ما رأيكم ..هل كنتم تعرفون هذا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77525 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 48924 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61457 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42806 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          سلسلة شرح الأربعين النووية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5279 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-12-2011, 09:27 AM
راغبة في رضا الله راغبة في رضا الله غير متصل
مشرفة ملتقى طب الاسنان
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
مكان الإقامة: سوريا الجريحة
الجنس :
المشاركات: 4,393
الدولة : Syria
افتراضي ما رأيكم ..هل كنتم تعرفون هذا

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قد يكون الأنسب لموضوعي هذا هو قسم الحديث ,ولكني فضلتُ أن أطرحه هنا لمعرفة آرائكم ولسؤالكم ومن ثم بعد ذلك يُنقل الى قسم الحديث اذا كان ذلك أفضل
هل تعرفون هذا الحديث..
في الحقيقة كنتُ أبحث عن حديث ما في الموسوعة الحديثية -الدرر السنية- فوجدت بالصدفة حديثاً حسناً صحيحاً تعجبت حقيقة لأني لم أسمع به من قبل وهذا الحديث الذي قرأته هو:
عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه علم رجلا أن يدعو فيقول : اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها لي اللهم شفعه في
الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 1/323
خلاصة حكم المحدث: صحيح
حقيقة فإن استغرابي كان سببه أني أعلم أن التوسل بالأنبياء غيرجائز شرعاً ,ولكني حينما فكرتُ قلتُ لابد أن يكون هذا الحديث خاصاً بحياة الرسول وبدعائه من باب طلب الدعاء من الأحياء الصالحين ومن أصلح وأفضل من النبي صلى الله عليه وسلم
وقلت أيضاً لربما يتحجج بعض من يجيز التوسل بالأنبياء بهذا الحديث وهذا أمر خطير..
فقلتُ أخيراً لابد لي من أن أبحث عن الموضوع وفعلاً بحثت وهذا ماوجدته من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
أتمنى أن تقرؤو بعناية ومن ثم أريد أن أعرف آراءكم
وليس ذلك فقط وإنما أردتُ ان يكون الجميع على معرفة بهذا الأمر كي يتمكنوا على الرد على شبهة ان سألهم أحد عن التوسل بالأنبياء واحتج بهذا الحديث الصحيح
إليكم ماوجدت:
__________________
اللهم فرج همي ..
وارزقني حسن الخاتمة..
إن انقضى الأجل فسامحونا ولاتنسونا من صالح دعائكم ..
& أم ماسة &
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-12-2011, 10:55 AM
راغبة في رضا الله راغبة في رضا الله غير متصل
مشرفة ملتقى طب الاسنان
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
مكان الإقامة: سوريا الجريحة
الجنس :
المشاركات: 4,393
الدولة : Syria
افتراضي رد: ما رأيكم ..هل كنتم تعرفون هذا

من فتاوى ابن تيمية رحمه الله
الكلام على حديث اللهم إنى أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد

</strong>

وقد روى الترمذى حديثا صحيحًا عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه علم رجلا أن يدعو فيقول‏:‏‏(‏اللهم إنى أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد نبى الرحمة، يا محمد، يا رسول الله، إنى أتوسل بك إلى ربى فى حاجتى ليقضيها لى، اللهم شفعه فى‏)‏‏.‏ وروى النسائى نحو هذا الدعاء ‏.‏
وفى الترمذى وابن ماجه عن عثمان بن حنيف‏:‏ أن رجلاً ضريرًا أتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ادع الله أن يعافينى فقال‏:‏ ‏(‏إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت، فهو خير لك‏)‏‏.‏ فقال‏:‏ فادعه‏.‏ فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء‏:‏ ‏(‏اللهم إنى أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبى الرحمة، يا رسول الله، يا محمد، إنى توجهت بك إلى ربى فى حاجتى هذه لتقضى، اللهم فشفعه فى‏)‏ قال الترمذى‏:‏ هذا حديث حسن صحيح‏.‏
ورواه النسائى عن عثمان بن حنيف ولفظه‏:‏ أن رجلاً أعمى قال‏:‏ يا رسول الله، ادع الله أن يكشف لى عن بصرى‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏فانطلق فتوضأ، ثم صل ركعتين ثم قل‏:‏ اللهم إنى أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبى الرحمة، يا محمد، إنى أتوجه بك إلى ربى أن يكشف عن بصرى، اللهم فشفعه فى‏)‏ قال‏:‏ فرجع وقد كشف الله عن بصره ‏.‏
وقال الإمام أحمد فى مسنده‏:‏ حدثنا روح، حدثنا شعبة، عن عمير بن يزيد الخطمى المدينى قال‏:‏ سمعت عمارة بن خزيمة بن ثابت يحدث عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضريرًا أتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا نبى الله، ادع الله أن يعافينى، فقال‏:‏ ‏(‏إن شئت أخرت ذلك فهو خير لآخرتك، وإن شئت دعوت لك‏)‏ قال‏:‏ لا، بل ادع الله لى، فأمره أن يتوضأ، وأن يصلى ركعتين، وأن يدعو بهذا الدعاء‏:‏ ‏(‏اللهم إنى أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبى الرحمة، يا محمد، إنى أتوجه بك إلى ربى فى حاجتى هذه فتقضى، اللهم فشفعنى فيه وشفعه فى‏)‏‏.‏ قال‏:‏ ففعل الرجل فبرأ‏.‏
فهذا الحديث فيه التوسل به إلى الله فى الدعاء ‏.‏
فمن الناس من يقول‏:‏ هذا يقتضى جواز التوسل به مطلقًا حيا وميتا‏.‏ وهذا يحتج به من يتوسل بذاته بعد موته وفى مغيبه، ويظن هؤلاء أن توسل الأعمى والصحابة فى حياته كان بمعنى الإقسام به على الله، أو بمعنى أنهم سألوا الله بذاته أن يقضى حوائجهم، ويظنون أن التوسل به لا يحتاج إلى أن يدعو هو لهم، ولا إلى أن يطيعوه، فسواء عند هؤلاء دعا الرسول لهم أو لم يدع، الجميع عندهم توسل به، وسواء أطاعوه أو لم يطيعوه، ويظنون أن الله تعالى يقضى حاجة هذا الذى توسل به بزعمهم ولم يدع له الرسول، كما يقضى حاجة هذا الذى توسل بدعائه ودعا له الرسول صلى الله عليه وسلم؛ إذ كلاهما متوسل به عندهم، ويظنون أن كل من سأل الله تعالى بالنبى صلى الله عليه وسلم فقد توسل به كما توسل به ذلك الأعمى، وأن ما أمر به الأعمى مشروع لهم‏.

