الفوائد الأولية من حديث الرحمة المسلسل بالأولية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 869 - عددالزوار : 119234 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024259 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301509 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40250 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 367118 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-01-2020, 02:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,245
الدولة : Egypt
افتراضي الفوائد الأولية من حديث الرحمة المسلسل بالأولية

الفوائد الأولية من حديث الرحمة المسلسل بالأولية
مالك بن محمد بن أحمد أبو دية


الحمد لله رب العالمين كثيرًا كما هو أهله، وكما ينبغي لجلال وجهه، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ أما بعد:

فهذه عشر فوائد من حديث الرحمة المسلسل بالأولية، والذي رواه عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء))؛ [والحديث رواه أحمد في مسنده (٦٤٩٤)، وأبو داود في جامعه (٤٩٤١) وسكت عنه - وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح - والترمذي في سننه (١٩٢٤) وقال: حسن صحيح، وقال ابن حجر في الإمتاع (١/ ٦٢): حسن، وقال في الفتح (٣/ ١٨٨): ثابت، وقال السخاوي في البلدانيات (٤٧): حسن بل صححه غير واحد، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٩٢٥) وقال: رجاله ثقات، وصححه شعيب الأرنؤوط في تخريج سير أعلام النبلاء (١٧/ ٦٥٦) وقال: فيه أبو قابوس مقبول في المتابعات، وقد تُوبع عليه وباقي رجاله ثقات، وصححه غير واحد من الأئمة، وله شاهد].



أسأل الله أن ينفع بها، وهو الهادي إلى سواء السبيل.



الفائدة الأولى: هذا الحديث فيه إثبات العلو لله جل وعلا؛ فالله تعالى في السماء، والسماء: العلو؛ ولذلك أخرج الذهبي هذا الحديث في كتابه: [العلو، (١٨)].



قال الله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [الحج: 62]، وقال سبحانه: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]، وقال سبحانه: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ﴾ [الرعد: 9]، وقال سبحانه: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، وقال سبحانه: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ﴾ [الأنعام: 18]، فله سبحانه وتعالى العلو المطلق من جميع الوجوه، فله علو الذات، وعلو الصفات، وعلو القدر، وعلو القهر.



الفائدة الثانية: أنه مع علوه سبحانه وتعالى على خلقه، يراهم ويسمع كلامهم ويعلم أحوالهم، فهو معهم بعلمه وإحاطته مع علو ذاته؛ كما قال سبحانه: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [الحديد: 4]، ثم إن هناك معيته الخاصة لأوليائه المؤمنين؛ وهي كقوله تعالى لموسى وهارون: ﴿ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾ [طه: 46]، وقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128]، وقد اجتمعت المعيتان معًا لأوليائه الرحماء؛ فهو سبحانه معهم بعلمه، يعلم ما في قلوبهم من الرحمة والشفقة على الخلق، ويرى أعمالهم الدالة على ذلك، فكان معهم برحمته وإحسانه، ولطفه وبره، ونصره وتأييده.



الفائدة الثالثة: فيه إثبات صفة الرحمة، واسم الله (الرحمن)؛ قال ابن القيم رحمه الله في (الفوائد): "واسم الله (الرحمن) متضمن لصفات الإحسان والجود والبر"؛ [انظر: الفوائد لابن القيم، ص: ٢٦].



والإيمان بأسماء الله وصفاته يتضمن أربعة أمور:

أولها: فهمها ومعرفة معناها ومقتضاها.

وثانيها: الاعتراف بها وإثباتها بلا تكييف ولا تمثيل، ولا تعطيل ولا تحريف.

وثالثها: التعبد لله تعالى بها.

ورابعها: العمل بمقتضاها.



وهذا توحيد الأنبياء والمرسلين؛ ومنه دعاء أيوب عليه السلام: ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 83]، فإنه عليه السلام عرف معنى رحمة الله تعالى واعترف بها ودعاه مقرًّا له بذلك، مظهرًا فقره وحاجته، فاستجاب الله له.



قال الله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 180].



"والتعبد لله تعالى باسمه (الرحمن) يكون برحمةِ كل مَن قدرت على رحمته، بأنواع ما تقدر عليه من الرأفة والرحمة، حتى تنتهيَ رحمتك إلى الذَّرِّ والذباب والبهائم، ففي كل كبد رطبة أجر"؛ [انظر: موسوعة فقه القلوب للتويجري، ١/ ٤٠٣].



