحياء التراث، 1392 هـ [التراث].



♦ صحيح ابن حبان = الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان.



♦ صحيح ابن خزيمة/ تحقيق محمد مصطفى الأعظمي.- ط2.- الرياض: شركة الطباعة العربية السعودية المحدودة، 1401هـ.



♦ صحيح البخاري/ تحقيق مصطفى ديب البغا.- ط3.- بيروت؛ دمشق: دار ابن كثير: دار اليمامة، 1407 هـ [التراث].



♦ صحيح الجامع الصغير وزيادته/ محمد ناصر الدين الألباني.- ط3.-بيروت: المكتب الإسلامي، 1410هـ.



♦ صحيح مسلم.- بيروت: دار ابن حزم، 1416هـ.



♦ فتح الباري: شرح صحيح البخاري/ ابن حجر العسقلاني.- بيروت: دار المعرفة، 1379هـ [التراث].



♦ المستدرك على الصحيحين/ الحاكم النيسابوري، تحقيق مصطفى عبدالقادر عطا.- بيروت: دار الكتب العلمية، 1411هـ [التراث].



♦ مسند أبي يعلى الموصلي/ تحقيق حسين سليم أسد.- دمشق: دار المأمون للتراث، 1404هـ [التراث].




♦ مسند أحمد بن حنبل.- القاهرة: مؤسسة قرطبة [التراث].



♦ معجم البلدان/ ياقوت الحموي.- بيروت: دار الفكر [التراث].



♦ النهاية في غريب الحديث والأثر/ ابن الأثير؛ تحقيق طاهر أحمد الزاوي، محمود الطناحي.- بيروت: دار الفكر، 1399هـ [التراث].




[1] التمهيد لابن عبدالبر 9/ 42.

[2] ينظر شرح النووي على صحيح مسلم 9/ 89.

[3] ينظر شرح النووي على صحيح مسلم 12/ 155.

[4] فتح الباري 6/ 415.

[5] تنظر أخبار ابن جدعان في كتاب "مراقي الجنان" لابن عبدالهادي المقدسي ص 210- 212، بتحقيقي.

[6] ينظر شرح النووي على صحيح مسلم 2/ 227.

[7] فتح الباري 6/ 429.

[8] فتح الباري 6/ 549.

[9] فتح الباري 1/ 530.

[10] أول حديث من كتاب الإيمان في صحيحه (7).

[11] شرح النووي على صحيح مسلم 1/ 159 (7).

[12] رواه في مقدمة صحيحه (7).

[13] المراجع التي وضع في آخرها لفظ [التراث] هكذا بين معقوفتين، هي للأقراص المدمجة التي أصدرها مركز التراث للبرمجيات في الأردن.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 162.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 159.87 كيلو بايت... تم توفير 3.05 كيلو بايت...بمعدل (1.87%)]