وقول هؤلاء باطل شرعًا وقدرًا، فلا هم موافقون لشرع الله، ولا ما يقولونه مطابق لخلق الله‏.‏
ومن الناس من يقولون‏:‏ هذه قضية عين يثبت الحكم فى نظائرها التى تشبهها فى مناط الحكم، لا يثبت الحكم بها فيما هو مخالف لها لا مماثل لها، والفرق ثابت شرعًا وقدرًا بين من دعا له النبى صلى الله عليه وسلم وبين من لم يدع له، ولا يجوز أن يجعل أحدهما كالآخر‏.‏
وهذا الأعمى شفع له النبى صلى الله عليه وسلم، فلهذا قال فى دعائه‏:‏ ‏(‏اللهم فشفعه فى‏)‏‏.‏ فعلم أنه شفيع فيه، ولفظه‏:‏ ‏(‏إن شئت صبرت وإن شئت دعوت لك‏)‏، فقال‏:‏ ادع لى؛ فهو طلب من النبى صلى الله عليه وسلم أن يدعو له، فأمره النبى صلى الله عليه وسلم أن يصلى، ويدعو هو أيضا لنفسه ويقول فى دعائه‏:‏ ‏(‏اللهم فشفعه فى‏)‏، فدل ذلك على أن معنى قوله‏:‏ ‏(‏أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد‏)‏ أى بدعائه وشفاعته كما قال عمر‏:‏ اللهم إنا كنا إذا أجْدَبْنَا توسلنا إليك بنبينا فتسقينا‏.‏
فالحديثان معناهما واحد، فهو صلى الله عليه وسلم علم رجلا أن يتوسل به فى حياته، كما ذكر عمر أنهم كانوا يتوسلون به إذا أجدبوا، ثم إنهم بعد موته إنما كانوا يتوسلون بغيره بدلا عنه‏.
فلو كان التوسل به حيًا وميتًا سواء، والمتوسل به الذى دعا له الرسول، كمن لم يدع له الرسول، لم يعدلوا عن التوسل به وهو أفضل الخلق وأكرمهم على ربه، وأقربهم إليه وسيلة إلى أن يتوسلوا بغيره ممن ليس مثله‏.‏
وكذلك لو كان أعمى توسل به ولم يدع له الرسول بمنزلة ذلك الأعمى، لكان عميان الصحابة أو بعضهم يفعلون مثل ما فعل الأعمى، فعدولهم عن هذا إلى هذا مع أنهم السابقون الأولون المهاجرون والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، فإنهم أعلم منا بالله ورسوله، وبحقوق الله ورسوله، وما يشرع من الدعاء وينفع، وما لم يشرع ولا ينفع، وما يكون أنفع من غيره، وهم فى وقت ضرورة ومخمصة وجدب يطلبون تفريج الكربات، وتيسير العسير، وإنزال الغيث بكل طريق ممكن دليل على أن المشروع ما سلكوه دون ما تركوه‏
.‏
ولهذا ذكر الفقهاء فى كتبهم فى الاستسقاء ما فعلوه دون ما تركوه، وذلك أن التوسل به حيًا هو الطلب لدعائه وشفاعته وهو من جنس مسألته أن يدعو لهم، وهذا مشروع، فما زال المسلمون يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حياته أن يدعو لهم ‏.‏
وأما بعد موته، فلم يكن الصحابة يطلبون منه الدعاء، لا عند قبره ولا عند غير قبره، كما يفعله كثير من الناس عند قبور الصالحين، يسأل أحدهم الميت حاجته، أو يقسم على الله به ونحو ذلك، وإن كان قد روى فى ذلك حكايات عن بعض المتأخرين، بل طلب الدعاء مشروع من كل مؤمن لكل مؤمن، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر لما استأذنه فى العمرة‏:‏ ‏(‏لا تنسنا يا أخى من دعائك‏)‏ إن صح الحديث وحتى أمر النبى صلى الله عليه وسلم أن يطلب من أويس القرنى أن يستغفر للطالب، وإن كان الطالب أفضل من أويس بكثير ‏.‏
وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح‏:‏ ‏(‏إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول‏:‏ ثم صلوا علىَّ فإنه من صلى علىَّ مرة صلى الله عليه عشرًا، ثم سَلوا الله لى الوسيلة، فإنها درجة فى الجنة لا تنبغى إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد، فمن سأل الله لى الوسيلة حلت عليه شفاعتى يوم القيامة‏)‏ مع أن طلبه من أمته الدعاء ليس هو طلب حاجة من المخلوق، بل هو تعليم لأمته ما ينتفعون به فى دينهم، وبسبب ذلك التعليم والعمل بما علمهم يعظم الله أجره ‏.‏
فإنا إذا صلينا عليه مرة صلى الله علينا عشرًا، وإذا سألنا الله له الوسيلة، حلت علينا شفاعته يوم القيامة، وكل ثواب يحصل لنا على أعمالنا فله مثل أجرنا من غير أن ينقص من أجرنا شىء، فإنه صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئًا‏)‏ وهو الذى دعا أمته إلى كل خير، وكل خير تعمله أمته له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شىء ‏.‏
ولهذا لم يكن الصحابة والسلف يهدون إليه ثواب أعمالهم ولا يحجون عنه ولا يتصدقون ولا يقرؤون القرآن ويهدون له؛ لأن كل ما يعمله المسلمون من صلاة وصيام وحج وصدقة وقراءة له صلى الله عليه وسلم مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شىء؛ بخلاف الوالدين، فليس كل ما عمله المسلم من الخير يكون لوالديه مثل أجره، ولهذا يهدى الثواب لوالديه وغيرهما ‏.‏
ومعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم مطيع لربه عز وجل فى قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ‏}‏‏[‏ الشرح‏:‏ 7، 8 ‏]‏‏.‏ فهو صلى الله عليه وسلم لا يرغب إلى غير الله، وقد ثبت عنه فى الصحيح أنه قال‏:‏ ‏(‏يدخل من أمتى الجنة سبعون ألفًا بغير حساب، هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون‏)‏‏.‏
فهؤلاء من أمته وقد مدحهم بأنهم لا يسترقون، والاسترقاء‏:‏ أن يطلب من غيره أن يرقيه، والرقية من نوع الدعاء، وكان صلى الله عليه وسلم يرقى نفسه وغيره، ولا يطلب من أحد أن يرقيه، ورواية من روى فى هذا‏:‏ ‏(‏لا يُرقون‏)‏ ضعيفة غلط؛ فهذا مما يبين حقيقة أمره لأمته بالدعاء أنه ليس من باب سؤال المخلوق للمخلوق الذى غيره أفضل منه، فإن من لا يسأل الناس بل لا يسأل إلا الله أفضل ممن يسأل الناس، ومحمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم‏.‏
ودعاء الغائب للغائب، أعظم إجابة من دعاء الحاضر؛ لأنه أكمل إخلاصًا وأبعد عن الشرك، فكيف يشبه دعاء من يدعو لغيره بلا سؤال منه، إلى دعاء من يدعو الله بسؤاله وهو حاضر ‏؟‏ وفى الحديث‏:‏ ‏(‏أعظم إجابة دعاء غائب لغائب‏)‏، وفى صحيح مسلم عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏ما من رجل يدعو لأخيه بظهر الغيب بدعوة إلا وكل الله به ملكا كلما دعا لأخيه بدعوة قال الملك الموكل به‏:‏ آمين ولك بمثله‏)‏‏.‏
وذلك أن المخلوق يطلب من المخلوق ما يقدر المخلوق عليه، والمخلوق قادر على دعاء الله ومسألته، فلهذا كان طلب الدعاء جائزًا، كما يطلب منه الإعانة بما يقدر عليه والأفعال التى يقدر عليها‏.‏ فأما ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، فلا يجوز أن يطلب إلا من الله سبحانه، لا يطلب ذلك لا من الملائكة، ولا من الأنبياء، ولا من غيرهم، ولا يجوز أن يقال لغير الله‏:‏ اغفر لى، واسقنا الغيث، وانصرنا على القوم الكافرين، أو اهد قلوبنا، ونحو ذلك؛ ولهذا روى الطبرانى فى معجمه أنه كان فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم منافق يؤذى المؤمنين، فقال الصديق‏:‏ قوموا بنا نستغث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق، فجاؤوا إليه فقال‏:‏ ‏(‏إنه لا يستغاث بى، وإنما يستغاث بالله‏)‏ وهذا فى الاستعانة مثل ذلك ‏.‏
فأما ما يقدر عليه البشر، فليس من هذا الباب، وقد قال سبحانه‏:‏ ‏{‏إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ‏}‏‏[‏الأنفال‏:‏ 9 ‏]‏، وفى دعاء موسى عليه السلام ‏:‏ ‏(‏اللهم لك الحمد، وإليك المشتكى، وإليك المستعان، وبك المستغاث،وعليك التكلان،ولا حول ولا قوة إلا بك‏)‏ وقال أبو يزيد البسطامى‏:‏استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة الغريق بالغريق‏.‏
وقال أبو عبد الله القرشى‏:‏ استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة المسجون بالمسجون، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا‏}‏‏[‏ الإسراء‏:‏ 56، 57 ‏]‏‏.‏
قال طائفة من السلف‏:‏ كان أقوام يدعون الملائكة والأنبياء فقال الله تعالى‏:‏ هؤلاء الذين تدعونهم هم عبادى كما أنتم عبادى، يرجون رحمتى كما ترجون رحمتى، ويخافون عذابى كما تخافون عذابى، ويتقربون إلىَّ كما تتقربون إلىَّ، فنهى سبحانه عن دعاء الملائكة والأنبياء، مع إخباره لنا أن الملائكة يدعون لنا ويستغفرون، ومع هذا فليس لنا أن نطلب ذلك منهم ‏.‏
وكذلك الأنبياء والصالحون، وإن كانوا أحياء فى قبورهم‏.‏ وإن قدر أنهم يدعون للأحياء وإن وردت به آثار فليس لأحد أن يطلب منهم ذلك، ولم يفعل ذلك أحد من السلف؛ لأن ذلك ذريعة إلى الشرك بهم وعبادتهم من دون الله تعالى، بخلاف الطلب من أحدهم فى حياته، فإنه لا يفضى إلى الشرك؛ ولأن ما تفعله الملائكة ويفعله الأنبياء والصالحون بعد الموت هو بالأمر الكونى فلا يؤثر فيه سؤال السائلين، بخلاف سؤال أحدهم فى حياته فإنه يشرع إجابة السائل، وبعد الموت انقطع التكليف عنهم ‏.‏
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ‏}‏‏[‏ آل عمران‏:‏79، 80‏]‏‏.‏
فبين سبحانه أن من اتخذ الملائكة والنبيين أربابًا فهو كافر، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ‏}‏‏[‏ سبأ‏:‏ 22، 23 ‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ‏}‏‏[‏ البقرة‏:‏ 255 ‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ‏}‏‏[‏ يونس‏:‏ 3 ‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ‏}‏‏[‏ السجدة‏:‏ 4 ‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ‏}‏‏[‏ يونس‏:‏ 18 ‏]‏، وقال تعالى عن صاحب يس‏:‏ ‏{‏وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ‏}‏‏[‏ يس‏:‏ 22 25 ‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ‏}‏‏[‏ سبأ‏:‏ 23 ‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا‏}‏‏[‏ طه‏:‏ 109 ‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ‏}‏‏[‏ الأنبياء‏:‏ 28 ‏]‏ ‏.‏
فالشفاعة نوعان‏:‏
أحدهما‏:‏ الشفاعة التى نفاها الله تعالى كالتى أثبتها المشركون، ومن ضاهاهم من جهال هذه الأمة، وضلالهم؛ وهى شرك ‏.‏
والثانى‏:‏ أن يشفع الشفيع بإذن الله، وهذه أثبتها الله تعالى لعباده الصالحين؛ ولهذا كان سيد الشفعاء إذا طلب منه الخلق الشفاعة يوم القيامة يأتى ويسجد‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏فأحمد ربى بمحامد يفتحها على لا أحسنها الآن، فيقال‏:‏ أى محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع‏)‏ فإذا أذن له فى الشفاعة شفع صلى الله عليه وسلم لمن أراد الله أن يشفع فيه‏.‏
قال أهل هذا القول‏:‏ ولا يلزم من جواز التوسل والاستشفاع به بمعنى أن يكون هو داعيًا للمتوسل به أن يشرع ذلك فى مغيبه، وبعد موته؛ مع أنه هو لم يدع للمتوسل به، بل المتوسل به أقسم به أو سأل بذاته، مع كون الصحابة فرقوا بين الأمرين؛ وذلك لأنه فى حياته يدعو هو لمن توسل به، ودعاؤه لمن دعا له وشفاعته له أفضل دعاء مخلوق لمخلوق، فكيف يقاس هذا بمن لم يدع له الرسول، ولم يشفع له ‏؟‏ ومن سوى بين من دعا له الرسول، وبين من لم يدع له الرسول، وجعل هذا التوسل كهذا التوسل، فهو من أضل الناس ‏.‏
وأيضًا، فإنه ليس فى طلب الدعاء منه ودعائه هو والتوسل بدعائه ضرر، بل هو خير بلا شر، وليس فى ذلك محذور ولا مفسدة، فإن أحدًا من الأنبياء عليهم السلام لم يعبد فى حياته بحضوره، فإنه ينهى من يعبده ويشرك به ولو كان شركًا أصغر، كما نهى النبى صلى الله عليه وسلم من سجد له عن السجود له، وكما قال‏:‏ ‏(‏لا تقولوا‏:‏ ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا‏:‏ ما شاء الله ثم شاء محمد‏)‏ وأمثال ذلك ‏.‏
وأما بعد موته، فيخاف الفتنة والإشراك به كما أشرك بالمسيح، والعزير وغيرهما عند قبورهم؛ ولهذا قال النبى صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا تطرونى كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا‏:‏ عبد الله ورسوله‏)‏ أخرجاه فى الصحيحين، وقال‏:‏ ‏(‏اللهم لا تجعل قبرى وثنًا يعبد‏)‏، وقال‏:‏ ‏(‏لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد‏"‏، يحذر ما فعلوا‏.‏
وبالجملة، فمعنا أصلان عظيمان، أحدهما‏:‏ ألا نعبد إلا الله‏.‏ والثانى‏:‏ ألا نعبده إلا بما شرع، لا نعبده بعبادة مبتدعة ‏.‏
وهذان الأصلان هما تحقيق ‏(‏شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله‏)‏ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا‏}‏‏[‏ الملك‏:‏ 2‏]‏‏.‏
قال الفُضَيْل بن عياض‏:‏ أخلصه وأصوبه‏.‏ قالوا‏:‏ يا أبا على، ما أخلصه وأصوبه ‏؟‏ قال‏:‏ إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل حتى يكون خالصًا صوابًا‏.‏ والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة‏.‏ وذلك تحقيق قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا‏}‏‏[‏ الكهف‏:‏ 110‏]‏‏.‏
وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يقول فى دعائه‏:‏ اللهم اجعل عملى كله صالحًا، واجعله لوجهك خالصًا، ولا تجعل لأحد فيه شيئًا، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏أّمً لّهٍمً شٍرّكّاءٍ شّرّعٍوا لّهٍم مٌَنّ بدٌَينٌ مّا لّمً يّأًذّنً بٌهٌ بلَّه‏}‏‏[‏ الشورى‏:‏ 21 ‏]‏‏.‏
وفى الصحيحين عن عائشة، عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد‏)‏، وفى لفظ فى الصحيح‏:‏ ‏(‏من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد‏)‏، وفى الصحيح وغيره أيضًا يقول الله تعالى‏:‏ ‏(‏أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه غيرى فأنا منه برىء وهو كله للذى أشرك‏)‏‏.‏
ولهذا قال الفقهاء‏:‏ العبادات مبناها على التوقيف كما فى الصحيحين عن عمر بن الخطاب أنه قبَّل الحجر الأسود وقال‏:‏ والله إنى لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك‏.‏ والله سبحانه أمرنا باتباع الرسول وطاعته، وموالاته ومحبته، وأن يكون الله ورسوله أحبَّ إلينا مما سواهما، وضمن لنا بطاعته ومحبته محبة الله وكرامته‏.‏ فقال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ‏}‏‏[‏ آل عمران‏:‏ 31 ‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا‏}‏‏[‏ النور‏:‏ 54 ‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ‏}‏‏[‏ النساء‏:‏ 13 ‏]‏، وأمثال ذلك فى القرآن كثير‏.‏
ولا ينبغى لأحد أن يخرج فى هذا عما مضت به السنة، وجاءت به الشريعة ودل علىه الكتاب والسنة، وكان عليه سلف الأمة، وما علمه قال به، وما لم يعلمه أمسك عنه، ولا يقفو ما ليس له به علم، ولا يقول على الله ما لم يعلم، فإن الله تعالى قد حرَّمَ ذلك كله‏.‏
وقد جاء فى الأحاديث النبوية ذكر ما سأل الله تعالى به، كقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏اللهم إنى أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حى، يا قيوم‏)‏ رواه أبو داود وغيره، وفى لفظ‏:‏ ‏(‏اللهم إنى أسألك بأنى أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد‏)‏ رواه أبو داود والنسائى وابن ماجه‏.‏


