|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} [الروم:15] سياق الآية بدأت سورة الروم ببشارة المؤمنين بغلبة الروم على الفرس في بضع سنين، وهذا وعد من الله عز وجل لا يتخلف، حاشا لله أن يخلف الميعاد، ولكن أكثر الكفار لا يعلمون أن وعده تعالى حق واقع لا محالة، غافلون عن الآخرة، مشغولون بأمر الدنيا. ثم أنكر تعالى عليهم عدم تفكرهم بلقائه، وقدرته على البعث، وأنه خلقهم ولم يكونوا شيئاً، وأنه خلق السموات والأرض لأجل مسمى تنتهي إليه، وهو يوم القيامة. وأنكر عليهم عدم اعتبارهم بالأمم السابقة التي أهلكها الله بسبب تكذيبهم بالرسل وظلمهم أنفسهم بالشرك والعصيان. ثم قررت الآيات مبدأ المعاد وقدرة الله عليه، وانتقلت بعد ذلك إلى الحديث عن حال المجرمين يوم القيامة، وانقطاع حجتهم، وذهولهم، وعدم شفاعة آلهتهم لهم، وفي ذلك اليوم يفترق أهل الإيمان عن أهل الكفر ... {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} [الروم:15] فما معنى الروضة؟ وما سبب إيثار التعبير بالروضة دون غيرها من الكلمات الدالة على المعنى نفسه؟ ولماذا نكّر فقال: (روضة)، ولم يقل: (الروضة) ؟ ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ولاحظ بعض العلماء معنى التفات النباتات فيها، قال الشيخ الطبري: {فَهُمْ فِـي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ}: "يقول: فهم فـي الرياحين والنبـاتات الـملتفة، وبـين أنواع الزهر فـي الـجنان يسرون، ويـلذّذون بـالسماع وطيب العيش الهنـيّ. أ.هـ. والسبب في إيثار التعبير بالروضة دون غيرها من الكلمات، هو أنه لم يكن عند العرب شيء أحسن منها.. قال الطبري: "وإنـما خصّ جلّ ثناؤه ذكر الروضة فـي هذا الـموضع، لأنه لـم يكن عند الطرفـين ـ المؤمنين والكافرين ـ أحسن منظراً، ولا أطيب نشراً من الرياض، ويدل علـى أن ذلك كذلك قول أعشى بنـي ثعلبة: ما رَوْضَةٌ مِن رِياضِ الـحَزْن مُعْشِبَةٌ *** خَضْرَاءُ جادَ عَلَـيْها مُسْبِلٌ هَطِلُ فأعلـمهم بذلك تعالـى، أن الذين آمنوا وعملوا الصالـحات من الـمنظر الأنـيق، واللذيذ من الأرايـيح، والعيش الهنـيّ فـيـما يحبون، ويسرّون به". أ.هـ.يُضَاحكُ الشَّمسَ منها كَوْكَبٌ شَرِقٌ *** مُؤَزَّرٌ بعَمِيـمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ يَوْماً بأطْيَبَ مِنْها نَشْرَ رائحَةٍ *** وَلا بأحْسَنَ مِنْها إذ دنَا الأُصُلُ أما التنكير والتنوين، فهو بهدف تفخيم أمر هذه الروضة، قال الزمخشري: "والتنكير لإبهام أمرها وتفخيمه". و(يحبرون)، يعني: يسرّون، وجاء بالفعل المضارع على سبيل التجدد، بينما نجد في قوله تعالى بعد هذه الآية: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الْآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ} [الروم:16]، جاء باسم الفاعل (محضرون) للدلالة على الثبات، قال أبو حيان: "وجاء يحبرون بالفعل المضارع لاستعماله للتجدد، لأنهم كل ساعة يأتيهم ما يسرون به من متجددات الملاذ، وأنواعها المختلفة. وجاء {محضرون} باسم الفاعل لاستعماله للثبوت، فهم إذا دخلوا العذاب يبقون فيه محضرين، فهو وصف لازم لهم". أ.هـ.
__________________
روضة عبد الكريم فرعون
ماجستير في تفسير القرآن الكريم وعلومه الجامعة الأردنية http://www.bayan-alquran.net |
#2
|
||||
|
||||
![]() سبحان الله العظيم
جزاك الله خيرا استاذة روضة على الموضوع والتفسير الطيب المبارك دمتي بحفظ الله
__________________
![]() |
#3
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيكي أختي روضه على هذا التفسير المميز.. اللهم اجعلنا ممن يحبرون في رياض جناتك .. في انتظار باقي مشاركاتك. |
#4
|
||||
|
||||
![]() جزيتم خيراً على الكلمات اللطيفة، وأثني على دعاء أختي المنيبة إلى الله ..
اللهم اجعلنا ممن يحبرون في رياض جنانك ..
__________________
روضة عبد الكريم فرعون
ماجستير في تفسير القرآن الكريم وعلومه الجامعة الأردنية http://www.bayan-alquran.net |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |