|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف تنجح في دعوتك إلى الله ؟ مالك فيصل الدندشي (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)[سورة فصلت 33]. الدعوة إلى الله -تعالى- عمل جليل وشريف، وهي مهمة الأنبياء والمرسلين أُمِرُوا بها، وقاموا بما كلفوا به أحسن قيام؛ ثم تابع مسيرتهم أهل العلم والعمل والتقوى من أتباعهم، وهي إعلاء لمقام الدعاة، وعز لهم حيث يبلغون رسالات ربهم إلى الناس ونحن المسلمين نقوم بهذا الواجب؛ لأننا ورثنا ميراث الأنبياء جميعا، حيث رسولنا خاتم النبيين ورسالته خاتمة الرسالات. (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ)[سورة الزخرف 44]. وإن من لم تصله دعوة الله -تعالى- يتحمل مسؤوليتها المسلمون جميعا، حتى يقوم فريق منهم بها. ولقد كتب الكثيرون في حقل الدعوة إلى الله مبينين وظيفة الداعية ومهمته، وما ينبغي أن يتحلى به من جميل الصفات وحسن المعاملة، كما أوضحوا ما الذي يجب أن يكون عليه من العلم والاطلاع. وإذا استعرضنا كتاب الله -تعالى-، وتاريخ الدعوة إلى الله، ومنهج الأنبياء في الدعوة إلى الله، و"تاريخ الأنبياء والمرسلين وعلاقاتهم مع أقوامهم" لتبين لنا أن كتاب الله أوضح لنا صفات من يُعرِضُون عن هدى الله جل في علاه. إن أهمها: الكبر، والظلم والجهل، والفسوق والطغيان والترف!! وحب الرياسة ... إلخ.. وفي هذا السياق فإني لن أخوض في تلك المسائل، ولكني أحب أن أركز على بعض الأبواب التي بها يستطيع الداعية أن يدخل إلى قلوب الناس، ويؤثر فيهم بإذن الله -تعالى-، أو بيان بعض أبواب نجاح الداعية: أولا: ينبغي أن يسعى الداعية -قبل أن يدعو من يدعو- إلى أن يزرع الثقة بينه وبينهم؛ وذلك يتم إذا أحسوا منه الصدق والاستقامة، وأنه لا يطلب أجرا منهم على عمله. فإذا وثقوا به سعى إلى الخطوة الأخرى، وهي: أن يوثق عرى محبتهم له؛ فالإنسان لا يقبل النصح إلا ممن يحب؛ ولذلك قال مشركو مكة: ما رأينا أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا. إن على الداعية أن يزهد بما في أيدي المدعوين وغيرهم: ((ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس))[رواه ابن ماجة وابن حبان، والبيهقي في الشعب، وغيرهم، وحسنة النووي، وحسنه الألباني]. فالزهد في الدنيا وهي بين يديك يشعر الآخرين أنك صادق في دعوتك. إن على الداعية أن يتجنب الغلظة في أسلوب دعوته، فحاله معهم كحال الطبيب مع مريضه، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه لا مناص من الرفق بالمدعو والتدرج معه، حتى لا ينفر منك، فأنت بين مفسدة ومصلحة تقدرهما بحسب خبرتك: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ)[سورة النحل125]. وعلى الداعية: أن يعلم أن إنكار المنكر له درجات يتعلق بالقاعدة السابقة تقدير المفسدة والمصلحة ثم تقدير ما يترتب عليه إنكار هذا المنكر، والتفريق بين درجات المنكرات وطبيعتها، وهذا يتطلب من الداعية معرفة فقه الأولويات والموازنات. ومن أبواب نجاح الداعية: اهتمام الداعية الزائد بأحوال المدعو، سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية، والسعي الحثيث ليكون قريبا منه يشعره أنه كهف منعش له، وحِجْرٌ دافئ إذا أوى إليه؛ فلقد جبلت النفوس على حب من أحسن إليها. الحديث في هذا يطول، ولعل الله أن يوفقني للزيادة فيه، أو التفصيل بما أوردته، وأن يفتح علي أبوابا أخرى أتطرق إليها، ولا ريب أني لم أستوف الموضوع حقه.