__________________
اللهم فرج همي ..
وارزقني حسن الخاتمة..
إن انقضى الأجل فسامحونا ولاتنسونا من صالح دعائكم ..
& أم ماسة &
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-12-2011, 10:55 AM
راغبة في رضا الله راغبة في رضا الله غير متصل
مشرفة ملتقى طب الاسنان
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
مكان الإقامة: سوريا الجريحة
الجنس :
المشاركات: 4,393
الدولة : Syria
افتراضي رد: ما رأيكم ..هل كنتم تعرفون هذا

من فتاوى ابن تيمية رحمه الله
الكلام على حديث اللهم إنى أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد



وقد روى الترمذى حديثا صحيحًا عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه علم رجلا أن يدعو فيقول‏:‏‏(‏اللهم إنى أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد نبى الرحمة، يا محمد، يا رسول الله، إنى أتوسل بك إلى ربى فى حاجتى ليقضيها لى، اللهم شفعه فى‏)‏‏.‏ وروى النسائى نحو هذا الدعاء ‏.‏
وفى الترمذى وابن ماجه عن عثمان بن حنيف‏:‏ أن رجلاً ضريرًا أتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ادع الله أن يعافينى فقال‏:‏ ‏(‏إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت، فهو خير لك‏)‏‏.‏ فقال‏:‏ فادعه‏.‏ فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء‏:‏ ‏(‏اللهم إنى أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبى الرحمة، يا رسول الله، يا محمد، إنى توجهت بك إلى ربى فى حاجتى هذه لتقضى، اللهم فشفعه فى‏)‏ قال الترمذى‏:‏ هذا حديث حسن صحيح‏.‏
ورواه النسائى عن عثمان بن حنيف ولفظه‏:‏ أن رجلاً أعمى قال‏:‏ يا رسول الله، ادع الله أن يكشف لى عن بصرى‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏فانطلق فتوضأ، ثم صل ركعتين ثم قل‏:‏ اللهم إنى أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبى الرحمة، يا محمد، إنى أتوجه بك إلى ربى أن يكشف عن بصرى، اللهم فشفعه فى‏)‏ قال‏:‏ فرجع وقد كشف الله عن بصره ‏.‏
وقال الإمام أحمد فى مسنده‏:‏ حدثنا روح، حدثنا شعبة، عن عمير بن يزيد الخطمى المدينى قال‏:‏ سمعت عمارة بن خزيمة بن ثابت يحدث عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضريرًا أتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا نبى الله، ادع الله أن يعافينى، فقال‏:‏ ‏(‏إن شئت أخرت ذلك فهو خير لآخرتك، وإن شئت دعوت لك‏)‏ قال‏:‏ لا، بل ادع الله لى، فأمره أن يتوضأ، وأن يصلى ركعتين، وأن يدعو بهذا الدعاء‏:‏ ‏(‏اللهم إنى أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبى الرحمة، يا محمد، إنى أتوجه بك إلى ربى فى حاجتى هذه فتقضى، اللهم فشفعنى فيه وشفعه فى‏)‏‏.‏ قال‏:‏ ففعل الرجل فبرأ‏.‏
فهذا الحديث فيه التوسل به إلى الله فى الدعاء ‏.‏
فمن الناس من يقول‏:‏ هذا يقتضى جواز التوسل به مطلقًا حيا وميتا‏.‏ وهذا يحتج به من يتوسل بذاته بعد موته وفى مغيبه، ويظن هؤلاء أن توسل الأعمى والصحابة فى حياته كان بمعنى الإقسام به على الله، أو بمعنى أنهم سألوا الله بذاته أن يقضى حوائجهم، ويظنون أن التوسل به لا يحتاج إلى أن يدعو هو لهم، ولا إلى أن يطيعوه، فسواء عند هؤلاء دعا الرسول لهم أو لم يدع، الجميع عندهم توسل به، وسواء أطاعوه أو لم يطيعوه، ويظنون أن الله تعالى يقضى حاجة هذا الذى توسل به بزعمهم ولم يدع له الرسول، كما يقضى حاجة هذا الذى توسل بدعائه ودعا له الرسول صلى الله عليه وسلم؛ إذ كلاهما متوسل به عندهم، ويظنون أن كل من سأل الله تعالى بالنبى صلى الله عليه وسلم فقد توسل به كما توسل به ذلك الأعمى، وأن ما أمر به الأعمى مشروع لهم‏.
وقول هؤلاء باطل شرعًا وقدرًا، فلا هم موافقون لشرع الله، ولا ما يقولونه مطابق لخلق الله‏.‏
ومن الناس من يقولون‏:‏ هذه قضية عين يثبت الحكم فى نظائرها التى تشبهها فى مناط الحكم، لا يثبت الحكم بها فيما هو مخالف لها لا مماثل لها، والفرق ثابت شرعًا وقدرًا بين من دعا له النبى صلى الله عليه وسلم وبين من لم يدع له، ولا يجوز أن يجعل أحدهما كالآخر‏.‏
وهذا الأعمى شفع له النبى صلى الله عليه وسلم، فلهذا قال فى دعائه‏:‏ ‏(‏اللهم فشفعه فى‏)‏‏.‏ فعلم أنه شفيع فيه، ولفظه‏:‏ ‏(‏إن شئت صبرت وإن شئت دعوت لك‏)‏، فقال‏:‏ ادع لى؛ فهو طلب من النبى صلى الله عليه وسلم أن يدعو له، فأمره النبى صلى الله عليه وسلم أن يصلى، ويدعو هو أيضا لنفسه ويقول فى دعائه‏:‏ ‏(‏اللهم فشفعه فى‏)‏، فدل ذلك على أن معنى قوله‏:‏ ‏(‏أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد‏)‏ أى بدعائه وشفاعته كما قال عمر‏:‏ اللهم إنا كنا إذا أجْدَبْنَا توسلنا إليك بنبينا فتسقينا‏.‏
فالحديثان معناهما واحد، فهو صلى الله عليه وسلم علم رجلا أن يتوسل به فى حياته، كما ذكر عمر أنهم كانوا يتوسلون به إذا أجدبوا، ثم إنهم بعد موته إنما كانوا يتوسلون بغيره بدلا عنه‏.
فلو كان التوسل به حيًا وميتًا سواء، والمتوسل به الذى دعا له الرسول، كمن لم يدع له الرسول، لم يعدلوا عن التوسل به وهو أفضل الخلق وأكرمهم على ربه، وأقربهم إليه وسيلة إلى أن يتوسلوا بغيره ممن ليس مثله‏.‏
وكذلك لو كان أعمى توسل به ولم يدع له الرسول بمنزلة ذلك الأعمى، لكان عميان الصحابة أو بعضهم يفعلون مثل ما فعل الأعمى، فعدولهم عن هذا إلى هذا مع أنهم السابقون الأولون المهاجرون والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، فإنهم أعلم منا بالله ورسوله، وبحقوق الله ورسوله، وما يشرع من الدعاء وينفع، وما لم يشرع ولا ينفع، وما يكون أنفع من غيره، وهم فى وقت ضرورة ومخمصة وجدب يطلبون تفريج الكربات، وتيسير العسير، وإنزال الغيث بكل طريق ممكن دليل على أن المشروع ما سلكوه دون ما تركوه‏.‏
ولهذا ذكر الفقهاء فى كتبهم فى الاستسقاء ما فعلوه دون ما تركوه، وذلك أن التوسل به حيًا هو الطلب لدعائه وشفاعته وهو من جنس مسألته أن يدعو لهم، وهذا مشروع، فما زال المسلمون يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حياته أن يدعو لهم ‏.‏