الفائدة الرابعة: فيه الدلالة على أن الجزاء من جنس العمل، وعلى أن فضل الله يُنال ويُدرك بأسباب مشروعة، وهذه قواعد دلت عليها نصوص كثيرة من الوحي؛ منها:

قول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ [محمد: 17]، وقوله: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]، وقوله: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8]، وقوله: ﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ﴾ [النساء: 123]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك))؛ [رواه الترمذي: (٢٥١٦)، وصححه الألباني في صحيح الجامع: (٢٩٥٢)]، وقوله في حديث أبي هريرة: ((من نفَّس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسِرٍ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه...))؛ الحديث؛ [رواه مسلم: (٢٦٩٩)].



ومن ذلك حصول رحمة الله تعالى للعبد، فقد جعل الله لحصولها أسبابًا مشروعة؛ منها: الاستغفار، والدعاء وسؤال الله رحمته، والاستماع والإنصات إلى القرآن، وتحقيق مرتبة الإحسان وهي عبادة الله على مقام المشاهدة أو المراقبة، ومنها رحمة الخلق والإحسان إليهم، وغير ذلك مما دل عليه الوحي.



الفائدة الخامسة: يُستنبَط من هذا الحديث بمفهوم المخالفة أن من لا يرحم لا يرحمه الله؛ ومن الأدلة على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنه من لا يرحم لا يُرحَم))؛ [رواه البخاري: (٥٩٩٧)، ومسلم: (٢٣١٨)].



قال الذهبي في (العلو): "حديث أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن جرير: سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من لم يرحم من في الأرض لم يرحمه من في السماء))، قال الذهبي: رجاله ثقات"؛ [رواه الذهبي في العلو: (١٩)، وقال: رجاله ثقات].



الفائدة السادسة: فيه عموم الأمر بالرحمة لسائر من في الأرض، ويتضح هذا جليًّا في الأمر بالإحسان حتى في القتل والذبح للحيوان، ولا عجب ودين الإسلام دين الرحمة والسماحة، فقد بُعث رسولنا صلى الله عليه وسلم بالحنيفية السمحة؛ وقال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].



الفائدة السابعة: فيه الإشارة إلى رحمة النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث أراد من المؤمنين رحمة الخلق، وأراد حصول رحمة الله لهم برحمتهم للخلق، فأمرهم بالرحمة، ودلهم على سبيل تحصيلها، ولا عجب فهو نبي الرحمة الرؤوف الرحيم، الحريص على المؤمنين؛ كما قال تعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].



الفائدة الثامنة: صفة الرحمة لله تعالى هي صفة كمال لائقة بذاته جل جلاله كسائر صفاته العلى، وليست كرحمة المخلوقين التي يعتريها النقص والعجز والضعف؛ بسبب نقصهم وعجزهم وضعفهم، فلأن الله تعالى له الكمال المطلق؛ كانت له الرحمة الكاملة التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه، والضابط في سائر صفاته سبحانه قوله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، وقوله: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 4].



الفائدة التاسعة: لو قال قائل: ألا ينافي الأمرَ بالرحمة الأمرُ بإقامة الحدود وما شابه ذلك؟

لكان الجواب: إن إقامة الحدود عينُ رحمة الله للمعاقب بكفِّه عن التمادي فلا يزداد إثمًا، ثم هو كفارة له ورحمة، فضلًا عن رحمة الله للخلق بكفِّ المزيد من الشر عنهم وهو ظاهر.



كما أنه لا يُحَدُّ مذنب، ولا يُقتل مستحق للقصاص، إلا على أكمل الأحوال من الرحمة والإحسان؛ إذ لا تمثيل، ولا تعذيب، بل لا توبيخ حتى ولا سب، كما أنه لا عبرة في إقامة الحدود بشبهة تهمة؛ فالحدود تُدرأ بالشبهات.




الفائدة العاشرة: في هذا الحديث إثبات أن للسماء أهلين وعُمَّارًا، كما أن للأرض أهلين وعمارًا؛ فقد جاء في بعض رواياته: ((يرحمكم أهل السماء))، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أحب الله عبدًا نادى جبريل: إن الله يحب فلانًا فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يُوضع له القَبولُ في أهل الأرض))؛ [رواه البخاري: (٦٠٤٠)، ومسلم: (٢٦٣٧)].




تمت، والحمد لله رب العالمين.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.05 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.05%)]