وهل تنفع الرقية ...؟؟؟؟

[زارع المحبة]

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحية طيبة لكل الطيبين في هذا القسم الجميل .

لا تظنوا أن ما أحدثكم عنه أمـرٌ غير واقع , بل إنه واقع ومتكرر , ولكني أحيانا أضع ضميرا مكان آخر, فمثلا عوض أن أقول :" أنا " أقول :" هو " أو العكس ولا حرج في ذلك ما دام نقاشنا للقضية وليس لصاحبها .

في كثير من الأحيان يكون الإنسان في نعمة , بل في نعم كثيرة وجليلة , ولكنه يعمى عن رؤيتها أو يستهين بها ويتطلع إلى غيرها .
الأمثلة كثيرة جدا سواء من واقعنا المعاصر أو من تاريخنا القديم , ولكني سأذكر ثلاثة أمثلة فقط :ـ
المثال الأول ولعله أوضحها , فزوجتي السابقة أنعم الله عليها بزوج طيب وكريم ! , أنيق ووسيم ! شفوق وحليم !.... (طبعا هو أنا!) ومع ذلك فهي قد كانت دائما تفتعل لي المشاكل وتختلق لي النكد وتقارنني ببطل المسلل التركي .... , فتقول لي لماذا أنت لست مثل ( فلان) أو لست مثل طرزان! حتى نغصتْ على حياتي و اضطرتني لطلاقها فخرجتْ من نعمة ما كانت لتخرج منها لو أنها لم تكفـُرها .
المثال الثاني ولعله أكثر وضوحا من سابقه , فأنا هذه المرة قد أنعم الله علي بزوجة صالحة وذات دين وخلق , إضافة إلى الجمال والدلال , ومع ذلك فأنا كثيرا ما أتجاهلها بل أهجرها وأحيانا ألعنها وأضربها وأرى أن هناك من هي خير منها , فلماذا هي ليست مثل بطلة المسلسل التركي الذي ذكرناه آنفا ..... ؟!
ولكنها صبرت على ظلمي ونقدي الحاد لها , حتى اعترفتُ لها بالفضل والصبر وقوة التحمل والتضحية , وصارت أحب إنسان إلي , فهي الآن أحب إلي حتى من نفسي !
المثال الثالث وهو أهمها, فأهل هذه البلدة قد أنعم الله علينا ببلد هادئ وجميل , وفيه من الخيرات الشيئ الكثير , ولكننا أو بعضُـنا يتساءل:
لماذا بلدنا ليس مثل باريس[1], أو دالاص[2] , أو لاسفيكاص[3] ازدهارا وحرية وعدالة وديمقراطية ؟؟؟؟؟؟
نعم بلدنا ليس كذلك ولا حتى قريبا من ذلك , ولكن هل نـُخَـــرّبه أو نأتي بمن يخربه حتى يكون كذلك ؟!!!!!!!!
فلقد جُـــــنّ القــــوم!
فهل من راقٍ ؟؟
وهل ستنفع الرقية ؟؟
قبل أن أودعكم أود أن أسمعكم هذه الآية فربما تكون لها علاقة بموضوعنا :
" وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ " سورة النحل: 112
والسؤال الآن : هل الأفضل للإنسان أن يحمد نعمة ربه أم يكفر بها ؟

ها قد سمعتم كلامي وأود الآن أن أسمع كلامكم , وإني أنتظركم .

( اللهم رب جبريل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون, اهدني لما اختلف فيه من الحق فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم )

دمتم في رعاية الله وحفظه .

والســـــــــــــــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 6

[1]ـ Paris

[2]ـ Dallas

[3]ـ Las vegas

[أبو الشيماء]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

مقتطفات من قول السلف.
-قال ابن أبي الدنيا :
أنشدني محمود الوراق
إذا كان شكري نعمة الله نعمة علي له في مثلها يجب الشكـر

فكيف وقوع الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتصل العمر

إذا مس بالسراء عم سرورها وإن مس بالضراء أعقبهاالأجـر

وما منها إلا لــــه فيه منـــــة تضيق بها الأوهام والبر والبحر
قال أحد السلف : لو أردت أن تعرف مقدار نعمة الله عليك ، فاغمض عينك ثم افتحها !
****
- قال لرجل من همذان.... إن النعمة موصولة بالشكروالشكر يتعلق

بالمزيد وهما مقرونان في قرن فلن ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من العبد.
****
لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أبتلى فأصبر -
****
إذا أنعم الله على قوم سألهم الشكر فإذا شكروه كان قادراً على أن يزيدهم وإذا كفروه كان
قادراُ على أن يبعث نعمته عليهم عذابا .
****
قال بعض الفقهاء :

إني نظرت في أمري لم أرخيرا ً إلا شرا معه إلا المعافاة والشكر
فرٌب شاكر في بلائه ، ورُب معافى غير شاكر
فإذا سألتم الله فاسألوهما جميعا.
****
قال ابن رجب رحمه الله في لطائف المعارف :
كل نعمة على العبد من الله في دين أو دنيا يحتاج إلى شكر
عليها ثم التوفيق للشكر عليها نعمة أخرى تحتاج إلى شكر ثان ثم التوفيق للشكر الثاني نعمة أخرى يحتاج إلى شكر آخر
وهكذا أبدا فلا يقدر العباد على القيام بشكر النعم
وحقيقة الشكرالإعتراف بالعجز عن الشكر.
جعلنا الله واياكم من الشاكرين لانعمه

في حفظ الله

[زارع المحبة]

شكرا على المشاركة

[زارع المحبة]

شكرا لك أبا الشيماء على المشاركة .