|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ثمرات من حياة نبينا صلى الله عليه وسلم الشيخ صلاح نجيب الدق الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، وجعل أمتنا خير أمة، وبعث فينا رسولًا منا يتلو علينا آياته، ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي أرسله ربه شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا؛ أما بعد: فهذه بعض الثمرات المباركة من حياة نبينا صلى الله عليه وسلم: 1- طهارة قلب نبينا صلى الله عليه وسلم: روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصَرَعه - ألقاه على الأرض - فشقَّ عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طَستٍ من ذهب بماء زمزم، ثم لأَمَهُ، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعَون إلى أمه؛ يعني: ظِئره - وهي المرضعة - فقالوا: إن محمدًا قد قُتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون - متغير اللون من الفزع - قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المِخْيَطِ في صدره))؛ رواه مسلم، حديث (162). 2- ألم يجدك يتيمًا فآوى؟ قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ [الضحى: 1 - 11]. 3- رسول من أنفسكم: قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]؛ قال الحسين بن الفضل رحمه الله: "لم يجمع الله لأحد من الأنبياء اسمين من أسمائه إلا للنبي محمد؛ فإنه قال: ﴿ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]، وقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحج: 65]"؛ (تفسير القرطبي، ج: 8، ص: 302). 4- صفة خطبة نبينا صلى الله عليه وسلم: روى مسلم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب، احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذرُ جيشٍ يقول: صبَّحكم ومسَّاكم، ويقول: بُعثتُ أنا والساعة كهاتين، ويقرن بين إصبعيه: السبابة والوسطى، ويقول: أما بعد؛ فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، ثم يقول: أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك مالًا فلأهله، ومن ترك دَينًا أو ضَياعًا، فإليَّ وعليَّ))؛ مسلم، حديث (867). 5- زهد النبي صلى الله عليه وسلم: روى الشيخان عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعروة: ((ابن أختي، كنا لننظر إلى الهلال، ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين، وما أُوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، فقلت: يا خالة، ما كان يُعِيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار، كانت لهم منائح، وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانهم، فيسقينا))؛ البخاري، حديث (2567)، مسلم، حديث (2972). 6- وفاء نبينا صلى الله عليه وسلم: روى مسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: ((ما منعني أن أشهد بدرًا إلا أني خرجت أنا وأبي حسيل، فأخذنا كفار قريش، قالوا: إنكم تريدون محمدًا، فقلنا: ما نريده، ما نريد إلا المدينة، فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة، ولا نقاتل معه، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرناه الخبر، فقال: انصرفا، نَفِي لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم))؛ مسلم، حديث (1787). روى أبو داود عن أبي رافع رضي الله عنه قال: ((بعثتني قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أُلقي في قلبي الإسلام، فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني والله لا أرجع إليهم أبدًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لا أخيس - أنقض - بالعهد ولا أحبس البُرُدَ - حامل الرسالة - ولكن ارجع، فإن كان في نفسك الذي في نفسك الآن، فارجع، قال: فذهبت، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت))؛ حديث صحيح، صحيح أبي داود للألباني، حديث (2396). 7- صفة نوم واستيقاظ نبينا صلى الله عليه وسلم: روى مسلم عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه قال: ((اللهم باسمك أحيا، وباسمك أموت، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النشور))؛ مسلم، حديث (2711). روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، ثم نفث فيهما فقرأ فيهما: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾، ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾، ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات))؛ البخاري، حديث (5017). 8- نبينا صلى الله عليه وسلم يقضي حوائج الناس: روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه: ((أن امرأةً كان في عقلها شيء - من الجنون - فقالت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لي إليك حاجةً، فقال: يا أم فلان، انظري أي السكك شئت، حتى أقضي لك حاجتك، فخلا - مضى - معها في بعض الطرق، حتى فرغت من حاجتها))؛ مسلم، حديث (2326). 9- نبينا صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الاهتمام بالغرس: روى أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن قامت على أحدكم القيامة، وفي يده فسيلة فليغرسها))؛ حديث صحيح، مسند أحمد، ج: 20، ص: 251، حديث (12902). 10- إيثار نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: روى البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: ((جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببردة، فقال سهل للقوم: أتدرون ما البردة؟ فقال القوم: هي الشملة، فقال سهل: هي شملة منسوجة فيها حاشيتها - فقالت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أكسوك هذه، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها فلبسها، فرآها عليه رجل من الصحابة، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما أحسن هذه؛ فاكسنيها، فقال: نعم، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم، لامه أصحابه، قالوا: ما أحسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجًا إليها ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يُسأل شيئًا فيمنعه، فقال: رجوت بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم؛ لعلي أكفن فيها))؛ البخاري، حديث (6036). يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |