ترجمة الإمام نافع

[ابوالوليد المسلم]

ترجمة الإمام نافع

أول البدور السبعة

وإمام دار هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم


الشيخ أحمد إبراهيم هاني



هو نافع بن عبدالرحمن بن أبي نعيم أبو رويم ويقال أبو نعيم ويقال أبو الحسن وقيل أبو عبدالله وقيل أبو عبدالرحمن الليثي مولاهم وهو مولى جعونه بن شعوب الليثي حليف حمزة ابن عبدالمطلب المدني أحد القراء السبعة والأعلام ثقة صالح أصله من أصبهان وكان أسود اللون حالكا صبيح الوجه حسن الخلق فيه دعابة أخذ القراءة عرضا عن جماعة من تابعي أهل المدينة منهم عبد الرحمن ابن هرمز الأعرج وأبي جعفر القاري وشيبه ابن نصاح ويزيد ابن رومان ومسلم ابن جندب وصالح ابن خوات والأصبغ ابن عبد العزيز النحوي وعبد الرحمن ابن القاسم ابن محمد ابن بكر الصديق والزهري قال أبو قره موسى ابن طارق سمعته يقول قرأت على سبعين من التابعين قلت وقد تواتر عندنا عنه أنه قرأ على الخمسة الأول وروى القراءة عنه عرضا وسماعا إسماعيل ابن جعفر وعيسى ابن وردان وسليمان ابن مسلم ابن جماز ومالك ابن أنس صاحب المذهب المعروف وهم من أقرانه وإسحاق ابن محمد (وأبو بكر وإسماعيل) ابنا أبي أويس ويعقوب ابن جعفر أخو إسماعيل وأخوه عبد الرحمن ابن أبي الزناد وعيسى ابن مينا قالون وسعد ابن إبراهيم وأخوه يعقوب ومحمد ابن عمر الواقدي والزبير ابن عامر وخلف ابن وضاح وأبو الذكر محمد ابن أبي يحيى وأبو العجلان وأبو غسان محمد بن يحيى بن علي وصفوان ومحمد ابن عبد الله ابن إبراهيم ابن وهب فهؤلاء من أهل المدينة وموسى ابن طارق أبو قرة اليماني وعبد الملك ابن قريب الأصمعي وخالد ابن مخلد القطواني وأبو عمرو ابن العلا وأبو الربيع الزهراني روى عنه حرفين خارجة ابن مصعب الخراساني وخلف ابن نذار الأسلمي وسقلاب ابن شيبة وعثمان ابن سعيد ورش وعبد الله ابن وهب ومحمد بن عبد الله ابن وهب ومعلى بن دحيه والليث ابن سعد وأشهب بن عبد العزيز وحميد بن سلامه فهؤلاء من أهل مصر وغيرهم وغيرهم – وأقرأ الناس دهرا طويلا نيفا على سبعين سنة وانتهت إليه رياسة القراء بالمدينة وصار الناس إليها.

وقال أبو عبيد وإلى نافع صارت قراءة أهل المدينة وبها تمسكوا إلى اليوم وقال ابن مجاهد وكان الامام الوحيد الذي قام بالقراءة بعد التابعين في مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نافع وكان عالما بوجوه القراءات متبعا لآثار الأئمة الماضيين ببلده المدينة.

وقال سعيد ابن منصور سمعت مالك ابن أنس يقول قراءة أهل المدينة سنة قيل له قراءة نافع قال نعم وقال عبد الله ابن أحمد ابن حنبل سألت أبي أي القراءة أحب إليك قال قراءة أهل المدينة قلت فإن لم يكن قال قراءة عاصم.

حدثنا أحمد ابن هلال قال لي الشيباني قال رجل في قراءة على نافع إن نافعا كان إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك فقلت له يا أبا عبد الله أو يا أبا رويم أتتطيب كلما قعدت تقرأ الناس قال ما أمس طيبا أبدا ولا أقرب طيبا ولكني رأيت فيما يرى النائم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ في في فمن ذلك الوقت أشم في في هذه الرائحة وقال الشيبي قيل لنافع ما أصبح وجهك وأحسن خلقك قال فكيف لا أكون كذلك.

وقد صافحني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه قرأت القرآن يعني في اليوم وقال قالون كان نافع من أظهر الناس خلقا ومن أحسن الناس قراءة وكان زاهدا جوادا صلي في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - ستين سنة وقال الليث ابن سعد حججت سنة ثلاث عشرة ومائة وصاية وإمام الناس في القراءة بالمدينة نافع حدثنا محمد ابن إسحاق لما حضرت نافعا الوفاة قال له ابناؤه أوصنا قال اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين مات سنة تسع وستين وماية وقيل سبعين وقيل سبع وستين وقيل خمسين وقيل سبع وخمسين رحمه الله.

المصدر: مجلة كنوز الفرقان، العددان: (الثالث والرابع)، السنة: (الثالثة)، ربيع الأول والثاني 1370 هـ.