|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله .. أحبتى فى الله وقفة مع أنفسنا فى ظل الأحداث الجارية ... مراعاة للمصالح و المفاسد و التى هى من مقاصد الشريعة الإسلامية ، يجب وقف كل هذه المظاهرات فى جميع أنحاء المحافظات حرصا على سلامة الناس و أمنهم و استقرار معايشهم ؛لإن القاعدة الشرعية تنص على أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. و عندما ننظر بعين البصيرة لما نحن فيه الآن ، نجد أن المفسدة متحققة ، و المصلحة غير متحققة . فمن المفاسد المتحققة : قتل الناس فى المظاهرات و ترويع الآمنين فى بيوتهم و أماكِنهم و تعطيل مصالح المسلمين ، و هذا كله لا يشكك فيه أحد و على الجانب الآخر لا يوجد مصلحة متحققة لو ترك الرئيس مكانه ، لأنه ببساطة شديدة لا يوجد البديل الكفء الأمين الذى يثق فيه الشعب. ثم إن من المصلحة أن يبقى فى مكانه حتى تُظهِـر لنا الأيام الأكفاء المخلصين ، ثم إن الرئيس قد إنتهى حكمه و سلطانه و سلطان ولده لكِنه أخبر انه لا يريد أن يرحل اليوم بل غداً ، فما لنا لا نقبل ، أفيُعـقـل أن يصبُر شعب على ما يقرب من ثلاثين عاماً ثم لا يصبُر على عدة شهور ليس فيها ظلماً لأحد ، بل هى مرحلة لمحاسبة المفسدين و الظالمين ، أخشى أن نصاب بالعجلة فنُحرم كثيراً من الخير ، فذلِك دائماً و أبداً عاقبة العجلة . و قديماً قالوا الزمن جزءً من العلاج ، فالوصول إلى الأهداف يحتاج دائما إلى وقت و وصبر ، و الله تبارك و تعالى يكره العجلة و يحب الحلم و الأناة ، لأن الأناة من الله تعالى و العجلة من الشيطان ، كما أخبرنا النبى صلى الله عليه و سلم . لست من ذوي الأملاك ولا أصحاب الهيئات حتي أخاف من صاحب جاه أو أُذَل لصاحب مال فاللهم لا تجعل خوفي إلا منك ولا ذلي إلا لك ولا فقري إلا إليك . وإنا لا نسعي بكلامنا أن نستميل به قلوب الناس إلينا أو نحافظ به علي ما حبانا الله به من حب كثير من الناس أو نداهن به أهل الباطل فبئست النوايا ولا نامت أعين الجبناء ، وإن الله إذا أبغض عبداً هيأ له الأسباب التي تكون سبباًلبغض الناس له وكذلك إذا أحب عبداً هيأ له الأسباب التي تكون سبباً لحب الناس له، كل ذلك علي حسب ما يطلع الله عليه من السرائر والضمائر ، فهو فعال لما يريد ، فإذا كان الصمت لله فكذلك لا بد أن يكون الكلام لله ، فالمحيا و الممات له ، كما قال تعالى : " قل إن صلاتى و نسكى و محياى و مماتى لله رب العالمين " و لقد صح عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال: " مَن أَحَبَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَعْطَى لِلَّهِ ، وَمَنَعَ لِلَّهِ ، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ "رواه أبو داود. وإني منذ الأحداث ما وقفت يوماً أثبط الناس ولا أشد علي أيديهم وإنما وقفت أُذكر بالله وبالثقة في موعود الله ونصره وأن يأخذوا بالأسباب المتاحة المشروعة للتغير وأن يتبرؤوا من حولهم وقوتهم وأن يلجأوا إلي الله وأن يعتمدوا ويتوكلوا عليه ، وأن يعلموا أن ما وصلوا إليه هو بإرادة الله وحده لا شريك له وإنما نحن أسباب هيأها الله لكي يتم له ما يريده فلربما أطلع الله علي دعوة مظلوم دعي بدعوة نوح عليه السلام فقال : رب إنى مغلوب فانتصر غفل عنها الحاكم ولم يغفل عنها الله فاستجاب له ولربما أطلع الله علي الذين يعذبون ويقتلون في السجون ولا ناصر لهم فكان الله تبارك وتعالي نعم المولي ونعم النصير ولربما أطلع الله علي أصحاب السلطان والجاه والمال وهم يتكبرون علي خلق الله فأذلهم الله . وإني أشهد الله وأبرئ ساحتي أمام الله أني للظلم وأصحابه كاره وأدعو الله وأتمني أن يزول ، ولكني خشيت من العجلة أن يذهب طاغوت ثم يُؤتي بطاغوت أخر قد صنع علي عين الغرب فناديت بالتمهل والحلم والأناة للتثبت وشحذ الهمم وتصحيح النوايا ، لا للتعطيل ولا للتثبيط ولا للتعجيز عياذاً لله من ذلك ، بينما العدو يعاني من سكرات الرحيل ومن أثار الهزيمة النفسية التي ما مُنِي بها قبل ذلك وفي الوقت ذاته ما دعوت إلي وقف المظاهرات إعتراضاً عليها وهي تطالب بحق مشروع لا بحق ممنوع وكيف لي أن أعترض علي أمر قد جعله الله سبباً لرفع الظلم والهوان ولكني أعترضت علي ما قد يؤدي إليها من تخريب أو تعطيل لمصالح المسلمين فالمُخَرب دارى والمقتول أخي ، ولكم تمنيت أن تكون لهذه الصيحة قيادة حكيمة يُرجع إليها عند التنازع حتي لا يحدث الفشل وتذهب القوة كما قال تعالي : (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنّاللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) الأنفال 46َ وأن يكون التفاوض والحوار معها ، ثم إذا كان هناك خيانة أو تخاذل من جانب الحكومة أو استغلال للموقف كانت القيادة موجودة والشعب حاضر والصيحة معروفة والميدان معروف مكانه ، وإني و الحمد لله أثق في أن هذا التجمع لا يفرقه أحد . و ناديت بالحلم والأناة حتي تظهر لنا الأيام النفاق وأهله و نري بأعيننا أيدي الطامعين من شرق أو غرب كيف والبلد مطمع لكل طامع ( إنها مصر ) . ولكم كنت أتمني أن تكونوا لي ناصحين بدلاً من أن تكونوا علي ناقمين ولعرضي مستحلين كما هي صفة أهل الايمان وللحديث بقية ......... إن شاء الله . والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته كاتب المقال:فضيلة الشيخ حاتم فريد الواعر
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |