دور الابتسامة في الدعوة إلى الله تعالى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127018 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20-12-2019, 04:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي دور الابتسامة في الدعوة إلى الله تعالى

دور الابتسامة في الدعوة إلى الله تعالى


د. محمد ويلالي


الابتسامة الدعوية: كلمة معروف بدون حروف.


قال في "لسان العرب": "بَسَمَ يَبْسِم بَسْمًا، وابْتَسَمَ وتَبَسَّم، وهو أَقلُّ الضَّحِك وأَحَسنُه، وفي التنزيل: ﴿ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا ﴾ [النمل: 19]، قال الزجاج: التَّبَسُّم أكثرُ ضَحِك الأَنبياءِ - عليهم الصلاة والسلام، وقال الليث: "وامرأَة بَسَّامةٌ ورَجُل بَسَّامٌ".



أنواع الابتسامة:

ذكَر الباحثون أنَّ هناك 18 نوعًا مِن الابتسامة، من بينها:

الغامضة، الخجْلَى، المنافِقة، والقلقة، الساخِرة / الفوقية، القاسية، المصطنعة / الزائفة.



كما أنَّ الابتسامة تحتوي مجازًا على ألوانٍ، فهناك الابتسامةُ البيضاء (الصادقة)، والصفراء (الزائفة)، والسوداء (اليائِسة)، وغيرها.



وهناك نوعٌ واحد فقط حقيقي ودافِئ هو الابتسامة "الصادقة".



ويُقرِّر الخبراءُ أنَّ الابتسامة الزائفة هي الأكثرُ شيوعًا بين الناس.



والابتسامة الصادِقة منها ابتسامة الحَنان، والتعجُّب، والغضَب.



ونُريد نوعًا مِن هذه الابتسامات، وهي الصادِقة، ذات المقصِد الدعوي، وهي التي تَميَّز بها النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقد بَوَّب البخاريُّ في صحيحه: "باب التبسُّم والضَّحِك"، وذكَر الإمام مسلِمٌ في صحيحه أحاديثَ بوَّب لها الإمامُ النوويُّ، فقال في كتاب الفضائل: "باب تبسُّمه وحُسْن عشرته"، وبوَّب الشيخُ الغماري الأحاديثَ التي فيها ضحِك النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - حتى بدَتْ نواجِذُه، في مؤلَّف سماه: "شوارق الأنوار المنيفة، بظهور النواجِذ الشريفة".



للابتسامة تأثيرُها الكبير في الشخص الذي يَبْتسِم، وفي الآخَرين؛ فقد أَثبتتِ البحوثُ العِلمية أنَّ التعبير عن انفعالٍ ما، يمكن أن يُولِّد لدَى الشخص الآخَر الإحساسَ بالانفعال نفسِه، وقد توصَّلتْ دراسة أخرى قام بها عددٌ مِن علماء النفس والاجتماع الأمريكيِّين إلى أنَّ الابتسامة سببٌ مِن أسباب النجاح والسعادة؛ حيث تبيَّن أنَّ الشخص الذي يبتسِم دائمًا هو أكثرُ الأشخاص جاذبيةً وقدرةً على إقناعِ الناس، وهو أكثرُهم ثِقةً بنفسه.



وبعضُ الدراسات ذهبتْ إلى أنَّه عندما تبتسِم في وجه شخصٍ ما، فإنَّ موجاتٍ كهرومغناطيسية إيجابية ذات ذبذبات معيَّنة تَنطلِق منك - دون أن تشعُر - في اتِّجاه ذلك الشخص، وتتوقَّف كمية تلك الموجات على طريقةِ تبسُّمك وترحيبك به، وقوَّة مشاعرك الداخلية، ومدَى تركيزِ نظرتك إليه، وتعتمد على العباراتِ والكلمات المصاحِبة لتلك الابتسامة، فإذا كان ذلك الشخصُ يحمل في نفسِه شيئًا ما مِن ناحيتك، كالحِقد أو البغض، فإنَّك بتبسُّمك في وجهِه بالطريقة السليمة؛ تكون قد حقَّقت الآتي:

قَوَّيْتَ هالتَك وحمَيتَ نفْسك من الموجاتِ السلبية التي يُوجِّهها إليك.



أثَّرت في موجاتِه السلبية؛ لهذا ستقترب موجاتُه مِن موجاتك الإيجابية، فتتحقَّق الأُلفة والمحبَّة.



ولعلَّ هذا مِن الأسرارِ التي جعَلتْ أكثرَ ضحِك النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - تبسُّمًا؛ تقول عائشةُ - رضي الله عنها -: ((ما رأيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ضاحِكًا حتى أرَى منه لَهَواتِه، إنما كان يبتسَّم))؛ متفق عليه.



وعن عبدالله بن الحارثِ بن جَزْءٍ، قال: "ما كان ضَحِكُ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلا تبسُّمًا"؛ صحيح، الترمذي.



ولعلَّ هذا - أيضًا - مِنَ الأسرار التي جعَلتِ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كثيرَ التبسُّم؛ فعن عبدِالله بن الحارث بن جَزْءٍ أيضًا - رضي الله عنه -: أنَّه قال: "ما رأيتُ أحدًا أكثرَ تبسُّمًا مِن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم"؛ صحيح الترمذي.



يقول جريرٌ بن عبدالله البجلي: "ما حَجَبني النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - منذ أسلمت، ولا رَآني إلا تبسَّم في وجْهي"؛ متفق عليه.



وكان لا يرَى غضاضةً في أن يبتسِم مع صحابته وهم يتحدَّثون في أمورهم؛ فعن سِمَاك بن حَرْب، قال: قلتُ لجابر بن سَمُرة: أكنتَ تُجالِس رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم؟ قال: "نَعمْ، كثيرًا، كان لا يقوم مِن مصلاَّه الذي يُصلِّي فيه الصبحَ حتى تطلعَ الشمس، فإذا طلعتْ قام، وكانوا يتحدَّثون، فيأخذون في أمرِ الجاهلية، فيَضْحَكون، ويبتسِم"؛ رواه مسلم.





ضَحِكَتْ لَكَ الأَيَّامُ يَا عَلَمَ الْهُدَى

وَاسْتَبْشَرَتْ بِقُدُومِكَ الْأَعْوَامُ




وَتَوَقَّفَ التَّارِيخُ عِنْدَكَ مُذْعِنًا

تُمْلِي عَلَيْهِ وَصَحْبُكَ الأَقْلامُ




اضْحَكْ لِأَنَّكَ جِئْتَ بُشْرَى لِلْوَرَى

فِي رَاحَتَيْكَ السِّلْمُ وَالإِسْلامُ




اضْحَكْ فَبعْثَتُكَ الصُّعُودُ وَفَجْرُهَا

مِيلاَدُ جِيلٍ مَا عَلَيْهِ ظَلامُ







وكان يحثُّ صحابتَه على الابتسامة؛ لما يعرِف لها من سِحر في الأخْذ بألْباب السامع، فعن جابر بن سُلَيْم الْهُجَيْمِىِّ - رضي الله عنه - قال: قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّه، إنَّا قومٌ مِن أهل البادية، فعَلِّمْنا شيئًا ينفعنا الله - تبارك وتعالى - به، قال: ((لا تَحْقِرنَّ مِن المعروف شيئًا، ولو أن تُفرِغ مِن دلوكَ في إناءِ المستسقي، ولو أن تُكلِّم أخاك ووجهُك إليه منبسِطٌ))؛ رواه أحمد، وهو في صحيح الترغيب.



وفي صحيح مسلِمٍ عن أبي ذرٍّ - رضي الله عنه - قال: قال لي النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تحقرنَّ مِن المعروف شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاكَ بوجهٍ طَلْق)).



قال الغزاليُّ - رحمه الله -:

"فيه - أي: هذا الحديث - ردٌّ على كلِّ عالِم أو عابدٍ عبس وجهه، وقَطَّب جبينه كأنَّه مستقذِرٌ للناس، أو غضبان عليهم، أو مُنزَّه عنهم، ولا يَعلم المسكينُ أنَّ الورَعَ ليس في الجَبْهة حتى تُقطَّب، ولا في الخَدِّ حتى يُصعَّر، ولا في الظهر حتى يَنْحَني، ولا في الرَّقبة حتى تُطاطَأ، ولا في الذَّيْل حتى يُضم، إنَّما الورع في القَلْب، أمَّا الذي تلْقاه ببِشْرٍ ويلقاك بعبوس، يَمُنُّ عليك بعِلْمه، فلا أكْثرَ اللهُ في المسلمين مِثلَه، ولو كان الله يَرْضَى بذلك، ما قال لنبيِّه: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 215].



وأوصى ابن عمر - رضي الله عنه - ابنَه فقال:



بُنَيَّ إِنَّ البِرَّ شَيْءٌ هَيِّنٌ

وَجْهٌ طَلِيقٌ وَكَلاَمٌ لَيِّنٌ







قال حبيب بن ثابت: "مِن حُسْن خُلُق الرجل، أن يُحدِّث صاحبَه وهو مُقْبِل عليه بوجِهه".






الْقَ بِالبِشْرِ مَنْ لَقِيتَ مِنَ النَّا

سِ جَمِيعًا وَلاَقِهِمْ بِالطَّلاَقَهْ




تَجْنِ مِنْهُمْ جَنْيَ ثِمَارٍ فَخُذْهَا

طَيِّبًا طَعْمُهُ لَذِيذ المَذَاقَهْ







وإنَّ الابتسامةَ لتفعل في المدعوِّ - أحيانًا - ما لا يفعله ألْفُ كِتاب، ولا ألْف خِطاب؛ فعن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال: كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُقبِل بوجهِه وحديثه على أشرِّ القوم يتألَّفهم بذلك، فكان يُقبِل بوجهه وحديثه عليَّ، حتى ظننتُ أني خيرُ القوم، فقلتُ: يا رسولَ الله، أنا خيرٌ أو أبو بكر؟ قال: ((أبو بكر))، فقلت: يا رسولَ الله، أنا خيرٌ أو عمر؟ قال: ((عمر))، فقلت: يا رسولَ الله، أنا خيرٌ أو عثمان؟ قال: ((عثمان))، فلمَّا سألتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فصَدَقني، فلوددتُ أني لم أكُنْ سألتُه"؛ حسَّنه في "مختصر الشمائل".



وعن عمرِو بن العاص - أيضًا -: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعثَه على جيشِ ذات السلاسل، قال: فأتيتُه فقلتُ: أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال: ((عائشة))، قلت: مِن الرِّجال؟ قال: ((أبوها))، قلت: ثُمَّ مَن؟ قال: ((ثُم عُمر))، قلت: ثم مَن؟ قال: ((فعدَّ رِجالاً))؛ متفق عليه.



وصَدَق ابنُ عيينة - رحمه الله - إذ قال: "البشاشة مصيدةُ القلوب".



وكان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يبتسِم حتى في حالةِ الغضَب، فمَع شِدَّة عتابه - صلَّى الله عليه وسلَّم - للذين تخلَّفوا عن غزوة تبوك، لم تَغِبْ هذه الابتسامة عنه وهو يسمعُ منهم؛ يقول كعبٌ - رضي الله عنه - بعد أنْ ذَكَر اعتذارَ المخلَّفين: "فجئتُه، فلمَّا سلَّمتُ عليه تبسَّم تَبسُّمَ المُغْضَب، ثم قال: ((تعال))، فجئتُ أمْشي حتى جلستُ بين يديه"؛ متفق عليه.



بل وهو يُودِّع الدنيا - صلَّى الله عليه وسلَّم - يبتسِم، يقول أنس - رضي الله عنه -: "بَينما المسلِمون في صلاةِ الفَجْر مِن يوم الاثنين، وأبو بكر يُصلِّي بهم، لم يفجأْهم إلا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد كشَف سِترَ حُجرة عائشة، فنظَر إليهم وهُم في صفوفِ الصلاة، ثم تبسَّم يَضْحَك"؛ متفق عليه.



ومِن ثَمَّ، وجَب أن تكون الابتسامة سلاحَ الداعية إلى الله - تعالى - الذي لا يُفَلُّ، والصاحِب الذي لا يُمَلُّ.



يقول الشيخ ابنُ عُثيمين - رحمه الله -:

"وإلى جانبِ وقارِه - أي: الداعية - فيَنبغي أن يكون واسعَ الصَّدْر، منبسطَ الوجه، ليِّنَ الجانب، يأْلَف الناس ويألفونه؛ حتى لا ينفضوا مِن حوله، فكم مِن سَعةِ صدرٍ وبساطة وجهٍ ولِين أدخلتْ في دينِ الله أفواجًا من الناس".





وَرَحَّبَ النَّاسُ بِالْإِسْلاَمِ حَينَ رَأَوْا

أَنَّ الْإِخَاءَ وَأَنَّ العَدْلَ مَعْزَاهُ







وللموضوع تتمة
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 79.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 78.10 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.15%)]