الخطاب المدني من الهجرة إلى بدر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 780 - عددالزوار : 145259 )           »          نصيحة حول قضاء الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          إمامة من يقضي ما فات من الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          سترة المصلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          تحريم الاستغاثة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى جمع له في الوحي مراتب عديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 470 - عددالزوار : 152829 )           »          إطعام الطعام من أفضل الأعمال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          { لا تكونوا كالذين كفروا.. } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-01-2020, 08:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,787
الدولة : Egypt
افتراضي الخطاب المدني من الهجرة إلى بدر

الخطاب المدني من الهجرة إلى بدر




د. أمين الدميري






يتمثل هذا الخطاب فيما نزل من سورة البقرة، والتي بدأ نزولها بعد الهجرة وامتد نزولها إلى آخر أيام الوحي، وقد جاء فيها قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 278]، وقوله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281]، وقد ذكر البخاري في باب: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم آية الربا؛ قال ابن حجر: ولعله - أي المصنِّف - أراد أن يجمع بين قولَي ابن عباس، فإنه قد جاء عنه ذلك من هذا الوجه، وجاء من وجه أن آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا ﴾ [البقرة: 281][1]، وعلى هذا فإنه يمكن القول بأن سورة البقرة اشتملت على أول ما نزل بعد الهجرة، وآخر ما نزل من آيات القرآن (الربا).

ولعل ما نزل من سورة البقرة من الهجرة إلى بدر كان مَعْنِيًّا بقضايا هذه المرحلة، وهي أول مراحل قيام الدولة، ومن أهم هذه القضايا ما يلي:
1- تأمين الجبهة الداخلية: فقد اهتم النبي صلى الله عليه وسلم بترتيب الأوضاع الداخلية، وقد تم ذلك بما يلي:
أ- بناء المسجد.
ب- المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.
ج- كتابة وثيقة تنظِّم العلاقة بين المسلمين واليهود.

2- تأمين الطرق حول المدينة المنورة، وقد تمثل ذلك في بعث سرايا الاستطلاع، وقد بلغت سبع سرايا، وكان آخرها سرية عبدالله بن جحش رضي الله عنه قُبَيْل بدر، وهي التي سُمِّيَت "بدرًا الصغرى".

3- الإعداد للمواجهة؛ وذلك للدفاع عن الدعوة وأرضها ورجالها، وقد تم ذلك بما يلي:
أ- نزول الأمر بالقتال وبعض التشريعات المتعلقة بالجهاد.
ب- الإعداد النفسي والمعنوي.

وعند النظر والتدبر فيما نزل من أول الهجرة أو من قدوم النبيِّ صلى الله عليه وسلم المدينة وحتى غزوة بدر نجد أن معظمَ هذه القضايا قد تم تناولُها، وهي حسب ما جاء في سورة البقرة كما يلي:
1- الحديث عن اليهود.
2- تحويل القبلة وأقوال السفهاء (اليهود).
3- فرض الصيام.
4- فرض الزكاة.
5- سرايا الاستطلاع.
6- قصة طالوت وجالوت.
7- الأمر بالقتال ثم غزوة بدر (نزول سورة الأنفال).

1- الحديث عن اليهود:
هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وكان اليهود يقيمون فيها، وقد كانوا - حسب ما جاء في كتبهم - ينتظرون بِعثة نبي في هذا المكان وفي هذا الزمان، لكنه لما جاء من العرب (ومن نسل إسماعيل عليه السلام)، كفَروا بنبوته، مع أنهم كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، وهم المنافقون أعداء الداخل، فكانت مواجهتهم بأخذ الحَيْطة والحذر مقدَّمةً على أعداء الخارج، وهم قريش، وقد نزل القرآن في هذه المرحلة - بعد الهجرة مباشرة - ليكشف أساليب اليهود وصفاتهم، ويُحَذِّر المسلمين منهم، كما يحذرهم أن يفعلوا مثل ما فعل اليهود فيما يَقْرُب من مائة وعشرين آية؛ حيث إن هناك - دائمًا - علاقة وطيدة وصلة أكيدة بين اليهود والمنافقين؛ فإنه إذا ذكر اليهود ذكر معهم إخوانهم المنافقين، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴾ [البقرة: 14]، وفي موضع آخر يقول تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ [الحشر: 11]، وقد استغرق الحديث عن المنافقين في أول سورة البقرة حوالي ثلاث عشرة آية، فالمنافقون لا يَقِلُّ خطرهم عن خطر اليهود في كل زمان ومكان، بل إن خطر المنافقين أشد، فكان لا بد من فضح هؤلاء وهؤلاء مع أخذ الحِيطة والحذر.

2- تحويل القبلة:
والحديث عن تحويل القبلة يعني أمرين:
الأمر الأول: وهو جانب تربوي يهدف إلى ترويض النفس على تقبُّل الأوامر والتشريعات، حتى ولو كانت شديدة على النفس، وفي ذلك محنة وامتحان، أما المحنة فلأنَّ اليهود اتخذوها مادة للتشكيك والطعن؛ قال تعالى: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [البقرة: 142] وأما الامتحان فلأنه اختبار لمن يتَّبِع الله والرسول ولمن يتَّبِع هواه ورغبته؛ قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 143]، فقد كان اتجاه الصلاة في أول الهجرة ناحية بيت المقدس، وكان هذا الأمر شاقًّا على المسلمين؛ حيث إنه قِبلة اليهود؛ فاتخذوها مادة للتشكيك، فقد قالوا للمسلمين: إن هذا دليل على أن دينهم حق - أي دين اليهود - ودين المسلمين باطل، ثم لما نزل الأمر بالتوجه ناحية الكعبة، استجاب المسلمون في الحال وفرِحوا بذلك، لكن اليهود أطلقوا شبهة أن من صلى ناحية بيت المقدس فصلاته قد ضاعت عليه ولم تُقْبَل! فردَّ الله تعالى وطَمْأَن المسلمين في قوله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ﴾ [البقرة: 143].

الأمر الثاني: تميُّز الشخصية الإسلامية واستقلال الهُوِيَّة، فلا يشترك المسلمون مع اليهود في قِبلة واحدة، ولا بد أن يتبرأ المسلمون من ديانة اليهود المُحَرَّفة، ولا بد - أيضًا - من مخالفة اليهود في كل شيء؛ فهم أمة ساقطة، وقد حكم الله تعالى عليهم باللعن والغضب؛ قال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 145].

والأمران - وهما الجانب التربوي واستقلال الهوية - كان لا بد منهما قبل الدخول في مواجهةٍ مع معسكر الكفر خارج المدينة المتمثل في قريش.

3- فرض الصيام:
حينما نعرف أن الصيام فُرِضَ قبل غزوة بدر بشهر ندرك أهمية الصيام وعلاقته بالجهاد؛ فقد كان طبيعيًّا أن يُفْرَض الصيام على الأمة التي يُفْرَض عليها الجهاد، وقد رأينا أن الجهاد فُرِضَ على اليهود والنصارى - وكذلك الصيام؛ كما في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، وبعد ذكر الصيام وأحكامه في سورة البقرة جاء الأمر بالقتال؛ قال تعالى: ﴿ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 191]، ويزيد الأمرَ وضوحًا وتأكيدًا ما جاء في صحيح البخاري؛ فقد روى بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَثَل المجاهد في سبيل الله - والله أعلم بمن يجاهد في سبيله - كمَثَلِ الصائم القائم..))؛ يقول ابن حجر: شبَّه حال الصائم القائم بحال المجاهد في سبيل الله في نَيْل الثواب في كل حركة وسكون؛ لأن المراد من الصائم القائم أنه لا يفتُر ساعةً عن العبادة، فأجْرُه مستمر، وكذا المجاهد لا تضيع ساعة من ساعاته بغير ثواب..[2].


وروى - أيضًا - في باب فضل الصوم في سبيل الله بسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صام يومًا في سبيل الله بَعَّد الله وجهه عن النار))، وإذا أُطْلِقَ ذكر "في سبيل الله"، فالمراد به الجهاد؛ ذكره ابن حجر في الشرح، وذكر - أيضًا - حديث أبي هريرة بلفظ: ((ما من مرابطٍ يرابط في سبيل الله فيصوم يومًا في سبيل الله))؛ الحديث[3].

ولعل سر هذه العلاقة أن الصيام ترْكٌ لحاجات الجسم وملذَّات الدنيا وشهواتها، والجهاد ترْك للدنيا بأسرها، وتَعَرُّض البدن للجراح، وكلاهما سِرٌّ لا يعلم حقيقته إلا اللهُ؛ فالله وحده الذي يعلم حال الصائم إن كان صائمًا أو غير صائم، كما أن الله وحده هو الذي يعلم حال المجاهد ونيَّته، كما جاء في الحديث السابق: ((والله أعلم من يجاهد في سيبله)).

ومن هنا كانت أهمية فرض الصيام قُبَيْل فرض القتال (في بدر).

4- فرض الزكاة:
لا شك أن الأمر بإيتاء الزكاة والإنفاق من رزق الله، لم يكن بالمدينة فقط، ولكنه كان - أيضًا - بمكة قبل الهجرة؛ كما جاء في سورة الذاريات: ﴿ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴾ [الذاريات: 19]، وذلك في وصف المتقين، وكما في قوله تعالى في سورة المعارج في وصف المصلِّين: ﴿ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴾ [المعارج: 24، 25]، وكان ذكر الزكاة قبل الهجرة على سبيل المدح والترغيب والتهيؤ لفرضها، ثم كان الفرض في العام الثاني من الهجرة (قبيل بدر)، ومن المعلوم أيضا - خصوصًا في القرآن المدني - أنه كثيرًا ما يَقْرِن الله تعالى بين الإنفاق والجهاد، وبين الجهاد بالمال والجهاد بالنفس؛ لِما بينهما من علاقة وصِلَة عضوية لا تنفَكُّ؛ فالمال ضرورة لإعداد الجيوش، ولا يمكن الجهاد بغير المال؛ حتى إنه - أي الجهاد - قد يسقط عمن لا مال عنده يُجَهِّز به نفسه، أو لا يجد من يجهزه؛ كما جاء في قوله تعالى: ﴿ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [التوبة: 91 - 93].

والآيات الكريمة ترفع الحرج عن الضعفاء والمرضى والفقراء الذين لا يجدون مالاً يتجهزون به، بشرط أن يكونوا ناصحين لغيرهم، فلا يقولوا لهم: اقعدوا معنا، أو اقعدوا كما قعدْنَا.

هذا، وقد جاءت بقية أحكام الزكاة - كمصارف توزيعها ومستحقيها - بعد ذلك في سورة التوبة، وذلك حسب قاعدة التدرج في الأحكام؛ فقد بدأ الأمر بالمدح والترغيب والتهيؤ لقَبول الحُكم، ثم بيان المصارف في آخر مراحل التشريع.

ومن هنا فقد تبين أن فرض الزكاة كان من وسائل الإعداد للقتال (قبيل بدر).


[1] فتح الباري جزء 8، ص 164.

[2] فتح الباري جزء 6، ص 5.

[3] فتح الباري جزء 6، ص 36.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.26 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.83%)]