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() كيف تنجح في دعوتك إلى الله(2).. مالك فيصل الدندشي في المقال الأول: كيف تنجح في دعوتك إلى الله ركزت على ما يلي: إن زراعة الثقة بين الداعية والمدعو، أمر لا مناص منه لمن أحب أن يؤثر فيمن يدعوه إلى الله تعالى. ثم إن هذه الثقة لا تثبت بينهما ما لم يستشعر المدعو أن الداعية صادق ومستقيم، وأنه لا يطلب منه أجرا! ثم يأتي من ثمرات هذه الثقة المحبة التي تربط بينهما، والتي من ثمراتها أن الداعية يزهد فيما عند المدعو وفي الحياة بشكل عام. كما ركز المقال السابق على تجنب أسلوب الغلظة والشدة في الدعوة، بل الرفق هو شعار الداعية، ومن ثمراته: التدرج في الدعوة ومراعاة الأحوال والمقامات. وإن الاهتمام الزائد بالمدعو من كافة النواحي – الاجتماعية والاقتصادية والنفسية – يُسَرِّعُ في عملية الاستجابة منه بما يلقيه الداعية عليه. تلكم أبرز ما جاء في المقال السابق، وفي هذا المقال سأركز على عدة نقاط إن أخذ بها الداعية نجح في دعوته إلى الله إن شاء الله تعالى. من عوامل نجاح الداعية مراقبته نفسه، وسلوكه، وأخلاقه، وحركته ونمط حياته، واهتماماته، واستشرافاته - في كل شيء لتطابق ما يدعو الناس إليه. فكيف يثق الناس بداعية يخالف قوله فعله وحياته؟! وإن من أسباب نجاح الداعية في دعوته – بعد توفيق الله له وإخلاصه النية للحق تبارك وتعالى – العلم والفهم والاطلاع على الواسع على الثقافة الإسلامية، والواقع الذي يعيش فيه (فقه الواقع)، فبدون العلم لا ترشد الحركة ولا تخلص النية، وبدون فهم لما يتعلمه لا يحسن الداعية وضع الشواهد والأدلة في موضعها، وبالعلم والفهم والاطلاع يعرف المسائل التي جاز الاختلاف فيها والتوسع في طرحها، ثم يفهم أن هناك مدارس فقهية بينها مشتركات كثيرة – لا أتحدث هنا عن أصول الدين وتفريعاته – وبينها اختلافات في فروع الفروع تدخل فيما يسمى اختلاف التنوع، وهذا يساعد الداعية الذي يدعو في مجتمعات إسلامية تنتمي إلى مدارس فقهية لا ينتمي إليها الداعية، ـ أو في بيئة الداعية نفسها ـ على تجاوز كثير من العقبات بالحكمة والموعظة الحسنة التي أمرنا أن نأخذ بها. ومن الأسباب أيضا الثبات على الحق والصبر والتحمل: إن الدعوة إلى الله ليست أرضا مفروشة بالورود والرياحين في كل الأوقات؛ فالداعية قد يتعرض لضغوط من هنا أو هناك، وقد يواجه مشكلات ممن يدعوهم، ففي هذا الحال لا بد من الصبر والتحمل والثبات على الحق ولذلك جاء في سورة العصر - تعقيبا على بيان أهمية الإيمان والعمل الصالح - التشديدُ على التواصي بالحق والصبر، ولقد كان السلف الصالح يتلو بعضهم على بعض هذه السورة لما فيها من إرشاد وتوجيه طيب. وفي هذه الأيام – على وجه الخصوص – الدعاة إلى الله الصادقون الصالحون المخلصون الراسخون في كل شيء، يلزمهم الأخذ بهذه النصيحة حتى لا يسقطوا كما سقط الكثيرون تحت ضغوط ومصالح شخصية أو حزبية أو سلطوية. فهناك جهات لا تريد أن يتصدر الدعاة العاملون المخلصون المشهد، فيعملون على إغرائهم – فتنة الدنيا – وإغوائهم (فتنة الشيطان وحب الزعامة والرياسة) أو تهديدهم – فتنة التعذيب والسجن – كل ذلك ليخلو الجو للظلمة والمتجبرين ودعاة السوء – ليخلو لهم الجو فيعيثوا في الأرض مع أسيادهم فسادا ودمارا. فليحذر الدعاة من هذه الفتن ومن الوقيعة بهم، وعليهم ألا يؤتى الإسلام من قبلهم. ومن عوامل نجاح الداعية في دعوته أن يستشعر المدعوون أن الدعوة عند من يدعوهم إلى الله هي أغلى وأنفس عنده من كل متاع الدنيا وزينتها وزخرفها، ولنا في قصة عبد الله بن حذافة مع ملك الروم خير شاهد على هذا؛ وإن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان أشعروا الخلق أن دينهم أغلى عندهم من الوَرِق والذهب، وأنهم مستعدون للتضحية من أجل مبادئهم بأغلى ما يملكون، فوثق الناس بهم فدخلوا في دين الله أفواجا. ألم يقل قدوتهم لقريش (صلى الله عليه وسلم) – حينما جاؤوا إلى عمه يطلبون منه أن يمنع ابن أخيه من الجهر بالدعوة – قال لعمه: (والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر، ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه!)هذا الحديث بهذا اللفظ، رواه ابن اسحاق في سيرته والطبرى والبيهقي فى الدلائل بإسناد منقطع؛ ولذلك ضعفه العلماء، ولكن رواه: البخاري في التاريخ، والطبراني في الكبير، وأبو يعلى، والحاكم والبيهقي في الدلائل بلفظ: "ما أنا بأقدر أن أدع ذلك منكم أن تشعلوا منها (يعني: الشمس) شعلة" وحسنه ابن حجر في المطالب العالية، والألباني في الصحيحة. ومن عوامل النجاح ألا تكون تصرفات الداعية ردود أفعال للواقع الذي يعيش فيه أو سلوكا استفزازيا لما يتعرض له؛ بل عليه لزوم الحكمة والتعقل وتقليب الأمور ووزنها بميزان الشرع لا الهوى؛ فهناك جهات خبيثة تستفز الدعاة ببعض المكائد التي يكيدونها كي يجروا الدعاة إلى معارك جانبية تلعب بها حظوظ النفس والشهوة الخفية؛ لذلك عليهم أن يتنبهوا لهذا الكيد الخفيّ. ومن عوامل نجاح الداعية: عدم التعالي على الخلق، وعدم التكبر بالعلم، ويجب التحلي بالتواضع، وعدم التسرع في إصدار الرأي أو الفتوى فيما يعرض عليه من وقائع مدبرة له؛ كي يهزوا بها شخصيته أمام المدعوين أو الناس عموما؛ فقد يطلبون منه فتوى لأمر ما، أو إعطاء حكم في مسألة أو مشاركة في ندوة أو حوار أو بيان رأيه في شخصية أو جماعة أو.. أو.. أو..، فيتعجل الإجابة دون ترو أو مشورة، فيقع في حرج، أو فيما لا ينبغي أن يقع فيه، والهدف من هذا : هو توريط الدعاة في مسائل ليست من صناعتهم، ولا هي ممن شاركوا في وجودها أو دعوا إليها، ولا علاقة لهم بها من قريب أو بعيد؛ فيتكلمون عنها بدون دراسة وافية شافية! فإذا هم يقعون في مصائد الخبثاء، فينشرون كلام الدعاة، ويشهرون بها حتى تضعف شخصياتهم أما المدعوين، فيوصفون بالجهل والتخبط والعجز وعدم الكفاءة والكفاية. فحذار من كل هذا. إن عوامل النجاح والفشل كثيرة ولقد تعرضت إلى أهم – ما أعتقد أنه المهم – العوامل، ولا أدعي أني أتيت على كل شيء، ولعل قابل الأيام يفتح الله لي من نفحاته ما يجعلني أتطرق إلى الجديد في هذا المجال. ألا وإن الدعوة إلى الله تعالى لمن أنفس الأعمال وأجلها وأمتعها، وإن كان في بعض دروبها من المحن والابتلاءات ما يهد الرواس. اللهم إنا نسألك الثبات والصبر على الحق، وأن ترزقنا علما نافعا وعملا صالحا ونية خالصة لوجهك الكريم وأن تدفع عنا كيد الأعداء والحمد لله رب العالمين. ((يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)) آل عمران 200الآية. كيف تنجح في دعوتك إلى الله(2).. مالك فيصل الدندشي ![]()
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |