وداع الأحبة إلى المدينة ومكة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 3829 )           »          ورقات في ترجمة الشيخ محمد فودي توري رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          مراحل الاستعداد لغزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          غزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          القارئ الخاشع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيف سارت عملية توزيع غنائم غزوة الطائف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          غزوة الطائف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 889 - عددالزوار : 119605 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 8877 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > ملتقى الحج والعمرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-01-2020, 03:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,306
الدولة : Egypt
افتراضي وداع الأحبة إلى المدينة ومكة

وداع الأحبة إلى المدينة ومكة


د. محمد علي




ما أعجبَها من لحظات تجمَع بين مُتناقضاتٍ عِدَّة، تظهرُ على قَسَماتِ الوجوه، وتتقاسمها أجزاءُ الموقف! فهل رأيتَ موقفًا يجمعُ بين الحسرةِ والسرورِ كذاك الموقف؟! وليست تلك إلا حسرة القاصرِ عن الوصولِ بينما يفرح الواصل، تُزيِّنه تلك القلوبُ بصفائها الذي يدلُّ على الغِبطة لا الحسد، و(ذاك فضلُ اللهِ يؤتيه من يشاء).



في خِضم تلك المتناقضات تُصابُ بالذهول، فيَعجِزُ اللسانُ عن التعبير، وتضيقُ العدَسَةُ عن التصوير، وتبقى بقلبك في موقفٍ لا تُحسَد عليه، يَنبِضُ باضطرابٍ مُتداخِل نبضةَ فرحٍ لتوفيق الأحباب، ونبضة أسًى لتخلُّفِك عن مُرافقة الصِّحاب، تكتفي بالتأمُّلِ يَمنةً ويَسرة، بينما الحادي ينادي: الرحيلَ الرحيلَ! فترى الجموع ناهضةً للمسير، وتكادُ الأفئدةُ من الفرحِ تطير، ودموعك محبوسة في محاجرِها، والغُصَّة مخنوقة في حناجرِها، غِبطةَ المحبوس للعتيق، ونظرةَ المشلولِ للطَّليق.



يا راحلينَ إلى ديارِ أحِبَّتي

عتَبي عليكم قد أخذتم مهجتي



وتركتمُ جسدي غريبًا هَا هُنا

عَجَبِي له! يحيا هُنا في غُربةِ







آهٍ لو كانت غربةٌ واحدةٌ لهانَ الأمرُ قليلًا، ولكنَّها غُرباتٌ بعضُها فوقَ بعض، تُبعدُنا عن ديارنا، ثمَّ لا تكتفي حتى تُبعدَنا عن ديار بارئنا، فإلى الله المُشتكَى، وعليه التُّكلان، وإليه نفِرُّ وهو المُستعان!



سوف تغسلُ مشاعرَكم أيُّها الأحبَّةُ رُوحُ المشاعر، وتُهوِّن على أيام غُربتكم جمالُ الشعائر، فاستمتعوا بالجلالِ والجمالِ، وقِفوا على باب الكريم بالدُّعاء والابتهال، وتذكَّروا محرومًا عن بابِ مولاه لم يزل، وبعيدًا عن بيتِ وليِّه ما وصل، وجودوا عليه بنبضةِ قلبٍ صادقة، ودعوةِ كفٍّ خالصة، فالرَّجاءُ لم ينقطع وإن لم ينقطعِ الذنب، والغريبُ لم ييئس وإن لم يتَّضحِ الدرب.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.10 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]