وأما بعد موته، فلم يكن الصحابة يطلبون منه الدعاء، لا عند قبره ولا عند غير قبره، كما يفعله كثير من الناس عند قبور الصالحين، يسأل أحدهم الميت حاجته، أو يقسم على الله به ونحو ذلك، وإن كان قد روى فى ذلك حكايات عن بعض المتأخرين، بل طلب الدعاء مشروع من كل مؤمن لكل مؤمن، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر لما استأذنه فى العمرة‏:‏ ‏(‏لا تنسنا يا أخى من دعائك‏)‏ إن صح الحديث وحتى أمر النبى صلى الله عليه وسلم أن يطلب من أويس القرنى أن يستغفر للطالب، وإن كان الطالب أفضل من أويس بكثير ‏.‏
وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح‏:‏ ‏(‏إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول‏:‏ ثم صلوا علىَّ فإنه من صلى علىَّ مرة صلى الله عليه عشرًا، ثم سَلوا الله لى الوسيلة، فإنها درجة فى الجنة لا تنبغى إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد، فمن سأل الله لى الوسيلة حلت عليه شفاعتى يوم القيامة‏)‏ مع أن طلبه من أمته الدعاء ليس هو طلب حاجة من المخلوق، بل هو تعليم لأمته ما ينتفعون به فى دينهم، وبسبب ذلك التعليم والعمل بما علمهم يعظم الله أجره ‏.‏
فإنا إذا صلينا عليه مرة صلى الله علينا عشرًا، وإذا سألنا الله له الوسيلة، حلت علينا شفاعته يوم القيامة، وكل ثواب يحصل لنا على أعمالنا فله مثل أجرنا من غير أن ينقص من أجرنا شىء، فإنه صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئًا‏)‏ وهو الذى دعا أمته إلى كل خير، وكل خير تعمله أمته له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شىء ‏.‏
ولهذا لم يكن الصحابة والسلف يهدون إليه ثواب أعمالهم ولا يحجون عنه ولا يتصدقون ولا يقرؤون القرآن ويهدون له؛ لأن كل ما يعمله المسلمون من صلاة وصيام وحج وصدقة وقراءة له صلى الله عليه وسلم مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شىء؛ بخلاف الوالدين، فليس كل ما عمله المسلم من الخير يكون لوالديه مثل أجره، ولهذا يهدى الثواب لوالديه وغيرهما ‏.‏
ومعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم مطيع لربه عز وجل فى قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ‏}‏‏[‏ الشرح‏:‏ 7، 8 ‏]‏‏.‏ فهو صلى الله عليه وسلم لا يرغب إلى غير الله، وقد ثبت عنه فى الصحيح أنه قال‏:‏ ‏(‏يدخل من أمتى الجنة سبعون ألفًا بغير حساب، هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون‏)‏‏.‏
فهؤلاء من أمته وقد مدحهم بأنهم لا يسترقون، والاسترقاء‏:‏ أن يطلب من غيره أن يرقيه، والرقية من نوع الدعاء، وكان صلى الله عليه وسلم يرقى نفسه وغيره، ولا يطلب من أحد أن يرقيه، ورواية من روى فى هذا‏:‏ ‏(‏لا يُرقون‏)‏ ضعيفة غلط؛ فهذا مما يبين حقيقة أمره لأمته بالدعاء أنه ليس من باب سؤال المخلوق للمخلوق الذى غيره أفضل منه، فإن من لا يسأل الناس بل لا يسأل إلا الله أفضل ممن يسأل الناس، ومحمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم‏.‏
ودعاء الغائب للغائب، أعظم إجابة من دعاء الحاضر؛ لأنه أكمل إخلاصًا وأبعد عن الشرك، فكيف يشبه دعاء من يدعو لغيره بلا سؤال منه، إلى دعاء من يدعو الله بسؤاله وهو حاضر ‏؟‏ وفى الحديث‏:‏ ‏(‏أعظم إجابة دعاء غائب لغائب‏)‏، وفى صحيح مسلم عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏ما من رجل يدعو لأخيه بظهر الغيب بدعوة إلا وكل الله به ملكا كلما دعا لأخيه بدعوة قال الملك الموكل به‏:‏ آمين ولك بمثله‏)‏‏.‏
وذلك أن المخلوق يطلب من المخلوق ما يقدر المخلوق عليه، والمخلوق قادر على دعاء الله ومسألته، فلهذا كان طلب الدعاء جائزًا، كما يطلب منه الإعانة بما يقدر عليه والأفعال التى يقدر عليها‏.‏ فأما ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، فلا يجوز أن يطلب إلا من الله سبحانه، لا يطلب ذلك لا من الملائكة، ولا من الأنبياء، ولا من غيرهم، ولا يجوز أن يقال لغير الله‏:‏ اغفر لى، واسقنا الغيث، وانصرنا على القوم الكافرين، أو اهد قلوبنا، ونحو ذلك؛ ولهذا روى الطبرانى فى معجمه أنه كان فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم منافق يؤذى المؤمنين، فقال الصديق‏:‏ قوموا بنا نستغث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق، فجاؤوا إليه فقال‏:‏ ‏(‏إنه لا يستغاث بى، وإنما يستغاث بالله‏)‏ وهذا فى الاستعانة مثل ذلك ‏.‏
فأما ما يقدر عليه البشر، فليس من هذا الباب، وقد قال سبحانه‏:‏ ‏{‏إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ‏}‏‏[‏الأنفال‏:‏ 9 ‏]‏، وفى دعاء موسى عليه السلام ‏:‏ ‏(‏اللهم لك الحمد، وإليك المشتكى، وإليك المستعان، وبك المستغاث،وعليك التكلان،ولا حول ولا قوة إلا بك‏)‏ وقال أبو يزيد البسطامى‏:‏استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة الغريق بالغريق‏.‏
وقال أبو عبد الله القرشى‏:‏ استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة المسجون بالمسجون، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا‏}‏‏[‏ الإسراء‏:‏ 56، 57 ‏]‏‏.‏
قال طائفة من السلف‏:‏ كان أقوام يدعون الملائكة والأنبياء فقال الله تعالى‏:‏ هؤلاء الذين تدعونهم هم عبادى كما أنتم عبادى، يرجون رحمتى كما ترجون رحمتى، ويخافون عذابى كما تخافون عذابى، ويتقربون إلىَّ كما تتقربون إلىَّ، فنهى سبحانه عن دعاء الملائكة والأنبياء، مع إخباره لنا أن الملائكة يدعون لنا ويستغفرون، ومع هذا فليس لنا أن نطلب ذلك منهم ‏.‏
وكذلك الأنبياء والصالحون، وإن كانوا أحياء فى قبورهم‏.‏ وإن قدر أنهم يدعون للأحياء وإن وردت به آثار فليس لأحد أن يطلب منهم ذلك، ولم يفعل ذلك أحد من السلف؛ لأن ذلك ذريعة إلى الشرك بهم وعبادتهم من دون الله تعالى، بخلاف الطلب من أحدهم فى حياته، فإنه لا يفضى إلى الشرك؛ ولأن ما تفعله الملائكة ويفعله الأنبياء والصالحون بعد الموت هو بالأمر الكونى فلا يؤثر فيه سؤال السائلين، بخلاف سؤال أحدهم فى حياته فإنه يشرع إجابة السائل، وبعد الموت انقطع التكليف عنهم ‏.‏
