للصـبر حـــــــــدود.؟؟؟

[زارع المحبة]

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحياتي لكل أعضاء هذا القسم الجميل (والمصريين منهم خاصة[1]) .

لا أنكر أنني أكتب أحيانا مواضيع استفزازية[2] , لكن هذه المرة ليس هناك أي استفزاز لأحد .

نجد كثيرا من آيات القرآن تحثنا على الصبر أوتأمرنا به , وفي بعض الأحاديث :

"الصبر نصف الإيمان"

والنص المشهور يقول :

" إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ" قرآن كريم

ولا أريد أن أدخل في تفاصيل أنواع الصبر وأقسامه التي يقول عنها المختصون إنها ثلاثة :ـ

1) صبرٌ على الفرائض والواجبات , وذلك بأن يُـــلزم العبد نفسه القيام بها حتى في أصعب الظروف .

2) صبرٌ على المحرمات والمنكرات , وذلك بأن يُـــلزم العبد نفسه مجانبتها والبعد عنها مهما كانت الحال ؛ إلا حال الضرورة .


3) صبرٌ على الأقدار , وذلك بأن يرضى الانسانُ بما قدر الله , فلا يتسخط ولا يتشكـّى ولا يعترض على ماقضى الله وقدر؛ بل يتأكد ويعلم علم اليقين أن ما قضاه الله وقدره فيه الخير والمصلحة له ولغيره .

هكذا هو الشأن في الثقافة الاسلامية , أو أزعم أنا أني فهمت كذلك .

فهل ما فهمته صحيح ؟

ولكن بعض الناس يقولون للصبر حدود .
بل يقولون أكثر من ذلك , يقولون إن من الصبر ما هو مذلة وخنوع أوعجز وفشل .

ولنبدأ بأبسط مثال , فلو فرضنا أن أحدا ظلمك , فهل تصبر عليه وتصفح وتحلم ؟ أم تعتبر عدم ردك عليه ذِلة ومهانة واستكانة ورضى بالهـُــون والدُّون؟
ولو فرضنا أنك صفحتَ وحلـُمت عليه , ثم عاد إلى ظلمه لك فهل ستحلم وتصفح مرة ثانية ؟ وثالثة ؟... أم ستقول : " كفاية ؛ للصبر حدود" ؟

.....

أما المثال الثاني فلعله أكثر تعقيدا من سابقه , ولكن الإجابة عليه هي التي ستوضّح القضية وتنهي الموضوع .

المثال هو حسني (المبارك أو المشؤوم , كما شئتم )
يقول عنه المصريون ـ أو أكثرهم ـ إنه كان ظالما ومستبدا ومفسدا وشريرا وطاغية ووووووو, وإن حسني علا في الأرض وجعل أهلها شيعا فاستضعفهم واعتدى عليعهم فأخذ أموالهم وجلد ظهورهم إنه كان من المفسدين .

ولا انكِــر أبدا أنه كان كذلك أو أكثر من ذلك , ولكنهم صبروا عليه ثلاثين سنة , نعم ثلاثين سنة أو أكثر .

فإن كان الصبر على الظلم مذلة وهوان, فلماذا صبروا كل هذه المدة ؟
وإن كان الصبر جميل كما يقولون هم , فلماذا انحرفوا عنه وتركوه ؟

تمنياتي للمصريين وللمسلمين عموما بعهد جديد تسوده الحرية والعدالة والمحبة والتراحم وكل المعاني الجميلة ـ آمين .

دمت في رعاية الله وحفظه .

والســـــــــــــــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

[1] ) فقد وقع لي اليوم حادث جعلني أحب أكثر المصريين ؛ ولربما أفصل ذلك في فرصة أخرى ...

[2] لحكمة طبعا وليس أعتباطا أورغبة في الاستفزاز .