تميز ولا تفتخر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121663 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كيف ننشئ أولادنا على حب كتاب الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          قصة سيدنا موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-10-2019, 01:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي تميز ولا تفتخر

تميز ولا تفتخر


أيمن الشعبان



نتيجة التنافس والتطور التقني والتكنولوجي، وتغير متطلبات الحياة وتعقيداتها، وتزاحم المهام وتداخلها وضيق الوقت؛ لم يعد معيار ومقياس تقدم ورقي عمل الفرد أو المؤسسة، مبنيا على الجودة والكفاءة والتحسين المستمر، بل لابد من التميز في الأداء والإبداع في التميز والمهارات، وكما قيل: إما أن تتقدم للإمام وإلا سحقك الآخرون!

تكاد تكون مصطلحات التميز والإبداع وتنمية المهارات، وتطوير الذات وتقديم الأولويات؛ الأكثر انتشارا واهتماما وتركيزا، لما لها من الانعكاس الإيجابي على الارتقاء وديمومة التنافس واستمرارية التفوق والصدارة على الفرد والمؤسسات المتنوعة.

الحاجة إلى التميز والإبداع، في العمل والسلوك والبرامج والإدارة بل حتى الأفكار؛ تبدأ من الطفل والطالب بمختلف مراحله، لتشمل الموظف والمدير والمسؤول، حتى تصل إمام المسجد والخطيب والداعية وطالب العلم بل والعالم، لتعم المؤسسات الخيرية والدعوية والبحثية والإعلامية والسياسية والأكاديمية وغيرها.

من أعظم التحديات التي تواجه بيئة وأجواء المتميز في أداءه ومواهبه وإبداعاته ومهاراته وأفكاره؛ بل تنعكس سلبا على المؤسسة من حيث بركة الأعمال وثمرة الجهود وديمومة التقدم والرقي؛ التفاخر المذموم والانتقاص من أعمال الآخرين، والاغترار بالطاعات والمنجزات- الخيرية والإغاثية والدعوية-، والتعالي على غيره وغمط الناس!
هنالك فخر جائز وسائغ، حينما يتحدث الإنسان عن منجزاته وبرامجه وأنشطته، في تقرير أو توثيق أو إعلام وإخبار لمصلحة شرعية، بل حتى حديث الفرد بطريقة عفوية دون قصد للتعالي أو الترفع والرياء والغرور! ويدل لذلك قوله تعالى عن يوسف عليه السلام {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}.

أكد عليه الصلاة والسلام هذه الحقيقة، في سيرته وحياته بل في أقواله، عند ذكره بعض خصائصه ومميزاته عليه الصلاة والسلام على غيره، لتكون قاعدة في حياتنا ونبراسا نهتدي بها.

وَقَدْ نَفَى نَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ نَفْسِهِ أَنْ يَذْكُرَ الْفَضَائِلَ الَّتِي خَصَّهُ اللَّهُ بِهَا فَخْرًا، بَلْ شُكْرًا لِأَنْعُمِهِ،

قال عليه الصلاة والسلام: «أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ ولا فخرَ وأنا أولُ من تنشقُّ عنه الأرضُ يومَ القيامةِ ولا فخرَ وأنا أولُ شافعٍ وأولُ مُشفَّعٍ ولا فخرَ ولواءُ الحمدِ بيدي يومَ القيامةِ ولا فخرَ» )، أَيْ: لَا أَقُولُ تَبَجُّحًا، وَلَكِنْ شُكْرًا لِلَّهِ وَتَحَدُّثًا بِنِعْمَتِهِ.
وهذا أبو بكر رضي الله عنه، أول خليفة للمسلمين وخير الخلق بعد الأنبياء، يقول على المنبر: فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني.

وعمر رضي الله عنه وأرضاه فاروق الأمة، كان يحكم من مصر إلى السند، وفتح في عهده أكثر من ألفين مدينة وقرية وإقليم، ذهب لتسلم مفاتيح بيت المقدس مع خادمه وراحلة واحدة، ولم يتعالى أو يترفع، وكان رضي الله عنه وأرضاه يتعاهد بعض الأرامل فيسقي لهن الماء، كما في قصة العجوز العمياء ولا تعرفه ولا يعرف به أحد!
جاء ذكر الفخر في القرآن الكريم في خمسة مواضع، كلها جاءت في مقام الذم، مع اقترانها بصفات غير محمودة كالفرح والاختيال، {والله لا يحب كل مختال فخور }.[5]
وأيضا السنة النبوية الصحيحة مليئة بالتحذير من هذا الخُلُق الذميم، من ذلم قوله عليه الصلاة والسلام: «إنَّ اللهَ أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخرَ أحدٌ على أحدٍ، ولا يبغي أحدٌ على أحدٍ».

مهما تميزت فلا تشعر نفسك ومن حولك بأنك أتيت بما لم يأت به الأوائل، قال عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ لا يَرْفَعَ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا إِلا وَضَعَهُ».

قال ابن حجر في فتح الباري: فِيهِ إِشَارَةً إِلَى الْحَثِّ عَلَى عَدَمِ التَّرَفُّعِ وَالْحَثِّ عَلَى التَّوَاضُعِ وَالْإِعْلَامِ بِأَنَّ أُمُورَ الدُّنْيَا نَاقِصَةٌ غَيْرُ كَامِلَة.
قَالَ الطَّبَرِيُّ فِي التَّوَاضُعِ مَصْلَحَةُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا فَإِنَّ النَّاسَ لَوِ اسْتَعْمَلُوهُ فِي الدُّنْيَا لَزَالَتْ بَيْنَهُمُ الشَّحْنَاءُ وَلَاسْتَرَاحُو ا مِنْ تَعَبِ الْمُبَاهَاةِ وَالْمُفَاخَرَة ِ.
وكَانَ مِنْ دُعَاءِ الْخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي عِنْدَكَ مِنْ أَرْفَعِ خَلْقِكَ، وَاجْعَلْنِي فِي نَفْسِي مِنْ أَوْضَعِ خَلْقِكَ، وَاجْعَلْنِي عِنْدَ النَّاسِ مِنْ أَوْسَطِ خَلْقِكَ.
المتميز ما وصل لهذا النجاح والتألق، في عمله وبرامجه، إلا إذا كان تفكيره وأداءه وسلوكه وهمته راقية، فلا تفسد ذلك بالتعالي والاغترار!
التميز والارتقاء والتألق والإبداع، إذا صاحبه اغترار واستكبار، فكأنك لم تتميز
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.49 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]