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ‏}‏‏[‏ آل عمران‏:‏79، 80‏]‏‏.‏
فبين سبحانه أن من اتخذ الملائكة والنبيين أربابًا فهو كافر، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ‏}‏‏[‏ سبأ‏:‏ 22، 23 ‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ‏}‏‏[‏ البقرة‏:‏ 255 ‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ‏}‏‏[‏ يونس‏:‏ 3 ‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ‏}‏‏[‏ السجدة‏:‏ 4 ‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ‏}‏‏[‏ يونس‏:‏ 18 ‏]‏، وقال تعالى عن صاحب يس‏:‏ ‏{‏وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ‏}‏‏[‏ يس‏:‏ 22 25 ‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ‏}‏‏[‏ سبأ‏:‏ 23 ‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا‏}‏‏[‏ طه‏:‏ 109 ‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ‏}‏‏[‏ الأنبياء‏:‏ 28 ‏]‏ ‏.‏
فالشفاعة نوعان‏:‏
أحدهما‏:‏ الشفاعة التى نفاها الله تعالى كالتى أثبتها المشركون، ومن ضاهاهم من جهال هذه الأمة، وضلالهم؛ وهى شرك ‏.‏
والثانى‏:‏ أن يشفع الشفيع بإذن الله، وهذه أثبتها الله تعالى لعباده الصالحين؛ ولهذا كان سيد الشفعاء إذا طلب منه الخلق الشفاعة يوم القيامة يأتى ويسجد‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏فأحمد ربى بمحامد يفتحها على لا أحسنها الآن، فيقال‏:‏ أى محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع‏)‏ فإذا أذن له فى الشفاعة شفع صلى الله عليه وسلم لمن أراد الله أن يشفع فيه‏.‏
قال أهل هذا القول‏:‏ ولا يلزم من جواز التوسل والاستشفاع به بمعنى أن يكون هو داعيًا للمتوسل به أن يشرع ذلك فى مغيبه، وبعد موته؛ مع أنه هو لم يدع للمتوسل به، بل المتوسل به أقسم به أو سأل بذاته، مع كون الصحابة فرقوا بين الأمرين؛ وذلك لأنه فى حياته يدعو هو لمن توسل به، ودعاؤه لمن دعا له وشفاعته له أفضل دعاء مخلوق لمخلوق، فكيف يقاس هذا بمن لم يدع له الرسول، ولم يشفع له ‏؟‏ ومن سوى بين من دعا له الرسول، وبين من لم يدع له الرسول، وجعل هذا التوسل كهذا التوسل، فهو من أضل الناس ‏.‏
وأيضًا، فإنه ليس فى طلب الدعاء منه ودعائه هو والتوسل بدعائه ضرر، بل هو خير بلا شر، وليس فى ذلك محذور ولا مفسدة، فإن أحدًا من الأنبياء عليهم السلام لم يعبد فى حياته بحضوره، فإنه ينهى من يعبده ويشرك به ولو كان شركًا أصغر، كما نهى النبى صلى الله عليه وسلم من سجد له عن السجود له، وكما قال‏:‏ ‏(‏لا تقولوا‏:‏ ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا‏:‏ ما شاء الله ثم شاء محمد‏)‏ وأمثال ذلك ‏.‏
وأما بعد موته، فيخاف الفتنة والإشراك به كما أشرك بالمسيح، والعزير وغيرهما عند قبورهم؛ ولهذا قال النبى صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا تطرونى كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا‏:‏ عبد الله ورسوله‏)‏ أخرجاه فى الصحيحين، وقال‏:‏ ‏(‏اللهم لا تجعل قبرى وثنًا يعبد‏)‏، وقال‏:‏ ‏(‏لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد‏"‏، يحذر ما فعلوا‏.‏
وبالجملة، فمعنا أصلان عظيمان، أحدهما‏:‏ ألا نعبد إلا الله‏.‏ والثانى‏:‏ ألا نعبده إلا بما شرع، لا نعبده بعبادة مبتدعة ‏.‏
وهذان الأصلان هما تحقيق ‏(‏شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله‏)‏ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا‏}‏‏[‏ الملك‏:‏ 2‏]‏‏.‏
قال الفُضَيْل بن عياض‏:‏ أخلصه وأصوبه‏.‏ قالوا‏:‏ يا أبا على، ما أخلصه وأصوبه ‏؟‏ قال‏:‏ إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل حتى يكون خالصًا صوابًا‏.‏ والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة‏.‏ وذلك تحقيق قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا‏}‏‏[‏ الكهف‏:‏ 110‏]‏‏.‏
وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يقول فى دعائه‏:‏ اللهم اجعل عملى كله صالحًا، واجعله لوجهك خالصًا، ولا تجعل لأحد فيه شيئًا، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏أّمً لّهٍمً شٍرّكّاءٍ شّرّعٍوا لّهٍم مٌَنّ بدٌَينٌ مّا لّمً يّأًذّنً بٌهٌ بلَّه‏}‏‏[‏ الشورى‏:‏ 21 ‏]‏‏.‏
وفى الصحيحين عن عائشة، عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد‏)‏، وفى لفظ فى الصحيح‏:‏ ‏(‏من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد‏)‏، وفى الصحيح وغيره أيضًا يقول الله تعالى‏:‏ ‏(‏أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه غيرى فأنا منه برىء وهو كله للذى أشرك‏)‏‏.‏
ولهذا قال الفقهاء‏:‏ العبادات مبناها على التوقيف كما فى الصحيحين عن عمر بن الخطاب أنه قبَّل الحجر الأسود وقال‏:‏ والله إنى لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك‏.‏ والله سبحانه أمرنا باتباع الرسول وطاعته، وموالاته ومحبته، وأن يكون الله ورسوله أحبَّ إلينا مما سواهما، وضمن لنا بطاعته ومحبته محبة الله وكرامته‏.‏ فقال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ‏}‏‏[‏ آل عمران‏:‏ 31 ‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا‏}‏‏[‏ النور‏:‏ 54 ‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ‏}‏‏[‏ النساء‏:‏ 13 ‏]‏، وأمثال ذلك فى القرآن كثير‏.‏
ولا ينبغى لأحد أن يخرج فى هذا عما مضت به السنة، وجاءت به الشريعة ودل علىه الكتاب والسنة، وكان عليه سلف الأمة، وما علمه قال به، وما لم يعلمه أمسك عنه، ولا يقفو ما ليس له به علم، ولا يقول على الله ما لم يعلم، فإن الله تعالى قد حرَّمَ ذلك كله‏.‏
وقد جاء فى الأحاديث النبوية ذكر ما سأل الله تعالى به، كقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏اللهم إنى أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حى، يا قيوم‏)‏ رواه أبو داود وغيره، وفى لفظ‏:‏ ‏(‏اللهم إنى أسألك بأنى أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد‏)‏ رواه أبو داود والنسائى وابن ماجه‏.‏



