نقطة بداية

[أبو مالك المعتز]

الله العظيم من فوق سبع سماوات بدء كتابه العظيم بآية عظيمة، فهي على قصرها تحمل معان وعلم وعمل كثير عظيم، قال كثير من أهل العلم أنها خلاصة الكتاب.

فنحن على مدار أحد عشر موضوعا تناولنا جانبا من ذلك فإن كان من خير فهو من الله وحده، وإن كان من خطأ فمني ومن الشيطان، وأسأل الله التوبة والغفران.

وهذا الذي منَّ الله به علينا هو شاهد لنا أو علينا فإن عملنا بما علمنا فقد فزنا، وإن كانت الأخرى فهو الخسران والخذلان، ونسأل الله العفو والعافية.

وخلاصة هذه الموضوعات في الآتي:

* البسملة كانت أول آية في النزول في قوله تعالى: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (العلق:1)، وصارت أول أية في المصحف الذي جمعه الصحابة في عهد عثمان رضي الله عنه، وذلك بتوقيف من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

* ترتيب المصحف توقيفي يراعي حال الأمة جمعاء للتدرج في مراتب الهداية.

* هل البسملة أية مستقلة أم آية من الفاتحة؟ هذه المسألة أكبر مسألة خلافية في علم القراءات، وخلصنا في ذلك أن هذين الوجهين ثابتان ولا يجوز التشكيك في أحدهما، وطريقتنا في ذلك يجب أن نتبعها في كل خلاف يقع في رسم المصحف أو نقطه أو حروفه أو تشكيله أو عد آياته أو علامات الوقف أو ما جد اليوم من علامات مثل ألوان التجويد وما قد يجد في المصحف على مر الزمان.

* مواطن البسملة عند بدء الأعمال هي مواطن تجديد النية وتأكيدها، وبالبسملة مع حضور القلب تتحول كثير من العادات إلى عبادات عظيمة الأجر.

* التكبير يفتتح به بعض الأعمال وهو أفضل وأخص من البسملة إلا أنه لا يصلح لكل عمل كالبسملة، والجمع بينهما يجوز إذا تقدمت البسملة أما إذا تقدم التكبير فلا يصلح الجمع بينهما، وعلى هذا فلا يليق أن نجهر بالبسملة بعد تكبيرة الإحرام، وهو الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

* إذا كان لأهل كل فن أصول وقواعد وعلوم مختلفة إلا أن العمل بالعلم واحد عند الجميع، فيجب أن يكون همهم العمل وعند العمل تتحول هذه الجزر المعزولة إلى جزر مترابطة متلاحمة.

* ينبغي علينا قراءة القرآن على مهل ومكث، ونحن نقرأ لفظ الجلالة ينبغي علينا أن ندرك أهمية كلمة التوحيد التي يشير إليها لفظ الجلالة، وعند قراءة الرحمن الرحيم، ندرك أنواع هذه الرحمة، ومن أهمها رحمة الله التي أودعها في كتابه العزيز وأن منها ما هو عام، ومنها ما هو خاص بالمحسنين، ومنها ما هو خاص بالمؤمنين، ومنها ما هو أخص بالعاملين بالقرآن، جعلني الله الرحمن الرحيم وإياكم منهم، وأن رحمة الله العامة وسعت كل شيء.

* يرجى أن تكون البسملة بها الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب وإذا سئل به أعطى.

هذا وكلي أمل كما جمعنا الله في مفتتح كتابه، أن يجمعنا في بداية أعمال جديدة في الدنيا والآخرة، وهكذا دائما القرآن لا ينتهي علمه.

-----------
الفرق بين القرآن والكتاب والمصحف.
http://www.3refe.com/vb/showthread.php?t=257391
وهل البسملة آية من الفاتحة؟
http://www.3refe.com/vb/showthread.php?t=257447
مراتب الهداية وترتيب المصحف.
http://www.3refe.com/vb/showthread.php?t=257499
البسملة والنية.
http://www.3refe.com/vb/showthread.php?t=257515
بين التكبير والبسملة، وهل يجوز الجهر بالبسملة في الصلاة؟
http://www.3refe.com/vb/showthread.php?t=257530
البسملة وجزر معزولة.
http://www.3refe.com/vb/showthread.php?t=257860
الرحمن.
http://www.3refe.com/vb/showthread.php?t=257983
الرحيم.
http://www.3refe.com/vb/showthread.php?t=257986
الرحمن الرحيم (رحمة القرآن).
http://www.3refe.com/vb/showthread.php?t=258144
النار رحمة.
http://www.3refe.com/vb/showthread.php?t=258169
الله الرحمن الرحيم (الاسم الأعظم)، والبسملة خلاصة القرآن.
http://www.3refe.com/vb/showthread.php?t=257896