صامتون حتى الموت !! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 118 - عددالزوار : 73976 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 45677 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 39536 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 3810 )           »          مشكلات التربية في مرحلة الطفولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 10381 )           »          حث الأبناء على أداء العبادات تعويدًا وتربية وتقويمًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          هوس الشراء.. إدمان كيف تنجو منه المرأة؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          ترتيب الأولويات في الحياة الزوجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          إلى من يجهله ويطعن فيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 6545 )           »          تراث الحديث والسنة في الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-04-2019, 06:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,719
الدولة : Egypt
افتراضي صامتون حتى الموت !!

صامتون حتى الموت !!

يسرى الخطيب

إذا كنت محباً واجتماعياً ومقبلاً على الآخرين، تُعبر عن نفسك بتلقائية وتعيش مشاعر الفرح والحزن بكل مقتضياتهما، فإذا ما أحسست بالحب والرضى والسعادة، تتلون مشاعرك على لسانك كلاماً عذباً تُسمعه لأحبائك، وإن غضبت غلت المشاعر في فؤادك وثارت الكلمات على شفتيك فتفصح عن استيائك واستنكارك ببساطة ، وإن أغضبت أحداً تُبادر بتهدئة الموقف والاعتذار، وإن أغضبك أحد تعاتبه حتى تحافظ على مودته..
إذا كنت كذلك فأنت لا تستطيع أن تفهم الشخص المنطوي الذي يغزل على مشاعره نسيجاً كثيفاً غامضاً. ويدفن أحاسيسه في بئر قلبه حتى يبدو لمن أمامه كالصخر بلا إحساس.
أن الذي نراه في هذا الشخص انه عندما تحدث المشاكل، ينكمش على نفسه، ويلوذ بالصمت، وهو يعلم أو لا يعلم أنه يحطم علاقاته الجميلة والحميمة بيديه. لربما يكون هذا الشخص بالذات أكثر صدقاً وحباً من غيره، ولكن لا يفيده كل ذلك إن لم يعود نفسه على فتح الأوراق والحساب والعتاب حتى تصفو القلوب وقديماً قالوا:"يبقى الود ما بقي العتاب".
وهذه الفئة من الناس تأبى إلا أن تعيش طفيلية على جهد الطرف الآخر في المحافظة على علاقاتهم، وهم في ذلك يمثلون السلبية بأقصى معانيها وأكثرها إيلامهاً، لأنهم يفرطون بمن يحبون رافضين أدنى جهد من المبادرة الإيجابية نحو الطرف الآخر، مرجعين ذلك إلى طبعهم وشخصيتهم.
وإذا كان علينا أن نعتبر هؤلاء طبيعيين - كما تقول الدراسات النفسية - وعلينا أن نتقبل هذه النوعية ونقدم لها الأعذار. فإني أرى أن هذا الأمر لا يمكن أن نقبل به على إطلاقه، وأطرح التساؤل التالي لهذه الفئة: أيهما أكثر إيلاماً فكرة المحاولة في الحفاظ على من نحب أو فقدانهم للأبد ؟!
إن الموازنة هنا بين الاستسلام للطبع وبين الخسائر المترتبة على ذلك في غاية الأهمية وقد يأتي يوم يعلم فيه هؤلاء أن الصمت والانسحاب هما أسوأ ما يمكن فعله في موقف يتطلب أن يكون الكلام والإيجابية هما بوابة الحل.
إن المقولة الشهيرة:"إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب" لم تعد تستوقفني بما فيها من ذهب وفضة، بل أراها تجنّي على نعمة الكلام، فالسكوت ليس في كل الأحوال ذهباً بل قد يكون الوجه الآخر للسلبية، والسلبية غول متجمل بالسكوت المذهّب يأكل الأخضر واليابس في العلاقات الحميمة. بينما الصراحة تضفي على لغة القلوب حباً وصدقاً ورباطاً لا تقطّع أوصاله النكبات، ولغة الصمت لا تحل مكان لغة الحوار ولكل منهما موضعه الذي يتألف فيه ويندثر الآخر.
وحتى لا نكون من المزروعين غصباً في عالم المشاع ر، المحسوبين اعتباطاً في دنيا الأحاسيس وحتى لا نكون طفيليين في علاقاتنا نعيش على مبادرة الآخرين، يجب أن نخطو خطوة واحدة للأمام وستتلوها خطوات...
أما أن نبقى صامتين وصامدين حتى الموت، فإننا سنخسر أحبتنا وأصدقاءنا وربما أقرب الناس إلينا !!

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.24 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]