أتمنى أن تكونوا قد قرأتموه بعناية
وأنتظر سماع آرائكم وتعليقاتكم
__________________
اللهم فرج همي ..
وارزقني حسن الخاتمة..
إن انقضى الأجل فسامحونا ولاتنسونا من صالح دعائكم ..
& أم ماسة &
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-12-2011, 09:49 PM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
59 59 رد: ما رأيكم ..هل كنتم تعرفون هذا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكِ الله أختي الحبيبة

الحديث
(اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي ، اللهم فشفعه في) صحيح الجامع الصغير حديث (1279)

بخصوص الحديث
أخرج الإمام أحمد وغيره بسند صحيح عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ادع الله أن يعافيني . فقال صلى الله عليه وسلم : (إن شئت دعوت لك ، وإن شئت أخّرتُ ذاك ، فهو خير لك. [وفي رواية : (وإن شئتَ صبرتَ فهو خير لك)] ، فقال : ادعهُ. فأمره أن يتوضأ ، فيحسن وضوءه ، فيصلي ركعتين ، ويدعو بهذا الدعاء : اللهم إني أسألك ، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني توجهتُ بك إلى ربي في حاجتي هذه ، فتقضى لي ، اللهم فشفّعه فيَّ وشفّعني فيه) . قال : ففعل الرجل فبرأ .

وقد أشكل هذا الحديث على بعض الناس وظنوا أن فيه حجة على بعض أنواع التوسل البدعي ، وليس الأمر كذلك .

وقد أجاب عن الإشكال الذي قد يفهم من هذا الحديث كثير من أهل العلم ، وبينوا أنه لا حجة فيه لأحد ممن يرى التوسل البدعي ، سواء كان بالذات أو بالجاه ، فضلا عن التوسل بالأموات ودعائهم من دون الله ، ومن أحسن الردود العلمية المحكمة ما سطره العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في كتابه "التوسل أنواعه وأحكامه" فكان مما قاله رحمه الله تعليقا على هذا الحديث :
"وأما نحن فنرى أن هذا الحديث لا حجة لهم فيه على التوسل بالذات ، بل هو دليل آخر على النوع الثالث من أنواع التوسل المشروع ـ وهو التوسل بدعاء الرجل الصالح ـ لأن توسل الأعمى إنما كان بدعائه صلى الله عليه وسلم ؛ والأدلة على ما نقول من الحديث نفسه كثيرة ، وأهمها :

أولاً: أن الأعمى إنما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو له ، وذلك قوله : ( ادعُ الله أن يعافيني ) فهو توسل إلى الله تعالى بدعائه ، لأنه يعلم أن دعاءه صلى الله عليه وسلم أرجى للقبول عند الله بخلاف دعاء غيره ، ولو كان قصد الأعمى التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم أو جاهه أو حقه لما كان ثمة حاجة به إلى أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ، ويطلب منه الدعاء له ، بل كان يقعد في بيته ، ويدعو ربه بأن يقول مثلاً : ( اللهم إني أسألك بجاه نبيك ومنزلته عندك أن تشفيني، وتجعلني بصيراً). ولكنه لم يفعل .

