|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أهمية الإسناد الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي رفع منزلة العلماء حيث قال جل في علاه يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ، وسهّل لطالب العلم طريقا إلى الجنة كلما سلك طريقا إلى العلم، كما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ فلله الحمد كثيرا كما انعم كثيرا. وأشهد أن لا إله إلا اله وحده لا شريك له،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا، وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا.. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار في دربه الى يوم الدين. أمابعد: فأسأل الله جل وعلا أن يجعلني وإياكن ممن صلحت له الأقوال والأعمال، صلُح له قول اللسان وقول القلب، واستقام له عمل القلب وعمل الجوارح، كما أسأله سبحانه الإخلاص في القول والعمل، فعلى طالب العلم أن يقصد بطلبه للعلم وجه الله والدار الآخرة، وذلك لأن طلب العلم الشرعي عبادةوالعبادة لا بد لقبولها من الإخلاص.وأن يجعلنا مباركين معلّمين للخير مفتحين أسبابه أينما كنّا، إنه سبحانه جواد كريم. أمرنا الله سبحانه وتعالى بعبادته واتباع النبي صلى الله عليه وسلم ولاتكون هذه العبادة والإتباع إلا بمعرفة ما أمر الله به وما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وطريق معرفة ذلك هو الرسول الكريم عليه من الله الصلاة والسلام فلا بد لنا من اتصال بالنبي صلى الله عليه وسلم وهذا الاتصال يكون بالوسائط التي نقلت لنا أقواله وأفعاله وتقريراته وصفاته صلى الله عليه وسلم لذا بيّن النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة الكرام رضي الله عنهم هذا الأمر فقال :"تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم "( وهذا الحديث دل على مسألة التسلسل في العلم وأنه ينقل جيلا بعد جيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يلقي كلامه للصحابة فقام الصحابة بنقل كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته إلى من بعدهم منالتابعين وقام التابعون بنقل هذا إلى من بعدهم وهكذا تناقلوا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم جيلا بعد جيل حتى وصل إلى يومنا هذا . وهكذا فكلما تباعد الزمن بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم كلما ازداد احتياجنا لهذا العلم ، وصار الاهتمام بنقلة الحديث اهتمام بالحديث نفسه ، وأهمية إسناد الحديث من أهمية الحديث فبرز علم رواية الحديث عند علمائنا الكرام لضرورة المحافظة على نقاء السلسلة الموصولة لمتن الحديث وبرز علم الجرح والتعديل للنظر في أحوال الرواة من حيث القبول والرد. الأسانيد ومفردها الإسناد هو سلسلة الرجال أوالرواة الذين ينقلون القرآن أوالحديث أو الخبر كل راو عمن فوقه إلى منتهى السند أي إلى القائل أوالفاعل، وبحمد الله تعالى امتازت هذه الأمة بالأسانيد وهي السبب الذي حفظ الله تعالى به دينه وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم . الأسانيد مهمة جداا في نقل القرآن الكريم الينا والأصل في القرآن الكريم ماكان في الصدور وهذا لايعني انه ماكان في السطور غير مهم لالا .. مهم أيضا ولاشك أن أهمية الأسانيد: 1- هي أن الإنسان تطمئن نفسه الإطمئنان التام بأن هذا القرآن محفوظ قد حفظه الله تعالى. 2- وكذلك حفظ رسم المصحف الذي رسم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم . 3- وعدم اختلاف أهل العلم في نقله. لو أن أحدنا التقى بشيخ كبير مثلا أو شخص له مقام كبير أو تراسل معه وتواصل ألا يفتخر بذلك؟ فكيف بمن عنده اسناد من رب العزة ؟؟!!! متصل برب العالمين يعني أنا لو عندي اسناد بالقرآن الكريم أنقله عن فلان وعن فلان وفلان وفلان ... عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العالمين . هل هناك شرف أعظم من هذا الشرف ،شرف عظيم جدااا، الأنسان عنده إسناد عن رب العزة يتلقاه عن شيوخه الى النبي صلى الله عليه وسلم الى جبريل الى رب العزة سبحانه وتعالى.فالأسانيد مهمة فعندما نقول أن القرآن متواتر نقل الينا بالتواتر مامعنى ذلك؟؟ هو أن ينقله جمع عن جمع كلهم عدول وثقات لايتواطؤا على الكذب ، ونلاحظ كلما كثرت هذه الأسانيد مع كثرتها عدم أختلافها ماذا يدل هذا ؟؟ يدل على أنه صحيح . الإسناد خصيصة لهذه الأمة، لا يوجد عند أمة من الأمم شيءاسمه الإسناد إلا هذه الأمة فهو مزية لها ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد وجعله سلما إلى الدراية فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات وهكذا المبتدعون من هذه الأمة أهل الضلالات وإنما الإسناد لمن أعظم الله عليه المنة أهل الإسلام والسنة يفرقون به بين الصحيح والسقيم والمعوج والقويم ، وغيرهم من أهل البدع والكفار إنما عندهم منقولات يأثرونها بغير إسناد وعليها من دينهم الاعتماد وهم لا يعرفون فيها الحق من الباطل ولا الحالي من العاطل" وقال أيضا :"الإسناد من خصائص هذه الأمة وهو من خصائص الإسلام ثم هو في الإسلام من خصائص أهل السنة" وقال أبو حاتم الرازي: "لم يكن في أمة من الأمم منذ خلق الله آدم أمناء يحفظون آثار الرسل إلا هذه الأمة". قال الحافظ السخاوي: "الإسناد خصيصة فاضلة من خصائص هذه الأمة، و سنة بالغة من السنن المؤكدة . وروي عن ابن عباس قال: سمعت محمد بن حاتم بن المظفر يقول: إن الله قد أكرم هذه الأمة و شرفها وفضلها بالإسناد، و ليس لأحد من الأمم كلها قديما وحديثا إسناد، و إنما هي صحف في أيديهم، و قد خلطوا بكتبهم أخبارهم، فليس عندهم تمييز بين ما نزل من التوراة والإنجيل وبين ما ألحقوه بكتبهم من الأخبار التي أخذوها عن غير الثقات، و هذه الأمة إنما تنص الحديث عن الثقة المعروف في زمانه المشهور بالصدق والأمانة عن مثله حتى تتناهى أخبارهم، ثم يبحثون أشد البحث حتى يعرفوا الأحفظ فالأحفظ، فالأضبط فالأضبط، و الأطول مجالسة فمن فوقه عمن كان أقل مجالسة، ثم يكتبون الحديث عن عشرين وجها أو أكثر حتى يهذبوه من الغلط و الزلل، و قد يضبطون حروفه و يعدونه عدا، فهذا من فضل نعم الله على هذه الامة". و قال ابن المبارك: "الإسناد من الدين و لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء" و قال أيضا : "مثل الذي يطلب أمر دينه بلا إسناد كمثل الذي يرتقي السطح بلا سلم". قال الشافعي: مثل الذي يطلب العلم بلا إسناد مثل حاطب ليل يحمل حزمةحطب فيها أفعى تلدغه وهو لا يدري . وفي قصة جميلة أن الإمام الحافظ الزهري حدّث يوماحديثا بإسناد، فقال له سفيان بن عيينة: يا إمام هاتِهِ بلا إسناد، فقال الزهري: أترقى السطح بلا سُلّم ؟! هكذا كان اهتمام السلف واستشعارهم أهمية الإسناد، وقال سفيان الثوري: الإسناد سلاح المؤمن فإذا لم يكن معه سلاح فبأي سلاح يقاتل. قال ابن سيرين رحمه الله: لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهلالبدع فلا يؤخذ حديثهم. وقال يزيد بن زريع: لكل دين فرسان وفرسان هذه الدين أصحاب الأسانيد. وأقوال السلف في بيان أهمية الإسناد وخصوصية الأمة ، كثيرة جدا بل إن الإسناد وما تفرع عنه يعد من أعظم إنجازات المسلمين في مجال البحث العلمي. الإسناد: هو الإخبار عن طريق المتن أو حكاية رجال الحديث. السند: هو الطريق الموصل إلى المتن، أي رجال الحديث، وسموه بذلك لأنهم يسندونه إلى مصدره. المتن: هو ما انتهى إلى السند. ورد في صحيح البخاري: حدثنا الحميدي قال: حدثنا سفيان: قال حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص يقول: سمعت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . رواه البخاري و مسلم في صحيحهما . السند هو "سلسلة الرواة الموصلة إلى المتن" فيكون سند الحديث أعلاه هو : ( حدثنا الحميدي قال: حدثنا سفيان: قال حدثنا يحيى بن سعيدالأنصاري قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص يقول: سمعت عمربن الخطاب -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ) واما المتن هو كلام الرسول صلى الله عليه وسلم أو ماينتهي إليه الإسناد " فيكون المتن هنا هو : "( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) المحدث (بضم الميم وكسر الدال): هو العالم بطرق الحديث وأسماء الرواة والمتون فهو أرفع من المسند. الحافظ: هو من حفظ مائة ألف حديث متنا واسنادا ووعي ما يحتاج إليه. الحجة: هو من أحاط بثلاثمائة ألف حديث. الحاكم: هو من أحاط لجميع الأحاديث المروية متنا وإسنادا وجرحا وتعديلا وتاريخا. الحديث رواية : هو دراسة ما يتعلق بإسناد الحديث من ناحية معرفة أحوال رجال الإسناد، وسماع بعضهم من بعض،والاختلاف الحاصل بينهم ونحو ذلك. حديث دراية: هو ما يتعلق بفقه الحديث ومعناه . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |