الصوم وأثره في تهذيب النفوس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1114 - عددالزوار : 129620 )           »          الصلاة مع المنفرد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أصول العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الإسلام يبيح مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم وحمايتهم من أي اعتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تحريم الاعتماد على الأسباب وحدها مع أمر الشرع بفعلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3097 - عددالزوار : 369940 )           »          وليس من الضروري كذلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          مساواة صحيح البخاري بالقرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          محرومون من خيرات الحرمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-03-2020, 03:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,787
الدولة : Egypt
افتراضي الصوم وأثره في تهذيب النفوس

الصوم وأثره في تهذيب النفوس



وصحة الأبدان





الشيخ صالح موسى شرف









في كل عام يَستقبِل المسلمون الصادقون في إيمانهم شهر رمضان بالغِبطة والابتهاج فَرِحين بقُدومه، فلا تهلُّ عليهم طلعة الهلال إلا وقد امتلأت قلوبُهم بهجة وسرورًا بلقائه؛ لأنهم يرون فيه موسمًا للخَيرات ونزول الرحمات واستجابة الدعوات، فيُقبلون على صيامه صابرين مُخلِصين عسى أن يغفرَ لهم ما فرط منهم مِن هنات وسيئات؛ إذ يقول الرسول الكريم عليه الصلاة والتسليم: ((مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم مِن ذنبه)).





وصوم رمضان مِن أركان الإسلام التي بُني عليها، قد فرَضه الله على المكلَّفين الحاضرين القادِرين على صومه بدون مشقَّة؛ تهذيبًا للنفوس، وتطهيرًا للأرواح؛ وتخليصًا للقلوب من الأدران والأمراض التي تُصيبها، وهو مع ذلك يُربِّي في الإنسان الصائم روح الفضائل من الأمانة والصبر والإخلاص في العمل، ومُراقبة الله في السرِّ والعلن، وهو أيضًا رياضة بدنية تُعطي الجسم صحة وقوة؛ إذ هو يَقضي على كثير من الأمراض التي تنشأ عن الإفراط في الطعام والشَّراب والإسلام، كما يَهتمُّ بتطهير النفوس يهتمُّ أيضًا بتربية الجِسم والمُحافظة على صحَّة الأبدان، فالعقل السليم في الجسم السليم، والمؤمن القويُّ الذي يُمكنه أن يُناضل عن دينه ووطنِه خير من المؤمن الضعيف، والصوم أيضًا يَبعث في نفس الصائم روحَ العطف على البائسين المُحتاجين والشفقة على اليتامى والمساكين، وفي الصوم تحقيق لكل هذه المعاني السامية، ففائدته والحكمة في تشريعه راجعة إلينا؛ لأن الله سبحانه غنيٌّ عن عباده، لا تنقصُه طاعتهم، ولا تضرُّه معصيتُهم؛ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15].





وإلى هذه الحكمة والفائدة من تشريع صوم رمضان يقول الله تعالى: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، ومعنى ذلك أن الصيام الذي كُتب علينا وعلى مَن قبلنا مبعثه رجاء التقوى وتَحصيلها، والرجاء مِن الله محقَّق، فكأنه يقول: إن صمتم لي وأخلصتم في صيامكم وتركتُم الطعام والملذات من أجلي فقد تحقَّقت لكم التقوى، وهي جماع كل خير وبُعْدٌ عن كل شرٍّ.





فضائل هذا الشهر:


لهذا الشهر فضائل كثيرة؛ فهو أفضل الشهور عند الله تعالى، ولذلك خصَّه بنزول القرآن فيه؛ فقد أنزل الله - سبحانه - كتابَه الكريم في هذا الشهر، وهو نور ساطع هدى للناس إلى ما فيه صلاحهم ومعادهم؛ ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ [المائدة: 15، 16].





فقد جاء بشريعة سمحاء ليلها كنهارها أضاء السبيل وهدى الحيارى، جاء بالمعروف ونَهى عن المنكَر، وحقَّق العدل والحرية بين عباده، ولا تفاضُل بينهم بحسَبٍ ولا مال ولا جاه، إنما يَفضل بعضُهم بعضًا بالعمل الصالح النافع المُفيد الذي يُرضي الله - سبحانه وتعالى - ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]، وبذلك كان خير كتاب سماويٍّ نزل على خير نبيٍّ لخَير أمة أخرجت للناس، فوحَّد كلمة الأمة وألَّف بين قلوبها، وجعل شعارها التعاون على البر والتقوى، وأن يُحبَّ المسلم لأخيه ما يحبه لنفسه.





ومن فضائل هذا الشهر أن الله - جل وعلا - جعل أوله رحمة، ووسطه مغفرة، وآخره عتقًا من النار، ومن الفضائل لهذا الشهر أيضًا أن الله خصَّه من بين العبادات بالإضافة إلى نفسه؛ حيث قال: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي))؛ ذلك لأن الصوم عبادة خفيَّة خالصة لا يشوبها رياء ولا سُمعة ولا نفاق، فليس بين الصائم وبين ربه رقيب غيره تعالى، ومِن فضائله أيضًا أنه سيكون شفيعًا لصاحبه فيَقبل الله شفاعته يوم القيامة؛ إذ يقول الرسول الكريم: ((الصيام والقرآن يَشفعان للعبد يوم القيامة؛ يقول الصيام: يا ربِّ منعتُه الطعام والشراب فشفّعني فيه، ويقول القرآن: منعتُه النومَ بالليل فشفعني فيه، فيَشفعان)).





هذا، وليس الصيام وترك الأكل والشراب فحسب، وليس شهر راحة وكسل وخمول، لم يُشرع الصوم لذلك بل شُرع للعبادة وترك اللغو والغضب، حتى إن استفزَّه شخص فلا يَخرج عن طوقه، بل يتذكَّر أنه صائم فيقول: اللهم إنني صائم، كما أن الله لم يَشرعه ليكون شهر إجازة يَترك فيه الصائم عمله؛ بل إنما شرعه ليَنشط الإنسان في عمله ويؤدِّيه بأمانة وإخلاص، حتى يكون له الأجر من الله ثم من عمله، وإلا لو ترك الناس أعمالهم بحجة صيامهم لتعطَّل الإنتاج ولتوقَّف الناس لا يجدون طعامًا ولا كساءً، فخير العبادة ما كان شاقًّا على النفس فلا يُطاوعها إلى الراحة والخمول حتى يَقتحم باب الجنة بسلام وأمان؛ يقول الرسول الكريم: ((حُفَّت الجنة بالمكاره، وحُفَّت النار بالشهوات)).





المُستهترون في هذا الشهر وواجب الدولة نحوهم:


مما يؤسِف أن كثيرًا من الناس لا يَقدرون لهذا الشهر حرمته عند الله تعالى، فيَنتهكون حرمة هذا الشهر فيُفطرون جهارًا نهارًا من غير حياء ولا خجل، فهؤلاء فُسَّاق يجب أن تردعَهم الحكومات ليَكونوا عبرةً لغَيرهم، والشارع وإن لم يقرِّر حدًّا للإفطار عمدًا في شهر رمضان فإن الشريعة الإسلامية شرعت التعزير بما يَراه الحاكم رادعًا لهؤلاء الفسَّاق، فعلى الدول الإسلامية واجبٌ، وهو أن تسنَّ القوانين الرادعة لمثل هؤلاء الذين لا يُبالون فيَتجاهرون بالفِطر وهم أقوياء أصحَّاء، ويزع الله بالسلطان ما لا يزَع بالقرآن.





كما أن كثيرًا من الناس يَصومون ولا يَحلو لهم إلا (التسلية) في المقاهي، ويَتناول بعض الناس بالغِيبة وغير ذلك من أنواع اللهو والعبث، فهؤلاء لا حظَّ لهم من صيامهم إلا الجوع والعطش.





﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [الحج: 78]، نعم، إن الدين يسْرٌ، ولن يشادَّ الدين أحد إلا غلبه، والله - سبحانه وتعالى - يحبُّ أن تؤتى رخصه كما يحبُّ أن تُؤتى عزائمه.





فقد رخَّص الله - عزَّ وجل - للمريض أن يُفطر وحرَّم عليه الصيام لو كان يؤدي إلى الهلاك أو شدة الأذى، حرَّم عليه في هذه الحالة الصيام، فلو خاف بالصيام حدوث مرض أو أذًى أو كان الصوم يُطيل بُرءَه أفطر، كما رخَّص الله للمُسافر سفر قصْر أن يُفطِر في رمضان حتى لو كان مُسافرًا على طائرة مريحة؛ لأن السفر مطلقًا مظنَّة المشقَّة، كما رخص الفطر للشيخ الكبير ومثله المريض مرضًا مُزمنًا لا يُرجى شفاؤه ولا قضاء عليهما بل يُطعِمان مدًّا عن كل يوم، ورخَّص للحامل والمُرضع الفِطر، ولا يجوز للعامل في رمضان أن يُبيِّت الفطر بل ينوي الصيام حتى إذا أحس بتعب في النهار أفطر، والله أعلم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.90 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.11%)]