ثانياً : أن النبي صلى الله عليه وسلم وعده بالدعاء مع نصحه له ببيان ما هو الأفضل له ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : (إن شئت دعوتُ ، وإن شئت صبرت فهو خير لك).

ثالثاً : إصرار الأعمى على الدعاء وهو قوله : (فادع) فهذا يقتضي أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا له ، لأنه صلى الله عليه وسلم خيرُ من وَفَى بما وعد ، وقد وعده بالدعاء له إن شاء كما سبق ، فلا بد أنه صلى الله عليه وسلم دعا له ، فثبت المراد ، وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم الأعمى بدافع من رحمته ، وبحرص منه أن يستجيب الله تعالى دعاءه فيه ، وجهه إلى النوع الثاني من التوسل المشروع ، وهو التوسل بالعمل الصالح ، ليجمع له الخير من أطرافه ، فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين ثم يدعو لنفسه ، وهذه الأعمال طاعة لله سبحانه وتعالى يقدمها بين يدي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له ، وهي تدخل في قوله تعالى : (وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ ) كما سبق .
وعلى هذا ، فالحادثة كلها تدور حول الدعاء – كما هو ظاهر – وليس فيها ذكر شيء مما يزعمون .
رابعاً : أن في الدعاء الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه أن يقول : ( اللهم فشفعه في ) وهذا يستحيل حمله على التوسل بذاته صلى الله عليه وسلم ، أو جاهه ، أو حقه ، إذ إن المعنى : اللهم اقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم فيّ ، أي : اقبل دعاءه في أن ترد عليَّ بصري ، والشفاعة لغةً الدعاء ، قال في "لسان العرب" (8/184) : "الشفاعة كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره ، والشافع الطالب لغيره ، يتشفع به إلى المطلوب ، يقال تشفعت بفلان إلى فلان ، فشفعني فيه" انتهى .
فثبت بهذا الوجه أيضاً أن توسل الأعمى إنما كان بدعائه صلى الله عليه وسلم لا بذاته .

خامساً : أن مما علم النبيُّ صلى الله عليه وسلم الأعمى أن يقوله : ( وشفعني فيه ) أي : اقبل شفاعتي ، أي دعائي في أن تقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم ، أي دعاءه في أن ترد علي بصري . هذا المعنى الذي لا يمكن أن يفهم من هذه الجملة سواه .
ولهذا ترى المخالفين يتجاهلونها ، ولا يتعرضون لها من قريب أو من بعيد ، لأنها تنسف بنيانهم من القواعد ، وتجتثه من الجذور .

سادساً : إن هذا الحديث ذكره العلماء في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه المستجاب ، وما أظهره الله ببركة دعائه من الخوارق والإبراء من العاهات ، فإنه بدعائه صلى الله عليه وسلم لهذا الأعمى أعاد الله عليه بصره ، ولذلك رواه المصنفون في "دلائل النبوة" كالبيهقي وغيره ، فهذا يدل على أن السر في شفاء الأعمى إنما هو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم .
فلو كان السر في شفاء الأعمى أنه توسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم وقدره وحقه ، كما يفهم عامة المتأخرين ، لكان من المفروض أن يحصل هذا الشفاء لغيره من العميان الذين يتوسلون بجاهه صلى الله عليه وسلم ، بل ويضمون إليه أحياناً جاه جميع الأنبياء المرسلين ، وكل الأولياء والشهداء والصالحين ، وجاه كل من له جاه عند الله من الملائكة ، والإنس والجن أجمعين ! ولم نعلم ولا نظن أحداً قد علم حصول مثل هذا خلال القرون الطويلة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم إلى اليوم .
وبهذا التوضيح يتبين أن قول الأعمى في دعائه : (اللهم إني أسألك ، وأتوسل إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم) إنما المراد به : أتوسل إليك بدعاء نبيك ، أي على حذف المضاف ، وهذا أمر معروف في اللغة ، كقوله تعالى : (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) يوسف/82 ، أي : أهل القرية وأصحاب العير .
على أنني أقول : لو صح أن الأعمى إنما توسل بذاته صلى الله عليه وسلم ، فيكون حكماً خاصاً به صلى الله عليه وسلم ، لا يشاركه فيه غيره من الأنبياء والصالحين ، وإلحاقهم به مما لا يقبله النظر الصحيح ، لأنه صلى الله عليه وسلم سيدهم وأفضلهم جميعاً ، فيمكن أن يكون هذا مما خصه الله به عليهم ككثير مما صح به الخبر ، وباب الخصوصيات لا تدخل فيه القياسات ، فمن رأى أن توسل الأعمى كان بذاته لله ، فعليه أن يقف عنده ، ولا يزيد عليه كما نقل عن الإمام أحمد والشيخ العز بن عبد السلام رحمهما الله تعالى . هذا هو الذي يقتضيه البحث العلمي مع الإنصاف ، والله الموفق للصواب "
انتهى باختصار من "التوسل" ( ص 75 وما بعدها) .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-12-2011, 10:57 PM
راغبة في رضا الله راغبة في رضا الله غير متصل
مشرفة ملتقى طب الاسنان
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
مكان الإقامة: سوريا الجريحة
الجنس :
المشاركات: 4,393
الدولة : Syria
افتراضي رد: ما رأيكم ..هل كنتم تعرفون هذا

بارك الله بك أختي الحبيبة غفساوية
شكراً لك على تلبية الدعوة والإضافة القيمة
في ميزان حسناتك ان شاء الله
__________________
اللهم فرج همي ..
وارزقني حسن الخاتمة..
إن انقضى الأجل فسامحونا ولاتنسونا من صالح دعائكم ..
& أم ماسة &
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-12-2011, 11:30 PM
بشير المحمدي بشير المحمدي غير متصل
مشرف ملتقى غرائب وعجائب العالم
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: iraq
الجنس :
المشاركات: 8,635
الدولة : Iraq
افتراضي رد: ما رأيكم ..هل كنتم تعرفون هذا

اخواني انا اعرف ان الشهيد يشفع السبعين من اهله
والثلاثه الذين غلقت عليهم الصخره توسلو على الله بصالح الاعمال والقصه معروفه
التوسل على الله بجاه العمل الصالح كما اوضحت الاخوات الراغبه والاخت غفساويه
فكيف بجاه الحبيب
بارك الله بيكن ونفع الله بكم الاسلام
__________________

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 106.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 102.74 كيلو بايت... تم توفير 3.97 كيلو بايت...بمعدل (3.72%)]